الأحد، 31 أغسطس 2025

آخر حاجة لبعض

 










آخر حاجة لبعض

سيناريو وحوار: محمود قدري



























الملخص: في خضم مشكلات وباء كورونا يستعيد زوجان شابان عاطفتيهما المفقودة رغم الضغوط المادية والنفسية


م/١          شقة أحمد  (الصالون)        ن/د


ـ شقة بسيطة صغيرة الحجم، ولكنها نظيفة ومرتبة تنم عن ذوق في الألوان والاثاث، جهاز مفتوح علي نشرة أخبار تتلو أخبار وتحذيرات مرض كورونا، علي خلفية الصورة الشهيرة لعداد الضحايا والمصابين المتزايد... أحد أيام الصيف الحارة. 

-أحمد(٣٠عاماً)يجلس علي أريكة يتكلم في الموبايل. 


أحمد( ملهوفاً) :آلو... أيوة ياحسين، عملت إيه؟ 

ص. حسين :كلمتلك المدير وقالي الدنيا مزنوقة معاه(معتذراً) معلش يا أحمد الشغل واقع والله أنا خايف يمشوني أنا كمان. 

أحمد(مايزال متعلقاً بالأمل) :والنبي يا حسين تشوف لي أي شغل معاك، أنا بقالي اسبوع قاعد من ساعة المحل اللي كنت فيه ماصفي وصاحبه قفله. 

ص. حسين: أنا مش عايز وصاية يا أحمد...هاتفرج بعون الله وتتعدل.

أحمد: كله علي الله... روح انت بقي مش عايز اعطلك، سلام. 

-يفتح علبة السجائر فيجدها خالية، يسحقها بقبضته ويلقيها علي الأرض في غيظ. 

ـ تخرج منة(٢٥عاماً) من ناحية المطبخ، وتتوجه لحجرة أخري، وهو يرمقها بنظرة جامدة، يكتم صوت التلفاز. 


قطع












م/٢          المطبخ         ن/د


ـالطعام المكون من أرز وخضار بدون لحم  يشيط. 





قطع























م/٣          الصالة          ن/د


-أحمد يتمدد علي الأريكة في إحباط يمسح جبينه المتعرق من الحر، يتشمم الهواء ويقوم مفزوعاً ناحية المطبخ. 






قطع




















م/٤          حجرة النوم          ن/د



     ـ طفل رضيع ممدد علي السرير، وعلي الحائط صورة زفاف أحمد ومنة وهي تشع بنظرات الحب الصادق، منة بجوار الطفل نعد عدد الحفاضات القليلة المتبقية، ثم تفتح حقيبتها فلا تجد فيها سوي ٥٠جنيهاً،تمسكها بين أصابعها في هم وقلق، ثم تسمع صوت أحمد يصرخ في غضب.


ص. أحمد:منة! حرقتي الأكل!







قطع














م/٥          الصالة          ن/د


ـأحمد يقف متحفزاً وسط الصالة، في غاية العصبية الغضب، لقد قرر أن يخرج غضبه من نفسه ومن الدنيا في منة.

أحمد:سيبتي الاكل عالنار وروحتي فين؟

منة:كنت بغير لآدم وسهيت جوه في الاوضة.

أحمد: يا سلام سهيتي؟! سهيتي يبقي يتحرق البيت، عايزة تولعي فينا؟!

منة: إيه الكلام ده يا أحمد!وإيه الطريقة دي!

أحمد: مش ده اللي حصل؟! مش شامة ريحة الشياط؟ (بغرور الضعيف) لولايا كان زمانا ضعنا.

منة(تنهار باكية) :وأنا اللي هاتضيعك مش كده! شايلة البيت كله علي دماغي، وبغزل برجل حمار عشان نعيش، حتي حزني علي أمي اللي لسه ميتة بقي لها تلات شهور كاتماه عشان مازودتش المواجع، تعبت، مابقاش عندي طاقة والله العظيم.

أحمد(ثائراً) :قصدك أني خلاص بقيت عبء عليكي!

منة: أناني... مش بتشوف غير نفسك وبس، أنا اشيلك فوق دماغي العمر كله، وماقولش الآه حتي بيني وبين نفسي، وانت عارف كده.

احمد يبدو عليه التأثر، ويحاول قول شئ ما لكن لا يجد ما يقوله. 

منة(تضع وجهها بين كفيها) :كابوس... أنا حاسة أني في كابوس، مش عارفة هاصحي منه امتي؟

-نسمع صراخ الطفل الرضيع آدم، تقوم منة متحاملة علي نفسها، ينظر احمد لها نظرة حانية. 

أحمد : رايحة فين؟ 

منة: هارضع الولد. 

تذهب منة وتترك أحمد يقف وحيداً. 



قطع







م/٦          المطبخ          ن/د


-يزيح أحمد الطعام المحترق، ويبدأ في إعداد وجبة أخري، بحركات خرقاء لرجل لم يتعود التواجد في المطبخ كثيراً، يبحث عن الطعام في الأدراج، ويمسك الادوات بطريقة خاطئة، تدخل منة فتفاجأ بقيامه بإعداد الغداء، تبتسم ابتسامة خفيفة تغير من ملامح وجهها، يراها أحمد فيبتسم هو الآخر، ويكاد يوقع حلة بيده وهو يضعها علي الرف. 

أحمد: قولت أخف أنانية شوية

منة: مكانش قصدي أنا

ـيقاطعها وقد عاد ألي رشده. 

أحمد: منة أنا عارف أن الدنيا مهدودة كأننا بقينا عايشين في عالم تاني مختلف، ظروفنا متلغبطة وأيامنا بايظة، مفيش فلوس ولا شغل ولا طمأنينة، ولا عارفين بكرة هانصحي علي ايه....بس احنا آخر حاجة باقية ومش هاسمح إني أخسرك أو إنك تخسريني. 

ـتحتضنه منة ويحيطها بذراعيه بحنان.... يرن جرس موبايل أحمد. 



















م/٧         الصالة          ن/د


-أحمد يرد علي الموبايل. 

أحمد: أيوة يا ابراهيم... بجد؟ 

-يشرق وجه أحمد. 

أحمد(مناديا) :منة


ـتظهر منة وفي يدها كبشة غرف الطعام. 


أحمد: لقيت شغل، إبراهيم جارنا لسه مكلمني. 

منة(منة غير مصدقة من فرط الابتهاج) :بجد يا أحمد؟! 

أحمد: أيوة ونازل له دلوقت قبل الحظر ما يبدأ. 

-يتجه أحمد للباب ويفتحه، بلتفت لها باسماً. 

أحمد(مازحا) : اوعي الاكل يتحرق! 

منة: متخافش مش هاسهي عليه تاني

-يلوحان لبعضهما ويتبادلان الابتسام، يخرج أحمد ويغلق الباب خلفه، وتتجه منة للمطبخ في سرور وحماس، وتنتقل الكاميرا للتلفزيون ذو الصوت المكتوم لنراه يعرض مشاهد أنور وجدي وفيروز وهما يتجولان في الشوارع في استعراض معانا ريال. 



النهاية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق