حديث الألوان(الأسود)
قد يقال له"الأسمر",وهو لون مظلوم
في هذا المجتمع,كما أبناؤه ما هم مظلومون-أبناء المجتمع,الأسود لون نقي
كالأبيض,الأسود لون شعري الذي بدأت أفقده,الأسود لون الحبر إدماني الأبدي,الأسود
لون ملابس المُعزين في الجنازة,لون دنيا النوم,منذ يومين والأسود هو حياتي حوالي
40ساعة نوم,هرباً من الوعي الزائد في بلد كمصر,تتمكن من تحطيم كل حلم وإحالة كل
هدف إلي مادة للسخرية,اخترت الحياة السوداوية....كلا الحياة السوداوية فُرضت عليّ
ممن هم يريدون الوطن كما هو,عار من أحلامه بلا طموحات ولا أهداف,وللأسف أجيال
تُسلم أجيال في هذه الحالة جيل يطمح ويحلم,فيصطدم بالواقع,يحارب أولاد الأفاعي بكل
قوته,ثم يصير يوماً بفعل عوامل عديدة هو نفسه ابن أفعي,وتستمر دورة الوطن الضائع
بطريقة تدعو لضرب النفس بالجزمة,الأسود لون بذلة أنيقة أردت يوماً ارتدائها,لكني
شعرت أن هناك شاب آخر يتمناها ولا يملك ثمنها,فعزفت عن ذلك,وقللت قدر الإمكان من
شراء أي ملابس,الأسود لون اللاب توب العزيز علي قلبيّ,فقد شهدنا سوياً لحظات نشوة
كثيرة وكتبت عليه ما أفخر به وما أندم عليه,الأسود لونه,الأسود اللون السفلي في
علم مصر,رمز الاستبداد والاستعمار والأيام السوداء المستمرة لليوم,الأسود لون
الدنيا مع كل صفعة تتلقاها علي قفاك ووجهك ومؤخرتك من بلدك الذي تنتمي/لا تنتمي
له,الأسود هو مستقبلك حين تحسبها بعيداً عن التفاؤل والأمل,الحساب الواقعي.
-ماذا تعلمت في هذا البلد؟
-ولا حاجة
ما الذي أتقنه في الحياة؟
-ولا حاجة
-كيف سأبدأ في أي شئ؟
-كان غيرك أشطر
-أين سأتمكن من التفاعل الإيجابي؟
-تعال وأنا أقولك فين!
الأسود جعلوه لون حياة معظم الشباب,فلاى عجب
أن يحمل أحدهم علم القاعدة الأسود,ويُحارب
لأجله,ماذا فعل له اللون الأحمر والأبيض في علم مصر؟!
الأسود لون الأيام التي كان ينبغي أن تكون
غير ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق