الأحد، 30 سبتمبر 2012

فتاة وكتاب



فتاة وكتاب

في الغالب تكون (الأشياء) واقعة تحت أعين الجميع,يرونها بوضوح,البعض يتغاضي عنها ,والآخرون يتأسفون في سرّههم؛خائفين من مجرد الهمس,وبعضهم علي الرغم من سوء تلك الأشياء وحقارتها وقذارتها؛ينافق المسئول عنها(السلطة),ويبدأ في مدح الشرور الفظيعة حتي يبدأ في تصديق نفسه ويتوّحش أمام كل من يعترض.في مصر تلك النماذج التي ربما يُتعاطف معها؛قسوة الحياة في مصر لا يحتملها سوي من يقوم بتلك الأفعال للأسف....هؤلاء الناس ليسوا موضوعنا.موضوعنا هؤلاء الأبطال الذين قالوا لا في وجه من قالوا نعم.

تحدثت عن (الأشياء)والأشياء كثيرة لا تحصي,و أشياءنا في الحالة المصرية,كل ما هو معروف ونتعايش معه بمنتهي العادية,وربما يسبب للبعض البهجة,(الأشياء)تبدأ من الاستبداد السياسي الذي هو أصل الفساد,ولا تنتهي بعدم توافر دورات مياه عمومية آدمية.

لكن(شيئنا) الذين أوّد الحديث عنه:فتاة وكتاب-هل يوجد في العالم أجمل من ذلك؟!-الفتاة طبيبة شابة,كاتبة صحفية,أديبة,باحثة,فنانة تشكيلية....

لكنها تحب اسمها وتعتز به,وتفضله علي ما عداه,حينما أراد مقدم أحد البرامج أن تختار لنفسها لقباً؛ليناديها به,أجابت ببساطة:بسمة بس.

وهكذا يكون النموذج الرابع الذي لم نتحدث عنه,هؤلاء الذين صدّعوا بقول الحقيقة,تحت أي ظروف ودون انتظارثناء,وربما بلا إمكانيات تؤهلهم للوقوف هؤلاء أمام آلة السلطة الجرارة,الساحقة لكل من لا يتنحي عنها,لكن هذا النموذج العظيم الذي يملأ مصر,وقف وتحمل ولم يساوم أو يهادن؛مجرد هدنة لتسيير المصالح,بل ظل شامخاً ينضم له فرد وراء الآخر.من الممكن القول أن هذا النموذج هو الأساس الحقيقي لثورة يناير المستمرة....من بين هؤلاء نري بسمة عبد العزيز بجسدها النحيف وقد استخدمت ترسها لصدّ زحف الآلة الجبارة وبهذا الترس الذي اختارته علي صورة قلم,بدأت تكتب بحثاً شجاعاً ربما كان الأشجع في الفترة التي سبقت يناير 2011.
الفتاة:بسمة عبد العزيز
الكتاب: إغراء السلطة المطلقة

في الأيام الشهور التي سبقت ثورة يناير,كانت تعمل الفتاة علي الكتاب,تتحدث فيه عن علاقة الشرطة بالمواطن,وصورة الشرطة الذهنية,تستدعي هذا الرجل المرعب الملقب ب"الباشا",والمواطن هذا البائس الي يخاف من ظل الباشا ويرتعد إذا رآه أمامه!
وهذا المبحث للدراسة صعب بل ربما يكون مستحيلاً؛فالحالة المصرية في علاقة الشرطة بالمواطن حالة خاصة جداً واستثنائية جداً جداً؛فلن تصل لشئ في الغالب؛لأنه منطق الفتوات والحرافيش,منطق عبثي تحكمه القوة والسلاح,وتتردد فيه أصداء الصرخات المستغيثة,والآهات المتألمة,تختلط بها مؤثرات صوتية أخري صادرة من الطرف القوي؛تتفوق السلخانات المصرية بها علي استوديوهات هوليوود.....

والاقتراب من تلك الأمور لا يقوي عليها رجال أشداء,لكن المرأة المصرية استثناء,فهي الحاملة ببذور حضارة هذا البلد وهي التي تعلم رجاله كيف تكون الشجاعة وقت الخوف,وكيف تكون الصرخة في وجه المستبد؛لذلك فبسمة عبد العزيز انساقت فقط لصوت الوطن بداخلها,واستسلمت لجيناتها المتوارثة من أمهاتها الذين شكّلوا وجه هذا البلد.

قررت إذن أن تواجه بجسدها الأعزل(الباشا) وهي عالمة بكل ما قد يُستخدم ضدها من أساليب حقيرة أنتجتها نفسيات مريضة بأمراض مستعصية؛أقلها السادية.

للأسف, لست في حالة هادئة وصبورة لأبحث في الكتاب عن مقاطع منها ما هو في غاية الحدة وذروّة المواجهة,ومنها ما يتنبأ بما حدث في يناير؛فمن حُكِم عليه بقضاء مدة عقوبة ظالمة بدون ذنب جناه؛فيظل يتنقل من مدارس مصر لجامعاتها؛بمرور الزمن يفقد القدرة تدريجياً علي أي فعل؛ما عدا ممارسته الدائمة لفعل الغباء والبلاهة والاستهتار,وأي فعل ينّم عن تدمير
عقلي ممنهج يُمارسه(باشاوات) من نفس النوع لكن بطريقة أخري!

لكن يمكنني القول أن الكتاب يحمل نبرة شجاعة متحدية,فضلاً عن مجهود بحثي واضح,ويجب قراءته ودراسته لتغيير منهجية الشرطة,وجعلنا كباقي خلق الله في هذا العالم.

كما تجد النبوءة فيه واضحة....في الواقع ليست نبوءة,هل من يري النار تزحف ويقول سيحترق المكان متنبئاً!!لكن في مصر, أشياء كثيرة تحتاج لرجال شجعان,وفتيات شجاعات,لأننا بلد تعيس؛كما صاح(أندريا)تلميذ العالم (جاليليلو) في مسرحية(حياة جاليليو للكاتب المسرحي العظيم(بريخت):
تعيس هذا البلد الخالي من الأبطال""
لكن جاليليو بحكمة العالم الخبير يقرر قائلاً:
"كلا.البلد التعيس هو الذي يحتاج لأبطال"

وبمفهوم بريخت علي لسان جاليليو نحن للأسف بلد تعيس بائس,يبحث عن بطل في زمن الجبناء....لكن هذا موضوع آخر....
 كل مكان في مصر الآن يحتاج بطله,لكنه حالياً يلقي مصير جاليليو...وربما مصير سليمان الحلبي!
فتاة مصرية واحدة؛ بها كل هذه المواهب الشجاعة في أمر واحد تؤديه,فهنيئاً لمصر بناتها,اللواتي تجندهن كبطلات في معركة الحرية المستعرة!!

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

أحلام الأرق


أحلام الأرق


ربما الأمور لا تحدث هكذا...ربما اخطأت حين قررت المُضي في تلك المغامرة النفسية,ما معني تمزيق كلب حياً,كيف سيُمتعك نباحه النابع من ألم قطع أوصاله,علي أنغام"ليلة عيد" لفيروز...."ليلة عيد" وتقطع شريحة من لحمه."ليلة عيد"تثقب عينه بأظافرك الطويلة المغطاة بالدم."الليلة ليلة عيد"تقطع ذيله بأسنانك وهو يعوي من الألم...الآن الكلب يحرر نفسه فجأة من قيوده يهجم عليك,ينتزع ذكرك بأسنانه كما انتزعت ذيله,تقع علي رُكبَتيك والدم يتقافز منك وحين ينقسم لمئات الكلاب المتحفزة لتنقض عليك تبدأ أنت......

"اصحي بقي ياله...إيه يا ابني انت فسيخة نايمة في برميل"

عاد زياد من حلمه علي صوت صديقه....

لو حكينا القصة بتلك الطريقة الكلاسيكية ستفقد معناها الغرائبي,الواقع دوماً حافل بالصغائر والتفاهات التي تسترعي انتباهي الآن تحديداً,تلك الفترة الفاصلة بين النوم واليقظة.ليلة أرق طويل لا يوّد أن يحتلّك تماماً,فتستسلم له,ولا يريد أن يرحل عنك فتنام ,وتكف عن محاولة كتابة القصص...في "الأرق المائع" يعرف الإنسان نفسه جيداً,طفل صغير يحتاج لمن يهدّهدّه ويجلس  بجانبه حتي يغمض عينيه...لكن هل يعاني الطفل الأرق,اصبحت رجلاً,فتعامل يا برنس البرانس مع أرقك المائع بما يليق ببرنس حقيقي,يقرأ الكتب,ويدخن الشيشة ويكره دورة المياه العمومية المسماة (بالجامعة)...يع حيث يتبرز فيها الجهلة علي العقول الصافية الخارجة تواً من عالم الأحلام لتصطدم بعالم الواقع التافه الاقتنائي الذي يرفع شعار:قولي معاك إيه,أقولك تعمل إيه...حسناً ربما ليس هذا شعاره لكنه شئ من وحي الأرق."الأرق المائع"أين الأرق القديم حين كان المرء يسهر دون رغبة في النوم؛ليستمتع بهذا الليل الهادئ,كان أرقاً نبيلاً,طالما فكرت تخيّلت وقرأت بين أحضانه,أرق العشرين مغايراً,تسأل فيه سؤالاً واحداً:تري ماذا يخبئ الغد؟..فيجيب الكئيب الآخر بداخلك بسؤال آخر وهو يضحك ويردد ما يقوله ابن عزيزة الهبلة"مش إنت بس اللي ذكي...أنا كمان ذكي":ومن أدراك أنك ستعيش للغد؟

أين الأرق القديم حيث أحلام اليقظة السعيدة,متي استبدلت به هذا الأرق اللعين المتقافز حولي صائحاً بفرحة شيطانية:اصبر عليا..ده أنا(......)"  يبدو أنه أرق سافل!

ولكن إذا لم تمت...في النهاية ينسحب الأرق ويحل مكانه خدّر يتسحب ببطء لجسدك ويمسّ روحك,حينها تدرك أنك لم تنتصر علي الأرق بل سلّمك ريثما يستريح لعدو آخر يدعي النوم القلِقّ....تفاهم مع صديقك الجديد الذي سيصحبك في مغامرة نفسية كمغامرة زياد,لكن احذر كي لا تجد الكلب هو من يقطع أوصالك وهو يغني"من قد إيه كنا هنا"
حين تصل لهذا الحدّ قل لنفسك:ربما ظلمنا الأرق..كما يعذّبنا الأرق!!

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

...ثم قال حربي للسيدة فاطمة ناعوت"لا ده مش كتابك"!!


...ثم قال حربي للسيدة فاطمة ناعوت"لا ده مش كتابك"!!



فاطمة ناعوت تلك الشاعرة الشفافة التي يري المرء حقائق العالم من بين كلماتها؛البنت الرقيقة التي كتبت ديواناً فأهدّته ل"ماما",الكاتبة ذات الوزن الثقيل في الحركة الثقافية المصرية, المترجمة المحترفة,ناقدة السينما التي بسذاجة عبقرية حلوة؛من مشاهدة خبّرت ذلك الفن وفهمته كأصحابه؛لكنها تجذب القارئ من يده كطفلة فرحة بشئ جديد تريّه أن يراه الجميع وتصيح ببهجة"تعالي شوف"أو تتمتم بخفوت لو كان العمل تراجيدياً"يا خسارة..معلهش", الأم التي تذوب حباً في أبنائها وجعلت من قرائها شهوداً علي تلك العاطفة التي لا توّصف؛نقلّتها لهم بصدّق من لا يعرف الكذب أبداً..كما هي كل كتاباتها.
من طلب منها إذن أن تجالس رجل؛مع احترامي-الذي يمنع كلاماً كثيراً حقيقي جداً-يدعي خالد حربي؟؟!!!
ليجرح هذا الرجل بذقّنه المدببة بسّم الجهل المميت؛براءتها النادرة في زمن الإفراج عن القتلة!!ويضطرها لوّصفه بالغبي الجاهل....ثم يصفها"بقليلة الأدب" ويؤكد أن"القرآن مش كتابك"
حين تشاهدها وهي تضع يدها علي فمها مذهولة,ستفهم ما لا يمكن قوله,لكني أريد قوّل:أن تلك الألفاظ والاتهامات ذبحتها من الداخل,وانفجر الدم من العينين دمعاً مكتوماً.

قد تكون قبّلت بروح لا تعرف الكراهية-هي من الذين يحبّون البشر فعلاً وليس إدعاءً-دعوة للحوار التليفزيوني؛كمثقفة من طراز رفيع,تدرك جيداً دور المثقف في بناء مجتمعه,وتخشي من المسئولية الجمّة عليها تجاه تنوير عقول أبناء وطنها,في زمن تطوف فيه العربات الشوارع للختان المجاني!!!أجل تنتمي تلك السيدة لزمن مضي عليه سنوات في مصر ولم يعد له وجود للأسف!زمن المحبّة والفهم الراقي للإسلام واحترام أي ديانة طالما تؤمن بالسلام مهما كان عدد أتباعها..زمن لا تخشي فيه المرأة من جسدها أو عليه لأنها تسلّحت بسلاح لا يعرفه المتأسلمون يسمي(العقل)تلك النعمة الربانية التي يمنّ بها الله علي من يرضي من عباده,زمن كان يكتب فيه الفذّ اسماعيل أدهم"لماذا أن ملّحد"فيُقابل الكتاب بالكتاب والفكرة بالفكرة,ويخاطبه من ردّوا عليه بالسيد المحترم أو الدكتور إسماعيل أدهم,ومن رجال كانوا يحسبّون علي الجانب الإسلامي الحقيقي العظيم الذي يشرّف المصريين جميعاً.....هذا الزمن أيضاً سيعود لمصر مرة أخرة،لكننا نعيش الآن زمن المحنة الصعبة,ولولا أمثال السيدة فاطمة ناعوت لكان كارثة علي مصر المسكينة,تحاول أن تدفعها بيدها العارية وهي تبكي و تصرّخ علي أبنائها ليساعدونها!!!
طالما المرأة المصرية بخير،لن يقدر أي تيّار علي غزو الثقافة المصرية الشعبية المتحضرة؛نساء كنوال السعداوي و والدة الشهيد خالد سعيد ورباب المهدي وفاطمة ناعوت وبسمة عبد العزيز و....و....و....عددّ عشرات الأسماء من النساء الحارسات لروح مصر وعقلها واطمئن!

-لماذا يهاجم المتأسلمون فاطمة ناعوت من ضمن الأسماء التي يهاجمونها بقسوة؟
لأنها امرأة وكل ماهو إنثوي يثير غيظهم وخاصة إذا كانت امرأة مثقفة متحدية ,فضلاً عن كوّنها فخورة بأنوثتها سعيدة إنها امرأة فلا تختبئ وراء حجاب,و تمتاز فاطمة ناعوت عن الباقيين,أنها تري أن المسيحية ديانة سماوية عظيمة تحمل الخير للبشر مثلها كالإسلام تماماً,بل وتزورهم في الكنائس وتؤيدهم في حقوقهم وتعمل معهم و......ياإلهي سأبكي... هل تلك فعلاً مصر نجيب محفوظ التي عشقّتها من خلاله وفهمتها وتسربت في روحي ودمي,الذي جعلني أعيش فيها وأتجول قرناً كاملاً بكل ما فيه وأنا في العشرين!!هل تلك مصر ذلك الرجل الطيب العبقري؟!
هل تلك مصر أم كلثوم حيث الآه تخرج من الجميع في وقت واحد كأنهم في صلاة فنية,فيتوحدوا مصريين مع الكلمة الصادقة والأداء السماوي الصادق!
هل تلك مصر الزعيم جمال عبد الناصر؛فيتبرع ابنه أولاده للبابا كيرلس لبناء كاتدرائية؛لأن عبد الناصر علّمهم أن من يتبرع لكنيسة كمن يتبرع للجامع بالظبط,فيجمعه في منديله البابا الذي حفظ الإنجيل علي يد شيخ القرية!!!
 هي الآن مصر الشحات وبرهامي وحربي...حتي الأسماء مقبّضة يا أخي!
ليتحكموا فيها-لا يحكمونها- قليلاً,قبل أن يعودوا لزواياهم القروّية يُنذّرون الناس بالويل؛لأنهم لا يقضون حاجتهم في دورة المياه الملحقة في(الخُرّم)بالظبط...تلك سمعتها بأذني!!!!

تلك السيدة إحدي الموّصلات لمصر الحضارة والمدنية,مصر الروح والعقل,مصر الفهم والسلام؛يُقال لها عن القرآن"مش كتابك"فترد"اخرس"وتتهاوي في معركة كلامية عقيمة, كان أولي بزمنها جلسة هادئة مع تلاميذّها تستمع وتناقش بعقل وحكمة, أوفيلماً تشاهده وتكتب عنه وتشرح عالمه أو قصيدة جديدة تبدعها,أو مقالة تعدها لتصفع الأغبياء وأعداء العقل علي أقفيتهم بكل أدب واحترام ,بدلاً من الصراخ علي الشاشة في وجه حربي!!تلك السيدة تستحق القليل من التقدّير في وطنها الذي تعشقّه بدلاً من أن يُقال لها علي الشاشة بقسوة"إنتي قليلة الأدب"

لأتوقف عن الكتابة التي لن تنتهي لولا أني لم أنمّ من الأمس,وأقول لنفسي:"هالة سرحان هي السبب...مرة عماد جاد بصّ للمعدّين وهو عالهوا وقال يظهر إن الناس اللي جابوني مش عارفين أنا بتاع واختصاصي ايه وممكن اتكلم في ايه أناهاقعد اسمع"
وللأمانة ذلك لا يُجافي الحقيقة كثيراً,فالموّلد الإعلامي صاحبه غائب,إن كان هناك إعلام أصلاَ!

العزيزة-التي لم أجتمع بها أبداً- فاطمة ناعوت...امسحي تلك الذكري السيئة من عقلك المتفتح؛ولا ترفعي عليه قضية ولا تهتمي بهذا الشخص,اعطيهم درساً آخر في التسامح والموّدة؛لعلّهم يعقلّون...لكن نظرتك الذاهلّة الحزينة ستبقي معبراً عن حال مصر إلي حين!

  يا من إوَزّتك نظرت لقاتلها وهو يجزّ عنقها الأبيض ولم تسقط قطرة دم واحدة..تنبئي في قصيدة أخري بمصرنا القادمة.


الاثنين، 10 سبتمبر 2012

تعليم



مجموعة الأوغاد القائمين علي التعليم المصري في كل مكان علي أرض مصر...هل استَرَحتُم؟..أم أن هناك طالب سافل لا يزال يفكر بعقله,إياكم أن تجعلوا أحد محتفظاً بعقله..أكملوا مسيرتكم الخالدة,اجعلونا جميعاً نختار من بين القوسين؛لمصلحتكم...إذا فكر أحدهم تفكيراً مبدعاً خارج دورة المياه العمومية هذه المسماة مدارس وجامعات؛لربما تخسرون كل شئ!!!

سكة حديد




سكة حديد مصر مكان جيد لتعذيب المواطنين؛وتحويلهم لقطيع متكدس في عربة ليس فيها مساحة لتحريك الرأس قليلاً...منذ متي أصبح ظباط أمن الدولة يعملون في السكة الحديد؟!

يسار





...ولايزال اليسار المصري يبحث عن نفسه؛وسط تغييرات شديدة التعقيد عالمياً وإقليمياً.

أي أرض ينبُتّ فيها بلا انقطاع  الشر القائم علي قاعدة راسمالية شيطانية,لا تعرف سوي الكسب المادي بكل أنواعه  كأرض مصر,تعتبر تربة صالحة لنمو اليسار...لكن أين هم اليساريون القادرون علي ذلك؟!

الأحد، 2 سبتمبر 2012

إلهام شاهين...فنانة من العالم الثالث!!!


إلهام شاهين...فنانة من العالم الثالث!!!
           

حتي متي سنمتلك إعلاماً عبيطاً!يتحكم فيه مجموعة بلهاء من فارغي الرءوس...؟!
بمجرد أن يقرأ أحدهم تصريحاً تافهاً,أو سباباً فاحشاً؛تجده صاح متأوهاً من لذة النشوة كعاهرة لم يضاجعها فحل منذ زمن طويل :"آه....عبيط وتافه وجاهل ولسانه يعمل كآلة ميكانيكية...مش قادرة يلا بسرعة بقي!!"

 للإنصاف كل شئ في مصر حالياً..للأسف الشديد..يتحكم فيه مجموعة من البلهاء فارغي الرءوس!

لابد للمرء هنا أن يتوقف ويتساءل:ومن هو المسئول عن وجود أمثال هؤلاء,؛في دولة كمصر...قد يكون لها الكثير من الصفات السيئة-يقوم بها المصريون ومصر الحقيقية لا تعرفها أبداً-ولكن بالتأكيد ليس من بينها بلادة عقل أبناءها؟
أسئلة كثيرة تتعلق بحاضر مصر؛الممتلئ بالكوارث ومستقبلها المرتجف من ماضيه,الخائف من أن يجني عليه وأن يكتم أنفاسه بمشاكله التي تصعب علي الكافر كما يقولون..تلك الأسئلة لها إجابة واحدة:التعليم..التعليم..التعليم

لذلك ليس من المستغرب أن يقول كاتب كبير كوحيد حامد؛رجل عرف مصر  و اقترب من أهلها,وعبر عن آلامهم و أحلامهم في أعماله السينمائية و الأدبية:"المسئولين عن إفساد التعليم في مصر سيعذبهم الله في نار جهنم بلا رحمة"؛لأنه أدرك بحدسه الحساس,وتفكيره الدءوب أن ما جعل مصر تغرق في كل شبر ميه تقع فيه؛سوء حال التعليم فيها وفساده الذي زكّم الأنوف,وقضي علي إبداع وتفكير أجيال عدة..وسيقضي!!!!

