الجمعة، 18 يوليو 2014

دائرة الولاية والنبوة



لكل مذهب في دنيا البشر تفسير خاص للوجود,المتدينون يعتنقون التفسير السماوي لوجودهم وحياتهم,وخاصة الخاصة منهم يربطون وجودهم بوجود الله ذاته,فالعالم وحدة واحدة ليس فيه إلا التجلي الإلهي.
التصوف الديني في عقيدة الإسلام يُحيل الوجود كله لعالم ما قبل الوجود حيث نجد هناك عالم الذر,الحقيقة المحمدية,النور السرمدي..........وكل الاصطلاحات التي تعبر عن العالم السماوي حيث كان الله ولا شئ معه....
من أبرز المصطلحات الإسلامية"أولياء"وردت في التنزيل علي النبي فهم"لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" لقربهم من الله فـ"ولي "من الولاء,وللشيطان أولياء أيضاً يأمر القرآن بقتالهم,فنحن هنا أمام نوعين من الولاء مجموعة الله مولاهم والأخري يوالون الشيطان,وهنا نقطة البداية الأولي....
انقسمت السماء يوم خلق آدم وأمر الله الكل بالسجود له لقسمين,قسم قدر قربه من الروح الإلهي"ولايته" فسجد وأطاع,و قسم تزعمهم إبليس رفض أمر الله؛ربما لأن ولايته لله كانت أقرب من الآخرين فلم يفهم كيف لمخلوق من طين يتفوق عليه,ويقربه الله أكثر منه.
هنا بدأت حكاية الولاية التي سيؤسس لها الحكيم الترمذي ويدفع ثمناً لذلك اتهامات وصراعات ونفي,وسيصوغها في قالبها الأخير ابن عربي,الذي سيجيب عن أسئلة الحكيم الترمذي التي انتظرت زمناً طويلا دون أن يستطيع أحد الإجابة عليها...حوالي أربعة قرون!!
الولاية هي أمر باطني ربما يعود توزيعه علي بني آدم من عالم الذر,حيث أشهدهم الرب علي ربوبيته,أما النبوة في أمر ظاهري يختص به الله من يشاء...وتنقسم لنبوة تشريع ونبوة عامة,نبوة التشريع انقطعت بانقطاع"التنزيل"علي الأنبياء,أما النبوة العامة فلا تنقطع,فالله يوحي ويُلهم الكل,كما أوحي لأم موسي,وحتي الحشرات كالنحل.
فكل نبي بالبديهة الدينية ولي,وليس كل ولي نبي بالمعني الخاص التشريعي,فدائرة الولاية دائرة كبري,تدخل فيها دائرة النبوة الصغري,فتنتسب الصغري للكبري ولا تتصل الصغري بالكبري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق