الأحد، 31 مارس 2013

لماذا كتبتِ ما انكتب؟!


لماذا كتبتِ ما انكتب؟!


أنتزع من صدري الألم
خالداً يا وجع
بكاء لا ينقطع في ليالي القمر
قمري كقلبي مظلم وكئيب
ليلي كعمري مقفر ومخيف
وحدتي تبدو لي ماشية نحو الشرفة
لتلقي بنفسها علي الأسفلت
فيمشي عليها شاب يسمع"أديل" في السيارة
أين المنتهي؟!
يا عمر من نصب
وحياة من قصب...مكسور ممصوص
الكتابة عزيزة في قلب شمس
والعمر رخيص في أي بنك
أندم علي كل شئ
وندمي الأكبر علي ما لم أندم عليه
أيام من تعب
وناس تسن السكين لمن يقع
وحدتي يا وحدة
لماذا كتبتِ ما انكتب؟!

الاستيقاظ علي أصابع تلعب!




الاستيقاظ علي أصابع تلعب!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=352012

مقاطعة أخبار مرسي واجب عقلي علي كل ذي فهم؛حتي لا يصاب بأعراض عصابية قد تمنعه من تأدية واجبه المنتظر بعد الثورة,الثورة المستمرة مهما فعل أولاد المرة الذين جابونا لورا,وجابوا ورا لينا؛لذلك الفيديو الذي يظهر فيه هو ومن حوله نائمين,لم أشاهده ولست آسفاً علي ذلك,رغم أنه يحمل عناوين من عينة"اضحك من قلبك",أو "ضحك السنين"....كل تلك العناوين التي تغري بالمشاهدة.

والسبب....

أعجبني بيت لإسماعيل الحبروك يقول فيه:" سأنام حتي لا أري
بلدي تباع وتشتري"
وقد مشيت علي خطاه في النوم,فإذا بمرسي نائماً....!!!
كأنه يغيظني شخصياً,حتي النوم لن يتركه لنا المرسي,مصمم علي أخونة النوم أيضاً!!

يقول الحكيم قاقمنا:"إن الجنود إذا تعودوا الشراب,وهنت سواعدهم وعافوا القتال"

معرفة إسرائيل لمصر وشعبها,وحكمة حكمائها,ليست كمعرفة مرسي بالفلسفة!!إسرائيل تعرف قاقمنا الحكيم,كما تعرف كم شجرة موجودة في شوارع القاهرة,وهاهي تري مرسي,الثائر من الشرق!!,أول رئيس مدني منتخب,أول وأفضل كل حاجة بين الخراف,نائماً وحين يستيقظ يتحدث عن أصابع تلعب في مصر!!!

لا تنام يا مرسي وأنت تعمل.اذهب إلي الإخصائي الإجتماعي في الجماعة,لعلك تمر بأزمة تمنعك من النوم ليلاً,قد يساعدك بديع علي اجتيازها,وخذ برأي الشاطر أيضاً.

يا مرسي لن أنام,كي لا أري؛لأن بلدي لا تباع ولا تشتري.

هل يقتل الجماعة أعضائها؟! لو كنت إخوانياً عزيزي القارئ.فقد تكون من الرعيل الأخير؛لأنك مصمم علي تقليد الرعيل الأول,وتقديس ما لا يقدس.

الاستيقاظ هو الحل.

الجمعة، 29 مارس 2013

حارة أبو اليسر

حارة أبو اليسر
رواية

1
الحارة في ذلك الوقت لا تزال ساكنة,كأن أهلها قد هجروها,حتي الهواء العاصف,لا يجرؤ علي التصفير في أذن حمدي مسعود وهو يسير بجوار صديقه نسايم,نسايم يحمل البرسيم علي ظهره وينهق كأنه يخاف من هدوء الحارة,الحارة التي حين تستيقظ,تتحول إلي مهرجان كبير,يبدأ من عند جامع الرضا حتي يصل إلي بداية الشارع العمومي,حيث يجلس السيد ندا علي باب محل ساعات ليس فيها واحدة صالحة للبيع.

يمضي حمدي مفكراً,في زينب التي تحتل عقله منذ ايام منذ أن رآها تجلس في الشباك,ساهمة ترنو إلي شئ غير مرئي,شئ في خيالها تتأمل فيه وحدها,وحين أحست بنظراته المسددة إلي نهديها النابتان حديثاً,تضرج وجهها بالحمرة,الممزوجة بالفرح الخفي؛لأنه لأول مرة تحس نفسها أنثي.

حمدي يعرف جيداً سخط زينب علي الحارة,وقد تمناها في نفسه منذ ذلك اليوم,لكنه لم يجرؤ علي مفاتحة أحد في الأمر,فهو أصغر إخوته و أخته في الثلاثين,تكبره بسبعة أعوام,ولا زالت بلا زواج,فلو علم أبوه أقل ما فيها أن يُسمعه كلاماً,يسم بدنه الضعيف أصلاً؛لذلك استعاض عن الجهر بالحب بأحلام اليقظة,وعن الجنس الذي يشتهيه من جسد زينب بالعادة السرية,مطلقاً فيها خيالاته الجامحة عن الأنثي وجسدها,مستعيناً بأفلام البورنو التي يشاهدها عند السايبر بعد شارعين من الحارة,في أبو الريش,أبو ريش دمنهور,حيث تجد كل ماتتمني.

قبل خروجه من الحارة,وهو يتبادل السلام مع حارس الزاوية الذي اغتصبها لحسابه ناداه أخيه سيد,رآه يجري كالمجنون,فوقع قلبه في رجليه,كان قد تركه نائماً منذ قليل...

"أبوك مات يا حمدي"!!
ظل يصرخ بها ودموعه تمتزج بمخاطه,وصراخه يوقظ كل أهل الحارة,بينما حمدي واقف كالمذهول,كمن أصابه مس,لا يوجد علي وجهه سوي شبه ابتسامة ميتة,ولم يشعر بنفسه إلا والناس تحوطه ذاهبة به إلي بيته,حيث جثة أبيه الجبار,بطل حياته بلا منازع.
كان أيوب البقال,وسمير الحلاق,السيد الساعاتي,ونبوي الجزار,وغيرهم من أهل الحارة يحيطونه من كل جانب,ولا شعورياً رفع رأسه لشباك زينب,فوجدها تنظر إليه في إشفاق وحزن باد علي وجهها الرقيق.
...............................
حلم الليلة السابقة:وجد حمدي أبيه واقفاً,عند الزريبة في الجزء الخلفي من فناء الدار متأهباُ للرحيل,يحمل معه كتاباً,رغم جهله بالقراءة,ويفرقع بالسوط علي ظهره من الخلف,ويبتسم بلا ألم,بينما حمدي تقف بجواره زينب عارية تستحم بجوار البهائم,وجسدها يلمع كهالة من نور,وشعر عانتها الخفيف,لا يخفي عن عينه ما يريد رؤيته...

الثلاثاء، 26 مارس 2013

الإسلام الخائف!



الإسلام الخائف!

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=351414 جماعات الإسلام السياسي المنتشرة في مصر الآن,لا علاقة لها علي الإطلاق بالإسلام الذي نعتنقه جميعاً,كدين سماوي يجعل للحياة معني في ظل وجود إله قادر وديانة تُعتنق.

فالقادة يرفعون راية الإسلام للوصول إلي السلطة باسم الله,ومن يقدر علي مواجهة الله,"نحن ندعو للحق وأنتم للباطل,الله معنا وحدنا,الباقين معهم شياطين الإنس والجن,يوحي بعضهم لبعض من علمانيين إلي يساريين,وهلم جرا لبقية الأطياف" وهؤلاء بأفعالهم وأقوالهم تسببوا في مأساة للإسلام لم يشهدها منذ أيام علي ومعاوية,أصبح الإسلام للأسف مدعاة للسخرية,والاستهزاء من قبل البعض,ومحل مراجعة و وشك عند البعض الآخر,وبدأت الهواجس تجتاح البسطاء,هل الإسلام هو ذلك,هل دعا محمد لأن يكون الناس هكذا,إذا كان من يرفع اسم الاسلام كحل يستخدمونه بتلك الحقارة,فإذن,علي الدنيا السلام.

بينما الأتباع في دولة كمصر,تم محو إنسانيتهم,منذ الصغر بداية بتعليم خنازيري,لا يؤهل المرء لفعل أي شئ في الحياة,قبل أن يسلبه القدرة علي التفكير السليم,ونقد ذاته ومراجعة أخطائه,بل تعليم قائم علي ما تقوم عليه تلك الجماعات الظلامية المتخلفة(السمع والطاعة)وهما سبب الكارثة,وربما تنبه لها وحيد حامد الكاتب المصري في أفلامه الرائعة,التي لم تنبه أحد للأسف لخطر قادم رغم جماهيريتها,وذلك أمر طبيعي,في ظل رؤية الجمهور ذاته لهذا الفن العظيم علي أنه تسلية واستخدامه-الفن- لعبارة ينفذها ويؤمن بها أولاد أبو إسماعيل كانت تتردد في فيلم الإرهابي"لا تناقش ولا تجادل يا أخ علي"

ويكفي أن جماعة الإخوان تعيش علي أفكار البنا وقطب,وهما ماتا منذ سنوات بعيدة,وبكل جدية,لم يشهدا الفيسبوك والتويتر,ولم يجلسا علي الانترنت ليتصفحا العالم,وتلك علامة دالة,فعالم اليوم ليس كعالم الأمس أبداً,أنا مثلاً كطالب جامعي-وتلك أكذوبة مصرية لا يوجد عندنا جامعات أصلاً-أقرأ عن طريق ال tabletوالموبايل واللاب توب,كمعظم قارئي جيلي,سيد قطب مثلاً كان ينتظر قدوم العم صالح حاملاً زكيبته المملوءة بالكتب ليقرأ منها(الموجود فيها),لم يجرب ال Pdfونشوة اختيار ما تقرأ,دون زكيبة العم صالح,هذا فضلاً عن الأفكار الخاطئة والخطيرة التي تتردد في كتاباتهما,مع القليل من الأكاذيب والكثير من الخيال.

من أخطار هذا الزمان وكل زمان هو الخوف,هو المعطل للعمل والإبداع,الخوف مضاد للحضارة,فإما أن تكون متحضراً أو خائفاً,وتلك الجماعات حاكمة مصر الآن,المعربدة فيها بصورة بهائمية,لا تعرف المدنية,تعيش علي الخوف بداية من الثعبان الأقرع-من جعل الدين حكايات لنخوف بها الناس!!!-إلي تحري أمن الدولة!

طالما تحكم مصر تلك الجماعات الخائفة,وخوفها أمر طبيعي بالمناسبة في تكوينها النفسي,لماذا يرتعدون من المرأة!!هذه الجميلة التي هي الدنيا,لماذا يرتعبون من الفن؟!هذا الرائع البديع الذي لابد أن (يتنفسه)الإنسان ليشعر بطعم الحياة.تلك بالفعل أزمة نفسية تستدعي العلاج من(فوبيا الدنيا)التي شارك فيها المجتمع للأسف في إيصالها للكثير من المصريين,هم الآن إخوان بديع وأولاد أبو إٍسماعيل فلن نصل أبداً إلي النور,لن نتذوق طعم الحضارة....هنيئاً للأعداء بما صنعناه لأنفسنا!!!

السبت، 23 مارس 2013

A Trip to the Moon / Le Voyage dans la lune - 1902أو مشوار لحد القمر



سذاجة طفولية تجعل الحياة عبارة عن تهريج سخيف,لكنه شئ طفولي برئ,ويجعلنا نتساءل لو كانت السينما تم اختراعها في القرن الخامس عشر مثلاً,تري ماذا كان سيصلنا من تصورات أهل ذلك الزمان عن الوصول للقمر,هل كانوا سيصعدون بالحبال,أم أن الجري ثم القفز أسرع؟!
من الممكن القول أن المستقبل ينتظر من سيسخر منا أيضاً,ويأتي شخص ليهزأ:"انظروا إلي أولئك الساذجين,كانوا يسافرون بالطائرات...تصورور!!"
أيتها السينما كم تقولين حتي وانتِ صامتة!!

سقنن رع يعود لينتقم من أبوفيس



أبوفيس يهزم سقنن رع,ويأتيه رجال طيبة ساجدين حاملين مفاتيح المدينة,بينما أحمس في مكان ما قابع,ينتظر يومه,ليقوم بفشخ الهكسوس أولاد الوسخة.
هل للإخوان من أحمس جديد...غير أحمس أمك؟!تلك هي المسألة!

حفدة أحمس العظيم,اثبتوا لأولاد الوسخة,قبل أن تتفشي الوساخة في بلاد طيبة.

جدي سقنن رع,دمك لم يضع هدراً ملك,وأنت أيها القائد بيبي الشجاع,لن يهزمك أبوفيس ابن الوسخة.مصر لن تخضع لأولاد الوسخة.

أبوفيس طير أنت يا برنس,أبوك لابومرسي لابو بديع في يوم واحد.

