يوليو...عبد الناصر
في التاريخ الإنساني
أفعال لو لم يقم"فلان"لقام بها"علان",أحداث متلاحقة تدفع
بالمشهد الدرامي للذروة,ولا يبقي سوي أن يظهر البطل علي الساحة ليضع اللمسة
النهائية,بعد أن تهيئ له الأقدار كل شئ,بينما هناك تحولات يصنعها رجال
بعينهم,(ثورة)يوليو أحد تلك التحولات التي صنعها مجموعة من الرجال الذين آمنوا
بمصر وأرادوا تطهيرها,ونحسب أن نيتهم كانت سليمة,وأهدافهم بعث الوطن من موته,بعد
هزيمته واحتراقه وفساد ملكه وحفاء شعبه,أبرز هؤلاء الرجال,مصري"عظيم المجد
عظيم الأخطاء"كما وصفه الجواهري الشاعر العراقي,وقال عنه الفاجومي
أنه"عمل حاجات معجزة وحاجات كتير خابت",وهكذا تختصر كلمات الشعر مجلدات
من الشرح والتنظير,هذا الضابط الشجاع المرفوعة صوره إلي الآن في الميادين من الحشود التي خرجت لنفس السبب الذي خرج من
أجله منذ حوالي ستين عاماً,اسمه يثير كل الانفعالات التي من الممكن
تخيلها"جمال عبد الناصر",اذكر اسمه أمام خمسة أشخاص مثلاً,وانتظر ردود
أفعالهم,ستعرف كم كان مؤثراً,وأنه رجل اختارته الأقدار ليلعب دوره التاريخي,الغير
ملائم لسواه.
احتفالات يوليو لا
تتوقف لأنه وياللعجب,تلك الثورة لا تزال للآن مستمرة!!فبعد هزيمتها عام67,تم
سرقتها علي يد الانفتاحيين,وقتلها بأيدي الجلادين,ثم بعثها مرة أخري بتضحيات
الثائرين,والميول الناصرية للعديد من الوجوه الشابة المؤثرة في المشهد السياسي
الحالي,دليل منطقي علي أن يوليو رغم محاولات اعتبارها
"انقلاب","حركة",هي ثورة متكاملة الأركان....أجل الثورات في
مصر تتشابه بصورة تستدعي ما هو أكثر من الدهشة!!
ثورة يوليو وقائدها
يمثلان هاجساً عند الذين كفروا بالوطن,وتاهوا في ظلمات حب الذات والكسب
الفوري,وبيع كل ما يمكن بيعه,وعند من هم يخشون العلو,بعد أن راق لهم القاع وما فيه
من عفن وفساد,وسيأتي من يطعن ويتبجح ويزور,ليخلص أن يوليو كانت خراباً لمصر,وأن
عبد الناصر أضاع البلد,سأقول له:"رجاء من شاب يحب مصر,ويتمسح في أعتاب
ثقافتها,هات ليّ,نصف ما كان من زخم إبداعي علي كل المستويات في فترة
الستينات,ودلني علي مشروع قومي وحلم وطني كالذي كان عند جيل يوليو,وأعدك أنني
سأعيد النظر في يوليو وعبد الناصر...والأهم امنحني تعليماً جيداً كما كان تعليم عبد
الناصر,وأنقذنا مما يحدث لعقولنا ونفوسنا,نحن الذين ينتظرنا الغد,والكثيرون منا لا
ينتظرون الغد!"
عاشت كل الثورات
الوطنية....عاش كفاح الشعوب....رغم كل محاولات التسفيه والاستهزاء,باق في الوطن وطنيون يلبون
النداء حين يئن,رغم كل شئ,وربما بسبب كل شئ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق