الأربعاء، 12 أكتوبر 2022

الجرح الخفي

 

الجرح الخفي

ل/د - مستشفي

-يدخل شاب يتحامل علي قدمه اليسري,يحمل كيس به مراهم  ويرتدي شبشب,نري إصبعه الأكبر مربوط بشاش وبلاستر,يتجه ناحية موظف الاستقبال.

الشاب:لوسمحت عايز أغير علي ضوفري.

موظف الاستقبال(يشير إلي حجرة في آخر الممر):طب اتفضل في الأوضة دي(يرفع سماعة الهاتف مباشرة)

-يتجه الشاب ناحية الحجرة...تمر ثوان وتظهر ممرضة قليلة الحظ من الجمال,نحيفة,ودودة لأقصي درجة,وجهها يشرق بابتسامة طيبة.

الممرضة:ألف سلامة

الشاب(يبادلها بابتسامة ويومئ رأسه تحية):الله يسلمك.

-تجمع الممرضة أدوات التطهير,وتبدأ في العمل,بينما الشاب يتمدد علي السرير.

الممرضة:ضوفرك ده اتشال من إيه اتخبطت في حاجة؟

الشاب(يهز كتفيه متعجباً):أبداً جزمة ضيقة...مش عارف ازاي ده أنا لبستها يوم واحد.

الممرضة:العيال برضه عندنا في البيت جابوا جزم العيد اللي فات طلعت ضيقة وتعبت رجليهم هم كمان...ومرة ممرضة هنا اتقفل عليها الباب ضوفرها طار وقعدت تصوت.

الشاب:احنا لسان قد كده(يشير لحجم ذراعه)بس أقل حاجة تخلينا لا علي حامي ولا علي بارد

الممرضة:مظبوط...بس انت ضوفرك ده ممكن تغير عليه في البيت.

الشاب(ضاحكاً):ماليش قلب...ده أنا شوفته من غير رباط كان هايغمي عليا.

الممرضة(تتسع ابتسامتها):هو فعلاً عايز قلب,طب ممكن حد في البيت يغيرلك عليه

الشاب(بتلقائية وقد استراح كلياً لها):ده أنا أشجع واحد فيه,دول شافوه مربوط كان هايغمي عليهم...كلنا قلبنا منيل.

الممرضة(تفلت منها ضحكة عالية):انت كده أشجع واحد فيهم فعلاً.

-تنتهي من عملها وتربط علي إصبعه بإحكام.

الممرضة(بحنان):خلاص ممكن تقوم...وحاسب من الجزم!

الشاب(مبتسماً):خلاص بقي آخر مرة...هاجيب نمرة زيادة كمان علي مقاسي.

-يخرج من الحجرة عائداً لموظف الاستقبال ليحاسبه,تتبعه الممرضة ثم تقفز بخفة علي السياج المغطي بالورود,متعلقة بعامود خشبي.

الممرضة(لموظف الاستقبال):ماتحاسبهوش يا أحمد,دي حاجة بسيطة خليها علينا المرة دي

-يشير لها الشاب علي رأسه بمعني"علي دماغي كرمك",ويلوح لها مودعاً ويسير خفيف الروح والبدن.

إظلام

-نفس المشهد بعد عدة أيام.

-يدخل الشاب كالمرة السابقة,فيشير له موظف الاستقبال لنفس الحجرة,يتجه لها وهو يبحث بعينيه عن ممرضة المرة السابقة,تظهر علي عتبة الباب ممرضة أخري فائقة الجمال,متجهمة تتحرك بآلية ورتابة شديدين,وتتحدث بجفاء,تنزع الرباط وتبدأ في العمل.

الممرضة(باستهانة):علي فكرة الموضوع مش مستاهل تيجي المستشفي تغير,وفر المراهم دي لحاجة تانية,ضوفرك هايطلع لوحده.

-لايرد الشاب,وتظهر علي ملامحه تعبيرات ألم كلما لامست يدها الآلية الصماء إصبعه.

الممرضة:أصله مش جرح يعني...والأوضة دي طوارئ.

-تنتهي بسرعة,ويخرج الشاب من الحجرة مسرعاً(ترفع سماعة التليفون لموظف الاستقبال).

الممرضة:أيوة يا أحمد....

-يصل الشاب لموظف الاستقبال يجده يتحدث مع الممرضة في التليفون.

الموظف(وهو يضع السماعة):أربعين جنيه

-يدس الشاب يده في جيبه ويخرج المال,يسلمه للموظف.

-خارج المستشفي...يري الشاب برميل نفايات,يلوح بكيس المراهم في الهواء ويرميه داخله,يعدل وضع الشبشب في قدمه ويسير متساقلاً يجرجر قدميه من الألم كأول مرة ظهر فيها نحو الشارع المزدحم الصاخب,وعلي وجهه مرارة واضحة.

 

 

أش