صوت
وصورة
المشهد الوحيد ل/د
منزل
بسيط
-المنزل هادئ تماماً، يتميز
بالنظافة والأناقة رغم بساطة الأثاث الموجود،ودهان الجدران الذي تساقط في أماكن
عدة.
تفتح الباب امرأة متوسطة العمر وتدخل حاملة أكياس
بها بعض الفاكهة ومتطلبات المنزل، تضع الأكياس علي الطاولة، وتخلع عنها طرحتها
وتهوي رقبتها ورأسها من الحر، طوال المشهد تخاطب زوجها الذي لا نراه حتي نكتشف
حقيقته في النهاية.
المرأة:(مبتسمة)غيبت عليك يا بدر؟! حاكم أنا
عارفاك ماتطيقش بعادي عند دقيقة، زي ما تقول كده نفسي هو اللي بياخد بنفسك، عموماً
يا حبيبي دي مسافة السكة لحد السوبر الماركت علي آخر الشارع، (تلملم الأكياس وتدخل
للمطبخ وتفرغ بعضها في الثلاجة وبعضها بجوار الحوض) جايبين واد جديد عالكاشير لخمة قوي(بشفقة) وكل
شوية يدعك ياعيني في عينه زي مايكون عيان، أكيد صاحب المكان هايمشيه ممكن أروح
بكرة مالقاهوش! (بحزن) أصل خلاص ماعدش حد بيستحمل حد الأيام دي! (تفتح الحنفية
فيطغي صوتها علي المشهد للحظات) أيوة طبعاً جبت لك معايا السجاير وولاعة سخان كمان
أهي(تلقي له بالسجائر والولاعة، تضحك) إيه رأيك بقي في نشاني جم في إيدك تمام(مستنكرة)
معقولة أنسي طلبات بدورتي حبيبي، هو أنا عندي كام بدر ياناس؟ (تغسل بعض الأكواب
والأواني وهي تغني وتدندن) ليالي ليالي ليالي مافرقتش ثانية خيالي ليالي، بستني
الفرحة وبستناك وبغني وأنا بحلم بلقاك الله علي لقي الحبيب بعد الغياب حلاوته
بتخلي الهوي يرجع شباب الله لله(يسقط منها كوب زجاجي في الحوض ويجرح يدها فيختلط
الدن بالماء ببقايا الطعام، تمسك يدها بألم وتنظر ناحية مكان الزوج) لا خليك يا
حبيبي مفيش حاجة ده جرح بسيط ولا يهمك(تلتقط منديلاً وتكتم به الجرح وتلملم الزجاج
المكسور) ياما دقت عالراس طبول، (تعود بسرعة لمرحها) برضه مش هاخلي حاجة تعكنن
عليا(تعاود الدندنة والغناء وغسيل الأواني) ليالي ليالي ليالي ليالي(تصمت) عارف
يابدر أحلي لحظة في اليوم واللي بعيش عشانها حياتي مستحملة قرف المشغل والمشاكل
ووجع الدماغ، هي اللس باجي ألاقيك فيها، من غيرها أموت نفسي، أعيش لمين ولا أعيش
ليه؟! بحس فيها إن كل شقا عمري اتبدل نعيم، مجرد تفكيري في عز زعلي إني هارجع
وأشوفك بيهون عليا كل حاجة في الدنيا(تنهي عملها، وتدخل لحجرة النوم وتغير ثيابها
بقميص نوم أبيض، ونسمع كلاكس سيارة يطغي علي المشهد) حاضر يا بدروتي هاطلع لك
البيجامة( تخرج البيجامة من الدولاب وتضعها علي السرير بحرص واهتمام شديد، تعدل
فيهل وتضبط مكانها وهي تتحسسها بحب وشغف، تخرج للصالة وتمد يدها ناحية لمكان الزوج
علي الأريكة) يلا يا روحي عشان نخش نريح شوية جوة.
-نتفاجئ بأنها تقبض علي صورة كبيرة لزوجها
الراحل، كانت تخاطبها طوال الوقت، تعود للحجرة وتضعها علي المخدة فوق البيجامة ثم
تقبلها بحنان شديد، وتتمدد بجوارها، تلقي نظرة ملؤها العطف والاطمئنان علي الصورة،
ثم تنام في سعادة بالغة نوماً هنيئاً