السبت، 28 ديسمبر 2024

روايات مصرية للجيب ١٠ كتب

 

1- محاكمة سقراط:


يضم الكتاب ٩محاكمات حفظتها لنا سجلات المحاكم،منذ مصر القديمة ومحاولة اغتيال الملك رمسيس الثاني بمؤامرة حركتها إحدي زوجاته لتضمن لولدها العرش،ومحاكمة سقراط بطل حرية الفكر بوصف درامي بليغ لسيرته ونهايته المفعمة بالإيمان ودفاعه المهيب أمام قضاة من السوقة والعوام كشف فيه حقيقتهم فقضوا بإعدامه،وجريمة شرف في اليونان أيضاً نجد مثلها في صفحات الحوادث اليوم بملابسات تكشف عن طبيعة النفس الإنسانية منذ القدم،والمحاكمة الظالمة لبولين ملكة إنجلترا التي اتهمها زوجها هنري الثامن الأرعن المستبد بالزنا مما أدي لإعدامها،ومحاكمة السير والتر رالي رجل الذكاء والثقافة والشجاعة الذي كان ضحية دسائس ومؤامرات القصر الإنجليزي في عهد أليزابيث الأولي وجيمس الأول،وتذكرنا نهايته بنهاية سقراط قبله بقرون عندما رفض توسلات أصدقاؤه للهرب وفضل البقاء ومواجهة مصيره،ومحاكمة شارل الأول لأفعاله العدوانية كعدو للشعب الإنجليزي،ومع محاكمة لويس السادس في فرنسا تعدم الملكية في فرنسا عقب نشوب الثورة التي غيرت من وجه أوروبا،وفي قضية الضابط اليهودي دريفوس تتجلي فيه آيات الصراع بين الحق والباطل تملأ رائحة الفساد والتزوير كل صفحة حتي يكتب له البراءة بفعل ضمائر حية وقفت ضد ظالميه حتي أفرج عنه بعد سجن رهيب،آخر قضية غريبة من نوعها جاءت متأخرة وبسبب فيلم سينمائي عن الراهب الشيطاني راسبوتين الذي حكم قيصر روسيا وزوجته حتي خلص الشعب الروسي من فظائعه الأمير فليكس يوسوبوف.


2-أنا كارنينا:


إحدي إبداعات الأديب الروسي تولستوي،وللأدب الروسي مكانة خالدة لدي متذوقي الفن الروائي،بثلاث شخصيات ينسج تولستوي روايته أنا كارنينا:الزوجة الخائنة أنا والزوج ألكسي والعشيق فرونسكي وقد قدمتها السينما المصرية في فيلم"نهر الحب".

يروي تولستوي قصة من الطبقة العليا،فألكسي السياسي البارز مطعون بالخيانة وأنا بالحب وفرونسكي بالحب والخوف،استوحاها تولستوي من انتحار عشيقة لجاره تحت عجلات القطار الذي يطالعنا في أول الرواية وقد هرس أحد عمال المحطة التي قابلت فيها عشيقها للمرة الأولي وهي قادمة لزيارة أخيه ومصالحته علي زوجته،وعندما تفوح رائحة الخيانة و تحمل أنا من فرونسكي يحاول ألكسي اعطائها فرصة أخري تأبي الحصول عليها،ويقرران الطلاق وتحرم من ابنها وتلجأ لرؤيته متخفية في مشهد صوره تولستوي ببراعة تكشف عن مدي تشظي مشاعرها،وبينما تلد يلتقي الزوج والعشيق أمام فراشها وهي مريضة محمومة،ويبين لنا المشهد طبيعة شخصية ألكسي وتقلباتها فيما بعد،فألكسي طيب القلب له وزاع ديني رغم ماتتهمه به أنا زوجته وفرونسكي محب لها حقاً.

تتمزق أنا بين الرجلين لكن قلبها يغلبها فتعيش مع فرونسكي،وفي أعماقها شكوك ومخاوف وحزن،وبنأي عنها الناس ويتجنبونها بكل الطرق،وهم أنفسهم خونة ومخادعون لا يتميزون عنها بشئ كل ذلك يجعل حياتها عذاباً متصلاً،فتتخلص منها برمي نفسها تحت عجلات القطار بفعل اليأس والغضب والمورفين الذي أدمنته،وفي لحظاتها الأخيرة تعود لرشدها بعد فوات الأوان،فتموت منتحرة لتتخلص من عذابات هذا العالم


3-أم كلثوم حياة نغم وعذاب ألم:


حوار متخيل مع أم كلثوم،نطلع من خلال سطوره ونقلاته الرشيقة علي حياة سيدة الغناء العربي،ونستشف منه بعضاً من ملامح القرن العشرين في مصر،فبدء من طفولة متواضعة مع أواخر القرن التاسع عشر،قضتها في كفاح ودأب وصبر،كابنة فلاح متواضع في قرية طماي الزهايرة بالدقهلية،تجوب مع والدها محافظات وقري مصر وتشقي في سفرياتها تلك مقابل عشر قروش أجرة الغناء،إلي أن تتربع علي قلوب العرب من المحيط إلي الخليج.

يكشف الحوار الثري الممتع عن جوانبها الشخصية والفنية كخشيتها من الموت،وموقفها في ساحات القضاء خصماً للملحن زكريا أحمد بسبب رغبته قبض ١٠٪من حق الأداء العلني لإلحانه والتشنيع عليها واتهامها بالبخل.ذكرياتها مع عبد الناصر كصديق والسادات في مرحلة الرئاسة وماقبلها وطبيعة علاقتها السيئة بجيهان السادات،المؤلفات التي تحب قراءتها وخاصة الشعر،سبب حبها للشتاء،لماذا تكره لعبة المصارعة،تكيفها مع الشعراء والملحنين الذين عملوا معها،ما جري لها في زواجها الأول من الملحن محمود الشريف وما وجدته في الزواج الثاني،الشخصيات التي ساهمت في مشوارها بالسلب والإيجاب،ويضئ جوانب من بدايتها مع الغناء حتي رحيلها١٩٧٥،جنازتها المهيبة الخالدة في الذاكرة المصرية،ويستعرض أقوال المشاهير عنها وتأثيرها في الحياة الثقافية،وجولاتها في الدول العربية،ويورد ما قاله المثقفون والصحف العالمية،مع بعض الصور الفوتوغرافية،مع ملحق بكلمات أغانيها التي شدت بها في لتمتع ناطقي العربية علي مر الأجيال بفنها وشعلة إبداعها المتوهج علي مر الزمن

4-البؤساء ١:


رواية البؤساء أحد أشهر الأعمال الأدبية في التاريخ صدرت عام ١٨٦٢،يصوغ فيها الروائي والشاعر الفرنسي فيكتور هيجو صورة حية وصادقة عن الوضع في فرنسا عند بداية القرن التاسع عشر،حيث الصراعات السياسية تمزق فرنسا بين أظافر الملكيين والجمهوريين،والقيم الأخلاقية تتهاوي للحضيض،فيرسم للعالم رؤيته في الظلم الاجتماعي والفقر والقسوة وغلظة عصا القانون علي الضعفاء،وما ينتج عن ذلك من كوارث تصنع البؤساء،تاركاً خلفه درساً في الإنسانية والرحمة خالداً في كل جيل.

الجزء الأول يعرفنا علي الأسقف ميريل صاحب الدور المصيري في حياة بطل الرواية جان فلجان السجين السابق لتسعة عشر عاماً،بسبب سرقة رغيف خبز لإطعام أبناء شقيقته الجياع!فيخرج فخرج من محبسه ناقماً علي المجتمع وغذي نقمته تلك أن الكل يرفضه ويرتاب فيه ويطرده،لم يمد له أحد يد المساعدة عدا الأسقف ميريل رجل الدين الفاضل الذي يرعاه ويطعمه،ورغم ذلك مازال شعور الكراهية يحرك جان فلجان فيسرق أواني الأسقف الفضية ويقبض عليه،لكن الأسقف ينقذه من الضياع معلناً أنه أعطاه الفضيات علي سبيل الهبة ويضئ روحه بقوله"جان فلجان يا أخي إنك لم تعد منتمياً للشر بل للخير.فما اشتريته منك هو روحك كي أخلصها من الأفكار السوداء ومن روح الهلاك،وأعطيها للرب".

وبروح التسامح والعطف النابعين من نفس عظيمة،تتغير حياة جان فلجان للأبد،وينتقل من عذاب الظلم والظلام،لنور الفضيلة والتسامح،فتولد روحه من جديد


البؤساء 2:


خط درامي جديد يظهر مع الفتاة فانتين التي يغرر بها عشيقها تولومييس،ويهجرها بصورة باعثة علي الاشمئزاز تاركاً علي كاهلها طفلة غير شرعية اسمها كوزيت،حينها تضطر للعودة لمدينتها فتتركها في طريقها عند نزل آل تنردييه الذين يقسون بشدة علي كوزيت دون علم الأم،وفي نفس المدينة كان قد ظهر قبل سنوات شخص يدعي مادلين،رجل خير من الطراز الأول،يفتتح مصنعاً يساعد أهل المدينة ويحفظ لهم كرامتهم،فيرتفع صيته حتي يصبح عمدة المدينة المحبوب من الجميع،عدا الشرطي جافير العصا العمياء للقانون،الذي يشعر بغريزته أن مادلين هذا ليس كما يبدو عليه في الظاهر،تعمل فانتين في مصنعه كي ترسل نقود لآل تنردييه تشبع ابتزازهم لها،لكن أدعياء الفضيلة يجهدون لكشف سرها ويفضحونها،فتطرد من المصنع بغير علم مادلين،فتنهار حياتها وتضطر لبيع جسدها حرفياً فتقايض شعرها وأسنانها بالمال كي تدفع لحياة ابنتها التي تعاني ما لا تطيقه طفلة،ينتهي بها المطاف للعمل كمومس.

في مشهد مؤثر يعتدي عليها أحد البرجوازيين،فترد الاعتداء وتقع في قبضة جافير ويحكم عليها بللسجن ٦شهور،ولا بنقذها إلا مادلين وينقلها في حالة حرجة للمستشفي،ويعدها بجمع شملها مع ابنتها مما يثير طمع آل تنردييه،وتنتهي شكوك جافير بأن العمدة هو جان فالجان-وهو كذلك فعلاً- بالكشف أن جان فالجان قد قبض عليه وسيحكم عليه بالأشغال الشاقة،يبلغ بذلك مادلين ويعتذر ويطلب اعفاؤه من منصبه،ويرحل تاركا إياه يصارع خواطره. 


البؤساء3:


تدور معركة نفسية رهيبة،جان فلجان ضد مادلين،واحد يريد إعلان الحقيقة والآخر يسعي لاخفائها،برع هوجو في تفصيل تلك الخلجات النفسية،وينتهي الصراع بقرار الذهاب للمحكمة في رحلة شاقة كادت تنتهي بالفشل والنكوص،وللحظة شعر جان بالراحة معتبراً الأقدار هي سبب منعه من الذهاب،ولكن صبي صغير يوفر له عربة جديدة ويسرها له في نفسه عندما يرفض منحه مقابلاً لخدمته!يدلف لقاعة المحكمة وقد سبقه صيته كمحسن له فضل علي الجميع يحوز احترام منصة القضاء،وفي أثناء محاكمة الرجل البرئ يبيض شعر رأسه من فرط عذابه،ويعلن أمام الجميع شخصيته الحقيقية،متحدثاً لزملائه السابقين بدلائل تقطع بأنه هو جان فالجان زميلهم في الليمان،وسط حالة من عدم التصديق تنتاب الجميع حتي أنهم يظنونه مريضاً،ويرحل دون اعتراض من مخلوق،وبعد خروجه يصدرون حكماً بحبسه.

يعود لفانتين المحتضرة في رعاية إحدي الراهبات الفاضلات،وتلفظ آخر أنفاسها عندما تعرف أنه  لم يحضر ابنتها وبعدها تري الشرطي جافير يقبض علي خناق العمدة الطيب ليسوقه للسجن،وقبل أن يمضي جان مع جافير يهمس لها بكلمات هامسة يضئ لها وجهها الميت،ثم يهرب من جديد من الليمان ويعود لهيئته الأولي طالعتنا أول الرواية يطارده جافير وتضطر الراهبة للكذب عليه  حتي تضلله ومن ثم ينجو الرجل الذي لم تعرف له مثيلاً،وسرعان ما ينسي الناس العمدة مادلين مطهر حياتهم وأرواحهم،الراعي الصالح للجميع ولا يبقي في أذهانهم سوي جان فلجان المجرم خريج الليمان