-هناك شخص يشغل منصب أستاذ التفسير وعلوم الدين في جامعة الأزهر؛أصبح نجماً في الإعلام المصري.
-لماذا؟؟...لابد أنه قدم عملاً جليلاً لخدمة الإسلام في تلك الفترة الحرجة في تاريخه...لو أن كل واحد منا قد.....
-انتظر..انتظر....من أخبرك أنه قدم أي شئ في أي مجال؟!!
-ألم تقل أنه أستاذاً في التفسير وعلوم الدين,والإعلام يكرمه؟
-هل يوجد يا صديقي في مصر تعليم يجعل المرء نافعاً لنفسه ووطنه ودينه؟؟؟هل يوجد إعلام يكّرم الناجحين والنوابغ؟
-يالك من رجل ثرثار! ادخل في صلب الموضوع وأخبرني عن هذا الرجل الذي تقول عنه؟
-لن أخبرك باسمه لأنه لا يهم..فهذا من الأمور التي يتمناها شخص مثله..الرجل يعشق الفنانات ويطاردنه  في أحلامه ويتمني أن يلفت انتباههن ويحوز علي جزء من شهرتهن!!وربما كان مجنوناً بإلهام شاهين بالذات تشنجه وعصبيته تقولان ذلك,فلما لم يجد له سبيل ينفذ منه إليها,صمم علي أنها:(أوصافاً بذيئة جداً،لن أذكرها لأني شاب في العشرين,لست رجلاً ناضجاً درس علوم الدين والتفسير ,ولم أتعلم في الأزهر,لكني أعلم جيداً أن أي دين يحرم مثل تلك الألفاظ والنعوت,والأخلاق الإنسانية تنفر منها,والله لا يحب أن يتشاتم عباده,ويتبادلوا السباب علناً...ولا في السر)


هذا الرجل سُلط عليه الضوء,وتناقلت أخباره وتصريحاته القنوات الفضائية,وناقشت الصحف(آراءه!!!)وصرف انتباه المصريين عن حالتهم البائسة؛التي يعيشون فيها دوناً عن بقية خلق الله.حدث هذا في زمن الثورة..التي بعدها فاز رئيس إخواني..هذا الرئيس الإخواني فتح السجون للجهاديين المسلحين..فقتلوا جنود مصريين علي حدود سيناء..ثم اقترض من البنك الدولي...تلك القروض سترهق أجيالاً لم تر النور بعد!!!...ثم....إننا نتمني ستر الله علي هذا البلد.

لم أشاهد سوي دقائق قليلة من تسجيلات(أستاذ التفسير وعلوم الدين؛فهناك أشياء في هذه الحياة تهم المرء,أكثر من اتهام النساء في شرفهن!!!!

ألم يكن أولي من هذا الرجل الذي اتهم الفنانين المصريين؛الذين قدموا أعمارهم في سبيل الفن-الذي لن يفهمه أبداً وسيظل ينظر إليه نظرة دونية للأبد-أن يُسلط الضوء علي أحد الناجين من المركب الغارق؛هرباً من جحيم الوطن,وتوفير سكن مستقل يعيش فيه مع أسرته,وتخفيف الحمل عن أبيه الذي يعول عائلة كاملة تعيش في منزل واحد!!!ألم يكن أولي من هذا الرجل،الفتاة المصرية الشجاعة سميرة إبراهيم,ورفيقاتها البطلات الائي وقفن,ضد الآلة العسكرية المصرية,بكل جبروتها دفاعاً عن كرامتهن التي أهدرت؛علي أيدي أفراد من جنود المجلس العسكري-وليس من رجال الوطن؟!ألم يكن أولي هذا الرجل الرائع,الذي اشتهر بالخباز الفصيح في أيام الثورة االأولي؛الذي كان يقول تعليقاته الحكيمة,كرجل حكم وسياسة من طراز رفيع,لكن ظروف وطنه الفظيعة,هي التي دفعته أن يصبح خبازاً,وظروفنا دفعتنا لأخذ آراء  خبراء استراتيجيين!!!ألم يكن أولي الشيخ الجليل نبيل العوضي الذي ذهب لمسلمي بورما بنفسه؛علي حدود بنجلاديش,وجمع لهم التبرعات ووزع عليهم المساعدات,وداعب الأطفال,واعطاهم الحلوي؛ليقدم نموذج للإسلام الحقيقي,لماذا لم يفعل(أستاذ التفسير وعلوم الدين) كما فعل الشيخ العوضي؟؟أم أنه ليس في بورما فنانات يعتليهن الرجال في أفلامهن ومسرحياتهن؟!
الأمثلة الجيدة كثيرة,لكننا في زمن يريد الإعلام فيه أن يجالس من هم علي مستوي تفكيره!!هؤلاء فقط من يستطيع الحديث معهم...فالإعلام المصري حالياً؛لن يستضيف المصري العظيم أحمد الزويل؛ليتحدث عن(مشكلات)جامعة زويل,وليطرح آرائه وأفكاره النيرة,التي يتمني أن يخدم بها بلده؛لأنه كأي رجل عظيم يدرك جيداً أن:النجاح ليس لشخصه؛بل هو للبشر جميعاً في مقدمتهم أبناء وطنه المنكوب,وأن نجاحه وعظمته مسئولية جسيمة,تحتاج لرجل يوازي عظمتها...ولن تجد تلك المسئولية من يوازيها إلا رجل من الفئة البشرية الراقية العظيمة,التي ينتمي إليها المصري أحمد زويل.
لن يحتفل الإعلام ب"بوالدنا"نجيب محفوظ في ذكراه,كما وصفه الأستاذ الأسواني,المهدور حقه إعلامياً أيضاً,ولو اهتم المجتمع بمحفوظ ودرسّه..لن يكون أبداً من يتطرف في دينه,ويسبّ النساء ويخوض في أعراضهن ويتعامل كدوجماطيقي...يتعامل كرجل عنده الحقيقة المطلقة في أي شئ؛لذلك يتصور أنه له الحق المطلق في أي شئ! ألم تكن الثورة,ومستقبل الإسلام في عالم ما بعد الحداثة,والتحديات التي يواجهها مسلمو الغرب,والتخلف المخجل لمسلمي الشرق...ألم يكن توفير كوب ماء نظيف أولي من الحديث عن جسد فنانة في الخمسين!!!!!
ولكنه إعلام عبيط,وحكم إخوان متخبط ومهتز يخالطه بعض التطرف,ويتغلغل فيه القطبيون,لابد أن نجد أمثال هؤلاء.
تشعب الموضوع كثيراً وكدنا ننسي الفنانة الكبيرة إلهام شاهين,أود أن أهمس في أذن(أستاذ التفسير وعلوم الدين) وأقول:"تلك المرأة التي تشاهدها علي الشاشة ليست هي إلهام شاهين,تلك شخصية  تؤديها باقتدار؛جعلتك تصدق إنهما واحد من فرط صدقها الفني,ذلك الصدق الذي ربما أوقعها في أزمات نفسية متكررة تعاني منها،الأداء الفني علم واسع لا تهاجمه قبل دراسته.بالطبع سيسخر سخرية من لا يفهم,تلك التي أعرفها جيداً.
.
إلهام شاهين...إذا التفت الفنان للبشر العاديين وتابع تصرفاتهم التافهه؛فإنه لا يؤذي نفسه فقط...المبدع الذي يسكن داخله حرام أن يهدر طاقته في مثل هذا.
أن يسمي مثل هذا الرجل(أستاذ),وأن يسمي مثل هذا الهراء(إعلام)...أي أن تكون عالم ثالث بكل ما فيه من عفن وقبح وصديد
وتباغتني الآن كلمة وليد طاهر الساخرة؛كي لا أبكي تأثراً بحال وطني"لو لم أكن كده لوددت أن أكون مش كده"

للتأمل:
وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(سورة الأنعام أية 108)
عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَالَ رَجُلٌ : وَاللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، فَقَالَ اللَّهُ : " مَنْ ذَا الَّذِي يتألى عَلَيَّ أَنِّي لا أَغْفِرُ لِفُلانٍ،  قَدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَه"ُ  .

جاء البعض للنبي برجل كان يشرب الخمر مرارا ليقام عليه الحد، فقام أحد الصحابة بلعنه حيث قال له "لعنة الله عليك "فرد الرسول وقال له لا تلعنه فلقد علمت أنه يحب الله ورسوله .
المؤمن ليس باللعان ولا السباب ولا الفاحش ولا البذيء..حديث شريف