السبت، 19 سبتمبر 2015

الجري وراء ما وراء الدنيا!

لم أسترسل وراء البحث عن إجابة هذا السؤال؛لأني عرضت من قبل لهذه الفكرة منذ عدة سنوات في سياق آخر-ولولا تعودي الإجابة ما عدت لها-,وشعرت بالعبث واللاجدوي لتأكيد فناء الجنة والنار أوتأكيد خلودهما اللا نهائي,تماماً كمحاولة تحديد موعد لنهاية العالم!!فنحن لا نعرف المنشأ والمصدر فكيف سنحدد المنتهي والختام.
لكن يبقي شئ واحد يمكن الإيمان به في مثل هذه المسائل الغيبية,التي حيرت البشر وأكلت أدمغتهم تفكيراً وموازنة...الحق أنها صالحة كل المسائل التي تعرض للإنسان في الحياة:من حق كل إنسان أن يصدق ويؤمن بأي شئ؛لأننا لا نستطيع التأكيد من أي شئ,وما نطمئن له اليوم كيقين,كان بالأمس حلماً وفكرة لم تخطر علي بال مخلوق,ومع ظهورها تعرضت للسخرية والتشكيك وفي الغد ستصبح فكرة متحفية ستحل محلها أفكار جديدة متولدة من العقل الإنساني...الذي يتطلع نحو الجنة والنار في الحياة الأخري ويحاول معرفة كنهها وهو ما يزال وسط هراء الحياة الأولي وأوهام المعيشة الزائفة!

وليس للإنسان إلا الرجاء في رحمة الله,ومن يتأمل في كلمات التي يعبر بها في القرآن عن أهل النار وأهل الجنة,يري بوضوح أنه حتي من يدخل النار لديه الأمل في الخروج منها!المعني الذي أكده العارفين.

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

حكم علينا الهوي... سيناريو قصير


حكم علينا الهوي

 قصة وسيناريو وحوار
محمود قدري


م/1                                                                      ن/خ
                                
شرفة منزل أحمد
-يجلس عبد الرحمن والد أحمد علي كرسي من الخيزران,ومن الشارع ينبعث صوت أم كلثوم من أحد الراديوهات تغني"يا صباح الخير ياللي معانا",أمامه كومة من الصحف انتهي من قراءتها,والتي تحتل انهيار التعليم وقضايا الفساد وغليان الشارع المصري مانشيتاتها الملتهبة.
من المنزل المقابل امرأة في منتصف عمرها,تفتح شرفتها فتلتقي عيناهما.
المرأة(باسمة في ود):صباح الخير يا أستاذ عبد الرحمن
عبد الرحمن(بنفس الابتسامة والود):صباح النور يا أم حنان

قطع
م/2                                                                       ن/د
                                                            
حجرة أحمد
-حجرة بسيطة تنتمي كالشقة كلها لنمط حياة الطبقة الوسطي,في ركنها الأيمن مكتب جهاز لابتوت مطفأ يجلس أمامه أحمد,يرتدي جوربه علي عجله بيد وبالأخير يتحدث في الهاتف.
أحمد:يا بنتي خلاص أهوه نازل علي طول,بالبس الشراب وهتلاقيني ناطط لِك, أجيب فطار معايا ولا جبتي؟!...طب خلاص,سلام

م/3                                                                       ن/د
صالة الشقة(أمام الباب)
-أحمد يفتح الباب,ويرفع يده موجهاً لوالده التحية.
أحمد:بابا عايز حاجة؟
عبد الرحمن:لا يا حبيبي ربنا معاك

قطع
م/4                                                                      ن/خ
اللسان الصخري لشاطئ الأسكندرية

-يجلس أحمد ونهي متجاوران في سلسلة طويلة من العشاق مولية ظهرها لصخب الشارع ومستقبلة الأفق المفتوح علي السماء,تستعرض الكاميرا نماذج منهم,بنت تحضن ذراع حبيبها بقوة وخوف وهي تنظر نحو أمواج  البحر بإشفاق,وأخري تضحك بسعادة دافنة وجهها في كتف حبيبها,وثالثة مستسلمة في حضن ذراع يحيط بخصرها ملقية رأسها علي كتفه في راحة.
أحمد(متردداً):باقولك إيه( يشير برأسه نحو النماذج السابقة التي تجاوره)ما تيجي نعمل زيهم.
-يحاول لمس يديها فتجفل منه
نهي(بحزم):لِمْ نفسك,وإلا والله ما هاجي معاك تاني,مش كفاية سايبين الكلية.
-أحمد يبدو علي وجهه علامات الخيبة وينظر للعشاق بحسد كاتماً حرمانه في قلبه,يقطم قطعة من ساندويتش.
أحمد(ساخراً بمرارة):كلية هي فين الكلية دي ياحسرة,انتِ صدقتي إن احنا دخلنا كليات بجد؟! النظام اللاتعليمي في مصر,هو المسئول عن تدمير كل حاجة كانت عاملة لنا قيمة وسط العالم...انتي احمدي ربنا إني بانجيكي من اللي ممكن تسمعيه هناك ويقضي عالبرج اللي فاضل في نافوخك,دي خطة إجرامية وبتتنفذ وحياتك(حالماً)يا سلام!ياما كان نفسي اتعلم بجد مش ابدل مواهبي وافكاري بشهادة زور مختومة.
نهي:هو صحيح رفدوا باباك من المدرسة اللي كان شغال فيها عشان اتكلم مع الولاد في الفصل في السياسة والدين وكان بيقعد معاهم عالقهوة اللي بيقعدو فيها بالليل.
أحمد:المدير رفده عشان كان عايز يعلمهم بجد ويفتح دماغهم,ويصاحبهم,ويفهمهم الجاجات اللي المجتمع مانع الكلام فيها,مع أنهم هم أصل المجتمع نفسه! والمتحكم الأساسي في حياة الإنسان ومصيره.انتي مكسوفة تقولي "السياسة والدين والجنس"!...جريمة فعلاً...هاتي لي حتة مخلل جزر من عندك(مداعباً)انتي خدتي الأكل كله جنبك ولا ايه
-تناوله نهي قطعة جزر باسمة في حنان

قطع

م/5                                                                      ل/خ

أحد الشوارع-أمام شقة أدهم
-ينزل من سيارة فارهة أدهم في حوالي الأربعين,مع زوجته منال وأخته نهي,يبدو علي الزوجة والأخت الاستكانة بينما يظهر الغرور والصلف علي تصرفات وحركاته.
-يُخرج من شنطة السيارة عدة أكياس من مول كارفور,فيهرع نحوه حارس العقار يحملهم عنه ويسبقهم نحو باب العمارة,يلحقه الثلاثة ويختفي الجميع في المدخل

قطع

م/6                                                                       ل/د

صالة شقة أدهم

-البذخ يطغي علي كل شئ في الشقة,يجلس علي الأريكة الفاخرة أمام التلفاز أدهم ومنال ,يشاهدان فيلم"يوم حلو ويوم مر",لكن يبدو كل منهما غارقاً في عالمه ولا يتابعان الفيلم بصورة جيدة.
-تظهر نهي علي باب حجرتها,تشير بيدها لمنال نحو أدهم,تشجعها علي قول شئ ما,تنظر لها منال في تردد,وتشير بيدها أن تنتظر قليلاً,لكن نهي تستعطفها بحركات من يدها ووجهها,فلا تجد مفراً وتنظر لها بتسليم.
منال(مترددة):نهي
أدهم(منتبهاً في اهتمام)
منال: جاي لها عريس
أدهم(ضاحكاً):عريس مرة واحدة!
-لقطة لوجه نهي التي تتابع الحوار من خلف الباب الموارب.
منال(متشجعة بضحكته):البنت كبرت يا أدهم(لائمة )كبرت وانت مش واخد بالك
أدهم:وده تعرفه منين؟
منال:زميلها في الكلية.
أدهم(باستهانة):آه...تلميذ يعني؟!(منادياً)نهي...نهي
-تتوجه لهما نهي وهي تقاوم خجلها واضطرابها
أدهم:إيه الحكاية اللي بتقولها منال دي؟
نهي(ببراءة مصطنعة):حكاية إيه؟
أدهم(يقلد طريقتها ساخراً)حكاية إيه؟حكاية العريس.وطبعاً قعدتوا مع بعض وخرجتوا مع بعض قبل ما تتكرمي علي وتقوليلي انه فيه حد طالب ايدك
-تنظر لمنال خجلة برجاء تطلب منها أن تتكلم
منال:ما تكسفهاش بقي!
أدهم:هم دول جيل يعرف الكسوف؟!خليه ييجي يوم الجمعة الساعة 8
-تتبادل نهي ومنال نظرات السعادة, تركض نحو حجرتها وتتصل برقم أحمد

قطع
م/7                                                                       ل/د

صالة شقة أحمد

-عبد الرحمن يتابع باهتمام نفس الفيلم علي نفس القناة,بينما أحمد يبدو قلقاً مشغولاً بهاتفه
عبد الرحمن(بإعجاب):مش ممكن فاتن حمامة دي,مفيش لقب يقدر يوصف عظمتها,كل مرحلة من حياتها ليها نوعية أدوار تناسب عمرها,وكل مرحلة بحياة كاملة!
-يرن الموبايل,يرد أحمد بلهفة,وبعد ثوان يتهلل وجهه من الفرحة.
أحمد:بابا...خلاص أخوها ادانا ميعاد.

قطع

م/8                                                                       ل/د

حجرة نهي
-تجلس أمام المرآة في فستان أنيق,تزينها زوجة أخيها.

م/9                                                                       ل/د
قطع

صالة الشقة
-يرن باب الشقة,تفتح خادمة صغيرة,يدخل أحمد ووالده,وبمجرد دخولهما ينبهران بالمستوي الذي يحيا فيه أهل نهي.
-تجلسهما الخادمة,وتخرج من الكادر
عبد الرحمن:إنت متأكد يا ابني إن أخوها موظف؟
-الحيرة علي وجه أحمد
عبد الرحمن(يحاول التسرية عنه):طب أنت متأكد إن العنوان صح؟
-يدخل أدهم وورائه,يسلم عليهما ثم تدخل منال تتبعها نهي,بصينية عليها مأكولات خفيفة وعصائر,يبدو الارتياح لأول مرة علي وجه أحمد.
-يدور حوار لا نسمعه,وتستبدل به الموسيقي التصويرية المتوترة.
-يتحدث أدهم بتكبر كالعادة بينما تبدو علائم الضيق والإحباط علي وجه أحمد ووالده ونهي.
-يقوم أحمد ووالده ويودعان أهل نهي وأهلها باقتضاب وهم في غاية الألم.
-تدخل نهي مهرولة باكية لحجرتها,وتتبعها منال

قطع

م/10                                                                     ل/د

حجرة نهي

-ترتمي أمام الكرسي التي كانت تتزين عليه أمام المرآة باكية بمرارة,والدموع قد أفسدت الماكياج تماماً,ومنال عينيها ممتلئة بالدموع
نهي(وسط شهقاتها):ما دام هو هايعاملهم كده ويجرحهم بالطريقة دي ويكسر قلبي,كان بيقابلهم ليه من الأول,ويدينا أمل؟!...ليه؟!
منال:الفلوس قست قلبه,وخلاته يقدر كل إنسان بمستواه المادي,واللي ما معهوش بالنسبة له لعبة.
نهي:وأنا ذنبي إيه؟!أحمد بيحبني وأنا مش هاتجوز حد غيره,حتي لو كنت هاعيش معاه ماحلتناش غير أنفاسنا!
-ينفتح الباب فجأة فيدخل أدهم,ينظر لها نظرة ترعبها.
أدهم:سيبك من لعب العيال ده,الحب والكلام الفارغ!! إنتي لو اتجوزتيه مش هاتعيشوا أصلاً...وانتي عارفة أنا ممكن أعمل فيه إيه أقدر حالاً أوديه في داهية,قبل حتي ما يروح بيتهم.
-يصفق الباب,فتنهار نهي باكية بحرقة وتجري منال ناحيتها,تربت علي ظهرها.

قطع


م/11                                                                    ن/خ

علي إحدي المقاهي

-عبد الرحمن في غاية الضيق,يستمع لكلام صديقه جورج.
جورج:أدهم اللي بتقول عليه ده,أبوه كان فواعلي,أنا أعرفه من وهو عيل صغير,صحيح هو اسمه موظف حكومة,بس الفلوس اللي عنده دي كلها عاملها من بلاوي متلتلة من ورا الوظيفة دي,بس محمي من الكبار ماحدش يقدر يقوله تلت التلاتة كام.
عبد الرحمن:بس ابني يا جورج,أنا بتقطع كل أما أشوفه,باحس إني أنا السبب في تعاسته,أنا اللي ماعملتلهوش قرش يتسند عليه في يوم زي ده...يعني يا رب هو الواحد لما يعيش بالشرف والأمانة زي ما أمرت يجري له كده...ليه؟
جورج(مقاطعاً بعتاب):جري لك إيه يا عبده؟!استغفر ربك يا أخي.
عبد الرحمن(نادماً):استغفر الله العظيم يا رب...علي آخر العمر الواحد هايخرف!


م/12                                                                     ل/د

صالة شقة أحمد
-الوقت متأخر,نسمع دق علي باب الشقة مع ضغط علي الجرس,يهرول أحمد ناحية الباب وخلفه أبيه,يفتح الباب فتدخل نهي بسرعة وفي يدها حقيبة ملابس
أحمد(مندهشاً):نهي!!
عبد الرحمن:خير اللهم اجعله خير,إيه اللي جابك يا بنتي؟
نهي:أنا جيت لك يا أحمد عشان نتجوز؟
-ينظر لنهي ثم لأبيه حائراً ويبادله الأب نظرة الحيرة
نهي:هانهرب لحتة بعيد ونتجوز...أنا معايا فلوس كتير,غير دهبي,استنيت لحد أدهم ما سافر الليلة وجيت علي هنا,يلا يا أحمد!
عبد الرحمن:مش إحنا يا بنتي اللي نتجوز بالطريقة دي
نهي(متوسلة):مفيش غيرها يا عمو
عبد الرحمن:ارجعي لبيتك يا بنتي...أنا هالبس وأنزل أوصلك.
-يمشي متثاقلاً نحو حجرته
عبد الرحمن(محوقلاً في أسي):لا حول ولا قوة إلا بالله,ربنا يسترها علينا!
نهي:ما بتتكلمش ليه يا أحمد.
أحمد:أقول إيه؟
نهي:تقول إنك جاي معايا,تقول إن إحنا واحد ومافيش مخلوق هايخلينا اتنين,ويفرقنا عن بعضنا.
-يعود عبد الرحمن للصالة وهو يغلق أزرار قميصه.
عبد الرحمن:أحمد مش هايرضي يهرب,ويبدأ حياته طريد ويعيش عالة عليكي...يا بنتي صدقيني,لو ربنا كاتبكوا لبعض,مفيش عبد من عبيده هايمنع المكتوب,هاتتجوزوا ولو بعد 100سنة
-يمسكها من يدها ويتجه بها نحو الباب,هي تبكي وأحمد ينظر لها نظرة مفعمة بالألم والعجز

قطع

م/13                                                                    ن/خ

علي اللسان الصخري

-        الجو شتوي بارد,يجلس أحمد وحيداً في نفس المكان الذي جلس فيه مع نهي,ينظر للعشاق نظرة ميتة,ثم ينظر للفراغ بجوراه ويستعيد في نفسه ذكرياتهما في هذا المكان

فلاش باك


م/14                                                                     ل/خ


علي اللسان الصخري
أحمد ونهي,يستمعان لأغنية أم كلثوم"حكم علينا الهوي" المنبعثة من هاتف هي,ويتغنيان بكلماتها في سعادة.
أحمد ونهي(يتغنيان): حكم علينا الهوى نعشق سوا وندوب
صدق اللى قال الهوى فوق الجبين مكتوب
السعد وعد يا عين والاسم نظرة عين
وانا وانت روح مغرمة كان حظها من السما
واتجمعوا القلبين
وآه يا سلام ع الهوى آه يا سلام سلم

م/15                                                                    ن/خ


عودة للسان الصخري

-لا يزال أحمد في مجلسه الكئيب يدخن السجائر,يمر عليه شاب ممن يأخذون كل شئ باستهانة,ولا يقيمون لمخلوق وزناً,يلمحه يدخن

الشاب:أيوة,أيوة يا زميلي,نولع بقي!ماشي من القلعة لحد هنا ,ماقابلتش نفر معاه ولاعة!
-يبتسم أحمد رغماً عنه,ويعطيه ولاعة

قطع

م/16
ل/د

قاعة أفراح فخمة

_ضوضاء وأغان صاخبة, نهي في الكوشة,بفستان الفرح,بجوارها عريسها يتحدث مع أخيها في بهجة,يبدو أنهما علي نفس الموجة,بينما نهي سارحة في حزن

مزج

م/17                                                                     ل/خ

قاعة صوان عزاء
-صمت لا يقطعه إلا آيات القرآن الكريم يقف أحمد خارج الصوان,يستقبل المعزين متامسكاً وبجواره جورج,ونشعر أن الميت هو أبيه.
قطع

م/18                                                                     ن/د

شقة نهي

-لا تقل فخامة عن شقة أخيها,صوت شجار يملأ أركانها,تدخل الكاميرا بالتدريج حتي حجرة النوم,فنري عمرو زوجها,يصرخ فيها وهي تصرخ فيه,فيجذبها من شعرها بقوة ويرميها علي السرير,مهدداً إياها بالصفع بوضع سبابته علي شفتيه آمراً بالصمت ثم تهويشها بكف يده الأيمن, يخرج غاضباً.

قطع

م/19                                                                     ن/د

حجرة في إحدي المصالح الحكومية

-المكان متهالك,والجدران بائسة,يجلس أحمد خلف مكتب شبه مكسور,لحيته نابتة في إهمال,يدخن ناظراً للساعة كأنه  يستعجلها في تأفف ونفاد صبر

قطع


م/20

فوتومونتاج

-تظهر علي الشاشة مانشيتات ثورة يناير,يتصدرها مانشيت الأهرام"الشعب أسقط النظام"
-عدة لقطات للمشاهد والصور التاريخية للثورة المصرية
صوت المعلق:امتلأت الصدور بالحنق والغضب,فكان ميدان التحرير متنفس البركان الذي انفجر من الشعب المصري يوم25,كان كل المراقبون للحالة المصرية يأكدون علي اقتراب حدث جلل,لكن أخصبهم خيالاً لم يكن ليتصور أن كل إنسان مصري,سيفجر ثورته الفردية التي ستكون جزءً مما سيعرف بعد ذلك بثورة25يناير الشعبية.

قطع

م/21                                                                     ن/د
حجرة أحمد
-لقطة لصورة أبيه المعلقة علي الحائط,تزينها شريطة سوداء.
-يتصفح الإنترنت في ملل بادِ,وفجأة تتسع عيناه دهشة.
-تنتقل الكاميرا للشاشة فنقرأ الخبر التالي"نكشف تفاصيل قضية الفساد الكبري في الأسكندرية"ومن ضمن صور المتهمين تظهر صورة أدهم.
م/22                                                                     ن/د

أمام المحكمة
-تنزل نهي السلالم متثاقلة وبجوارها منال,يرتديان ملابس سوداء ونظارة شمسية,الذبول والحزن يكسيان وجهيهما.
-أحمد خلفهما,حليق اللحية,مهندماً
أحمد(منادياً):نهي!
-يلفتان,فتبدو الدهشة علي ملامحهما,لكن نهي لا تملك إلا أن تبتسم,يتقدم متشجعاً ويسلم عليهما
أحمد(وقد أثر فيه وجه نهي الذابل):خمس سنين عملوا فيكي كده؟
نهي:في حسابي أنا خمسمية سنة
منال:أنا هاستناكي في العربية.
-تكمل نزول سلالم المحكمة.
أحمد : ممكن أعزمك علي كوباية شاي

-تبتسم نهي في مودة.
قطع

م/23                                                                     ن/د

إحدي الكافيهات علي الشاطئ

أحمد ونهي صامتان لوهلة لا يجدان كلاماً يقولانه.
أحمد:لسه جوزك هربان؟
نهي:أول ما حس بالخطر خد أول طيارة,زي الفيران لما تهرب من السفينة قبل ما تغرق.المهم إني ارتحت منه!أنا ماشية في إجراءات الطلاق
أحمد:وأدهم؟
نهي:ربنا يكون في عونه,مهما كان أخويا.
-لا تتمالك نفسها من البكاء.,يمد أحمد يديه نحو يدي نهي
أحمد(مهوناً):أنا جنبك يا نهي,المرة دي مش هاسيبك تحت أي ظرف.
نهي:ما كان من الأول يا أحمد.
أحمد:لأ,النهاردة غير إمبارح,النهاردة لازم نقف ونواجه,مش نهرب ونسيب البلد ,لو كان الماضي سرقنا فالمستقبل لينا(يشير مبتسماً ناحية اللسان الصخري حيث شباب وشابات في أوضاع عاطفية)فاكرة؟
نهي:أنا عايشة علي ذكرياتي معاك

قطع

م/24                                                                     ن/د


حجرة زيارة السجن

-نري أدهم بالبذلة الزرقاء,وقد انكسرت شوكته,وفي عينيه نظرة ميتة توحي بالضياع,أمامه نهي بملابسها السوداء ووجها الذابل,يصلان ما انقطع من حديث

أدهم:سامحيني يا نهي,أنا اللي ضيعت سنين من حياتك بطمعي وقسوتي!
-نهي لا تجيب
أدهم:قولي له أخويا موافق علي جوازنا,ويا ريت كان وافق من الأول(بأسي)بس خلاص ماعدش ينفع الندم,حتي لو ما وفقتش,أنا لا هاقدم ولا هأخر!أنا مجرد مسجون هايقضي هنا بقية عمره
نهي تنتحب,وجه أدهم في غاية الندم,الدموع متحجرة في عينيه
أدهم:يا ريت البكا كان يعوض حاجة.
قطع

م/24                                                                     ل/د

شقة أحمد(الصالة بالتبادل مع,الشرفة,الحجرة)
-نهي وأحمد يجددان الشقة,ويدهناها بإيديهما,في بهجة ودعابة,نشعر أنهما استعادا مرحهما,ونري وجه نهي وقد ارتدت له الحياة من جديد.
-تضع نهي أصيص زهور علي الشرفة في مكان جلوس عبد الرحمن
-واقفة علي كرسي تنظف بقطعة قماش زجاج إطار صورة عبد الرحمن,مستعيدة في ذهنها قوله السابق لها.
صوت عبد الرحمن: يا بنتي صدقيني,لو ربنا كاتبكوا لبعض,مفيش عبد من عبيده هايمنع المكتوب,هاتتجوزوا ولو بعد 100سنة
-تنظر للصورة بامتنان,وتعلقها مكانها علي الحائط.
-يدخل أحمد فينزلها بين ذراعيه وهما يضحكان ويتبادلان القبلات
-النهاية-