الحياة كأنها inception
من شاهد فيلم inception يعرف تلك اللحظات التي
تمر به,بعد استعادة أحداث الفيلم بمجرد انتهائه...أين يبدأ الواقع؟ومتي ينتهي
الحلم؟
هوليوود تعبث بأفكار البشر وأحلامهم,كما كان دي كابريو بأحلام وأفكار
ضحاياه,فالساحر القاطن في هوليوود يؤثر مشاهدينه علي الكوكب,والمسحور ليس عليه
حرج,فهو مسحور بمزاجه وإرادته,مسحور ليستمتع بعالم الخيال والفن الكامل,هرباً من
عالم الواقع الناقص والرافض له.
الفيلم عن الأحلام وكيفية زرع أفكار في عقل أحدهم,أو سرقة فكرة من
آخر...والله هذا ما يحدث فعلاً في الحياة الحقيقية دون أن ندري!!
مرات عدة تهم بعمل الشئ,وتكون متحمساً ومستبشراً,ثم يأتي أحد الأفاعي فيدمر
كل مابنيته في خيالك,بكلمة أو فعل,يضعانك في حياة أخري لم تخطط لها,تماماً كما كان
ينتقل الأبطال من حلم لحلم,هوليوود لا تهرج مع البشر,ولا تعترف بالسطحية والسذاجة,كل
الأفلام التي أنتجتها وحصلت علي أهمية فنية وفكرية ذات قيمة عالية,تحمل من الرموز
والدلالات والمعاني الشئ الكثير,لابد أن تفكر فيه,لأن الفن يكشف عنا مالم نكن نراه
في الجانب الآخر من الحياة,فالتفاصيل الحيايتة تنسينا ذواتنا وتذوبنا فيها؛لنصل في
النهاية لعدم معرفة أنفسنا ولا فهم من نحن.
كما كان كل حلم حياة أخري ومهمة جديدة,كذلك مراحل الإنسان في الحياة,كل
مرحلة قد تبدو في وقت ما كأنها ستدوم للأبد,ثم تنفجر هي,ونسقط نحن,لنفيق علي واقع
مختلف وحياة لا تشبه ما عهدناه في الماضي,دنيا جديدة تتفتح مع تقدم الإنسان في
العمر,كل صدمة دنيا جديدة وحياة أخري.كريستوفر نولان المؤلف والمخرج يحاول إيصال
ذلك,عن طريق حكاية الحلم وطبقاته,والتيه في أرض الضياع,أرض الضياع يصلها
الإنسان,حين يفشل في تحقيق أهدافه,فيصبح ضائعاً في عالم الأحلام والأوهام,ينتظر المنقذ
ليعيده لحياته الحقيقية,حيث هو ما يريد,لا كما يعيش فعلاً,لي صديق أخبرني علي سبيل
السخرية"أنا مستني الأستاذ إبراهيم نصر يقولي نذيع ولا مانذيعش",هو كـ"سايتو"
ينتظر "دوم",ليعيد له ما فقد منه,لكننا للأسف لا نحلم بل نعيش الواقع
الذي يتفوق أحياناً علي الخيال...لكن علي كل حال من يدري؟..من يستطيع أن يؤكد أي
شئ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق