قررت أن أصبح جراحاً
لم أكن أتخيل أني بهذه الهشاشة,عندما تهجم علي الذكريات السيئة,والأوقات
الحزينة التي مضت,أرتعد من"الذكريات المستقبلية" والأيام الحزينة التي
لابد أن تخترقني حتي النخاع-هذا لو كان لي عمر-؛لذلك قررت أن أصبح جراحاً!!
عملية استئصال قمت بها منذ قليل,قلت لنفسي"لن يفيد البكاء علي اللبن
المسكوب,ولا علي ضرع البقرة المقطوع,ولا علي الكوب المكسور,فأنا لا أحب اللبن
سادة",ثم قالت لي نفسي"توقف عن الهذر وانجز يا إما تروح تشوف إنت بتعمل
إيه وسيبني لأحزاني".
طبعاً أنا لم أذهب,فأنا كالح جداً مع نفسي,أخذت أفكر معها,لماذا تثير فيّ
أحداث الماضي الحزينة كل هذا الاكتئاب,هل لأني غير قادر علي نسيانها وأستعيدها
لأعيش فيها كلما وجدت نفسي وحيداً؟
هل لأن أولاد الوسخة يحيطون بي في كل مكان,وحياتي سلسلة طويلة من الذكريات
الحزينة؟
أسئلة كثيرة طرأت علي ذهني,وطارت الآن بسبب صوت"الشنيور",ففوق
شقتنا هناك شقة أخري تولد من رحم سقفنا المُخرم بفعل كل هذا الدق.
المفيد وما يهمني,هو أني قررت أن أصبح جراحاً,أستأصل الذكريات
الحزينة,وأقتل أولاد الوسخة في داخلي,حتي لا يعد لهم وجود,جراحة يومية,فأنا أعرف
أن الماضي كالمستقبل عدم,لكن من قال أن المعرفة وحدها تكفي!لابد من العمل,وبالعمل
وللعمل سأصيب نفسي بمرض جميل,مرض"الفقدان الإرادي للذاكرة"
فكرة حلوة أشد على يديك أخي العزيز علّك تستطيع إنجاز هذه المهمة الجدييدة الموكلة إليك من نفسك ، المهم إذا نجحت في أن تكون جراحا وأن تصيب نفسك بمرض فقدان الذاكرة الإرادي ، أرجوك إن نجحت أخبرني كي أحاول أنا أيضا مع نفسي ..
ردحذفتحياتيي