مصر تثخن بالجراح هذا قدرها منذ الأزل,لكن موت...هيهات يا ضاربي النساء ومغتصبي الفتيات والشباب.

نحن سهنين,لكن ساعة الجد يلا السلامة عليك عرص يلا السلامة!

الخميس، 21 مارس 2013

من محاورات أفلاطون



من محاورات أفلاطون


من الممكن أن يكون سقراط شخصية أدبية,ابتدعها أفلاطون,كي يقول علي لسانها ما يريد قوله,شخص لم يوجد أبداً,أو نبي مرسل من السماء دعا إلي التوحيد.
لكن من المؤكد أنه رجل حكيم,وفيلسوف حقيقي؛لأنه أدرك مبكراً جهله التام,ولما علم أنه لا يعلم شيئاً علي الإطلاق سعي للعلم والمعرفة,وبدأ يطوف علي الناس في شوارع أثينا وأزقتها,متسائلاً عن طبيعة الأشياء رافضاً أن يقبل أي إجابة كأمر نهائي مسلم به,مشككاً في آلهة الأولمب,يسأل لتولد الأفكار بنفسها,ربما كان سقراط هو الفلسفة ذاتها,وليس أبوها,وربما كان من وحي خيال أفلاطون,ليوجع دماغ أبونا وخلاص.

لم يع سقراط أحياناً ما يقوله,وربما لأنه وعاه عمل به وجلب علي نفسه الموت,وهكذا هي الفلسفة,سعي حثيث للموت,وتجربته بمختلف الأشكال,حتي عملية التخلص من الجسد الفاني والهروب منه إلي ما هناك.....فسقراط يقول مثلاً لأوطيفرون,في محاورة أوطيفرون:" إن الأثينيين لا يحفلون بالرجل إذا ظُنَّت فيه الحكمة,أما إذا أخذ يبث في الناس حكمته فإنهم عندئذ ينتحلون سبباً لغضبهم عليه"
إذن,ربما يكون سقراط بالفعل نبي,شخص يواجه العالم كله ويتحدي الموت ويلقاه هادئاً راضياً,حاملاً رسالته لهداية البشرية إلي نور العقل.ليس من المستبعد فقد بدأ خالد محمد خالد كتابه محمد والمسيح,بفصل كامل عن سقراط يمهد لمجيئهم,يظن العديد من المفكرين أن سقراط نبي,عدنان إبراهيم أحدهم مثلاً,سيرة حياته كما وصلتنا فعلاً مثيرة للتأمل.
في محاورة أفلاطون لأوطيفرون,تجده يتناول قضايا التقوي والعدالة,وهل هما واحد,ولمن نؤدي شعائرنا الدينية,أليس للآلهة,وكيف تستفيد من تلك الشعائر الآلهة,ولو كانت تستفيد منها,فهل تساوي إفادتنا لها ما نستفيده منها,وسبب الشات الفلسفي بينهما,ان أوطيفرون قد قام والده بقتل أحد العبيد,وذهب للمحكمة ليقيم الدعوي علي والده,وهناك يقابل سقراط الذي يتهمه البعض بالفجور,وحين يعلم سقراط بسبب مجئ أوطيفرون,يقرر أنه رجل في غاية التقوي,فمن يقيم دعوي علي أبيه,بسبب مقتل عبد فهو رجل خير,وسقراط متهم بالفجور,فلعل هذا الخير يقول لسقراط ماهي التقوي,لكن اوطيفرون,كالاخوان المسلمين,سوفسطائي عبيط,يظن أنه يخدم الآلهة لكنه في الواقع أحمق كبير,لا يعرف شيئاً علي الاطلاق,وحين يزنقه سقراط في الكورنك يخلع منه بحجة ضيق وقته,لكننا نزفه,بيع بيع بيع التقوي يا أوطيفرون يا عبيط.


في أسوأ الفروض سنعتبر أن حاجة الإنسانية لسقراط,دفعتها لاختراعه من العدم,فمن كان سيضرب أحد أروع أمثلة الشجاعة في محاورة الدفاع,يتحدي,يسخر,يسخط......يجابه الموت بلا اضطراب ولا وجل,باعتبار أن الموت أمر لم يختربه بعد,ما المانع من تجريبه,أليس من الممكن أن يكون شيئاً جيداً!
لم يدافع سقراط في محاورة الدفاع عن نفسه,بل دافع عنا نحن,البؤساء المضحوك عليهم في زحمة الحياة,شكراً يا عزيزي سقراط....تلامذتك أبديين يا معلم,ارقد في سلام يا أخي الفيلسوف,سيظل أتباعك في سعيهم الدءوب,ستظل رحلة التساؤل وإزعاج السلطة وتحقير   مدعي الحكمة ولو كانوا ملوكاً-كمرسي صاحب سلطانية الفلسفة الباكستانية- مستمرة,سنظل متسائلين مزعجين رغم أنف الجميع,سنظل نفكر رغم أنف التعليم ابن .... الذي يحطمنا عقلياً ونفسياً,سنموت نحن,ولتعش أنت يا معلم,عش في قلب كل من قرأ سيرتك,عش في قلب كل من يتبع خطاك,وهم كثر يا معلم,هم في كل جيل عاش بعدك....كل جيل مضي في الحياة علي خطي سقراط.


يتبع........وجوه سقراط وحكمته


نحن لم يصلنا عن طريق الروايات والرواة سقراط واحد,يُختلف حوله في حادثة أو فكرة أو مرحلة,بل وصلنا لو صح الجمع"سقاريط"متعددة,لها وجوه مختلفة وأفكار وكلمات متباينة,منسوبة كلها لاسم سقراط.
من الممكن جداً أن يكون سقراط ليس إلا شخصية أدبية ابتدعها أفلاطون؛لإيراد أفكاره هو في ثوب أدبي حلم في شبابه أن يرتديه مسرحياً,والواقع أن الحوارات الأفلاطونية عمل مسرحي جميل,تنبض فيه الشخصيات وتعبر عن نفسها بصدق وفلسفة وذكاء,لكن طبعاً لا أحد يغلب فيها سقراط الفيلسوف الداهية,من تخفي تحت ستار الجهل ليفضح غباء وادعاء الأثينيين,سقراط يشبه شخصيات الدراما اليونانية,كبطل يواجه قدره بشجاعة,شجاعة الفعل وشجاعة المعرفة,به كل مقومات البطل التراجيدي,معرفته كمعرفة أوديب,كلتا المعرفتين أدت لنهاية مأساوية خلدها التاريخ  الإنساني كأمثلة لا نمل تكرارها.
وليس من المستبعد أن يكون نبي,ومع غلق باب الاجتهاد والاكتفاء بما كان والسلام,هذا الرأي غير مقبول!!لكن حياة سقراط و(نبوءة معبد دلفي),والـ(صوت الإلهي)الذي قال عنه أثناء المحاكمة,نبذه لتعدد الإلهة,وإيمانه بالحياة بعد الموت في زمن وثني,لم يستسغ تلك الفكرة حين جاء المبشرون بالمسيحية بعد موت سقراط بقرون,وصف شيشرون له أنه:"أنزل الفلسفة من السماء إلي الأرض".....دلائل عديدة علي الأقل نفهم منها أن سقراط كان صاحب رسالة سامية,وأحد المختارين في العرف الديني لحمل الرسالة السماوية للبشر,وقد بدأ خالد محمد خالد كتابه عن محمد والمسيح بسقراط كبداية لهما.
وسقراط الفيلسوف,من استفز عقول أبناء أثينا للحركة,عن طريق الأسئلة,ثم الأسئلة,يعقبها طرح المزيد من الأسئلة,لتوليد الأفكار والمعاني والدلالات عبر الحوار المباشر,أمياً كان,وقيل أنه معاد للكتب,طريقته كانت تشبه طريقة أمه القابلة,فهو يولد الفكرة ونقيضها,الاستدلال والنفي,السلب والإيجاب من عقل محدثه,حتي يصل به إلي مايريده,مبتدعاً بذلك أسلوب إيهام المحاور أن الفكرة فكرته في حين أنها تخصك أنت وأنت من زرعتها في عقله بدون أن يعي,سقراط الفيلسوف الساخط المفكر في كل ما هو حوله,فلا يريح ولا يستريح,ألب شباب أثينا علي آبائهم,جمع حوله ألسنة وعقول لا تجعل المدينة في سلام نفسي بعيداً عن الحوار والجدل...والمعرفة!سقراط يحيلك للجحيم عينه بأسئلته وتكرارها,ووضع كل شئ محل شك وتساؤل ونقد,والإنسان العادي يصطلي بناره دون هوادة منه أو من تلامذته,السؤال باب لا يغلق علي الحياة,الحياة العميقة...والأهم أنه منظار قاتم للنفس.
وسقراط العبثي الهزلي كما عند أريستوفان وغيره من كتاب المسرح حتي أحمد عتمان في مسرحية حسناء في سجن سقراط-هو عند عتمان نصف ونصف-سقراط المجنون المبتدع الثائر علي الآلهة المتحذلق بالمنطق...فكرة كونه نبياً فكرة لابد أن ينظر لها بعين الإعتبار.
ثم سقراط السياسي.حين جاءت نبوءة دلفي بكونه أحكم البشر,هناك عبارة نطقها وأخري كررها,المنطوقة معناها أنه أحكم البشر؛لأنه الوحيد العالم بجهله بكل شئ,وهذا جحيم آخر فلابد للواحد منا أن يتأكد ويؤمن بشئ واحد علي الأقل ليتزن نفسياً ويقوي علي الاستمرار في الحياة,سقراط السياسي في تلك الحالة وهو المعارض للديمقراطية رغم أصوله المتواضعة,من ينادي أن:من يعرف هو الأحق بالحكم,الذي تعرض لمكائد سياسية أدت في النهاية لإعدامه,وكان في إعدامه خلوده,هل كان يريد بتلك العبارة التي تعترف أن حكمته تكمن في جهله,ثم محاولته إثبات النبوءة عن طريق البحث عن من يفضله حكمه,فيضع الجميع في موقف الحرج,ويكشف عنهم القناع الزائف,أن يبدأ حركة سياسية تطيح بالديمقراطية وقلب نظام الحكم الأثيني,حيث يصل ويحكم ويتحكم في الناس من يعرف فقط,دون الاضطرار لإعطاء حرية الكلام في المجالس السياسية لكل من هب ودب بدعوي المواطنة,مما يجعل الدولة في حالة من الفوضي والبلبلة بدعوي الديمقراطية.
اليوم الديمقراطية هي أنسب نظام حكم وأرقاها وخاصة في الغرب,حيث التعليم والعقول المستنيرة والوعي بالحقوق,واحترام القانون,وكانت أثينا في ذلك الوقت شبيهة بالغرب في تلك الأمور,لكن سقراط لم يكن ينتظر من الديمقراطية خيراً,هو يريد الحاكم الذي يعرف,وهو في الواقع علي حسب النبوءة من يعرف!!!بعد أن فضح جهل وغرور شعبه,والبارزين فيه,العبارة التي نطقها لتنم عن اعترافه بجهله,ربما كان يرمي بها علي القادة والحكام في زمنه,والبارزين في أثينا وشعبها؛ليصفعهم بحركة سياسية تأخذ من الفلسفة والسؤال رداءً للوصول للحكم...
أما "اعرف نفسك"فقد كانت موجودة علي معبد دلفي قبل سقراط,واستعادها سقراط مرة أخري ثم نُسبت إليه,ومن الممكن شرح تلك العبارة أن المعرفة وهي الفضيلة الأسمي ليست في مملكة هذا العالم الخارجي,الملئ بالأوهام والأخطاء التي أُخذت مع تكرارها الدائم علي أنها من المسلمات,إنما المعرفة هي أن يعرف الإنسان نفسه ويتأملها ويراقبها,العالم كما يراه الإنسان هو انعكاس داخله في الأساس,فلو عرف نفسه قد يصل إلي حقيقة هذا العالم,وسقراط وأفلاطون عندهم"الحقيقة",وليس"حقيقة",وشتان بين الدوجماطيقية والتصور الآني المرتبط بالشخص!فالمعرفة الزائفة هي معرفة الشخص للظواهر التي حوله ودرسها,وإغفاله لذاته وأسبابها,أما معرفة النفس فهي المعرفة الحقيقية التي يتخذها الواحد منا معياراً للفهم و الحكم علي الأمور,هي الباقية والحقيقية,وفعلاً كما يدور السؤال الشهير,ماذا تستفيد لو ربحت العالم كله وخسرت نفسك؟
سقراط كان يريد أن نفهم أنفسنا,فتلك هي الفضيلة التي طبقها علي نفسه,لقد مضي للموت بهدوء بعد أن فهم الموت تبعاً لفهمه لذاته,فلو كان عدماً فهو راحة,ولو لم يكن كذلك فتلك فرصة ليقابل أبطاله المفضلين في العالم السفلي,سقراط أراد بمعرفة النفس أن نعرف واقعنا وعالمنا,وحياتنا ثم موتنا,ووضع تصورات عن الدنيا والعالم ناتج عن حقيقتنا نحن وليس كما يُراد لنا أن نكون,سقراط رغب الناس في المعرفة علي أنها فضيلة عليا,وغفل عذاب تلك الفضيلة وقسوتها وحيرتها عند الكثيرين,بمعرفة النفس نؤمن بعمق وبصدق,وليس بمعرفة ما يُراد لنا أن نعرفه,وبخداع الناس والحواس لنا,سر تلك العبارة تكمن في كونه أحكم الناس,لأن سقراط أكثر من يعرف سقراط...وتلك كانت كفيلة أن يعرف كل شئ,ونتيجة لذلك أعلن جهله التام واعتماده علي الأسئلة حتي يتعلم؛كي يصل للفضيلة!

 في أسوأ الفروض سنعتبر أن حاجة الإنسانية لسقراط,دفعتها لاختراعه من العدم,فمن كان سيضرب أحد أروع أمثلة الشجاعة في محاورة الدفاع,يتحدي,يسخر,يسخط......يجابه الموت بلا اضطراب ولا وجل,باعتبار أن الموت أمر لم يختربه بعد,ما المانع من تجريبه,أليس من الممكن أن يكون شيئاً جيداً!
لم يدافع سقراط في محاورة الدفاع عن نفسه,بل دافع عنا نحن,البؤساء المضحوك عليهم في زحمة الحياة!

الاثنين، 18 مارس 2013

جيل الإلياذة



يتقاتل الجميع في تلك الإلياذة بصورة غريبة ومتوحشة,علي الرغم من كونها أحد أهم الآثار الأدبية علي مدار البشرية,إلا أنها تمتلئ بصور القتال التي يصفها هوميروس-الأعمي كما يقولون!-بصورة بالغة الدقة مع تشبيهات دقيقة للأمثلة التي يوردها من الطبيعة.
لم أتمكن من التماهي معها تماماً,ربما لأن أخيل لم يقم بدوره بعد فأنا لازلت في منتصفها تقريباً,هيكتور هو السيد الآن,يقتل الجميع الجميع,ربما لذلك لم أتمكن من تخيل أبي زيد الهلالي بطلاً لذات السبب,أنت لا تعجبني"والله لاجيبك قطايع",و"عزل جتته من راسه".
رغم شجاعة أبطال الإلياذة وقوتهم العجيبة,تجد الجيل الأقدم يستهزءون بهم,ويقولون أن أبناء هذا الجيل لا يتمكنون من عمل ما كنا نعمله حين كنا في نفس سنهم!!

ربما كان الحب والصداقة والبطولة,سر خلودها علي مر الأجيال؛لأن كل الأجيال تصبو إلي ذلك.
أيها الأعمي...كم أريتنا الكثير!!!

الأحد، 17 مارس 2013

الدكتور مرسي..يا للوساخة!!!



في وجود هذا الرجل الأحمق في سدة الرئاسة لن تري مصر خيراً أبداً....حدثني عن أي شئ,إلا أن تقول بجهوزية الإخوان المجانين لحكم مصر,تلك جماعة فضحها الله في أرضه,وإن لم نطهر الوطن منها ف"علي العصر اللعنة والطوفان قريب"وليكن دستورنا كسميات نجيب سرور!عجبي عليك يا زمن فيك اللي بيلعب في بتاعه لما يشوف رجلين حلوة ريس..
من أراد أن يعرف حال التعليم في مصر؛فلينظر إلي كل هذا الخراء في المجتمع,هذا الخراء من كابانيه التعليم.

اللهم ما ارحمنا من مرسي,ونجنا من تعليم خرج مرسي ورفاقه من الدكاترة الجهلاء,من دكتوراة في العند إلي دكتوراة في الجهل.

يا إلهي كيف سأعيش وسط كل هذا العبث!!أيها العقل من يعيدك إلينا.

السبت، 16 مارس 2013

إسلام بلا ضفاف



إسلام بلا ضفاف

سأخبرك أنك ستندهش من هذا الكتاب,حتي لا تندهش حين تقرؤه.
ستشك وتنظر للغلاف...يوسف إدريس,ألم يمت هذا الرجل من زمن طويل,أم كانت خدعة وهو لا يزال في مصر يري ويفكر,ثم يكتب؟!
 
الحياة في مصر راكدة منذ سنوات طويلة,نفس المشكلات تقريباً,يقولون أنك إذا أحضرت صحيفة منذ السبعينيات مثلاً,لن تجد هناك فارقاً يذكر,عما يقال علي طنيطر وفوصبوك-كما يقول الرجل العبثي الذي ينتسب للقضاء-نفس المشكلات التي لم تجد الحلول,وإن كان الحل معروف...الديمقراطية التي يدعو إليها العقلاء.
عن تقديس الشيوخ يتحدث إدريس,ويخص بالذكر الشعراوي,الذي وصفه إدريس بأنه يشبه راسبوتين"يتمتع بكل خصال راسبوتين المسلم من قدرة علي إقناع الجماهير البسيطة,وقدرة علي التمثيل والحديث بالذراعين وتعبيرات الوجه",وإن كان تنصل منها بعد ذلك وقال أنها خطأ مطبعي!!
هو الخوف يا يوسف,كما شكوت من مبارك إليه!!
كاد يجن من كثرة السؤال حول هذا الموضوع,حتي وهو في الحرم يطوف بالبيت,ولكن حين يصف الشعرواي توفيق الحكيم وزكي نجيب محمود ويوسف إدريس بالكفر والضلال والتضليل,لا يتراجع ولا يستسلم,لأنه في الخانة الصحيحة,مستمداً الحماية من الله ذاته!!
ما أريد قوله أنا هنا ببساطة,لكل إنسان الحق في قول رأيه ولنناقشه فيه بهدوووووووووء كنا يفعل عماد الدين أديب,وليس بالصراخ والعنف كهاتولي راجل,هكذا ببساطة نعرف أن الاختلاف والخلاف,شئ طبيعي جداً,هكذا خلقنا الله,وأنا أحب الإثنين الشعرواي وإدريس,ولو كانا اتحدا للدفاع عن الإسلام والدعوة للعقل لما احتجت لكتابة هذا الكلام من الأساس.

ثم يتحدث عن العلم الإسلامي والعلم الغربي,والموضوع غير ذي موضوع العلم هو العلم,كما الملك هو الملك,هل هناك مثلاً,ماء إسلامي وآخر غربي...تلك هي المشكلة!

ثم يناقش أفكار روجيه جارودي,فيتفق معه ويختلف!!وهذا لو تعلمون عظيم!!يختلف ويتفق...الاتنين!!!!!
حاول أن تتجاهل رأي يوسف إدريس,في الإخوان,فالرجل معذور لم يشهد العجل وهو يقع منتظراً الذبح بالسكين,لم ير مرسي وهو يداعب عضوه,ولم يعرف ما فعلوه بعد أن وصلوا لكرسي تافه,ظنوه مكاناً يصلح لحكم مصر.
يتحدث عن الإسلام بعقل المفكر المهموم والمهتم,وليس بلسان الحافظ الببغاء,ويكشف عن أخطاء عدة وعيوب خطيرة في رؤيتنا للإسلام,تسبب فيها رجال متطرفون,يتكسبون من بيع الفتاوي,والإتجار في الدين.يلاحظ بذكاء أن أعداء الإسلام استخدموا الإسلام سلاحاً ضد المسلمين وضد الإسلام نفسه,خذها منه أفضل,فهو يتحدث بأمثلة من حوادث عصره,يدلل بها علي صحة كلامه,وأن الطوائف الإسلامية المختلفة المخالفة لبعضها,قد تسببت في انشقاق المسلمين وإضعاف الدين ذاته,علي عكس القومية العربية,التي من شأنها أن توحد العرب والمسلمين,وهي نظرية و إن اختلفت معها إلا أن بها وجاهة.


لم يفهم طارق البشري عن يوسف إدريس مقالته,أتمني هذ صادقاً؛لأنه لو كان قد فهم وتسبب عمداً في كارثة الدستور,فسيكون أمراً موسفاً,يُضاف إلي الأمور المؤسفة الأخري,لكن في الحالتين العار كبير علي البشري!
يخاطبه إدريس قائلاً:"إن السر المستتر وراء هذه الدعوة إلي تطبيق الشريعة,في الحكم,هو أن يتولي رجال الدين أمر الحكم,كما تولي من قبلهم في أوروبا رجال الكنيسة الحكم,ولعلك تعرف جيداً البشاعات التي ارتكبها حكم الكنيسة في أوروبا في القرون الوسطي وأمامنا الآن مثل واضح صريح,الحكم"الإسلامي" الخوميني  القائم في إيران,هل يملك أحد محاسبته علي إهلاك أرواح باسم الإسلام وباسم محاربة الكفرة.
إنها دعوة كشوفة لاجتثاث الحكومات المدنية الحديثة وركوب الدعاة كراسي الحكم وتطبيق الحدود بحق أو بغير حق وهذا وحده كفيل بأن يفكك أيجامعة إسلامية أو عربية أو حتي قومية ضيقة."

يسخر البعض من فكرة المؤامرة,ويتندرون علي العرب,بصراحة الاسم نفسه قديم ومستهلك,وتم انتهاكه,ويثير الضحك فعلاً...لكنه حقيقي لحد كبير,ويسميه إدريس"خطة علمية مدروسة جيداً"وهو اسم آخر للمؤامرة,فمؤامرات الدول الاستعمارية,ليست حكراً علينا فقط,بل تلك المؤامرات قد تقوم بها تلك الدول ضد ذاتها,هدفها الوحيد مصلحتها وليذهب كل العالم للجحيم,وينادي بوجود خطة مقابلة للخروج من هذه المأساة التي نحياها.في نفس المقال"لا تلطموا الخدود",يورد فقرة قد قال بمثلها الشعرواي في أحد أحاديثه:"أما علي المستوي العقائدي,فقد كان لابد من اختلاق دعاوي إسلامية تبعد الإسلام عن رسالته الحقيقية في محاربة الكفر والأعداء"واسمهم الحديث هو الاستعمار والصهيونية"وتحويله إلي طقوس ميكانيكية تبعده عن مضمونه الحقيقي,ورسالته ويشرذم المسلمين إلي نحل وملل شيعية وسنية وعلوية ودرزية وخومينية وإخوان مسلمين وجماعات إسلامية,وتكفير وهجرة,وتنظيمات جهاد,وكل منها تعارض الآخر وتسن الحراب والسكاكين"إنه ما يحدث بالضبط يا قوم.أمريكا صنعت إسلاماً تم تصديره لنا,ونحن الآن نتدين به,بعد أن ارتددنا عن الإسلام الحقيقي,احتفظنا بالمظاهر وقدسناها,بينما الجوهر تم استبداله بشئ آخر غريب,وربما تلك هي نبوءة النبي بعودة الإسلام غريباً مرة أخري.
وسيد قطب ذاته يتحدث عن الإسلام الأمريكاني:" «.. والإسلام الذي يريده الأمريكان, وحلفاؤهم في الشرق الأوسط, ليس هو الإسلام الذي يقاوم الاستعمار, وليس هو الإسلام الذي يقاوم الطغيان, ولكنه فقط الإسلام الذي يقاوم الشيوعية, إنهم لا يريدون للإسلام أن يحكم, ولا يطيقون من الإسلام أن يحكم, لأن الإسلام حين يحكم سينشّئ الشعوب نشأة أخري, وسيعلم الشعوب أن إعداد القوة فريضة, وأن طرد المستعمر فريضة, وأن الشيوعية كالاستعمار وباء, فكلاهما عدو, وكلاهما اعتداء..
الأمريكان وحلفاؤهم إذن يريدون للشرق الأوسط «إسلاما أمريكانيا».. يجوز أن يستفتي في منع الحمل, ويجوز أن يستفتي في دخول المرأة البرلمان, ويجوز أن يستفتي في نواقض الوضوء, ولكنه لا يستفتي أبدا في أوضاعنا الاجتماعية أو الاقتصادية أو نظامنا المالي, ولا يستفتي أبدا في أوضاعنا السياسية والقومية, وفيما يربطنا بالاستعمار من صلات.. فالحكم بالإسلام, والتشريع بالإسلام, والانتصار للإسلام لا يجوز أن يمسها قلم, ولا حديث, ولا استفتاء...»
فماذ بعد حبيبهم وأستاذ مرشدهم...؟!


يقول مأمون الشناوي:"يا تبلشفونا...ترسملونا...يا تموتونا وترحونا
ملعون أبوكم علي أبونا
ينهي إدريس بتلك العبارة مقالته التي أسماها"موتونا وريحونا,التي يسرد فيها رد فعل العالم علي العدون الأمريكي علي ليبيا,ويبكي علي الأمة العربية وما إلي ذلك من حديث معاد,لكنه يورد بيت شعر لإسماعيل الحبروك,اعتبره شعاراً لي في تلك المرحلة السوداء من تاريخ مصر:"سأنام حتي لا أري
بلدي تباع وتشتري"
وهذا هو ما أفعله بسبب الإخوان.

ويحكي عن ماركيز ولأني للأسف ليست لي تجربة وافية معه-ماركيز-إلي الآن فلن أخوض في مسألة اصطحاب يوسف إدريس لماركيز معه علي الشاطئ,وجلوسهما سوياً بجوار الأسرة التي تأكل المحشي!
يوسف إدريس هذا يتحدث عن دول الخليج,كأنه يتحدث الآن,ربما ما يقوله علاء الأسواني اليوم لو كان إجريس حياً لقاله هو,رغم ما يتعرض له من سفالات كثيرة,فيتحدث عن شيوخ الخليج والعاملين في الخليج,وإسلام الخليج-لمن لا يعرف أقول أن الخليج لها إسلامها الخاص بها إسلام الملك الجلاد الزين الذي شعاره نخلة وسيفين كما تقول الأغنية مجهولة الصناع-,فحين تجول في عقول القراء عبر الخطابات التي وصلت له,عرف أن دول الخليج ودعاتها المبثوثين في وسائل الاعلام قاموا بعملية هتك للعقل المصري الراقي المتحضر,و وضعوا بدلاً من عقلاً آخر عقل يفكر في ملابس المرأة وتغطيتها,وقطع يد السارق وتحريم الفنون,هو لم يفصل إلا أنه يعترف بعملية غسل مخ خطيرة تحدث للعقل المصري.
الشريعة.......عنوان أربعون عاما مضت,ولا تزال هي كلمة السر لكل طاغية ليسود شعبه,ويحكم بيد من حديد,اجعلوني ملكاً عليكم في الدنيا,والجنة لكم عند الله,وتبدأ الديكاتورية العبث بمصائر الناس وتخريب الدولة,تماماً كما يفعل مرسي اليوم,يتحدث إدريس عن نميري السودان,قطَّاع الأيادي,المستبد باسم الله,وتعالي الله عما يقولون جميعاً له وحده العبادة...تلك المفاهيم البسيطة للأسف لايفهمها دعاة تطبيق الشريعة,بل يعتنقون إسلام الخليج,إسلام النخلة والسيفين.

في محكمة باب الخلق وقف فتحي رضوان مدافعاً,عن كرامة الصحافة ممثلة في شخص يوسف إدريس,بعد أن تهجم عليه أحد الوزراء,هل يهتم أحد بمعرفة ذلك الوزير؟! لا يهم بالطبع...بعد كل تلك السنون نقول اليوم حكمت المحكمة لصالح الصحافة وغرمت الوزارة,الصحافة التي وجدت في مصر قبل إنشاء الوزارات.
ويكيل المديح لأنيس منصور هو مديح يستحقه علي عمله الشامخ,المؤثر في أجيال القراء(في صالون العقاد كانت لنا أيام),الكتاب الذي رسم صورة لعصر كامل من الفكر والثقافة والسياسة,لأنيس وجيله.
لم يكن نجيب محفوظ في نظر يوسف إدريس يستحق نوبل,ولا كل ذلك المجد المحاط به,وكان يعتبر نفسه إبناً ليحيي حقي وتوفيق الحكيم,وبعد حصول محفوظ علي نوبل,وتشرف المدعو نوبل بالاقتران بنجيب محفوظ,هاج إدريس شاتماً غاضباً لمحفوظ,لم تكن علاقتهما جيدة,وحين يتساءل محفوظ في برنامج إذاعي عن سر تحوله من الهجوم علي القطاع في المسرح,إلي الكتابة له,يجيب عن ذلك في مقال القطاع الخاص الجديد.

يتبع.........

الخميس، 14 مارس 2013

البصيرة بديلاً عن البصر!



البصيرة بديلاً عن البصر!

الزمن هو كل زمان,والمكان كل ما حولك,وما عد اذلك حيل استخدمها ساراماجو,ليحكي قصته عن العميان جميعاً,والمبصرة الوحيدة.
في حالة الحوادث,الضياع,القتال.......عند الأزمات عموماً,يبرز دور الطبيب بشدة,هو صمام الأمان للمأزومين وسط طبيعة قاسية-راجع جاك في لوست مثلاً-وهنا انتقل الدور لزوجة الطبيب,ليس لأن زوجها طبيباً,بل لأنها المبصرة الوحيدة,وسط محيط من العمي.عينان وحيدتان في العالم,وقد مثلت هذا الدور جوليان مور بالفيلم المأخوذ عن الرواية,واستطاعت أن تنقل للمشاهد أحاسيس المرأة المسئولة عن الجميع,لأن البياض لم يغزو عينيها.

 

كل شئ ينهار,حين يقفد الإنسان بصره...لا في الرواية لم يفقد أحد بصره,البياض هو الذي اكتسبه الجميع,عالم من البياض لا ينتهي,ليس عمي عين,ربما يكون البياض هذا شئ نابع من داخل الإنسان,من قلبه الذي طغي عليه الماديات,وغطاه الغرور بحضارته وعلمه الساذج,بهالة من العمي الأبيض,وظل يصعد ويصعد ويصعد,حتي وصل للعين,فحجبها عن العالم وحجب العالم عنها,ففقد الإنسان الحضارة التي كان يتباهي بها,وأصبح يتبرز في سريره,ويقدم زوجته لناكحها مقابل وجبة تقيه الجوع,كأن ساراماجو يعرف صلاح جاهين ورباعيته:"
إنسان أيا إنسان ما أجهلك
ما أتفهك في الكون و ما أضألك
شمس وقمر و سدوم و ملايين نجوم
و فاكرها يا موهوم مخلوقه لك
عجبي !!
في منتصف الرواية ستخشي من أن يصيبك العمي,في نهايتها ستتخلي عن الخوف؛لأنك ستكتشف أنك أيضاً أعمي...أعمي بدون بياض علي عينيك.
ساراماجو....ساراماجو يارجل...يا كاشف عمي العميان,سأبحث عن البصيرة مادمت بلا بصر!!
                                              

السبت، 9 مارس 2013

الدينامو المشلول




الدينامو المشلول

شلل رباعي...هذا كل ما أنجزته لي الثورة,شلل رباعي إذا تمت معالجته,سأتمكن من السير علي عكاز لبقية عمري!
أنا الدينامو.

لم تكن الداخلية قد خانت الوطن بعد,وكان الضباط بعد أن تم اغتصابهم نفسياً وروحياً,علي أيدي الثوار,كذئاب جائعة,لكن جبانة,وكنت أنا الفريسة التي يقدرون عليها.

المستشفي الميداني ممتلئ بالجرحي عن آخره,وكنت منهكة من العمل الخرافي منذ يوم25,أربعة أيام الآن,النوم كأنه محرم في التنزيل,وطعامي أقل مما يرميه شخص يأكل ساندويتش لقطة تحوم حوله,ملابسي تحولت للون الأحمر,بدون فوط صحية في ميعاد دورتي الشهرية.أيام تؤذي الجسد,لكنها تسمو بالروح,القسمة إذاً عادلة.

انتشرت قصتي عبر الفيس بوك,بوست لشخص لا أعرفه,حكي قصتي:"ناس كتير تعرف عبير هاني بس ناس اكتر متعرفهاش عبير هي دينامو الميدان زي ما بنقول عليها عبير جالها شلل رباعي  بسبب ظابط ابن كلب وبالصدفة انا كنت شاهد عاللي حصل يوم 28عالعصر كنت في المستشفي الميداني باوصل مصاب وفجأة لقيت ظابط شكل امه غبي جاي بيجري علي ولد صغير بالكتير15سنة كانت عبير بتخيط له جرح في دماغه وقبل ما يوصل عنده كانت راميه نفسها عالولد وبتبوس رجل الظابط عشان يسيبه فالظابط ضربها علي رقبتها من ورا بهراوة تلات ضربات اجمد من بعض.....عبير استحملت واشتغلت لحد يوم 15فبراير ولما الالم زاد راحت لقت تجمع دموي في الحبل الشوكي عملت عملية عاجلة خرجت منها حية لكن مشلولة ودي قصة واحدة من بطلات الثورة الحقيقيين اللي عملوها واتنسوا لحساب اللي اتفرجوا واتسلطنوا"
 الدينامو مشلول...كيف ستتحرك الآلة!

الجمعة، 8 مارس 2013

مصر تتكفل بنفسها



مصر تتكفل بنفسها

خلت المدينة من ضباط الشرطة,اغلقت الأقسام علي المحبوسين بداخلها,ووقف الضباط بجوار الأهالي القادمين للاطمئنان علي ذويهم المحبوسين.كان المشهد غريباً بحق,في ظروف أخري كانت تلك العجوز المتهالكة علي الرصيف,تنظر في حيرة وخوف لكل تلك الأقدام التي تكاد تدهسها,كانت فتحت شلال عينها وهي تستجدي"البيه"الاطمئنان علي ابنها,والبيه طبعاً بغلظة خارجة من تربية نجسة,سترتطم كفه بخدها,لاعناً اليوم النحس الذي أنجبت تلك الوسخة ابن الوسخة المرمي في داهية,لكنها ظروف أخري...أيام ستتمخض عنها دهور.

الشرطة المصرية للأسف تاريخها علي الأقل منذ الملكية إلي الآن حافل بكافة أنواع الجرائم,وستجد كل ما تتخيله من أساليب للتعذيب بكافة أنواعه,مع الاحتفاظ ب"التاتش"المصري الأصيل,من حركات وألفاظ,وكافة شئ تحبه حضرتك.اسمعني نغمة "بس فيهم ناس محترمة","لا مش كلهم برضه والله","حاسب يا عم فيهم ناس متربية",وكل تلك العبارات التي تنم عن عشق قطاع من هذا الشعب لكل من يحتقره ويهينه,سأكون منصفاً,واحد من كل ألف شرطي مصري محترم,احسبهم وصفي نصفهم فيصبح تسعون في المائمة من هؤلاء المحترمين,محترمين كده وكده.

راجع حوادث قبل الثورة,بعام أو اثنين,ستجد مهازل,اقرأكتاب بسمة عبد العزيز"اغراء السلطة المطلقة",طالع أي تحقيق صحفي أو تقرير حقوقي,بلاش كل ده,اذهب لاقرب قسم شرطة,وجرب,حينها سيتغير رأيك بكل تأكيد,إما للسيئ أو للأسوأ.

هل سنعيش في عصر تكون فيه مصر بلا باشا,هل سنري يوماً مصر(الدولة),والقاهرة(المدينة),أم أن الترييف طغي,ولم يعد هناك أمل.

نحن مجتمع في غاية السوء,فلنعترف بذلك,ولنحلم بالتغيير؛لنعمل له.عيوب الشخصية المصرية خطيرة وتتزايد باستمرار,والعقل المصري منهار بالفعل,فهل سيظهر جيل يُظهر سفه وغباء هذا الرأي,أم جيل يؤكده,ونموت من الحسرة؟!والحسرة علي أنفسنا,مصر الإبداع والفكر,نعرف أنها ستتكفل بنفسها.

البقاء




البقاء

لا أريد الذهاب معكم,أريد البقاء هنا,هو كل ما أتمناه.لمذا تبخلون علي بتركي هنا,اتركوني وامضوا إلي أهدافكم,البقاء هنا يعجبني,لا أريد الحركة,أكره الترحال,ورغم جوعي وتعبي,لن أرحل وأتركها لغيري مهما حدث,اذهبوا واحصلوا علي الطعام والراحة,واتركوني لمكاني,جائع لكنه مكاني,عطشان..هو مكاني,منهك ومنتهك...لن أترك مكاني.
سأموت علي كل حال..قررت أن أموت هنا.

الأربعاء، 6 مارس 2013

في انتظار الأجوبة,فبل أن تنتهي الحاجة إليها!!



....ولأول مرة تسأل نفسها إن كان لديها سبب وجيه للاستمرار في الحياة.وحارت في الجواب,فالأجوبة لا تأتي دائماً عند الحاجة إليها.

جوزيه ساراماجو...العمي.
 

العماء


العالم يعيش حالة العماء,التي وصفها جوزيه ساراماجو...وليكن للمبصرين الكآبة.

السبت، 2 مارس 2013

تجليات شعرية حول الرقص للقرد في دولته



تجليات شعرية حول الرقص للقرد في دولته


أبو حاتم السجستاني:
إذا رأيت امرأ وضيعاً
قد رفع الدهر من مكانه
فكن سميعاً له مطيعاً
معظماً من عظيم شأنه
فقد سمعنا بأن كسري
قال يوماً لترجمانه
إذا زمان القرود ولي
فارقص للقرد في زمانه
أبو تمام:    
لا بد يا نفس من سجود
في زمن القرد للقرود

الأهوازي:
قل لمن لام لا تلمني
كل امرئ عالم بشأنه
لاذنب لي فيما فعلت إني
رقص للقرد في زمانه

العمي!!!!



استكمال تلك الرواية يحتاج لمجهود نفسي,ضعف روايات أخري"لذوذة"…أشعر أن ساراماجو سيصيبني أيضاً بالعمي الأبيض!
 JoseSaramago