محمود درويش..لا ذكري وفاة له!
قلة من بني آدم,من يعيشون حياة أخري في نفس الدنيا بعد موتهم,محمود درويش
ينتمي لهؤلاء العظماء,الذين تركوا بعد حياتهم حياة...درويش ربما ترك بعد موته
حياتين,حياة في داخل أرواح محبيه,وحياة في الانترنت,ربما كان درويش أكثر الشعراء
تداولاً علي صفحات الانترنت والفيس بوك واليوتيوب,افتكاسات وأفكار وموسيقي لخدمة
أشعاره التي نفهمها أحياناً وتستغلق علينا حيناً,أشعار درويش التي صنعتني,أستخدمها
كمضادات للاكتئاب بعد كل فشل مريع,سقوط مروع,كسرة قلب,جرح مشاعر,ضياع حلم,عذاب
حب....مع كل لطشة من بنت الكلب الدنيا,أستعيد(الدرويشيات)كي أتمكن من الاستمرار
في" لعبة النرد",وكي لا"أترك الحصان وحيداً",حتي يـ"سقط
القناع"عن كل زيف ووهم حياتي,كنت أصدقه يوماً,وأعيشه كحقيقة واقعة,درويش لا
ذكري وفاة له,فهو لم يمت,ويوم 9أغسطس هو اليوم الذي حضر له فيه الغياب ليُكمله,اليوم
فقط مناسبة للاحتفال بالرجل الذي حضر في الغياب وغاب في الحضور,يوم مضاد
للنسيان,والبشر بطبعهم ينسون كما يتناسلون,فكان لابد لدرويش من يوم نتذكره
أعمق,ونستعيده أكثر من أي يوم آخر,اليوم الصيفي الحار الذي غاب عنا فيه,هذا
السماوي الطريد,هذا العاشق المواجه لبندقية.."نم يا حبيبي,عليك ضفائر
شعري,عليك السلام"
ارحل من هذه الأرض التي لم تعد لنا نحن بني البشر,واذهب لسمائك
العلوية,وانتظرنا حتي نلحق بك...عن قريب سنلحق بك,مهما طال العمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق