رسالة إلي الله
ينادونك بأسماء مختلفة,تبدلت وتحورت علي مر العصور وعلي اختلاف الأديان,كل
فرقة تدعوك باسم وتتصورك بصورة,كلهم يحتكرونك يا مبدع البشر,وخالق كونهم الصغير
المحدود المُتخذ لهواً وعبثاً,كما هو متخذ مكان للخراب والقتل والدم والأسي,لا
يعرفون عنك سوي أنك تملك اثنين "جنة ونار", اختلفوا فيك وتبادلوا في
شأنك الآراء.أعرفك أنا باسم الله هكذا أدعوك,ورثت هذا الاسم من أهلي ولو كنت ولدت
لأهل دين آخر لكنت سميتك يباسم آخر,لتكن مشيئتك يارب,طالما أردت هذا فأنا
أمتثل,أمتثل لأني لا أملك غير الامتثال.
تعرضت علي الانترنت يا رب لمواد تدعو للالحاد,وهي منطقية جداً,تدخل العقل
لأنها تناسبه,لكن للقلب شئون,أشك فيك كأي شخص آخر,وربما تمر علي أوقات أنكر
وجودك,ثو أعود لك راجياً أن تساندني,نظريات عدة جاءت في شأنك,فهم يقولون أن الله
هو صورة معظمة للأب وللطوطم ثم للملك؛فالإنسان يريد مأمن من مخاوف الحياة,وليس
هناك أفضل من ملجأ لأكبر قوة غيبية علي الأرض,القوة التي تسانده في وجه القوي
الأخري,يشركون العفاريت والشياطين معك بالسحر و الأعمال,فاعتبروا أن هؤلاء هم آلهة
الشر....النظريات التي أبدعها البشر لوجودك وتبريره ومحاولة إنكاره أو إثباته لا
تحصي,أنا أنظر لجسدي متأملاً إياي وناظراً في الكون من حولي,تلك نظريتي الوحيدة
لاستدلالي عليك.
حين أصنع لنفسي الشاي وأتلسع من البراد ذا الماء المغلي,أنظر للنافذة,وأؤكد
لنفسي خالقنا الرحيم لا يعذب أحد,ولو كان يريد أن يعذبه فلماذا خلقه في رحلة
قصيرة؛ليعذبه عذاب أبدي,يقول الفقهاء من أفسدوا دينك أن تلك الأمور تحتاج
للاستتابة من قائلها ؛لنكرانه معلوم من الدين بالضرورة,وهم أول من ضيعوا الدين
وأنكروه,دينهم غير ديني يارب,دينهم يتخذ منك مطية للدنيا,وديني دين يشعر بك في كل
لحظة,حين أنام وأستيقظ يراودني شعور النفخة الأولي لحواء,فحواء كما أعتقد جاءت قبل
آدم,لكن محتكري دينك وكهنته لا يقبلون الخلاف يا رب,ويقفون بالمرصاد لكل اختلاف.
أعيش في بلد يتردد فيه اسمك طوال الوقت,وهو من أسوأ البلاد وأبعدها
عنك,مجتمع لا يعرف عنك غير ما يخدم مصالحه فقط,بعض الناس يسخرون منك يا رب علي
الفيس بوك,ويقولون عنك الفظائع,لم أرد عليهم يا مولاي,فأنت برحمتك سترحمهم,كما سترحمني
وترحم كل خلقك,أبناءك وعيالك.
يا الله لو اخطأت فسامحني....كما ستسامح من يتهمونك أنت بالخطأ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق