الجمعة، 3 يناير 2025

مالك الحزين... نظرة أخيرة لعالم ينهار

 مالك الحزين... نظرة أخيرة لعالم ينهار


في عام ١٩٧١ أرسل نجيب محفوظ خطاباً لوزارة الثقافة يزكي فيه الكاتب الشاب إبراهيم أصلان، ليحصل علي منحة كي يتفرغ لكتابة عمل أدبي جديد، وصفه محفوظ بقوله" هو فنان نابه، له مؤلفات مطبوعة أو منشورة في الصحف تقطع بموهبة جديدة فذة ومستقبل فريد، ولمثله نشأ مشروع التفرغ، وعند أمثاله يثمر ويزدهر "و حقق أصلان توقعات نجيب محفوظ عنه، فجاء عمله الثاني رواية"مالك الحزين"عام  ١٩٨٣، بعد صدور مجموعته القصصية الأولي"بحيرة المساء"، لتصبح علامة فارقة في تاريخ الأدب العربي تؤسس لمرحلة فنية جديدة جوهرها رصد الهامش والعابر بذاكرة بصرية دقيقة وروح أدبية رقيقة،  وتحتل المركز الواحد وأربعين ضمن قائمة أفضل ١٠٠رواية عربية، وتنال ثناء القراء والنقاد وتحوز النجاح الجماهيري والنقدي معاً الذي يحتاج لمعادلة حساسة للغاية، سيحققها أيضاً فيلم "الكيت كات" للمخرج داوود عبد السيد المقتبس عن الرواية عام ١٩٩١.

حبكة الرواية المكونة من واحد وعشرين مقطعاً يتراوح بين القصير والطويل، تدور في ليلة السابع عشر من يناير عام ١٩٧٧، وذلك ليس إلا أحد الخيوط السردية في الرواية التي تمتد في الماضي، لاسترجاع تاريخ منطقة إمبابة وما يحيط بها منذ سنة ١٧٩٨، حيث انتهت علي أبوابها معركة الأهرام بين نابليون بونابرت والمماليك أثناء الحملة الفرنسية، وبما أن الفن الروائي يكتسب مادته من الحياتي والمعاش، يسرد أصلان وقائع انهيار عالم قديم يتلاشي بشخصياته وذكرياته لحساب عالم جديد تم تشكيله عقب هزيمة ٦٧ وبداية عقد السبعينيات بظروفه المختلفة وحساباته المستجدة علي الشخصية المصرية.

يكتب إبراهيم أصلان عن شخصيات حقيقية عايشها ودون إحساسه بها عبر فنه الروائي، بنسيجها اللغوي ومفرداتها الطبيعية، لتخلد في الضمير الأدبي وتنساب لوعي كل قارئ، كالشيخ حسني الأعمي الذي باع بيته للهرم تاجر المخدرات مقابل قطع الحشيش، مما يسهل عملية بيعه مع المقهي المفتوح أسفله لرجل سيهدمهما معا، وفي ذلك المقهي تتقاطع حيوات الشخصيات التي تزيد عن التسعين شخصية وتضم ثلاثة أجيال، قطر أصلان عصارتها في ١٧٠صفحة، كلها شخوص تعيش في جزر منعزلة، رغم كونها ظاهرياً قريبة من بعضها، فعم عمران صوت المعرفة والتاريخ رجل ولي زمنه، وصديقه عم مجاهد بائع الفول يموت وحيداً في دكانه دون أن يشعر به أحد،ويوسف النجار المثقف المكبوت والشخصية الرئيسية في الرواية يوصف بأنه" يبدو غريبا عن إمبابة مع أنه من أبنائها"، الأسطي قدري الإنجليزي يعيش في دنيا بناها من أوهامه، يسيطر عليها أبطال شكسبير المتغلغلين في وجدانه ويحفظ كلماتهم عن ظهر قلب، مما يجعله يحيا في شكوك وأوهام بعيدة عن الواقع، أما سليمان الصغير تهرب منه زوجته دون أن يجرؤ علي إخبار أحد ولو علي سبيل الفضفضة والبحث عن ملاذ نفسي، بل أنه حين يذهب لأم زوجته يعرفها بنفسه، والأمير عوض الله ابن مؤسس المقهي يتحسر من قلبه علي الحال والمآل، عندما يدرك أن البيع صار حقيقة فيقول برثاء"الحبل قد انقطع، والمقهي ضاع، وعوض الله ضاع، واليوم فقط يموت أبوك"، بينما عبد الله القهوجي العامل في المقهي، أكثر الشخصيات المتعلقة بالمكان، فبدون المقهي هو لا شئ، حياته ودنياه تتمركز حوله، تبقي شخصيات كفاطمة وشوقي وفاروق دلالة علي نتاج الزمن الجديد حيث التحايل علي الحياة لاقتناص متع حرموا منها، مع مسحة من الانحلال الأخلاقي تغلف سلوكياتهم، في المجمل الرواية يصعب تلخيصها لعدم وجود حدث بالمعني الكلاسيكي، إنما هو مأزق تتعثر فيه الشخصيات بين الزمان والمكان، والكل يثقل عليه وقع الذكريات.

من الناحية الأسلوبية تأثر أصلان بمدرسة "النظرة"، التي تجعل من الأشياء لا الأشخاص موضوعاً لها، ومع ذلك لم تتوار الشخصيات في ظلال المكان، و إن كانت مرسومة دون اهتمام بالملامح الشكلية والوصف الجسماني، ويمكن تقسيمهم لشخصيات هروبية كالشيخ حسني وفاروق وشوقي، وشخصيات متأملة كيوسف النجار والأسطي قدري والأمير عوض الله، وشخصيات فاعلة كفاطمة وعبد الله والهرم، بالإضافة لتأثره بأسلوب بالأديب الأمريكي إرنست هيمنجواي ويحيي حقي. 

في مالك الحزين استخدم أصلان لغة وصفية تقريرية متقشفة خالية من البلاغة الطنانة، ولا مكان فيها للاستعارات والكنايات والتشبيهات، فخرجت نبرته محايدة خالية من الانحياز لأي طرف،كأنه كاميرا تصور المشهد كما هو، واستعان في السرد بتقنية تعدد الأصوات. 

في كل أعماله يمتلك فضاء روائي ثابت لا يتغير،حدوده حي الكيت كات وشارع قطر الندي وفضل الله عثمان والشوارع المجاورة التي عاش فيها منذ رحل مع أسرته من طنطا للقاهرة، مع التقدم في العمر سيتقلص ذلك المكان ليصبح"حجرتان وصالة" عمله الأخير،لذلك سنجد جذور بعض شخصيات الرواية في مجموعة بحيرة المساء، وسيستعيد مصير الشخصيات الحقيقية التي صاغها في قالبه الروائي المميز في كتاب"شئ من هذا القبيل" فالمكان هو البطل عند أصلان فيه يتنفس ويعيش وعنه يكتب أعماله.

مع السطر الأخير" كانت الليلة تنقضي، والهدوء يتراجع،

كما تتراجع الأحلام" نكتشف أن شعور الحزن هو المسيطر علي الرواية، والأسي بكافة أشكاله يعشش في قلوب الشخصيات، وندرك سبب تسمية الرواية بمالك الحزين، ذلك الطائر الذي يحيا علي ضفاف الأنهار والبحيرات، يعتبر نفسه مالكها فلا يفارق مكانه علي الإطلاق، ويصيبه حزن شديد إذا جفت مياهه التي يعيش بجوارها، ويطأطئ رأسه كما يفعل الإنسان حين تخترق قلبه الآلام والأحزان ولا يجد مفراً ولا باباً للفرج، فاكتسب ذلك الطائر من صفاته اسمه المركب مالك الحزين فهو يمثل التشبث بالمكان رغم حرقة العذاب، وهكذا يشير إبراهيم أصلان لأبطال روايته العاجزة عن التعامل مع الظروف الجديدة ويضنيها الفقد والحنين... وربما لنفسه أيضاً. 


السبت، 28 ديسمبر 2024

روايات مصرية للجيب ١٠ كتب

 

1- محاكمة سقراط:


يضم الكتاب ٩محاكمات حفظتها لنا سجلات المحاكم،منذ مصر القديمة ومحاولة اغتيال الملك رمسيس الثاني بمؤامرة حركتها إحدي زوجاته لتضمن لولدها العرش،ومحاكمة سقراط بطل حرية الفكر بوصف درامي بليغ لسيرته ونهايته المفعمة بالإيمان ودفاعه المهيب أمام قضاة من السوقة والعوام كشف فيه حقيقتهم فقضوا بإعدامه،وجريمة شرف في اليونان أيضاً نجد مثلها في صفحات الحوادث اليوم بملابسات تكشف عن طبيعة النفس الإنسانية منذ القدم،والمحاكمة الظالمة لبولين ملكة إنجلترا التي اتهمها زوجها هنري الثامن الأرعن المستبد بالزنا مما أدي لإعدامها،ومحاكمة السير والتر رالي رجل الذكاء والثقافة والشجاعة الذي كان ضحية دسائس ومؤامرات القصر الإنجليزي في عهد أليزابيث الأولي وجيمس الأول،وتذكرنا نهايته بنهاية سقراط قبله بقرون عندما رفض توسلات أصدقاؤه للهرب وفضل البقاء ومواجهة مصيره،ومحاكمة شارل الأول لأفعاله العدوانية كعدو للشعب الإنجليزي،ومع محاكمة لويس السادس في فرنسا تعدم الملكية في فرنسا عقب نشوب الثورة التي غيرت من وجه أوروبا،وفي قضية الضابط اليهودي دريفوس تتجلي فيه آيات الصراع بين الحق والباطل تملأ رائحة الفساد والتزوير كل صفحة حتي يكتب له البراءة بفعل ضمائر حية وقفت ضد ظالميه حتي أفرج عنه بعد سجن رهيب،آخر قضية غريبة من نوعها جاءت متأخرة وبسبب فيلم سينمائي عن الراهب الشيطاني راسبوتين الذي حكم قيصر روسيا وزوجته حتي خلص الشعب الروسي من فظائعه الأمير فليكس يوسوبوف.


2-أنا كارنينا:


إحدي إبداعات الأديب الروسي تولستوي،وللأدب الروسي مكانة خالدة لدي متذوقي الفن الروائي،بثلاث شخصيات ينسج تولستوي روايته أنا كارنينا:الزوجة الخائنة أنا والزوج ألكسي والعشيق فرونسكي وقد قدمتها السينما المصرية في فيلم"نهر الحب".

يروي تولستوي قصة من الطبقة العليا،فألكسي السياسي البارز مطعون بالخيانة وأنا بالحب وفرونسكي بالحب والخوف،استوحاها تولستوي من انتحار عشيقة لجاره تحت عجلات القطار الذي يطالعنا في أول الرواية وقد هرس أحد عمال المحطة التي قابلت فيها عشيقها للمرة الأولي وهي قادمة لزيارة أخيه ومصالحته علي زوجته،وعندما تفوح رائحة الخيانة و تحمل أنا من فرونسكي يحاول ألكسي اعطائها فرصة أخري تأبي الحصول عليها،ويقرران الطلاق وتحرم من ابنها وتلجأ لرؤيته متخفية في مشهد صوره تولستوي ببراعة تكشف عن مدي تشظي مشاعرها،وبينما تلد يلتقي الزوج والعشيق أمام فراشها وهي مريضة محمومة،ويبين لنا المشهد طبيعة شخصية ألكسي وتقلباتها فيما بعد،فألكسي طيب القلب له وزاع ديني رغم ماتتهمه به أنا زوجته وفرونسكي محب لها حقاً.

تتمزق أنا بين الرجلين لكن قلبها يغلبها فتعيش مع فرونسكي،وفي أعماقها شكوك ومخاوف وحزن،وبنأي عنها الناس ويتجنبونها بكل الطرق،وهم أنفسهم خونة ومخادعون لا يتميزون عنها بشئ كل ذلك يجعل حياتها عذاباً متصلاً،فتتخلص منها برمي نفسها تحت عجلات القطار بفعل اليأس والغضب والمورفين الذي أدمنته،وفي لحظاتها الأخيرة تعود لرشدها بعد فوات الأوان،فتموت منتحرة لتتخلص من عذابات هذا العالم


3-أم كلثوم حياة نغم وعذاب ألم:


حوار متخيل مع أم كلثوم،نطلع من خلال سطوره ونقلاته الرشيقة علي حياة سيدة الغناء العربي،ونستشف منه بعضاً من ملامح القرن العشرين في مصر،فبدء من طفولة متواضعة مع أواخر القرن التاسع عشر،قضتها في كفاح ودأب وصبر،كابنة فلاح متواضع في قرية طماي الزهايرة بالدقهلية،تجوب مع والدها محافظات وقري مصر وتشقي في سفرياتها تلك مقابل عشر قروش أجرة الغناء،إلي أن تتربع علي قلوب العرب من المحيط إلي الخليج.

يكشف الحوار الثري الممتع عن جوانبها الشخصية والفنية كخشيتها من الموت،وموقفها في ساحات القضاء خصماً للملحن زكريا أحمد بسبب رغبته قبض ١٠٪من حق الأداء العلني لإلحانه والتشنيع عليها واتهامها بالبخل.ذكرياتها مع عبد الناصر كصديق والسادات في مرحلة الرئاسة وماقبلها وطبيعة علاقتها السيئة بجيهان السادات،المؤلفات التي تحب قراءتها وخاصة الشعر،سبب حبها للشتاء،لماذا تكره لعبة المصارعة،تكيفها مع الشعراء والملحنين الذين عملوا معها،ما جري لها في زواجها الأول من الملحن محمود الشريف وما وجدته في الزواج الثاني،الشخصيات التي ساهمت في مشوارها بالسلب والإيجاب،ويضئ جوانب من بدايتها مع الغناء حتي رحيلها١٩٧٥،جنازتها المهيبة الخالدة في الذاكرة المصرية،ويستعرض أقوال المشاهير عنها وتأثيرها في الحياة الثقافية،وجولاتها في الدول العربية،ويورد ما قاله المثقفون والصحف العالمية،مع بعض الصور الفوتوغرافية،مع ملحق بكلمات أغانيها التي شدت بها في لتمتع ناطقي العربية علي مر الأجيال بفنها وشعلة إبداعها المتوهج علي مر الزمن

4-البؤساء ١:


رواية البؤساء أحد أشهر الأعمال الأدبية في التاريخ صدرت عام ١٨٦٢،يصوغ فيها الروائي والشاعر الفرنسي فيكتور هيجو صورة حية وصادقة عن الوضع في فرنسا عند بداية القرن التاسع عشر،حيث الصراعات السياسية تمزق فرنسا بين أظافر الملكيين والجمهوريين،والقيم الأخلاقية تتهاوي للحضيض،فيرسم للعالم رؤيته في الظلم الاجتماعي والفقر والقسوة وغلظة عصا القانون علي الضعفاء،وما ينتج عن ذلك من كوارث تصنع البؤساء،تاركاً خلفه درساً في الإنسانية والرحمة خالداً في كل جيل.

الجزء الأول يعرفنا علي الأسقف ميريل صاحب الدور المصيري في حياة بطل الرواية جان فلجان السجين السابق لتسعة عشر عاماً،بسبب سرقة رغيف خبز لإطعام أبناء شقيقته الجياع!فيخرج فخرج من محبسه ناقماً علي المجتمع وغذي نقمته تلك أن الكل يرفضه ويرتاب فيه ويطرده،لم يمد له أحد يد المساعدة عدا الأسقف ميريل رجل الدين الفاضل الذي يرعاه ويطعمه،ورغم ذلك مازال شعور الكراهية يحرك جان فلجان فيسرق أواني الأسقف الفضية ويقبض عليه،لكن الأسقف ينقذه من الضياع معلناً أنه أعطاه الفضيات علي سبيل الهبة ويضئ روحه بقوله"جان فلجان يا أخي إنك لم تعد منتمياً للشر بل للخير.فما اشتريته منك هو روحك كي أخلصها من الأفكار السوداء ومن روح الهلاك،وأعطيها للرب".

وبروح التسامح والعطف النابعين من نفس عظيمة،تتغير حياة جان فلجان للأبد،وينتقل من عذاب الظلم والظلام،لنور الفضيلة والتسامح،فتولد روحه من جديد


البؤساء 2:


خط درامي جديد يظهر مع الفتاة فانتين التي يغرر بها عشيقها تولومييس،ويهجرها بصورة باعثة علي الاشمئزاز تاركاً علي كاهلها طفلة غير شرعية اسمها كوزيت،حينها تضطر للعودة لمدينتها فتتركها في طريقها عند نزل آل تنردييه الذين يقسون بشدة علي كوزيت دون علم الأم،وفي نفس المدينة كان قد ظهر قبل سنوات شخص يدعي مادلين،رجل خير من الطراز الأول،يفتتح مصنعاً يساعد أهل المدينة ويحفظ لهم كرامتهم،فيرتفع صيته حتي يصبح عمدة المدينة المحبوب من الجميع،عدا الشرطي جافير العصا العمياء للقانون،الذي يشعر بغريزته أن مادلين هذا ليس كما يبدو عليه في الظاهر،تعمل فانتين في مصنعه كي ترسل نقود لآل تنردييه تشبع ابتزازهم لها،لكن أدعياء الفضيلة يجهدون لكشف سرها ويفضحونها،فتطرد من المصنع بغير علم مادلين،فتنهار حياتها وتضطر لبيع جسدها حرفياً فتقايض شعرها وأسنانها بالمال كي تدفع لحياة ابنتها التي تعاني ما لا تطيقه طفلة،ينتهي بها المطاف للعمل كمومس.

في مشهد مؤثر يعتدي عليها أحد البرجوازيين،فترد الاعتداء وتقع في قبضة جافير ويحكم عليها بللسجن ٦شهور،ولا بنقذها إلا مادلين وينقلها في حالة حرجة للمستشفي،ويعدها بجمع شملها مع ابنتها مما يثير طمع آل تنردييه،وتنتهي شكوك جافير بأن العمدة هو جان فالجان-وهو كذلك فعلاً- بالكشف أن جان فالجان قد قبض عليه وسيحكم عليه بالأشغال الشاقة،يبلغ بذلك مادلين ويعتذر ويطلب اعفاؤه من منصبه،ويرحل تاركا إياه يصارع خواطره. 


البؤساء3:


تدور معركة نفسية رهيبة،جان فلجان ضد مادلين،واحد يريد إعلان الحقيقة والآخر يسعي لاخفائها،برع هوجو في تفصيل تلك الخلجات النفسية،وينتهي الصراع بقرار الذهاب للمحكمة في رحلة شاقة كادت تنتهي بالفشل والنكوص،وللحظة شعر جان بالراحة معتبراً الأقدار هي سبب منعه من الذهاب،ولكن صبي صغير يوفر له عربة جديدة ويسرها له في نفسه عندما يرفض منحه مقابلاً لخدمته!يدلف لقاعة المحكمة وقد سبقه صيته كمحسن له فضل علي الجميع يحوز احترام منصة القضاء،وفي أثناء محاكمة الرجل البرئ يبيض شعر رأسه من فرط عذابه،ويعلن أمام الجميع شخصيته الحقيقية،متحدثاً لزملائه السابقين بدلائل تقطع بأنه هو جان فالجان زميلهم في الليمان،وسط حالة من عدم التصديق تنتاب الجميع حتي أنهم يظنونه مريضاً،ويرحل دون اعتراض من مخلوق،وبعد خروجه يصدرون حكماً بحبسه.

يعود لفانتين المحتضرة في رعاية إحدي الراهبات الفاضلات،وتلفظ آخر أنفاسها عندما تعرف أنه  لم يحضر ابنتها وبعدها تري الشرطي جافير يقبض علي خناق العمدة الطيب ليسوقه للسجن،وقبل أن يمضي جان مع جافير يهمس لها بكلمات هامسة يضئ لها وجهها الميت،ثم يهرب من جديد من الليمان ويعود لهيئته الأولي طالعتنا أول الرواية يطارده جافير وتضطر الراهبة للكذب عليه  حتي تضلله ومن ثم ينجو الرجل الذي لم تعرف له مثيلاً،وسرعان ما ينسي الناس العمدة مادلين مطهر حياتهم وأرواحهم،الراعي الصالح للجميع ولا يبقي في أذهانهم سوي جان فلجان المجرم خريج الليمان


5-دماغي كده:


كعادتنا مع أحمد خالد توفيق نستفيد من كلماته ونحن نستمتع بأسلوبه المحبب،يطلعنا علي مجموعة من مقالاته نشرت بأماكن متفرقة في العقد الأول من القرن الحالي،تتنوع المقالات بين حرب العراق ولبنان وفلسطين،وعدة تجارب ومشاهدات لاحظها في المجتمع المصري ورصد من خلالها تغير في السلوك  العام لها طابع التشاؤم،وذكريات قاسية حول الفقر والمعاناة،وشخصيات حقيقية عرفها في مسيرته الحياتية والمهنية تثير الرثاء والعطف،وتعليقات علي أمور شخصية تجري في بيته مع أفراد أسرته لها دلالات عامة نلمح فيها أحياناً خيال رفعت إسماعيل،ومخاوف حول مستقبل غامض يكتنف المجتمع،وقسم آخر عن العلم الزائف يفضح فيه النصابين أدعياء العلم الطبي المتاجرون في آلام غيرهم المتلاعبون بآمال المرضي في الشفاء في سبيل الثراء من الوهم،وهنا نكتشف أن الشرق والغرب سواء في هذا الحال،وتداعي المنطق الذي يعتمد عليه بعض المؤلفين العرب في قراءتهم للتاريخ والتراث ما يجعل آرائهم شوهاء،وجزء أخير خصص للفن من أدب للطفل وسينما ومسرح وغناء،تكمن فيه عدة ترشيحات لأعمال جميلة ذكرها أثناء تداعي السطور الخفيفة علي القلب المغذية  للزاد العقلي وأسماء مبدعين ينبغي للمثقف العام الإلمام بأعمال أصحابها،وفيه نعرف رأي أحمد خالد توفيق في الأفلام المصرية وذكرياته مع المسرح والغناء،وربط كل ذلك بمنظومة اجتماعية تتهاوي للحضيض،عندما حل مقام فرسان الإبداع أراجوزات تثير التقزز والانزعاج.

إنه كتاب للقراءة المتكررة من دماغ تربينا عليها.


6-الملامح الخفية لجبران ومي:


نغمة الكتاب حول العلاقة الرومانسية الأشهر في تاريخ الأدب العربي الحديث،بين جبران خليل جبران الفنان السماوي،والأديبة الرقيقة مي زيادة،صاحبة الصالون الشهير الذي اجتمع فيه صفوة الشخصيات المصرية في القرن الماضي،تركت في قلوبهم كلهم أثراً لا يمحي،يحلل الكتاب الأطوار النفسية لجبران ومدي تأثره ببيئته وطفولته الصعبة علي شخصيته وإبداعه و بين تولهه بأمه ونفوره من أبيه،وما فعله فيه فقد أفراد أسرته،ودور المرأة في حياته كأمه وصديقته ماري هكسل وعلي وجه الخصوص مي زيادة التي أحبها الكثير من رواد صالونها بطريقة أو أخري كنموذج للمرأة المثقفة المتحررة،وبقي قلبها مع جبران تراسله باستمرار،وذكرت مقتطفات من رسائلها وكلماتها عنه في الكتاب،ويستمر الحديث عن علاقة قلبين يحلقان في عالم الفن والخيال وجسد كل منهما في مكان مي بجوار الأهرامات وجبران في أمريكا التي مات فيها،بعد معاناة نفسية وثلاثة أمراض جسدية فتكت به،وبعد أعوام تموت مي بعد خروجها من مستشفي للأمراض العقلية بمؤامرة من أقاربها خانوا ثقتها ونبل شخصيتها فادعوا عليها الجنون،وأودعوها بين مرضي العقول وهي زينة العاقلات،طمعاً في مالها وممتلكاتها،ولم يغفل الكتاب ذكر مقتطفات من أعمال جبران ومي،توضح نقاء قلبيهما وتكشف عن مشاعرهما،وما قاله المقربون عنهما علي حدة،وشروح تجلي حقيقية تلك العلاقة الجميلة التي نبتت علي شاطئ الكتابة وماتت عليه.

إنها صفحة من زمن انقضي لكن يحلو دوماً الرجوع له،كذكريات تمتزج فيها البسمة بالدموع


٧-شعرة معاوية وملك بني أمية:


سيرة أحد أهم الشخصيات في التاريخ العربي... معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية التي دام حكمها لتسعين عاماً،الرجل الداهية الذي اختط لنفسه ولقبيلته بني أمية مساراً سيغير من طبيعة علاقة الحاكم بالمحكوم،في الثقافة الإسلامية للأبد.

يبدأ الكتاب مع شرح جذور الشقاق بين بني هاشم وبني أمية قبل الإسلام،وعرض لشخصية أبو سفيان وهند بنت عتبة والدي معاوية وتاثيرهما فيه،ثم حوادث شبابه وتوليه إمارة الشام في سن صغير،حائزاً ثقة عمر وعثمان(ر)وما كان من شجاعته في ركوب البحر ومواجهة مخاطره،وبداية الفتنة الكبري بمقتل عثمان،واشتعال النزال الذي قسم المسلمين،ويرجع ذلك للمنافسة الشديدة بين بني أمي وبني هاشم قبل الاسلام،وقد امتد لقرون طويلة وبسببه دارت معارك جمة استنزفت طاقة المجتمع الاسلامي،ويعرض كيف حصل معاوية علي ملكه بعد مشقة وجهد وحسن سياسة وتدبير بما يليق بابن زعيم قريش أبي سفيان،ويزكي حلمه الشديد المعروف عنه أمام خصومه وكارهيه،كأن معاوية خلق ليكون أميراً بسبب شخصيته النادرة،فقد ساس ملكه بأساليب سياسية فذة تجعله يسبق ميكافيللي في نظرياته،لقد حاز الدنيا بطرق الدنيا بالخداع والترهيب والترغيب والوعد والوعيد،مع عين متيقظة وذهن حاد وقدرة علي سبر أغوار الرجال،وقد قبض علي عرشه حتي نهاية ملكه لم يتزعزع رغم العواصف،بل مهد كل السبل كي تقع ثمرة جهوده في حجر ابنه يزيد وبني أمية،وأفلح في ذلك.رجل تختلف معه ولا يمنعك ذلك من الإعجاب به


8-جاسوس سيناء:


أول قصة مصورة تحكي فصلاً من بطولة المخابرات المصرية عقب النكسة،كتبها نبيل فاروق ورسمها فواز باحترافية،ونبيل فاروق اشتهر بذلك النوع من أدب الجاسوسية لكنه يقدمها هنا في ثوب جديد يعتمد علي الصورة مع الكلمة،المشاهد الأولي مع طفل صغير اسمه صالح من أحد القري المصرية،يناديه والده لمساعدته في التخلص من اللطع علي القطن،يعترض الطفل بأن القطن ليس قطنهم وأن سنه صغير،فيجيب الأب أن ذلك واجباً وطنياً فالفرج عليه أن ينغمس في خدمة مجتمعه مهما كان عمره،ويحكي له قصة واقعية لطفل من سيناء كان في مثل سنه واسمه صالح أيضاً،عمل مع المخابرات العامة عام ١٩٦٩،يزودها بالمعلومات،ويوصل الغذاء لأفراد الجيش المصري أثناء عملياتهم،ويرشدهم لدروب جبلية لا يعرفها العدو للعودة سالمين،بل يتمكن من زراعة أجهزة تصنت في معسكرات العدو حين كان يدخلها بحجة بيعهم الطعام،ويقيم علاقات صداقة معهم،وكانت للمعلومات التي أبلغها تأثيراً كبيراً في حرب أكتوبر المجيدة،كل ذلك بسرية تامة حتي أن أبيه يتهمه بصداقة الأعداء ويطرده بقسوة،ومع ذلك يستمر في خدمة وطنه،وتكرمه القيادة في القاهرة بعد تهريبه مع أسرته خشية اكتشاف أمره والانتقام منهم وترعاه حتي يلتحق بالفنية العسكرية،ويتولي نفس المنصب والمهام ويجلس علي ذات المكتب الخاص بالضابط محمد مكاوي،الذي وثق به وهو صغير وتعاون معه في سبيل مصر،وظل يحمل شهادة فريدة باعتباره أصغر جاسوس في العالم


٩-لماذا أنت عصبي:


فصول في علم النفس وتطبيقاته علي الواقع،الفصل الأول تعريف العصبية وأسبابها وعلاماتها النفسية والجسدية وتأثير الطعام فيها،الثاني عن تربية الأطفال وجدال بين حظر العقاب البدني وإباحته وينتهي لتفضيل العقاب المعقول لأنه سيحمي الطفل من رذائل جمة فيما بعد ومشكلات سيعجز عن الخلاص منها،ثم تدريبات علي الإرادة وكيفية الثبات في مواجهة الأزمات،وأهمية الإيحاء الذاتي للنجاح وشق طريق بين مصاعب الحياة،وحتي نهاية الكتاب نظريات وتجارب في الحب والزواج،تبدو في البداية غير مشجعة وهامشية،لكن مع التقدم في الصفحات تتبلور المعاني الجدية الرائعة... شرح قدسية العلاقة بين الرجل والمرأة،وما ينبغي علي الرجل القيام به من أمور تجعل حياته الزوجية أسعد ورغم بساطتها يتناسها البعض فتستحيل بينهما العشرة،مع عرض نماذج للحب من حياة الأنبياء كالمسيح ومحمد والأدباء كدانتي ومعشوقته بياتريس وجورج إليوت وعشيقها ذو الوجه القبيح،ومفكرين كتوماس كارليل وزوجته التي لم يعبر لها عن حبه إلا عند قبرها!ويفرق بين الحب والإعجاب وصور من التضحيات وتخطي الحواجز ومجابهة التحديات لينال القلب محبوبه،مع نداء يرن في الأذن"افتحوا الأبواب للحب".

الكتاب يعتبر شعاع صاف نبع من قلوب أحبت وأخلصت،ذاقت حلاوة الحب وعرفت ماهيته فحافظت عليه وسمت به فوق المحسوسات،انطلق ذلك الشعاع لينير سبل من يتخبطون في ظلمات الكراهية والحقد،فتتلون حياتهم بالسواد... عند نهايته يهتف القارئ:ما أروع أن يكون الإنسان عاشقاً،فالحب هو طريق الملائكة.


١٠-الجريمة لا تفيد;


في ذلك الكتاب قصة الرجل الهندي الدؤوب علي محاولة قتل شقيقه من أجل الميراث حتي يفلح بطريقة جهنمية،وجريمة قتل ضجت لها ثلاث عواصم عالمية:لندن-باريس-القاهرة،عندما قتلت مارجريت زوجها علي بك فهمي،مع عرض لحياة مارجريت وكيف أدت بها الأقدار للزواج من رجل شرقي،قصة ستافسكي النصاب وفيها الفساد يصل لأعلي المستويات في فرنسا بالرشوة والانحلال واستغلال النفوذ ورغم وفاة ستافسكي قبل المحاكمة إلا أنه أبرز اسم فيها،قضية غريبة يسعي فيها البرئ للإيقاع بنفسه خوفاً من الاتهام لشدة الشبه بينه وبين أوصاف الجاني لولا حنكة محام خبير لكان قد اتهم بالقتل ودفع حياته ثمناً لذلك،وأخري في مصر هذه المرة حيث يدفع الطمع رجل لقتل زوجته العجوزة بصورة بشعة تعلق بالأذهان لقسوتها شهد القضاء فيها بين جدار المحكمة حلمي مراد بنفسه،وقضية كان المتهم فيها يسير وهو نائم أو هكذا تمت تبرئته،وقضية جنائية غيرت من القانون الإنجليزي حيث كان مجرمان يقتلان ضحاياهما ويبيعون الجثث لأطباء التشريح حتي فضح أمرهما ووشي أحدهما بالآخر فأعدم وفقد الواشي بصره ودار في الشوارع يتسول،وبعد تلك الجريمة يجيز القانون لأقارب المتوفي إرسال جثته لأطباء لدراسة علم التشريح،والأخيرة حول قاتل يدفعه استفزاز تعرض له من عشيق زوجته لإطلاق ثلاث رصاصات عليه في قصة تصلح للدراما لملابساتها المثيرة،وقدرت المحكمة الحكم بثلاث سنوات لظروف الجريمة التي تتعلق بالشرف واستقرار الأسرة


روايات مصريـة

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024

My three friends

 

 

 

My three friends

 

I have never visited China, but my heart is full of love for that great country, and it is an ancient civilization. Oh, dear it is nobility matching the Egyptian civilization!

My obsession with China began  few years ago, when I read for first time about it, and enjoyed my soul by it's history, philosophy, art, and literature. At that time I considered my self as a friend to China and brilliants Chinese.

Is that possible? I mean became  friend, to hundreds people never ever meet them in your life ,not mention they are lived since ages. It is happened to me, I have many friends from China I only knew them through papers and words, it is glimpse from  the blessing of reading, by the alphabet we can travel to any place, any time and meet anyone whether in great palace or poor cottage, by this bless I traveled a lot to China, let's discover what I saw during my imaginary journey, with my three friends in ancient China.

I saw Lao-tzu beside The Yangtze river, thinks about (tao) for now and then wander in his thoughts across the world, once reach the sky, once more go down to the earth to create( tao) or the road to humanism, for explain how nature works, how the human harmony with life, through 5000 words, picked them from the depth of his soul, then put them together, in book named(tao te ching) which we know it as (the way and virtue). I heard him sigh and mumble:

"My words are easy to understand and easy to perform.

Yet no one under heaven know them or practices them.

My words have ancient beginnings.

My action are disciplined.

Because men don’t understand,they have no knowledge of me.

Those that who know me are few.

Those that abuse me hundred.

Therefor the sage wears rough, closing and holds the jewel in his heart.

I seeking for that jewel in the heart and philosophy of Lao tzu, hoping to can handel with daily proplem, and life suffering, specially anecity. I learned so much and becam see the life by more resoniable, he teach me"to attain knowledge, add things every day, to attain wisdom, remove things every day", "from caring comes courge".

I followed tao as Lao tzu hint it, afterward find it in  Western philosophy philosophy particulary soticism, and relegion, take differint names, but every time I remmeber, the old man who riding ox as I saw him in portrait by Zhung lu, an artist luved during the ming dynasty, the great master, his personality explained by Confucius when said about him to his puplis when meet him"I know how birds can fly, fishes swim, and animal run, but the runer may be snared, the swimmer hooked, and the flyer shot by the arrow. But there is the dragon on the wind through the clouds and rises to heaven, today I have seen Lao tzu, and compare him only to the dragon".

During that period of Lao tzu life, I sit witch Confucius disciples, watching the master teaching and advising, his quotes and notions has been compiled into classic work called"Analects" it is considered the origin of China national spirit and wisdom, analects in China as Bible in the west.

That man suffered a lot in his life, one day while walking through mountains, accompanied by his disciples, t tracked them, and I have seen situation I never forget, it is indicated to injustice and persecution in our world, the master and his disciples surprised to find an old woman cry beside a grave, Confucius sent one of his student to ask the cause of her greif, she said"my husband father's was killed by tiger, and my husband also, and now my son meet the same fate".Confucius asked why she persisted in living in so dangerous place, she replied"there is no oppressive government here"Confucious turn to his company and said"my children remember this oppressive government is fierce than tiger"so when confucius appintment as chief magistrate of the town called Chang tu, the honesty sweep through the city, and put an end for evil when became a ministre of crime, the chinese record told us"dishonesty and dissoluteness were ashamed and hid their heads".

I believed what he said about a good person made a good family, and a good family can establish a good state, where every one can live in harmony, an if there is away to the real benevolence, the slogan of this way must be what master said"do not do unto others, what would not want the others do unto you".

When I entered to the kingdom of Chinese poetry, first one I meet was "the banished angel" Li po, his poems and life stirred smiles and tears, I smiled when emperor Ming huang received important message from Korea written in dialect no one could understand, the emperor gave them three days to decipher the letter, or they will be punished, one of them tell ming huang about a poet of great talent and knowledge called Li po, the emperor summoned him, but he refused, because his essay had been rejected by  the officials at the examination, the emperor gave him title of doctor of first rank, and when he came found his examiners between the ministers, forced them to take of his boots, then translated the letter.

My heart depressed because of his hard life, when his wife dumped him and took the children with her because he earned so little money, and my tears gleaming every time I hear him say to his absent children's in great affection:

" png-yang, my pretty daughter, I see you stand

By the peach tree and pluck flowering brunch.

You pluck the flowers, but I am not there.

How your tears flow like a stream of water!

My little son, po-chin grown up to your sister's shoulders,

You come out with her under the peach tree,

But who is there to pat you on the back,

When I think of these things my sense fail,

 

And sharp pain cut my heart everyday.

Now I tear of a piece of white silk to write thus letter,

And send it to you with my love along way up the river.

his last years were bitter, wars and revolutions happend in China influenced him ,   until  died, when drowned in a river while attempting, in hilarious intixication to embrace the moon reflection on the water, what a death! Suitable to a rare soul like Li po, one of my Chinese friends.


我的三个朋友 我从未访问过中国,但我的内心对那个伟大的国家充满了爱,它是一个古老的文明。 哦,亲爱的,这是与埃及文明相匹配的贵族。 我对中国的痴迷始于几年前,当时我第一次读到中国,我的灵魂是历史、哲学、艺术和文学。 当时我把自己当成了中国的朋友,也是中国人。 这可能吗。 我的意思是成为朋友,数百人在你的生活中从未见过他们,更不用说他们已经活了很久了。 这是发生在我身上,我有很多来自中国的朋友,我只通过论文和文字认识他们,从阅读的祝福中窥见,通过字母表,我们可以到任何地方,任何时间,无论是在大皇宫还是贫穷的小屋,通过这个祝福,我到中国旅行了很多,让我们和我在中国古代的三个朋友一起发现我在想象中的旅程中所看到的东西。 我在长江边看到老子,现在思考(道),然后在他的思想中徘徊在世界各地,一旦到达天空,再次下到地球去创造(道)或人文主义之路,通过5000个字,从他的灵魂深处挑选出来,然后把它们放在一起,写成我们所知道的《道德经》(道德经)。 我听到他叹了口气,喃喃自语: "我的话很容易理解,很容易执行。 然而,没有人知道他们或实践他们。 我的话语有古老的开端。 我的行动是有纪律的. 因为男人不明白,他们对我一无所知。 认识我的人很少。 那些虐待我的人。 因此,圣人穿着粗糙,关闭并将宝石放在心中。 我在老子的心和哲学中寻找那颗宝石,希望能与日常的进步和生活的痛苦,特别是anecity打交道。 我学到了很多东西,并且变得更加共鸣地看待生活,他教我"获得知识,每天添加东西,获得智慧,每天删除东西""从关怀中来courge" 我按照老子的暗示,后来在西方哲学哲学中找到了它,特别是在西方哲学哲学中,我取了不同的名字,但每次我都想起了一个骑牛的老人,他是明代艺术家鲁维德(zhung lu)的肖像,伟大的大师,他的个性是孔子在遇见他时对他说的:"我知道鸟能飞,鱼能游,动物能跑,但符人可能会被网住,游泳者钩住,箭射的传单。 但是风上有龙穿云升天,今天我见过老子,把他比作龙" 在老子生活的那段时间里,我坐在孔子的弟子面前,看着大师的教导和建议,他的名言和观念被编成了经典的着作《论语》,被认为是中国民族精神和智慧的起源,《论语》在中国作为西方的圣经。 那人一生受了很多苦,有一天,在他的门徒的陪同下,在山间漫步,我看到了我永远不会忘记的情况,这表明了我们这个世界的不公正和迫害,大师和他的门徒惊讶地发现一个老妇人在坟墓旁哭泣,孔子派他的一个学生去问她的死因,她说:"我丈夫父亲被老虎杀死了,我丈夫也被杀死了,现在我的儿子也遇到了同样的命运" 孔子问她为什么坚持住在如此危险的地方,她回答说:"这里没有压迫政府",孔子转向他的公司说:"我的孩子记得这个压迫政府比老虎还凶",所以当孔子被任命为常土镇的首席地方官时,诚实扫过城市,当成为犯罪的部长时,就结束了邪恶,中国的记录告诉我们:"不诚实和放荡是羞愧的,隐藏了他们的头" 我相信他所说的一个好人是一个好家庭,一个好家庭可以建立一个好的国家,每个人都可以和睦相处。 当我进入中国诗歌王国时,我首先遇到的是"被放逐的天使"李波,他的诗歌和生活激起了微笑和泪水。当明皇收到韩国用方言写的重要信息时,我微笑着,皇帝给了他们三天的时间来破译这封信,否则他们将受到惩罚。, 当他来到部长之间发现他的考官,迫使他们把他的靴子,然后翻译的信。 我的心郁闷,因为他辛苦的生活,当他的妻子甩了他,并采取与她的孩子,因为他赚这么少的钱,我的眼泪闪闪发光,每次我听到他说,他缺席的孩子在极大的: "png-yang,我漂亮的女儿,我看到你站着 在桃树旁,采摘开花的早午餐。 你摘了花,但我不在那里。 你的眼泪如何像水流一样流动。 我的小儿子,宝琴长大到你妹妹的肩膀上, 你和她一起在桃树下出来, 但谁在那里拍拍你的背, 当我想到这些事情时,我的感觉就会失败, 剧痛每天都割伤我的心。 现在我撕下一块白丝写这封信, 把它带着我的爱送到河边。 他的最后几年是痛苦的,中国发生的战争和革命对他产生了影响,他死了,直到死了,当他试图在河里淹死时,以滑稽的方式拥抱月亮在水面上的倒影,真是一个死亡。 适合一个罕见的灵魂,像李波,我的中国朋友之一

 

 

 

 

السبت، 21 سبتمبر 2024

صوت وصورة

 

 

صوت وصورة

 

المشهد الوحيد                                                                                 ل/د

منزل بسيط

-المنزل هادئ تماماً، يتميز بالنظافة والأناقة رغم بساطة الأثاث الموجود،ودهان الجدران الذي تساقط في أماكن عدة.

تفتح الباب امرأة متوسطة العمر وتدخل حاملة أكياس بها بعض الفاكهة ومتطلبات المنزل، تضع الأكياس علي الطاولة، وتخلع عنها طرحتها وتهوي رقبتها ورأسها من الحر، طوال المشهد تخاطب زوجها الذي لا نراه حتي نكتشف حقيقته في النهاية.

المرأة:(مبتسمة)غيبت عليك يا بدر؟! حاكم أنا عارفاك ماتطيقش بعادي عند دقيقة، زي ما تقول كده نفسي هو اللي بياخد بنفسك، عموماً يا حبيبي دي مسافة السكة لحد السوبر الماركت علي آخر الشارع، (تلملم الأكياس وتدخل للمطبخ وتفرغ بعضها في الثلاجة وبعضها بجوار الحوض)  جايبين واد جديد عالكاشير لخمة قوي(بشفقة) وكل شوية يدعك ياعيني في عينه زي مايكون عيان، أكيد صاحب المكان هايمشيه ممكن أروح بكرة مالقاهوش! (بحزن) أصل خلاص ماعدش حد بيستحمل حد الأيام دي! (تفتح الحنفية فيطغي صوتها علي المشهد للحظات) أيوة طبعاً جبت لك معايا السجاير وولاعة سخان كمان أهي(تلقي له بالسجائر والولاعة، تضحك) إيه رأيك بقي في نشاني جم في إيدك تمام(مستنكرة) معقولة أنسي طلبات بدورتي حبيبي، هو أنا عندي كام بدر ياناس؟ (تغسل بعض الأكواب والأواني وهي تغني وتدندن) ليالي ليالي ليالي مافرقتش ثانية خيالي ليالي، بستني الفرحة وبستناك وبغني وأنا بحلم بلقاك الله علي لقي الحبيب بعد الغياب حلاوته بتخلي الهوي يرجع شباب الله لله(يسقط منها كوب زجاجي في الحوض ويجرح يدها فيختلط الدن بالماء ببقايا الطعام، تمسك يدها بألم وتنظر ناحية مكان الزوج) لا خليك يا حبيبي مفيش حاجة ده جرح بسيط ولا يهمك(تلتقط منديلاً وتكتم به الجرح وتلملم الزجاج المكسور) ياما دقت عالراس طبول، (تعود بسرعة لمرحها) برضه مش هاخلي حاجة تعكنن عليا(تعاود الدندنة والغناء وغسيل الأواني) ليالي ليالي ليالي ليالي(تصمت) عارف يابدر أحلي لحظة في اليوم واللي بعيش عشانها حياتي مستحملة قرف المشغل والمشاكل ووجع الدماغ، هي اللس باجي ألاقيك فيها، من غيرها أموت نفسي، أعيش لمين ولا أعيش ليه؟! بحس فيها إن كل شقا عمري اتبدل نعيم، مجرد تفكيري في عز زعلي إني هارجع وأشوفك بيهون عليا كل حاجة في الدنيا(تنهي عملها، وتدخل لحجرة النوم وتغير ثيابها بقميص نوم أبيض، ونسمع كلاكس سيارة يطغي علي المشهد) حاضر يا بدروتي هاطلع لك البيجامة( تخرج البيجامة من الدولاب وتضعها علي السرير بحرص واهتمام شديد، تعدل فيهل وتضبط مكانها وهي تتحسسها بحب وشغف، تخرج للصالة وتمد يدها ناحية لمكان الزوج علي الأريكة) يلا يا روحي عشان نخش نريح شوية جوة.

-نتفاجئ بأنها تقبض علي صورة كبيرة لزوجها الراحل، كانت تخاطبها طوال الوقت، تعود للحجرة وتضعها علي المخدة فوق البيجامة ثم تقبلها بحنان شديد، وتتمدد بجوارها، تلقي نظرة ملؤها العطف والاطمئنان علي الصورة، ثم تنام في سعادة بالغة نوماً هنيئاً

 

 

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

الأطلال المحترقة

 

الأطلال المحترقة


 

لا يتذكر أهل المدينة متي بدأوا في التهام بعضهم... قبل عقود مضت حدثت مشاجرة في الشارع، فقفز الجاني علي الضحية وعض رقبته، ويبدو أن الطعم أعجبه، أو بالأحري الموقف نفسه، أن تضع إنساناً تحت رحمتك، تراه يتلوي، يبكي، يصرخ، يفرفر، يلفظ آخر أنفاسه، يتوسل بأصوات مبهمة كحيوان منحور لتتركه أو لتخفف عذابه وتقضي عليه، فاستمر الجاني وكان متوحشاً قاسياً يهابه أهل المدينة بنهش رقبة الضحية والجميع يشاهد، يشله الخوف وتلجمه الرهبة، ربما لو وجد أحد المتفرجين الشجاعة للدفع عن الرجل الذي تنطفئ لمعة الحياة من عينيه لأنقذ المدينة، وما أكل الناس بعضهم بعد ذلك.

أعجبت تلك الطريقة في القتل المجرمين وتبنوها- وكانوا وباء المدينة وبئر عفونتها وقذارتها- فأصبحت طريقتهم في التخلص من بعضهم ومن أعدائهم، ومع انتشار الكلام والأخبار عن تلك الحوادث، لم يعد الناس يتشاجرون باللسان والأيدي كالسابق، بل مع الغضب والرغبة الكامنة للفتك بمخلوق وانتهاك جسده كما يفعل غيرهم، يندفع الواحد منهم هائجاً لينقض علي رقبة الآخر.

وحدث أن قام رجل بفعل ذلك مع زوجته، حتي أكل رقبتها بالكامل وجزء من ثديها، وصرح في المحكمة أن ذلك أجمل طعم ذاقه في حياته، فقد عوضه عن عيشة المرار في هذه الدنيا منذ ولد. أصبحت وسيلة الانتقام أكل اللحم البشري، وهرج من نسل القتلة جيلاً أشد فتكاً وأكثر توحشاً. انقسمت المدينة  بين آكل ومأكول، فاتك ومفتوك به، عاضص ومعضوض، فتفشي الذعر والخوف في كل شبر، وخشي الجميع علي أولادهم وأنفسهم، فخلت الشوارع ونهبت المتاجر والحوانيت الصغيرة في الأزقة الجانبية وانهار النظام، وتسلح كل إنسان بما يجده للدفاع عن نفسه وممتلكاته ضد من سموهم"الأكالين" الذين يخرجون في جماعات وقد برزت أنيابهم يمزقون كل ما يرونه، ويمارسون الجنس في أي مكان، ويقضون حاجتهم في للشوارع علناً، مرتدين لحالة من الحيوانية، ومع ازدياد الدفاعات زادت شراشة المهاجمين وكثرت حيلهم وطوروا من أساليبهم في الهجوم، لذلك تنطلق كل يوم صيحات رهيبة من أحد المنازل، والغريب أنه لا أحد علي الإزلاق فكر في مساعدة الضحية، بل تجاهلوها ولما لم يعد التجاهل لائقاً سخروا من الضحايا لعجزهم عن حماية أنفسهم.

وفي  أحد الليالي... الصيحات تنطلق. الأنياب تنغرز في اللحم والعروق. الدم الأحمر ينساب بين الشفاه. عيون تتوهج بلهيب الاستمتاع الوحشي. عيون أخري تمتلئ بالدموع والألم، ظهرت سحابة ضخمة من الدخان الأسود، اختفي ورائها البدر وحجبت بسماكتها ضوء النجوم، وامتدت النيران لتلتهم المدينة كلها، لثلاث أيام حتي لم يعد هناك قلب ينبض.

بعد قرون مر بها أحد الصبية مع والده، في طريقهما للهرب من ثأر يتبعهما من مكان لمكان والشمس تقرر الرحيل، جذب الطفل يد أبيه وسأله مشيراً للأطلال المتفحمة:

-يا أبي لماذا أكلت النار تلك المدينة؟

فأجابه الأب وهما يقفان للحظات يتأملان المنظر الكئيب:

-إن الكون يتعلم من الإنسان ياولدي، وحين أكل الناس لحم بعضهم البعض، أعجبت النار الفكرة  فالتهمت الجميع الآكل مع المأكول، والظالم مع المظلوم.

واستمرا في طريقهما حتي اختفيا مع حلول الظلام الذي لف المدينة في صمت أبدي، لن يجرؤ أي كائن علي إزعاجه بعد اليوم

الاثنين، 19 أغسطس 2024

هل يمكن أن تنبت وردة بين صديد الجروح

 

صديقي زين

سألبي لك رغبتك التي طلبتها منذ لحظات،وأسرد لك وقائع خطوبتي السعيدة التي حدثت في أيام قلائل،وسأحكي لك ما جري في رسالة كما طلبت... عندك حق فالشات ليس أداة استرسال بل أشبه بنظام البرقيات في القرن الماضي أما ما يميزه سرعته الفائقةحيث يتم الرد عليه لحظياً،أما البرقيات فكانت تستغرق وقتاً طويلا ولكل حرف فيها ثمن... ذلك زمان مضي كان فيه الكلام غال!

إنك تستغرب بشدة وأنت في غربتك ببلاد العم سام إنني خطبت فجأة،والحكاية ومافيها تتلخص في كلمة"النصيب"،وقد سمعتني مراراً أقول لك أن الزواج عملية قدرية تحكمها يد إلهية،لا يمكن لإنسان التدخل فيها لأن الزواج سينتج عنه خلق أرواح جديدة في الحياة،لابد لظهورها أن يجتمع شخصان لابديل لأحدهما عن الآخر،وإني متأكد أنه عندما سيحل دوري في تلك العملية القدرية سأجد نفسي متزوجاً،وقد جاء دوري في ليالي شهر رمضان المباركة في أيامه السريعة المتلاحقة.

تعرف يا زين كيف كان سخطي في شبابي المبكر علي زواج الصالونات،فعلي إذن إخبارك بأني أصبحت أراها بعين أخري اليوم،لأنها كانت بوابة لحب يزدهر في روحي رغم قتامة ماحولي... كان الإلحاح علي شديداً للزواج فعندما يتخطي الإنسان الثلاثين يصاب أهله ومعارفه بالفزع وتسري بينهم نوبة غريبة من الهوس بزواجه ويقع تحت ضغط عصبي كبير لا يقاس بالطبع بالضغط علي البنات حين يرتحل بهم مركب العمر،وفي تلك الفترة أشفقت عليهن كافة،مما يتعرضن له من تخويف مستمر حول أفخاخ الزمن وتقدم العمر.

حين دخلت بيت رانيا-وقد صارحتها بذلك فنحن قبل أي شئ آخر صديقان-ظننت أن هذه زيارة كسابقاتها،مجرد لقاء تقليدي آخر تدبره أسرتان لتزويج أحد أفرادهما،سنتبادل كلمات قليلة ونصمت أغلب الوقت ثم نسلم مودعين... حتي أقبلت خارجة من حجرتها،شعرت حين رأيتها بشعور يلف كياني ويسري في أحشائي،وسمعت قلبي يهمس لي"هذا مبتغاك،وآخر بيت ستدخله للزواج"لقد كنت كما عهدتني دوماً تلقائياً علي طبيعتي وذلك هو أول ماجذبها ناحيتي،فأنا حين أتقدم للزواج لا أحاول إرضاء أحداً،أو أسعي للظهور بصورة مختلفة في عين فتاة مهما بلغ جمالها،إنني أضع حقيقتي أمامهن في كل مرة هاتفاً بدون صوت"هذا أنا!فلتقبل من تشاء،ولترفض من تشاء"،وقد عرفت بعد ذلك من رانيا أنها لم تكن تفكر في الزواج بل في العمل واقتحام الحياة بهمة وأحلام شابة تستقبل عامها الثاني والعشرين،لكنها انجرفت ناحيتي وقبلت الخطبة بسرعة هي نفسها لا تستوعبها حتي اليوم،رغم مرور حوالي أسبوعين لنظرتنا الأولي لبعضينا... إن كل شئ يسير في هذه العلاقة بسرعة فائقة وكأن عناية سماوية ترعاها،فصاحب القاعة يتعجب إنني استطعت أن أجد مكاناً ثالث أيام العيد-صحيح يازين هل يوجد كحك وبسكوت عندك في أمريكا؟-وأنا اتصلت به آخر رمضان ويوم كذلك يتم حجزه قبل شهور بصعوبة شديدة،وحين اشتريت دبوساً باسمها لأعلقه في البدلة قبل الخطوبة بساعات وكنت أظن أنه لن يسعفني الوقت وجدت اسمها هو الوحيد المتبقي عند صانع الفضيات،وقال لي:تلك الزيجة سالكة إن دبوساً كهذا يستغرق صناعته أسبوعاً"وأيده الواقفين أمام فاترينة المعروضات.

إن السرعة التي تمضي بهل هذه العلاقة تعجبني وتخيفني في نفس الوقت،كل يوم أزداد تعلقي برانيا وتزداد هي تعلقاً بي،ومخاوفها تزيد عن مخاوفي،ولا يمكنني تحديد مصدر هذه المخاوف الآن،فأنا رغم كل شئ أستمتع بكل لحظة وأشعر بسعادة وراحة في وجودها،وأنا أرقص معها سلو في حفل خطوبتنا ربت عليها كثيراً متذكراً قول آدم في التوراة حين رأي حواء لأول مرة"هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعي امرأة لأنها من امرء أخذت"، وقلت أنا لنفسي"هذه هي امرأتك وحظك الجميل من الحياة كن لطيفاً معها وعاملها كما تريد لابنتك أن تعامل من زوجها وباللين والعطف يكن ميزان حياتك معها"

أتدري متي دق قلبي ناحيتها بقوة،حين سمعتها تحكي عن إلغاء لقاء مع خالاتها وقالت أثناء حكيها" قلت لهم أحمد جاي لي"في تلك اللحظة شعرت أني أدخل لحياة جديدة،وشعرت بمسئولية أن أمنح رقبتي لتلك الفتاة الصغيرة تتعلق فيها للأبد،وأن أهيئ لها في قلبي مكاناً يظلله المودة والحب... إني أخطو علي عتبات دنيا جديدة أحاول اجتيازها بالحب والصداقة والإحسان،والعالم يخطو علي عتبات خارطة جديدة سيتم تشكيلها الدسائس والحديد والنار،الصراع في كل مكان وبين كل البشر فهل يمكن أن تنبت وردة وسط صديد الجروح بينما التربة معدة سلفاً للكراهية والنبذ؟ وهل تتغلب يوماً أغنيات المحبة والسلام علي صيحات الحقد والمقت؟... اسئلة كثيرة تراودني يا صديقي وأتطلع بحرارة للقائنا سوياً واستكمال ثرثرتنا اللامتناهية حول كل شئ، فإن فاتتك خطوبتي فلن يفتك حفل الزفاف،وسننظم موعده ليناسب إجازتك السنوية،وانا متأكد أنك ستمتدح ذوقي حين تري رانيا...

صديقك أحمد


أصل الكون.. كيف بدأ كل شئ؟

 

 

أصل الكون.. كيف بدأ كل شئ؟

 

سيظل السؤال عن أصل الكون مطروحاً علي الدوام، يؤرق الذهن البشري فيسعي العلماء للإجابة عليه، أو بالأدق يجتهدون في محاولاتهم للإجابة عنه، إنه التساؤل الذي طرحه الإنسان منذ أن نما عقله ونظر للسماء وهو يرقب نجومها المتلألئة في الليل الحالك، مستنداً علي جدران كهفه البدائي يتأمل ما حوله في خشوع ورهبة، وحاولت الأساطير القديمة حل اللغز ودأب الفلاسفة علي مر العصور علي البحث والتفكير، وكانت الإجابة السائدة أن الكون ثابت وسرمدي، مع أن الأساطير والفلسفات لامست جزء من حقيقة التطور الذي طرأ علي العالم والإنسان، مع ذلك بقيت صورة الكون في الذهنية العامة للبشر صورة جامدة ثابتة مركزه الأرض،،حتي اندلعت الثورة العلمية الأوروبية في القرن السادس عشر، وبدأت بخلخلة تصورات مغلوطة عديدة، أدت في النهاية لتوصل عالم الفلك البلجيكي جورج لوميتر لنظريته حول نشأة الكون، شارحاً أنه بدأ من نقطة متفردة تمددت لتصبح كوننا الذي نعيش فيه الآن، وبدأ طريقه ببحث علمي بالفرنسية نشره عام ١٩٢٧بعنوان"كون متجانس ذو كتلة ثابتة ويتسع مسببأً دوران السدم خارج المجرة"، لم تلفت تلك الرسالة العلمية انتباه الدوائر الفلكية حتي تم ترجمتها للإنجليزية علي يد العالم إدنغتون، وفي ذلك الوقت كان أينشتاين- كعلماء عصره-يعتقد بثبات الكون قبل أن يدرك خطأه بعد ذلك-فعلق علي ما جاء به لومتر قائلاً"إن حساباتك سليمة ولكن الفيزياء التي استخلصتها فظيعة"، ولكن لم يؤثر ذلك في إيمان لوميتر بنظريته في مواجهة علماء الكونيات وعلي رأسهم العالم الكبير أينشتاين الذي كانت نظريته النسبية سبباً في استنتاج لوميتر لفكرته! ووقف أمام الجمعية البريطانية للتقدم العلمي، يناقش العلاقة بين الكون الفيزيائي والدين، يقترح أن الكون يتمدد من نقطة منفردة سماها"الذرة الأولية" وذكر عبارة تحيلنا لعالم الأساطير ورموزه الساكنة في جنبات حكاياته وقصصه"البيضة الكونية تنفجر عند لحظة الخلق" فبحسب قصة الخلق والتكوين اليونانية نجد العالم بدأ من بيضة خرجت منها الآلهة، وفي الفلسفة الهندية فـ"الهيرانيا غاربها "هي البيضة الذهبية التي نشأ منها الكون، بل إن أوفيد الشاعر الروماني عبر عن استحالة ثبات الكون وتحوله المستمر:

" ما من شئ ثابت في الكون، كل شئ يتقلب بالزيادة أو النقصان

وكل ما يولد يحمل في رحمه بذور التغيير"

أطلق علي نظرية لوميتر التي تعتبر النموذج المثالي لتفسير أصل الكون اسم"الانفجار الكبير"، كما وصفها العالم الأنجليزي فريد هوبل عام ١٩٤٩ أثناء انتقاده لها، حيث كان من أنصار ثبات الكون.

الانفجار الكبير يحكي بصورة علمية ومنطقية ميلاد كوننا الكبير، فالفكرة ببساطة تقول أن الكون بدأ من نقطة معينة تسمي نقطة التفرد قبل ١٣.٨مليار سنة، عبارة عن فقاعة صغيرة أصغر آلاف المرات من رأس دبوس، وكانت شديدة السخونة والكثافة تفوق الخيال، ثم انفجرت وبدأ الكون الذي نراه الآن في الظهور ووجد الزمن والمكان والفضاء والطاقة والمادة والمجرات والأرض وأنت وأتا ومازال الكون يتمدد... كانت درجة الحرارة مابين ٤ إلي ٦ تريليون درجة مئوية، وفي تلك المرحلة كانت المادة والطاقة نفس الشئ، ثم أصبحت بعد ذلك الظروف ملائمة لنشوء الذرات، فدخل الكون في مرحلة الاندماج بعد ٣٠٠ألف سنة وتكون أول عنصران في كوننا الهيدروجين والهيليوم.

أيدت ملاحظات وأبحاث العالم أدوين هابل عام ١٩٢٨ نظرية لوميتر فبعد سنوات من الرصد  الفلكي، وجد أن المجرات تبتعد عن بعضها البعض فيما يعرف باسم الانزياح الأحمر حيث رأي اللون الأحمر يغلب عليها، وهي ظاهرة تحدث عند زيادة الموجة الكهرومغناطيسية القادمة من أحد الأجرام السماوية، فالشعاع الأحمر الصادر من الأجرام السماوية يعني أنها تبتعد عن نقطة الرصد، وصاغ قانون هابل للتوسع الكوني"تتناسب سرعة ابتعاد المجرات عن بعضها طرداً مع المسافة بين المجرات".

في الاربعينيات من القرن الماضي اعتقد جورج جاموف وربرت هيرمان أنه لو كان هناك صدي لموجات دقيقة تنتشر في الفضاء متبقية من زمن الانفجار الكبير فسيكون ذلك دليلاً جديداً علي صحة النظرية، وفي عام ١٩٦٤ وعن طريق الصدفة اكتشف أرنو بينزياس وروبرت ويلسون  تلك الموجات المتبقية وعرفت باسم "اشعاع الخلفية الميكروني الكوني" أو اختصاراً CMB أي أن الكون يشق طريقه متوسعاً علي خلفية من اشعاعات ميكرونية.

إن الانفجار الكبير فكرة عبقرية حقاً فتحت عيون العالم علي حكاية مدهشة يثير تأملها القشعريرة لعظمة وسمو الحياة، فحين تنظر للسماء بعد ذلك ففكر أنك والنجوم والشمس والكواكب من نسيج واحد ومادة واحدة...وتذكر دوماً أن حل كل لغز يتبعه انبثاق سلسلة جديدة من الألغاز، ومازال ما نعرفه عن العالم من حولنا يعادل قطرة في محيط هائل.

 

المراجع:

١-قصة التطور في ٢٥اكتشاف،دونالد أر برونيرو، ترجمة عمر ماجد، مؤسسة هنداوي، ٢٠١٧.

٢-اطلاق سراح العلم، روبرت شيلدريك، ترجمة أحمد الزاملي، دار دون، ٢٠٢٠.

3-خمسون فكرة يجب أن تعرفها عن العلم، غيل ديكسون، بول بارسونز، ترجمة نورا محيي الدين، المجموعة العربية للتدريب والنشر ٢٠١٩.

 

 

 

 

 

 


أينشتاين وجورج لوميتر