5-دماغي كده:


كعادتنا مع أحمد خالد توفيق نستفيد من كلماته ونحن نستمتع بأسلوبه المحبب،يطلعنا علي مجموعة من مقالاته نشرت بأماكن متفرقة في العقد الأول من القرن الحالي،تتنوع المقالات بين حرب العراق ولبنان وفلسطين،وعدة تجارب ومشاهدات لاحظها في المجتمع المصري ورصد من خلالها تغير في السلوك  العام لها طابع التشاؤم،وذكريات قاسية حول الفقر والمعاناة،وشخصيات حقيقية عرفها في مسيرته الحياتية والمهنية تثير الرثاء والعطف،وتعليقات علي أمور شخصية تجري في بيته مع أفراد أسرته لها دلالات عامة نلمح فيها أحياناً خيال رفعت إسماعيل،ومخاوف حول مستقبل غامض يكتنف المجتمع،وقسم آخر عن العلم الزائف يفضح فيه النصابين أدعياء العلم الطبي المتاجرون في آلام غيرهم المتلاعبون بآمال المرضي في الشفاء في سبيل الثراء من الوهم،وهنا نكتشف أن الشرق والغرب سواء في هذا الحال،وتداعي المنطق الذي يعتمد عليه بعض المؤلفين العرب في قراءتهم للتاريخ والتراث ما يجعل آرائهم شوهاء،وجزء أخير خصص للفن من أدب للطفل وسينما ومسرح وغناء،تكمن فيه عدة ترشيحات لأعمال جميلة ذكرها أثناء تداعي السطور الخفيفة علي القلب المغذية  للزاد العقلي وأسماء مبدعين ينبغي للمثقف العام الإلمام بأعمال أصحابها،وفيه نعرف رأي أحمد خالد توفيق في الأفلام المصرية وذكرياته مع المسرح والغناء،وربط كل ذلك بمنظومة اجتماعية تتهاوي للحضيض،عندما حل مقام فرسان الإبداع أراجوزات تثير التقزز والانزعاج.

إنه كتاب للقراءة المتكررة من دماغ تربينا عليها.


6-الملامح الخفية لجبران ومي:


نغمة الكتاب حول العلاقة الرومانسية الأشهر في تاريخ الأدب العربي الحديث،بين جبران خليل جبران الفنان السماوي،والأديبة الرقيقة مي زيادة،صاحبة الصالون الشهير الذي اجتمع فيه صفوة الشخصيات المصرية في القرن الماضي،تركت في قلوبهم كلهم أثراً لا يمحي،يحلل الكتاب الأطوار النفسية لجبران ومدي تأثره ببيئته وطفولته الصعبة علي شخصيته وإبداعه و بين تولهه بأمه ونفوره من أبيه،وما فعله فيه فقد أفراد أسرته،ودور المرأة في حياته كأمه وصديقته ماري هكسل وعلي وجه الخصوص مي زيادة التي أحبها الكثير من رواد صالونها بطريقة أو أخري كنموذج للمرأة المثقفة المتحررة،وبقي قلبها مع جبران تراسله باستمرار،وذكرت مقتطفات من رسائلها وكلماتها عنه في الكتاب،ويستمر الحديث عن علاقة قلبين يحلقان في عالم الفن والخيال وجسد كل منهما في مكان مي بجوار الأهرامات وجبران في أمريكا التي مات فيها،بعد معاناة نفسية وثلاثة أمراض جسدية فتكت به،وبعد أعوام تموت مي بعد خروجها من مستشفي للأمراض العقلية بمؤامرة من أقاربها خانوا ثقتها ونبل شخصيتها فادعوا عليها الجنون،وأودعوها بين مرضي العقول وهي زينة العاقلات،طمعاً في مالها وممتلكاتها،ولم يغفل الكتاب ذكر مقتطفات من أعمال جبران ومي،توضح نقاء قلبيهما وتكشف عن مشاعرهما،وما قاله المقربون عنهما علي حدة،وشروح تجلي حقيقية تلك العلاقة الجميلة التي نبتت علي شاطئ الكتابة وماتت عليه.

إنها صفحة من زمن انقضي لكن يحلو دوماً الرجوع له،كذكريات تمتزج فيها البسمة بالدموع


٧-شعرة معاوية وملك بني أمية:


سيرة أحد أهم الشخصيات في التاريخ العربي... معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية التي دام حكمها لتسعين عاماً،الرجل الداهية الذي اختط لنفسه ولقبيلته بني أمية مساراً سيغير من طبيعة علاقة الحاكم بالمحكوم،في الثقافة الإسلامية للأبد.

يبدأ الكتاب مع شرح جذور الشقاق بين بني هاشم وبني أمية قبل الإسلام،وعرض لشخصية أبو سفيان وهند بنت عتبة والدي معاوية وتاثيرهما فيه،ثم حوادث شبابه وتوليه إمارة الشام في سن صغير،حائزاً ثقة عمر وعثمان(ر)وما كان من شجاعته في ركوب البحر ومواجهة مخاطره،وبداية الفتنة الكبري بمقتل عثمان،واشتعال النزال الذي قسم المسلمين،ويرجع ذلك للمنافسة الشديدة بين بني أمي وبني هاشم قبل الاسلام،وقد امتد لقرون طويلة وبسببه دارت معارك جمة استنزفت طاقة المجتمع الاسلامي،ويعرض كيف حصل معاوية علي ملكه بعد مشقة وجهد وحسن سياسة وتدبير بما يليق بابن زعيم قريش أبي سفيان،ويزكي حلمه الشديد المعروف عنه أمام خصومه وكارهيه،كأن معاوية خلق ليكون أميراً بسبب شخصيته النادرة،فقد ساس ملكه بأساليب سياسية فذة تجعله يسبق ميكافيللي في نظرياته،لقد حاز الدنيا بطرق الدنيا بالخداع والترهيب والترغيب والوعد والوعيد،مع عين متيقظة وذهن حاد وقدرة علي سبر أغوار الرجال،وقد قبض علي عرشه حتي نهاية ملكه لم يتزعزع رغم العواصف،بل مهد كل السبل كي تقع ثمرة جهوده في حجر ابنه يزيد وبني أمية،وأفلح في ذلك.رجل تختلف معه ولا يمنعك ذلك من الإعجاب به


8-جاسوس سيناء:


أول قصة مصورة تحكي فصلاً من بطولة المخابرات المصرية عقب النكسة،كتبها نبيل فاروق ورسمها فواز باحترافية،ونبيل فاروق اشتهر بذلك النوع من أدب الجاسوسية لكنه يقدمها هنا في ثوب جديد يعتمد علي الصورة مع الكلمة،المشاهد الأولي مع طفل صغير اسمه صالح من أحد القري المصرية،يناديه والده لمساعدته في التخلص من اللطع علي القطن،يعترض الطفل بأن القطن ليس قطنهم وأن سنه صغير،فيجيب الأب أن ذلك واجباً وطنياً فالفرج عليه أن ينغمس في خدمة مجتمعه مهما كان عمره،ويحكي له قصة واقعية لطفل من سيناء كان في مثل سنه واسمه صالح أيضاً،عمل مع المخابرات العامة عام ١٩٦٩،يزودها بالمعلومات،ويوصل الغذاء لأفراد الجيش المصري أثناء عملياتهم،ويرشدهم لدروب جبلية لا يعرفها العدو للعودة سالمين،بل يتمكن من زراعة أجهزة تصنت في معسكرات العدو حين كان يدخلها بحجة بيعهم الطعام،ويقيم علاقات صداقة معهم،وكانت للمعلومات التي أبلغها تأثيراً كبيراً في حرب أكتوبر المجيدة،كل ذلك بسرية تامة حتي أن أبيه يتهمه بصداقة الأعداء ويطرده بقسوة،ومع ذلك يستمر في خدمة وطنه،وتكرمه القيادة في القاهرة بعد تهريبه مع أسرته خشية اكتشاف أمره والانتقام منهم وترعاه حتي يلتحق بالفنية العسكرية،ويتولي نفس المنصب والمهام ويجلس علي ذات المكتب الخاص بالضابط محمد مكاوي،الذي وثق به وهو صغير وتعاون معه في سبيل مصر،وظل يحمل شهادة فريدة باعتباره أصغر جاسوس في العالم


٩-لماذا أنت عصبي:


فصول في علم النفس وتطبيقاته علي الواقع،الفصل الأول تعريف العصبية وأسبابها وعلاماتها النفسية والجسدية وتأثير الطعام فيها،الثاني عن تربية الأطفال وجدال بين حظر العقاب البدني وإباحته وينتهي لتفضيل العقاب المعقول لأنه سيحمي الطفل من رذائل جمة فيما بعد ومشكلات سيعجز عن الخلاص منها،ثم تدريبات علي الإرادة وكيفية الثبات في مواجهة الأزمات،وأهمية الإيحاء الذاتي للنجاح وشق طريق بين مصاعب الحياة،وحتي نهاية الكتاب نظريات وتجارب في الحب والزواج،تبدو في البداية غير مشجعة وهامشية،لكن مع التقدم في الصفحات تتبلور المعاني الجدية الرائعة... شرح قدسية العلاقة بين الرجل والمرأة،وما ينبغي علي الرجل القيام به من أمور تجعل حياته الزوجية أسعد ورغم بساطتها يتناسها البعض فتستحيل بينهما العشرة،مع عرض نماذج للحب من حياة الأنبياء كالمسيح ومحمد والأدباء كدانتي ومعشوقته بياتريس وجورج إليوت وعشيقها ذو الوجه القبيح،ومفكرين كتوماس كارليل وزوجته التي لم يعبر لها عن حبه إلا عند قبرها!ويفرق بين الحب والإعجاب وصور من التضحيات وتخطي الحواجز ومجابهة التحديات لينال القلب محبوبه،مع نداء يرن في الأذن"افتحوا الأبواب للحب".

الكتاب يعتبر شعاع صاف نبع من قلوب أحبت وأخلصت،ذاقت حلاوة الحب وعرفت ماهيته فحافظت عليه وسمت به فوق المحسوسات،انطلق ذلك الشعاع لينير سبل من يتخبطون في ظلمات الكراهية والحقد،فتتلون حياتهم بالسواد... عند نهايته يهتف القارئ:ما أروع أن يكون الإنسان عاشقاً،فالحب هو طريق الملائكة.


١٠-الجريمة لا تفيد;


في ذلك الكتاب قصة الرجل الهندي الدؤوب علي محاولة قتل شقيقه من أجل الميراث حتي يفلح بطريقة جهنمية،وجريمة قتل ضجت لها ثلاث عواصم عالمية:لندن-باريس-القاهرة،عندما قتلت مارجريت زوجها علي بك فهمي،مع عرض لحياة مارجريت وكيف أدت بها الأقدار للزواج من رجل شرقي،قصة ستافسكي النصاب وفيها الفساد يصل لأعلي المستويات في فرنسا بالرشوة والانحلال واستغلال النفوذ ورغم وفاة ستافسكي قبل المحاكمة إلا أنه أبرز اسم فيها،قضية غريبة يسعي فيها البرئ للإيقاع بنفسه خوفاً من الاتهام لشدة الشبه بينه وبين أوصاف الجاني لولا حنكة محام خبير لكان قد اتهم بالقتل ودفع حياته ثمناً لذلك،وأخري في مصر هذه المرة حيث يدفع الطمع رجل لقتل زوجته العجوزة بصورة بشعة تعلق بالأذهان لقسوتها شهد القضاء فيها بين جدار المحكمة حلمي مراد بنفسه،وقضية كان المتهم فيها يسير وهو نائم أو هكذا تمت تبرئته،وقضية جنائية غيرت من القانون الإنجليزي حيث كان مجرمان يقتلان ضحاياهما ويبيعون الجثث لأطباء التشريح حتي فضح أمرهما ووشي أحدهما بالآخر فأعدم وفقد الواشي بصره ودار في الشوارع يتسول،وبعد تلك الجريمة يجيز القانون لأقارب المتوفي إرسال جثته لأطباء لدراسة علم التشريح،والأخيرة حول قاتل يدفعه استفزاز تعرض له من عشيق زوجته لإطلاق ثلاث رصاصات عليه في قصة تصلح للدراما لملابساتها المثيرة،وقدرت المحكمة الحكم بثلاث سنوات لظروف الجريمة التي تتعلق بالشرف واستقرار الأسرة


روايات مصريـة