الاثنين، 20 مايو 2024

غاية الحياة

 

 

عاشت مي زيادة صاحبة العقل المتألق حياة امتلأت بالحب والأدب والصراعات، حتي انتهت في مستشفي للأمراض العقلية! وفي خضم أعوامها الخمسة والخمسين التي بدأت عام ١٨٨٦ بمدينة الناصرة بفلسطين، تركت أثراً لا يمحي في تاريخ الثقافة العربية المعاصرة، وتوثقت علاقاتها بنجوم الأدب والثقافة في عصرها، كالعميد طه حسين والرافعي والعقاد وعلي وجه الخصوص جبران خليل جبران، وفي تلك المحاضرة تحت عنوان"غاية الحياة" التي ألقتها لجمعية فتاة مصر الفتاة، وكانت تلك الجمعية تصدر مجلة بنفس الاسم يرأت تحريرها إملي عبد المسيح، نستكشف جانباً من عقل مي الثاقب ونظرتها المتعمقة للحياة وللمجتمع من حولها، بلغة أدبية متدفقة ومنطق منظم، فهي تحاول النفاذ لغاية الحياة، ومعني السعادة، وتضع لهما أسساً كالحب والعمل والاعتماد علي النفس، وتخص بالذكر المرأة وتلمس نقاط ضعفها وسلبياتها، وفي نفس الوقت تشير لمقدرها الهائلة سواء علي فعل الخير أو ارتكاب الآثام، ثم تذكر صادقة في معرض حديثها عن قاسم أمين"صاح قاسم قي القوم يهديهم، ولكنه لم يفته أن تحرير المرأة في يدها أكثر منه في يد الرجل".

إن تلك المحاضرة قيمة ونابضة بالحماس والأفكار التي تثير في نفوسنا تساؤلا عدة، ومن أهمها:ماذا لو كانت مصر قد سارت علي نفس المستوي من الثقافة والأدب والتعليم ماذا سيكون حالها اليوم، وكم خسرنا من تخلينا عنهم؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق