الخميس، 16 ديسمبر 2021

جدل التناقضات في قصيدة"كانت أمي أمية"

 

جدل التناقضات في قصيدة"كانت أمي أمية"

الشاعر السكندري أحمد مبارك,الذي رحل عن عالمنا في الثاني عشر من يونيو2019,أحد المبدعين الذين قبضوا علي جمر الشعر والإبداع في عقود انهارت فيها الروح الإبداعية,وغابت فيها الأفكار والمعاني الكبري في زمن طغت فيه المادة علي الروح,وتراجع تيار الأدب في خضم صخب الحياة المعاصرة وترنحت القصيدة بفعل تآكل الأساسات النفسية والاجتماعية,لكنه صمد من بين قلة قاومت وأبدعت,ورغم الغربة التي فرضت علي ذلك الجيل الذي اضطر للهجرة في السبعينيات وكان شاعرنا أحد المهاجرين سعياً وراء الأان المادي,تفجرت قلوبهم حنيناً لأصولهم وأوطانهم وأمهاتهم,وذلك المعني يبدو جلياً يتألق سردياً وشعرياً في إحدي أجمل قصائد شاعرنا بعنوان"كانت أمي أمية"فترجمت لأكثر من لغة أجنبية؛لقوة معانيها الموحية ودفقاتها العاطفية المؤثرة,كواحدة من عرائس الحداثة الشعرية العربية,منذ بدايتها مع نازك الملائكة والسياب,وهي تجمع بين الفنينن اللذين استهويا أحمد مبارك,وهما الشعر وفن القصة القصيرة,وإن كان وفاؤه للأول يفوق الثاني,لكنهما امتزجا بحساسية مرهفة في حكايته عن أمه الأمية والمشكلة التي خلقتها بصورة غير مقصودة مع صاحبته المثقفة,لنطلع علي القصيدة كاملة قبل التأمل في معانيها:

كانت أمي أمية

لا تقرأ غير عيوني

والمسطور علي صفحات جبيني

فتضم رأسي إليها حيناً

وتغطيني

بظلال الهدب,

وتسقيني

من نبع اللهفة والحب,

فأرجع غصاً,

فرحاً,

 فرحاً,

رغم سنيني

 وسفيني

ذاك المجهد من صد التيار,

وطول الإبحار,

وحيناً

ألمح في عينيها

نجمات السعد

تباشير ضياء

ترقيني

من شر الناس

وشر الوسواس الخناس

و...كانت أمي أمية

واليوم

صاحبتي جابت كل القارات

تزهو بثلاث لغات

تملك تحت الشعر المصبوغ بلهيب النار

العاشق دوماً للهيب"السيشوار"

-مكتبة تحوي كل فروع العلم

وكثيراً ما يجمعنا كرسي واحد

ودثار واحد

نجم

لا يسهر تحت ضياه سوانا

لكن صاحبتي لو ضمت كفي

لو جالت في صفحات جبيني

لو فحصت بالمنظار عيوني

لا تعرف ما يسعدني

لا تعرف ما يشقيني

أحياناً تسألني عما أخفي

فأقول

أتذكر أني ما كنت أبوح لأمي

فيرتج الشعر الناري,

وتتركني وتروح

لتبحث في أبواب معاجمها

ثم تعود تمط الشفة,

تهز الوجه,

تضيق في الأحداق,

تمور في عينيها أشباح الإخفاق

تشيح بعيداً عني,

تنعتني

بالرمز الغارق في أعماق اللامعقول

فأقول:

كانت أمي أمية[1]

الغنائية المسيطرة علي المقاطع الشعرية,والجرس الموسيقي المنساب بين السطور,دليل علي قوة العاطفة ودرجة الصدق الحار في نفس الشاعر,فالكذبة لا يغنون,والمدعون تخونهم النغمات أما الصادقون حقاً فينطلقون لإنشاد ما في أعماق ذواتهم,لذلك يسمعه الناس ويتعلقون به,والقصة القصيدة ضاربة في جذور الوعي الإنساني,فإذا ما أراد الشاعر أن يلهب خيال وروح سامعيه,انطلق يقص يحمي عما جري,لذلك نجد القصائد الشعرية في مصر القديمة تتخذ شكل الحوار,أو العتاب أو تصور موقفاً درامياً بصورة دقيقة ولماحة تتردد صداها حتي اليوم,وفي اليونان يقف الشاعر هوميروس ينشد"غني يا ربة الشعر لغضبة أخيلوس بن أبيلوس المدمرة التي ألحقت بالآخيين مآسي تفوق الحصر,ودفعت إلي العالم الآخر لهاديس بأرواح الكثيرين من المقاتلين البواس,بينما جعلت من أجسادهم لقمة سائغة للكلاب وكل أنواع الجوارح-وهكذا تحققت مشيئة زيوس"[2]

بتلك البداية الدرامية تُفتتح أشهر قصيدة عرفها العالم,لتضعنها منذ اللحظة الأولي في خضم حدث سردي يتمثل في غضب أخيلوس بطل اليونان الشهير,والشعر العرببي حافل بالقصص التي اتخذت من أبيات الشعر موضعاً لتنطلق علي الألسن,ولم تعرف الثقافة العربية الرسمية فن القصة حتي ظهرت المقامة,وأشرقت علي العالم قصص ألف ليلة وليلة,وظل ذلك الفن متنكراً في ثياب الشعر حتي أواخر القرن التاسع عشر,حيث بدأ فن القصة يتخذ مساره متأثراً بالمدارس الأوروبية,والعجب أن أوروبا بدأت حياتها القصصية الحديثة متأثرة بألف ليلة وليلة!!

إذا أردنا تتبع القصة في الشعر العربي فليكن امرؤ القيس هو البداية,وإن لم يخطر علي باله فن القصة,لكنها ظهرت في قصائده بصورة فطرية,تتوهج بالحياة والحرار في معلقته:

ألا رب يوم لك منهن صالح       ولا سيما يوم بدارة جلجل

ويوم عقرت للعذاري مطيتي       فيا عجباً من كورها المتحمل

فظل العذراي يرتميم بلحمها      وشحم كهداب الدمقس المفتل

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة    فقالت لك الويلات أنك مرجلي

تقول وقد مال الغبيط بنا معاً     عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل

فقلت لها سيري وأرخي زمامه     ولا تبعديني من جناك المعلل

فمثلك حبلي قد طرقت ومرضع   فألهيتها عن ذي تمائم ومخول

إذا ما بكي من خلفنا انصرفت له  بشق وتحتي شقها لم يحول

امتلأت قصائد الشعراء العرب بالقصص من كل الألوان,فنجد المغامرات والرومانسية والاعتذار والعرض التاريخي للوقائع,اختزنها ذلك الشعر البديع,وفي الآداب الأجنبية تتجسد في قصيدة الغراب للأديب الأمريكي إدجار آلان بو,وملحمة الكوميديا الإلهية للشاعر الإيطالي دانتي علي سبيل المثال,وقصيدة"كانت أمي أمية تنتمي لذلك الفرع الأدبي الذي دمج بين الإبداعين فسمي"القصة القصيدة".

يسرد لنا مبارك في قصيدته تشظي الذات بين الأم الأمية,وصاحبته الثقفة,لكن كفة الإدراك النفسي والمعنوي تميل إلي صالح الأم,فهي القادرة علي قراءة لغة العيون-أصعب لغات الدنيا للعقل وأسهلها للقلب-ومعرفة السيماء العامة لابنها وحالته النفسية والجسدية"المسطور علي صفحات جبيني",القادرة بأمومتها علي احتواؤه,وعندئذ يتبدل حاله رغم هموم الزمن وعثرات الحياة:

فأرجع غصاً,

فرحاً,

 فرحاً,

رغم سنيني

 وسفيني

ذاك المجهد من صد التيار,

وطول الإبحار

دلالة علي معني الوطن,والوطن هو"السكن"تلك الكلمة الرائقة المُطمئنة,الذي يلجأ إليه الإنسان بعد عناء السعي ومجاهدة الظروف القاسية,وقيمة الوطن ليس في الغني ولا البهرجة,ولا في التقدم والمفاخرة,بل في عطائه الدافق بمعان بسيطة,يشعر بها الإنسان بأصوله وكينونته والعاطفة التي تحوطة بالأمان,فما تقوم به الأم من أمور بسيطة قد نعتبرها ساذجة,تفعلها بشغف وإيمان وحبة:

ألمح في عينيها

نجمات السعد

تباشير ضياء

ترقيني

من شر الناس

وشر الوسواس الخناس

و...كانت أمي أمية

يؤكد الشاعر علي أمية والدته مقابل الذكاء العاطفي الفذ الذي تتمتع به,بمواجهة صاحبته التي دارت العالم وعاشت تجاربه,وتتفاخر بامتلاكها ثلاثة لغات,واللغة هي أداة البشر للتواصل والفهم,لكنها تعجز عن التواصل معه أو حتي فهمه!وكلمة"السيشوار"في سياق القصيدة الدلالي رمز للعالم الاصطناعي المزيف الذي أصبح الشاعر يحيا فيه,لا تتمكن صاحبته بمكتبتها الضخمة من التواصل العاطفي معه كأمه الأمية,فتظل تبحث وتجهد نفسها وتبحر في علومها عن سر قلب الشاعر,وتعود له مخفقة واصفة إياه بصيغة فلسفية فخمة"بالرمز الغارق في أعماق اللامعقول"فتكون إجابته بسيطة لكنها كاسحة بل هي للصمت والتعمية أقرب للإعلان والإخبار"كانت أمي أمية".

تلك المعاني التلقائية ولدت لغتها الفنية الخاصة,وانبعث منها الشعور الحار الخالي من الافتعال,والافتعال هو الداء الوبيل في الكثير من الإنتاج الأدبي عوماً في حياتنا العقلية المعاصرة,كأن الحداثة هي نقيض العاطفة الخالصة والإحساس بالنبض الطبيعي للقلب البشري,وبتلك اللغة البسيطة تستعرض القصيدة حياتين في جسد واحد,حياة الشاعر مع أمه وحياته مع صاحبته,فنكتشف أن كلتيهما تعانينان من نوع من الأمية,الأم لا تستطيع قراءة الحروف والصديقة تعجز عن قراءة الروح مع سعة علمها وتجاربها الحياتية,المعني الذي تقوم عليه حياة القصيدة يمر عبر مراحل ثلاث هي أساس العمل الدرامي الكلاسيكي منذ فجر المسرح:البداية والوسط والنهاية,يتفاقم فيهم الصراع النفسي والتمزق الروحي بين امرأتين واحدة هي الغربة والأخري الوطن,واحدة من زمن مضي والأخري ابنة اليوم,وبين اليوم والأمس تغيرت المفاهيم,وتاهت الروح,والروح ملك لمن يستطيع فتح مغاليقها,وليس كالأم أحد يقدر علي التوغل واكتشاف المجاهل,بسر أمومتها أحد التجليات الإلهية في الطبيعة الكونية.

بتلك القصيدة يفض مبارك بعضاً من صناديق النفس البشرية في أزمتها الروحية,التي نبذت الفطرة والحس الصادق والفهم الصريح وانحازت إلي الصرامة العلمية الجافة,في تناولها لما يعتريها من مشكلات,وبناء عليه,يمكن تأويل الأم في أفقها المفتوح علي أنها الفطرة والخير, والعيش بالروح لا بالعقل فحسب,كالطاو الصيني الذي ينساب مع الماء دون تشنج ولا حسابات مقعدة,حر التفكير دون قيود منهجية:

الخير الأسمي يشبه الماء

الماء يسقي ألوف الحيوانات بلا جهد

يرافقها في أماكن لا يرغب أحد في ارتيادها

وهو في ذلك يشبه التاو

في السكن,ما يهم هو الحيز الذي يسد حاجتك

في صفات العقل,ما يهم هو العمق

في صلات الصداقة,ما يهم هو المودة

في الكلام.ما يهم هو الصدق[3]

صورة الأم تتماس مع المفهوم الطاوي للروح الكبري في الكون:

روح الوادي لا تحول

يدعونها بالأنثي الغامضة

البوابة إليها تدعي منشأ السماء والأرض

خفية وغامضة

والنضح لا ينضب معينها[4]

من القادر علي فهم لغة التواصل بين الأمومة العليا والابن في تلك القصيدة؟!لا أحد ولا حتي الشاعر نفسه,لأنه لم يقدم لصاحبته إجابة ملموسة,إنها حقاً"خفية وغامضة,والنضج لا ينضب معينها"وهكذا تغدو الصديقة هي العالم المادي,دنيا البورصة والحسابات وداراسات الجدوي,والاضطراب النفسي,فأي رأس تعشق لهيب السشوار؟!إلا رأس تسعي للتخلص من شئ ما ولديها ميول مازوخية.

بتلك القصة القصيدة يفتح أحمد مبارك عشرات التأويلات للازدواجية التي شقت روح الإنسان لنصفين,نصف ينظر للوراء محاولاً العودة ولا يستطيع ,والآخر يود لو تقدم للأمام لكنه لا يقدر علي شئ,حائر بيم الحضارة بكل سلوكياتها المعقدة وأدرانها,والفطرة التي بالرغم من سذاجتها مريحة للقلب,بين الماضي والمستقبل...بين مئات الثنائيات والأقطاب بين التي تتخطفه يومياً علي مدار عمره.


 

 



[1] مجلة إبداع,مايو,1988

[2] الإلياذة,هوميروس,ص119,المشروع القومي للترجمة,2008

[3] لاوتسو,كتاب التاو,ص42,دار علاء الدين للنشر والتوزيع والترجمة,1998

[4] لاوتسو,كتاب التاو,ص40,دار علاء الدين للنشر والتوزيع والترجمة,1998

إيزيس

 


سيناريو وحوار:محمود قدري

(مستوحي من الأسطورة المصرية الخالدة)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م1-القصر الملكي في طيبة-غرفة نوم الملك جب-ن/د

-الملك العجوز ذو الشعر الأشيب كالثلج يرقد علي سريره شاحب الوجه,يرتجف لكنه يحاول التماسك بكل ما بقي في جسده الواهن من صلابة,أشعة الشمس الذهبية المنبعثة من النوافذ المفتوحة تضئ الحجرة ,حوله الأطباء يجمعون قواريرهم الملونة,ويضعونها في صناديق مزدحمة بأدوات علاجية تبرق من النظافة.

-أحد الأطباء يوجه نظرة تحمل اليأس من الشفاء إلي الوزير سانتي الواقف بجوار الملك(45)تبدو عليه سيماء الحكمة والمعرفة,علي صدره سلسلة من الفضة,الوزير ينظر بإشفاق إلي الملك الذي يحدق أمامه في الفراغ,يجمع الأطباء أدواتهم ويخرجون.

الملك جب:هل أحضرت ما طلبته منك الليلة السابقة؟

الوزير سانتي(متردداً):مولاي ملك البلاد...ألا تفكر مرة أخري فيما تعتزم عمله؟

الملك جب(مبتسماً بسخرية تشوبها المرارة):لقد فكرت لعشرين عاماً,وأعتقد أني وصلت للقرار الصائب.

-لا يجد الوزير سانتي مفراً من الامتثال لأوامر الملك,يخرج من عباءته ورقة بردي مكتوبة بالهيروغليفية,و يمدها نحو الملك,يمسكها الملك ويقرأ ما فيها بتمعن,يهز رأسه مستحسناً,يشير إلي الخزانة الفاخرة الموضوعة علي خوان في مواجهة السرير,قفل الخزانة عبارة عن ثعبان يمد لسانه.

-يتوجه سانتي إلي الخزانة يخرج مفتاحاً مذهباً من جيبه,يضعه في قفل الخزانة,فيدخل لسان الثعبان في مكمنه,يستخرج الخاتم الملكي,ويعود للملك.

-يتسلم منه الملك الختم,وفي لحظة عزم يسيطر علي ارتجاف يده,ويختم الورقة.

قطع

م/2-أمام القصر-ن/خ

-تابوت جنائزي يخرج ببطء من القصر,خلفه أوزوريس(28)عليه سيماء النبالة والشرف,يرتاح له الناظر من أول وهلة,وبجواره زوجته إيزيس(25)لها جمال أخاذ,وجسد ممشوق,خلفهما الوزير سانتي والنبلاء,الجميع ينتابه حزن صادق.

-القصر يطل علي النيل مباشرة,علي ضفاف النيل يقف جموع الشعب يبكي مليكه الراحل,الموكب يسير أمامهم,علي مهل.

-بين الجموع نري رجل كسيح علي الأرض,وفتاة في مقتبل تمسك بيد أبيها تستمد منه العزاء.

-زوجان ملتصقان ببعضهما,وقد حمل الرجل ابنه علي كتفه كي يشهد الموكب الأخير للملك,يتقدم التابوت وخلفه الحشد الشعبي.

-لقطة عامة للموكب كله,خليط متزاحم من أول ولي العهد إلي أصغر طفل,لكنهم يمتزجون في شعور واحد يذيب كل الفوارق بينهم.

قطع

م/3-صحراء-ن/خ

-الشمس مرتفعة في السماء,نري هرماً مدرجاً عليه نقوش زاهية,تمثل رحلة الروح في العالم الآخر,يقف وحيداً وسط الرمال.

-الموكب الحافل يشق طريقه إليه,يدخل تابوت الملك ويغيب في جوف الهرم.

-أوزوريس بجوار زوجته يدمع علي والده إيزيس تشد علي ذراعه,الوزير سانتي يربت علي كفته.

سانتي:لا يجوز للشعب أن يري ملكه يبكي.

-يجفل أوزوريس وإيزيس من كلام سانتي,وينظر له أوزوريس متشككاً.

سانتي:أجل...أنت الملك الجديد.

أوزوريس:ولكن ست هو الأكبر.

سانتي:هكذا أراد أبوكما.

قطع

م/4القصر الملكي-بهو-ن/د

-البهو فسيح يتوسطه طاولة ضخمة مزخرفة,السقف مرفوع علي أعمدة عملاقة,النبلاء يجلسون عليها,علي رأس الطاولة يجلس إيزيس وأوزوريس بجوارهما سانتي.

-لقد أفضي سانتي للتو للنبلاء بوصية الملك الراحل,الارتياح يبدو علي وجوههم,سانتي يقدم التاج لأوزوريس ثم إيزيس,وبارتدائها التاج المذهب المطعم بالجواهر يكتمل بهائها ويشع سحرها الأنثوي النفاذ.

نبيل1(لنبيل آخر بجواره):لقد أنار الإله القادر بصيرة الملك الراحل,ست لا يستحق أن يكون ملكاً.

-يخرج سانتي إلي الشرفة.

م/5-شرفة القصر-ن/خ

-سانتي يقف في الشرفة,في الأسفل الشعب مبتهج.

سانتي:أيها الشعب المبارك,ملككم الآن أوزوريس يحكم مع زوجته الملكة إيزيس.

-يظهر خلفه أوزوريس وزوجته إيزيس.

الحشد:لتشع شمس أوزوريس علي الوادي والجبل.

قطع

م/6-القصر الملكي- حجرة نوم أوزوريس-ل/د

-الحجرة التي رأيناها في المشهد الأول,وقد أصبحت ملكاً لأوزوريس,لم يطرأ عليها أي تغيير.

-إيزيس ممددة علي الفراش,فتكشف فتحة ثوبها ساقها اليمني,ويبرز صدرها المكتنز من الفتحة العليا,أوزوريس يقف ساهماً بجوار النافذة ونشعر أن قلقاً ما يغمر كيانه,إيزيس تتأمل وقفته وقوامه الصلب بإعجاب.

إيزيس(بدلال):فيم يفكر ملك البلاد في أول ليلة له؟

-يفيق من سرحانه,ويجلس بجوار إيزيس,تريح رأسها علي حجره,فيداعب شعرها.

أوزوريس:أفكر في أخي.

إيزيس يعتريها سحابة من القلق.

إيزيس(وقد أدركت ما يعتمل في نفس زوجها):عام واحد فرق بينكما لا يمكن جعله المستحق للعرش.

أوزوريس:وهل يعتقد هو ذلك؟

إيزيس(تحاول صرفه من حالة القلق):أتدري ما أفضل علاج للوساوس؟

-دون أن تنتظر إجابته تقبله,فيستسلم أوزوريس ويتبادلان القبل,وتتجه الكامير إلي النافذة حيث البدر ينير السماء.

قطع

م/7-الصحراء-ل/خ

-القطع علي القمر والنجوم المتلألئة في الصحراء,تهبط الكاميرا إلي الأرض لنجد ست يركب جمله والرمال تثور من حوله,يرتدي علي وجه قناع علي شكل ذئب يقيه من العواصف.

-يهبط من علي جمله,وينزع قناعه وقد خمدت الرمال,فنري رجلاً له لحية طويلة,منظره يثير الريبة,نظراته تكشف داخله المظلم,وبالطبع يفتقد للألفه وشعور الارتياح الذي يميز أخيه الأصغر.

-ست وقد نصب خيمة صغيرة وجلس أمام النار يعب من زجاجة خمر في يده,يتأمل النار المتوهجة وهسيس النار يطغي علي الصمت من حوله.

-يري في النار المتأججة ذكري زواج إيزيس وأوزوريس,بينما ست يقف علي مبعدة منهما تأكله نار الحقد.

-تشاجره مع أخيه أوزوريس ورفع السيف في وجهه.

-رحيله من القصر وتلفته كل بضع خطوات نحو أبيه الواقف أمام القصر,علي أمل أن يشير له بالعودة,لكن الملك يقف جامداً يرقب ابنه وهو يبتعد وبجواره الوزير سانتي,ييأس ست عند بوابة القصر ويلوح علي وجهه علامات الحقد,يتوقف عن الالتفات وينظر للأمام بتصميم.

-فجأة يقف ست ويدوس علي النيران فتنتطفي,ونصبح في الظلام.

م/8 حمام القصر-ن/د

-نسمع صوت العصافير وهي تستقبل الصباح الباكر,إيزيس تصب الماء علي جسد أوزوريس الجالس في حوض المياه ساكناً,ليلة الحب التي قضاها في حضن زوجته لم تسر عنه,سارح في عالم آخر.

-تضمه إيزيس إلي صدرها.

إيزيس:ألا يزال ملك البلاد يفكر كثيراً؟

أوزوريس:لا شئ مجرد حلم مزعج؟.

إيزيس(مستنكرة في دلالها المثير لكنها بداخلها يأكلها القلق):حلم مزعج؟!إن ليلتنا لابد أن يعقبها أحلام وردية!...علي كل ماذا رأيت؟

أوزريس:كأني خرجت من الماء ونبت في أرض غريبة علي هيئة شجرة عملاقة يتجمع حولها الناس من كل مكان,ثم قطعني الحطاب بفأسه.

-تضع إيزيس يدها علي وجهها,لم تعد قادرة علي إخفاء قلقها,الماء ينسكب من الدورق بعيداً عن جسد أوزوريس.

م/9-قاعة العرش-ن/د

-القاعة غاية في الأبهة والعظمة,القصر كله يشي بقوة مصر ونبوغ عبقريتها المعمارية,أوزوريس وزوجته جالسان علي عرش مصر المذهب الفاخر,المزدان برسوم غاية في الإتقان والدقة,يحف القاعة تماثيل ذهبية لأسود جاثمة تكاد تتحرك من فرط تماثلها من الطبيعة,في القاعة نافورة فضية يتراقص فيها الماء,ضوء الشمس يغمر المكان كله,لقد تواري القلق في نفسيهما مع مسئوليات الحكم

أمام أوزوريس اثنين من الفلاحين يقفان في خشوع.

أوزوريس(مستكملاً لكلام سابق):وهكذا باستخدام محراث يجره الأبقار ستصبح الزراعة أسهل وأسرع.

فلاح 1(متحيراً):سيدي وكيف نصنع هذا المحراث الذي تتحدث عنه.

أوزوريس:لقد صنعته بالفعل(يشير إلي أحد الخدم)وما عليكم سوي صناعة نسخ منه.

-يرفع الخادم غطاء فنجد تحته نموذجاً للمحراث المصري الخشبي.

-يقترب الفلاحان منه,ويتحسسونه.

فلاح2:إنك لذو عقل عظيم يا مولاي.

-يدخل حارس.

الحارس:الأمير ست يستأذن في الدخول يا مولاي.

م/10-خارج القاعة-ن/د

-ست ينزعج من لفظ الأمير الذي سمعه من الداخل, فهو يستحق لقب الملك ويستحق أن يكون الآن علي عرش البلاد.

قطع

م/11-قاعة العرش-ن/د

-إيزيس تشي نظراتها بالانزعاج وكذلك أوزوريس.

-يدخل ست بينما يخرج الفلاحان,بنظرات محتقرة,يتحاشي الفلاحان نظراته ويخرجان كأنهما يهربان منه.

-يتجه ست إلي أخيه,يهبط أوزوريس من عرشه ويعانقه,يتلقاه ست بسرور زائف.

أوزريس:بركة من الإله عودتك يا أخي.

ست:لقد مضي عام علي(يود لو يقول إبعادي)....علي رحيلي.

أوزوريس(في شبه اعتذار):لقد كانت تلك رغبة والدنا.

ست:أجل...ووالدنا رغباته لا مرد لها(لإيزيس)رعتك عناية آمون يا زوجة أخي.

إيزيس(ببرود):ورعتك أيها الأمير.

-يجلس ست علي أحد المقاعد في البهو,يعود أوزوريس لعرشه.

ست:لقد تم تتويجك في غيابي أيها الملك(يلمح ست لوجود مؤامرة,ردة فعل علي وجه إيزيس)...لتسمح لي بالاحتفال بك في قصري الغربي, في عيد الحصاد القادم.

أوزوريس:سيكون الحصاد عندئذ وفيراً(يشير إلي المحراث)أداة جديدة ستكون ذات نفع هائل علي الفلاحين.

ست:آه!كم أنت معجب بالفلاحين!

أوزوريس:إن من يعش طويلاً في الصحراء الجافة,لا يري النعيم الذي يزرعه الفلاحون.

-يحدق ست في أوزوريس ثم يغمض عينيه للحظة,تظهر علي الشاشة أرقام وحسابات وخطوط تمثل صندوق نري رسم كروكي لرجل يدخل في الصندوق,إنه يقيس مقدار طول وعرض أخيه,يفتحهما وعلي وجهه ابتسامة غامضة.

ست:كلا يا أوزوريس...كلا يا أخي,مازلت أري جيداً.

قطع

م/12-قصر ست-ل/خ

-لقطة عامة للقصر من الخارج,علي خلاف قصر أوزوريس,يبدو قصر ست مقبضاً.

م/13-قاعة في قصر ست-ل/د

-الظلال في القصر أكثر من النور عكس قصر أخيه.

-يجتمع عدد من صناع مصر الماهرين,نجارين وحدادين ورسامين وجواهرجية,نسمع همهمتهم وهم وقوف.

-يدخل ست فتنقطع الهمهمات,ست يختلف عن صورته المرحة في المشهد السابق,إنه الآن علي طبيعته,متجهم,غاضب,ملتهب الأعصاب,جريح الكرامة لنبذ أبيه له في حياته ومماته.

ست:لا أريد نقاشاً أو ثرثرة,سأعطيكم مقاسات لتصنعوا منها أغلي صندوق عرفته البلاد...لقد اخترتكم كأمهر الصناع,لا يهم كم يكلف...وأريد له غطاء من حديد.

-يلقي علي الأرض أمامهم بورقة بردي صغيرة,ينظر الصناع لبعضهم ينحني أحدهم ويلتقط الورقة.

ست:موعدكم حتي عيد الحصاد؟

-تبدو الدهشة علي وجوههم.

أحد الصناع:ولكن أيها الأمير,بداية الحصـ...

ست(يقاطعه بغضب):موعدكم قبل عيد الحصاد,انصرفوا.

-ينصرف الجميع وعلي وجوههم الخوف والحيرة.

م/14فوتومونتاج-ن/خ-ن-د

-الفلاحان اللذين رأيناهما في في قصر أوزوريس يعملان في الحقل بهمة,مسروران بالمحراث.

-صناع ست يواصلون العمل الشاق في إحدي ورش الصناعات,وقد تصببوا عرقاً,وبدا عليهم التعب الشديد,نري الرجل الذي اعترض كلام ست,يدق بغيظ علي قطعة حديد ملتهبة,وآخر ينحت عدة نقوش لرجال ونساء يرقصون فوق أحد السفن.

قطع

م/15-أمام قصر أوزوريس-ن/خ

-إيزيس وأوزوريس بين الفلاحين الذين تغمرهم السعادة,وهم  يحملون أقفاصاً ممتلئة بالخضروات والفاكهة.

فلاح1:لم يسبق لنا أن حصدنا تلك الكمية الوفيرة من المحصول يا سيدي,يمكننا الآن إطعام العالم علي حسابنا.

-يضحكون.

-أوزوريس يأخذ تفاحة,ويعطيها لأحد الأطفال الموجودين حوله.

إيزيس:لك الحمد أيها الإله الواحد الموجد نفسك بنفسك.

قطع

م/16-قاعة في قصر-ن/د

-من الخارج  نسمع صوت أغاني الشعب المبتهجة بالحصاد الوفير.

-يقبع ست وحيداً في الظلام,ظهره إلي الكاميرا يقبض علي مسند الكرسي بغيظ.

-يدخل أحد الصناع لاهثاً,يترنح من التعب,ونسمع من خلفه صوت شئ ثقيل يرتطم بالأرض,لقد وصل الصندوق.

-يلتفت له ست ويبدو في غاية الخبث والظلال ترف علي وجهه ولحيته,وعندما يراه,يبتسم ست في ارتياح.

-ست الآن وحيداً في بجوار الصندوق,ينظر له بإعجاب ووله,الصندوق فعلاً آية في الإبداع الخالص,يجرب ست القفل الحديدي الضخم,يفتحه ويغلقه عدة مرات وسط ضحكات هيستيرية.

قطع

م/17ساحة واسعة أمام قصر ست-ل/د

-القصر علي ضفاف النهر,احتفالية باذخة.

-الطعام والشراب مكومان بغزارة علي الطاولات,الراقصات يرقصن برشاقة ويتمايلن بخفة علي المزامير والصاجات(يستحسن أن يكون هنا أغنية استعراضية).

-المهرجين منتشرين يتقافزون ويداعبون الصبايا الفاتنات.

-الخادمات يسكبن النبيذ في الكئوس بلا حساب.

-قرود البابون والبغبغاوات مع مدربيهم.

قطع

م/18-سطح مركب إيزيس-ل/د

-إيزيس وأوزوريس علي المركب الملكي

إيزيس:لننتظر أختي نفتيس,وندخل سوياً.

أوزوريس:لابد أنها في إحدي مغامراتها,وإن جاءت سيكون في آخر الاحتفال,إن الاحتفال علي شرفي لا يمكنني التأخر.

إيزيس:قلبي منقبض,ما رأيك لو عدنا وأجلنا الاحتفال ليوم آخر.

أوزوريس:لا أستطيع حتي لو أردت.

-المركب يرسي أمام قصر ست.

قطع

م/19-ساحة قصر ست-ل/خ

-ينزل أوزوريس وتتبعه إيزيس من المركب.

-يذهب إلي أخيه ست الذي يفرد له ذراعيه ويضمه.

-من خلف ظهر أوزوريس يوجه نظرات حادة إلي إيزيس.

-تتحسس إيزيس خنجراً يختبئ في ثيابها.

-يدخل الثلاثة إلي الحفل.

-الآن مضي معظم الليل,نسيم الربيع يداعب شعور النساء,الاحتفالات هدأت,الخدم والمهرجين اختفوا.

-إيزيس متوترة بينما أوزوريس منهمك في حديث مع النبيل أبريس,رجل له هيئة صارمة.

أوزوريس:إن مشروعي القادم يتمثل في بناء عدة مدن جديدة,سأمد الظل في البلاد,بزرع الشجر وبناء الحجر,فلا يوجد ما هو أجمل من الظل,أروع ما يقوم به الإنسان في حياته زرع الظلال,لو سألتني ما عنوان المدنية سأقول لك مد يد العون للجار,وزرع ظل في الجوار.

أبريس:إنك تفكر في الشعب ليل نهار يا مولاي,ألا تعتقد للحظة أن هناك من لا يحب الخير لبلدنا؟

أوزوريس:ما أعرفه أن بلادنا تحب الخير للجميع.

أبريس:أنت تعرف قصدي.

أوزوريس:أجل ما فاتحتنمي فيه من قبل حول بناء جيش وطني,سأقوم بذلك وسأستعين بك.

أبريس:سيدي أرجوك في أقرب فرصة,إن الأخطار تحدق في بنا من كل النواحي,وإن لم يكن لنا درع عسكري قوي,سنصبح عرضة للضياع.

-أوزوريس يتفكر في كلامه.

أوزوريس:لست من هواة العنف,لكن كلامك صحيح,في الصباح الباكر تعال إلي القصر,وسنشرع علي الفور في إنشاء أول جيش وطني.

-يدخل أربعة من خدم ست يحملون الصندوق,تنبعث من المدعوين صيحات دهشة وإعجاب.

ست(بطريقة استعراضية مشيراً إلي الصندوق):والآن يبدأ المرح,من يطابق جسده هذه الأعجوبة التي صنعتها خ صيصاً لتلك المناسبة,سيصبح هذا الصندوق ملكه.

-لقطات سريعة لفشل كافة المدعوين رجال ونساء في مطابقة مقاس الصندوق,بعضهم إما سمين أو نحيف أو طويل أو قصير.

ست:لم يعد سوي أخي العزيز ملك البلاد.

-تتجه النظرات إلي أوزوريس.

-يهم أوزوريس بالقيام لتجربة الصندوق,فتمنعه إيزيس.

إيزيس(بصوت خافت):بحق والديك ألاعدنا لقصرنا.

-أوزوريس مازالت النظرات تحيط به,يريد التراجع,لكن كبرياؤه الرجولي يمنعه.

-يدخل إلي الصندوق.

ست:يبدو أن لدينا فائز.

-وكأنها كلمة السر يسرع الرجال الأربعة فيغلقون الصندوق علي أوزوريس.

-يخرج من كل مكان أعوان ست مدججين بالسلاح,يشهرونه في وجه الحاضرين,بينما الدهشة في تلك اللحظة تلجم الجميع غير مستوعبين لما يحدث.

-إيزيس أول من تفيق من صدمتها,تقوم غير عابئة بالنصل الموجه إلي صدرها,تواجهه بشجاعة الزوجة الوفية,فيجرح صدرها.

- بالحركة البطيئة نري قطرات من دمها ترتطم بالأرض,تمد يدها للخنجر,تطعن الرجل المسلح,تهرع إلي حيث يأخذون زوجها.

-الرجال الأربعة يحملون الصندوق الذي أصبح الآن تابوتاً,ويقذفون به في النيل.

-إيزيس تهرع نحو ركبها,تقطع الحبل المربوط علي المرسي,وتبحر خلف التابوت الذي يجري فوق مياه النهر.

-يشير ست لرجاله أن يتبعونها.

-يركب بضعة رجال في أحد المراكب.

قطع

م/20-سطح السفينة-ل/خ

-إيزيس تقود مركبها بأقصي سرعة,والجرح ينزف دماً.

-السهام تندفع ناحيتها من الخلف,تظهر أختها نفتيس بثياب المحاربة علي سطح سفينة أخري,تنضم إليها في المعركة.

-تقترب منها بمركبها,وتحمل أسلحتها,وتقفز في مركب أختها.

إيزيس:نفتيس!

-تشعر إيزيس بالثقة,فتقبض أكثر علي الدفة.

-بقفزة رشيقة تصعد نفتيس علي المظلة القائمة علي السطح,ومن الأعلي تمطر المركب المهاجم المحمل برجال ست بالسهام,تصيب عدداً منهم.

-تجري نحو مؤخرة المركب,وتقفز من جديد,نحو المركب الآخر,تقاتل الرجال المتبقين فتهزمهم جميعاً,وتعود من جديد إلي أختها.

-تجد إيزيس علي الأرض منهكة من النزيف.

إيزيس:التابوت...اذهبي خلف التابوت.

-تكتم إيزيس الجرح بيدها.

قطع

م/21-الأحراش-ن/خ

-إيزيس ونفتيس في يرتديان ثياب الحداد السوداء.

-نفتيس تشوي سمكة كبيرة علي النار,وفجأة نسمع زئير أسد,تضطرب الأختان,ويرقبان أسداً يتجه نحوهما من خلف الأجمات,يرفعان قوسيهما وفي وقت واحد يطلقان سهميهما.

-ينغرز السهمان في ظهر الأسد,يترنح قليلاً ثم يهوي علي الأرض.

م/22-البحر-ل/خ

-عاصفة قوية تتلاعب بالمركب,الأمطار شديدة تضرب وجهيهما,الأختان يتشبثان بالصاري بكل قوتهما.

م23/بيبلوس-ن/خ

-لبنان القديمة,الجليد يغطي قمم الجبال والأودية,إيزيس ونفتيس يرسوان في الميناء,متعبتان إلي أقصي حد,إيزيس فقدت الكثير من وزنها.

م23-السوق-ن/خ

-إيزيس وأختها يتجولان في السوق وقد ارتديا ملابس ثقيلة,يوقفان كل من يقابلانه يسألانه عن الصندوق.

إيزيس(لأحد المارة):ألم تر صندوقاً يطفو فوق سطح الماء.

-يهز الرجل رأسه بالنفي ويمضي.

-يتكرر السؤال أكثر من مرة.

-بعضهم يظنها مجنونة فيتجنبها.

قطع

م/24-الشاطئ-ن/خ

-أوان المغيب,إيزيس جالسة علي صخرة بجوار السفينة,نفتيس تعد العدة للرحيل,تضع بعض الطعام علي سطح السفينة,الشاطئ مزدحم بالناس,تجلس بجوار إيزيس امرأتان.

امرأة1:الحل الوحيد أن تتبركي بالشجرة التي نبتت في الصيف الماضي بجوار قصر الملك.

-تنتبه إيزيس للمحادثة ويعبر في ذهنها خاطر.

امرأة2:لقد جربتها زوجة أخي بالفعل والآن هي حامل,فهل يفلح الأمر معي؟

ص.أوزوريس: كأني خرجت من الماء ونبت في أرض غريبة علي هيئة شجرة عملاقة يتجمع حولها الناس من كل مكان,ثم قطعني الحطاب بفأسه.

-إيزيس تهرع إلي أختها فرحة.

إيزيس:لقد وجدته...أو بالأصح هو من وجدني.

قطع

م/25-شجرة التنوب بجوار القصر الملكي في بيبلوس-ن/خ

-الثلج يغطي شجرة التنوب العملاقة,من بعيد نري القصر بتصميمه الفينيقي.

-تدخل إيزيس إلي الكادر,تعرف بالحب والغريزة أن زوجها يسكن بطريقة ما في تلك الشجرة,تدخل بين المحتشدين المتوسلين,وتنهار علي ركبتيها...يحل الظلام يرحل الكل وتبقي وحدها بجوار أختها.

قطع

م/26-نفس المشهد السابق/ن/خ

-الوقت فجرا,ثلاث خادمات يخرجن من حديقة القصر إلي النبع المجاور للشجرة,يرين إيزيس واقفة بجوار الشجرة وقد غيرت تسريحة شعرها,فأصبح أروع من قبل.

خادمة1:هذه المرأة منذ البارحة هنا لم تبرح المكان.

خادمة2:يبدو أن كربتها عويصة.

خادمة3:انظرن يابنات ما أجمل تسريحة شعرها.

-تلتفت البنات إلي إيزيس بتمعن.

خادمة1:حقاً ما أجملها.

خادمة2:تري هل يعجب مثلها براق خطيبي؟!

خادمة3:هلموا نذهب إليها ونطلب منها تسريح شعورنا.

-إيزيس ونفتيس يشاهدان الخادمات وهن يقتربن.

-تقف أمامهما الخادمات الثلاث,ويوقرن إيزيس وأختها من اللحظة الأولي لسيمائهن الملكية,حتي ولو أنهكهما التعب وارتديا البسيط من الملابس

خادمة3:صباح الخير أيتها السيدة

إيزيس:صباح النور أيتها الجميلات.

-ينظرن لبعضهن في حيرة لا يعرفن كيف يعرضن طلبهن.

إيزيس:مابكن؟أتردن شيئاً.

خادمة2(بسذاجة):أجل نريد أن نصفف شعورنا علي طريقتك.

إيزيس(مبتسمة لنجاح حيلتها ولسذاجة الفتاة البريئة):أهذا فقط؟هيا اجلسن علي العش سأسرح لكن أجمل تسريحة في عمركن,وأعلمكن إياها.

-تجلس البنات متراصات في سعادة وجذل,إيزيس تبدأ في تصفيف شعر أولاهن.

قطع

م/27-قصر عشتار-ن/د

-الخادمات يدخلن القصر في سعادة بالغة,يداعبن شعور بعضهن.

-يفاجئن بالملكة عشتار واقفة أمامهم بشموخ وحزن,تحمل سمات السحر الفينيقي,سحر ونعومة نساء الشام.

-يضطربن قليلاً وينتظم سيرهن.

الملكة:توقفن(يتوقفن)ما هذه التسريحة الغريبة؟لم أر مثلها في البلاد من قبل.

خادمة1:امرأة ممن يتبركن بالشجرة,ويبدو أنها من أصل كريم.

خادمة3:أرجح أنها مصرية,لها سحرهن الخاص ودرايتهن بأمور الجمال.

الملكة:اذهبن واستدعينها في الحال.

-تتسابق الخادمات إلي الخارج,وتشعيهن عشتار بنظرات فضولية.

قطع

م/28-الشجرة-ن/خ

-إيزيس ونفتيس يشاهدان الخادمات وهن يندفعن نحوهما ويشيران لهما.

نفتيس:يبدو أن حيلتك نجحت.

قطع

م/29-قاعة العرش في قصر الملكة-ن/د

-عشتار جالسة علي عرشها,تدخل إيزيس وتجد صعوبة في الانحناء فهي لم تتعود علي ذلك,في النهاية تجبر نفسها علي الانحناء قسراً,فيبدو الاستغراب علي وجه الملكة عشتار.

عشتار:الخادمات يقلن أنك مصرية.

إيزيس:أجل مصرية

عشتار:وما الذي دفعك لترك بلادك والرحيل إلي هنا؟

إيزيس:كان زوجي بحاراً,وآخر ماسمعت عنه أن جاء إلي بلادكم أيتها الملكة الكريمة,فجئت باحثة عنه,وسمعت عن الشجرة فجئت ألتمس بركتها لأجد زوجي.

عشتار(مندهشة):وهل سافرت كل تلك المسافة لتبحثي عن زوجك؟ومايدريك لعله قد مات؟!

إيزيس (تبتسم بمرارة بالغة):حينها سأعود بجثتها ليدفن في التراب الذي يعرفه,وتحت السماء التي نشأ تحتها,وبين أهله وأحبابه.

-تتأثر الملكة لإخلاص إيزيس,نسمع صوت صبي مدوي,فتنتفض الملكة وتندفع مربية عجوز إلي الكادر.

المربية:مولاتي!الأمير قدموس عاودته نوبة الألم من جديد.

-تهرع الملكة إلي الخارج,وتقف إيزيس مكانها جامدة والصراخ يدوي في الأنحاء.

قطع

م/30-حجرة الأمير قدموس-ن/د

-الأمير قدموس صبي في حوالي العاشرة,يتلوي من الألم ممسكاً معدته,ويتقياً علي السرير,تدخل عشتار شاحبة الوجه عاجزة,لقد تهاوي شموخها الملكي بالخوف علي وليدها,تجلس بجواره تمسح فمه من القئ.

الأمير قدموس:أمي أريد أن أموت,لا أحتمل الألم الفظيع.

-تبكي عشتار,وتدخل إيزيس في نفس اللحظة علي وجهها الأسي لعذاب الطفل وهي تستمع لكلماته,تراها عشتار فتتمالك نفسها وتمسح دموعها.

عشتار:من أذن لك بالدخول إلي هنا أيتها المرأة الغريبة؟

إيزيس(متجاهلة سؤالها):سيدتي اسمحي لي(تقترب من سرير الأمير)أعتقد أنني يمكن مساعدة ولدك.

عشتار(بلهفة ورجاء)حقاً؟!لو فعلت ذلك مابخلت عليك بكل ملكي.

-تجس إيزيس نبضه وتتحسس جبينه لتقيس حرارته,يتقيأ عليها من جديد,تستمر في الفحص,تنظر لها عشتار بأمل,تفحص إيزيس القوارير والأواني الموضوعة علي سريره,تشمها وتتذوقها.

إيزيس:منذ متي يشرب الأمير دوائه في أوعية من الفضة؟

عشتار:منذ حوالي ستة أشهر,عندما أصابه ألم المعدة.

إيزيس:إنها معجزة كونه ما يزال علي قيد الحياة.

عشتار(يفلت منها آهة ألم):آه...ماذا تقصدين؟!

إيزيس:إن العقار في حد ذاته مفيد,لكنه يتفاعل مع الفضة فيتحول لسم بطئ المفعول,في البداية يجب أن يتناول دوائه في آنية من الزجاج.

عشتار:لتتولي رعايته يا...

إيزيس:سيدتي لا يمكنني علاج ولدك وأنا متخفية...أنا إيزيس

-تضطرب عشتار لاسمها.

عشتار:إيزيس ملكة وادي النيل؟!

إيزيس:وزوجة الملك أوزوريس.

عشتار:لقد حدثني قلبي أن ورائك أمراً جللاً.

إيزيس:أولاً...صحة الأمير.

قطع

م/31-حقل في أرض مصر-ن/خ

-السواقي ساكنة,الزرع باهت اللون,الفلاحون يجلسون في ضيق,الأطفال يتشاجرن علي ثمرة خيار...لقد حلت لعنة ست بالبلاد.

قطع

م/32-زقاق مظلم-ل/د

-غانية تعرض مفاتنها علي عابري السبيل,يقف أحدهم,يعطيها سراً بعض الفاكهة في جوال,تأخذها المرأة الجائعة بفرحة,وتضعها إلي جوارها.

-يضاجعها الرجل,ولما يفرغ يقف وهي مازالت مستلقية علي الأرض,يندفع إلي جوال الفاكهة,يخطفه ويركض والضحكات الساخرة الخبيثة تهز قلوبنا.

-تجري ورائه المرأة باكية تقذفه بالحجارة.

قطع

م/33-شارع-ن/خ

-أحد المنادين يركب فوق حمار يسير به علي مهل,والناس واقفة تستمع وتتعجب.

المنادي(بصوت عال):يا أهل البلاد,بأمر ملككم ست...

قطع

م/33-مسرح صغير مقام في أحد الحقول-ن/خ

-مجموعة من الفلاحين يتحلقون أمام اثنين من الممثلين خلفهم ستارة عليها صورة أحد القصور,يقومان بمشهد رومانسي ويقبلان بعضهما,مما يشيع نسمة عزاء بين الفلاحين البؤساء,وترتسم البسمات علي وجوههم المتعبة.

-يظهر أعوان ست,لحاهم طويلة كسيدهم,يرتدون أزياء مختلفة عن بقية الشعب المصري,يطردون الفلاحين,والممثلين,ويخربون المسرح ويحرقونه.

ملحوظة:ست وأعوانه يرمزون لخطر التطرف الديني فملابسهم وحركاتهم شبيهة بحركات المتطرفين كما نعاينها في العصر الحاضر.

ص.المنادي:تمنع كل المسارح ويسجن كل الممثلين,جزاء لما يشيعونه في النفوس من فساد.

قطع

م/34-شوارع طيبة-ن/خ

-النساء يمشين متسربلات بالسواد شعورهن مغطاة.

ص.المنادي:وعلي النساء أن تتحجب,وتتأدب,وإذا استطاعت الاختفاء تماماً فلتفعل.

م/35-أمام معبد ست-ن/خ

-تماثيل عملاقة لست.

-أمام المعبد رتل من أعوانه المسلحين,يأخذون طعام الجائعين ويزنونها,من لا يصل للقياس المناسب يضرب.

-الطفلة التي رأينا أوزوريس يطعمها,يأخذ أبوها من فمها قطعة خبز,فتبكي الطفلة صارخة,بينما أمها تنساب منها دموع الشفقة,والأب يتلوي وجهه من الألم ثم يتجه بجواله للوزان.

ص.المنادي:والحضور شهرياً لمعبد مولانا ست لتقديم النذور والتبرعات,ومن يبخل علي مولاه سيستحق العقاب.

قطع

 

م/36-سجن-ل/د

-ظلام تام إلا من شمعة قصيرة تكاد تذوي.

-الوزير سانتي طويل اللحية والشعر قابع في ملابس قذرة.

سانتي(برجاء):إيزيس!!

قطع

م/37-القصر الملكي بطيبة-ل/د

-القصر فقد روحه حزناً علي رحيل ساكنيه,الظلال في كل مكان,الجدران تشع كآبة,ست استبدل تماثيل أوزوريس بتماقيله,لم يبق سوي تمثال واحد يخص إيزيس,يقف ست بجوار التمثال مولياً ظهره للكاميرا,ثم يضرب التمثال فيسقط وينكسر.

ست(بحقد وغضب):إيزيس!!

م/38-حديقة قصر عشتار-ن/خ

-الجليذ ذاب الآن,لقد حل فصل الصيف.

 الأمير قدموس الآن معافي تماماً في غاية الصحة والنشاط,يداعب الخادمات,يركض وراء خادمة صغيرة ويرفعها إلي أعلي وسط ضحكات الخادمات والجواري.

قطع

م/37-شرفة قصر عشتار-ن،خ

-عشتار وبجوارها إيزيس يشاهدان بسرور الأمير قدموس يحمل الخادمة الصغيرة,تلاشي الحزن في نفس عشتار وحل محله شعور بالراحة والامتننان

إيزيس:سيغدو يوماً ما رجلاً قوياً.

عشتار:بفضلك أيتها الملكة

إيزيس:الآن يمكنني البوح لك بكل شئ...لقد عاشرتك وأحببتك وأجدك محل ثقة.

عشتار(بصدق):وتأكدي أيتها الملكة أن ثقتك ستكون في محلها طوال عمري.

قطع

م/38-شارع في جبيل-ن/خ

-نفتيس تتجول في الشارع,تتفرج علي المنازل والناس في ضجر,لقد سئمت الكسل في بيبلوس,يتسرعي انتباهها شئ ما,فيبدو علي وجهها الاهتمام.

قطع

م/39-حلبة مصارعة منصوبة في الشارع-ن/خ

-خد يتلقي لكمة هائلة,فيسقط المضروب فاقد الوعي.

-الجمهور يهلل,مع دخول نفتيس.

-يدخل إلي حلقة المصارعة,رجل ضخم الجثة ومخيف المنظر,ويشير بإصبعه في تحد,لا يجرؤ واحد من الموجودين علي الالتحام معه.

-تتقدم نفتيس وسط دهشة وسخرية الجمهور,نري من بينهم كاتو رجل في الأربعين من العمر يرتدي جلد أسد علي كتفيه,ينظر إلي نفتيس معجباً بشجاعتها.

-خصمها ينظر لها في ازدراء.

نفتيس(تستفزه):لا تخف سأكون بك رحيمة.

-يستثار الخصم,ويندفع نحوها,تتفاداه فيرتطم بالسور,نفتيس تعتمد علي خفة جسده وسرعة حركتها,تقفز عالياً وتركلها بقدمها في وجهه,تقوم بحركاتها البهلوانية وتسدد ضرباتها بإمعان حتي يسقط الرجل الضخم,صياح السخرية والاستهزاء تحول الآن إلي تهليل وإعجاب.

-نفتيس تستدير لتحيي جمهورها.

-يدخل إلي الحلقة كاتو,نفتيس لا تراه ثم بعد لحظة تشعر بقربه فتلتفت له.

أحد الجمهور(همساً):كاتو مصارع الأسود!

كاتو(لنفتيس):جولة أخري.

-يتقاتلان في معركة ضارية,كاتو صلب العود,يقاتل كنفتيس بخفة وسرعة,ويمتاز عليها بقوته الرجولية التي تفتقدها نفتيس...في النهاية يهزم نفتيس ويرتمي فوقها وكلاهما ينزان عرقاً.

كاتو:من تعابير وجهك أعتقد أن تلك هي المرة الأولي التي تهزمين فيها.

نفتيس:وأنت علي ما يبدو تلك هي المرة الأولي التي تنتصر فيها.

-يبتسم كاتو وقد ازداد إعجاباً بنفتيس.

م/40-مكان-نفس الشارع -ن/خ

-الحلبة في الخلفية تبدو بعيدة,نفتيس تتحسس كدمات وجهها.

-من خلفها يلاحقها كاتو.

كاتو:سامحيني لو آلمتك...إن صراعاتي في الغالب مع الأسود.

-نفتيس تتجاهله.

كاتو:هل يمكنني معرفة اسمك؟

نفتيس:وماذا ستفعل باسمي؟!

كاتو(بنعومة):علي الأقل لأتذكر أروع امرأة رأيتها في حياتي.

-نفتيس تحاول مداراة ابتسامتها.

نفتيس:نفتيس.

-يتقدم متشجعاً ويسير بجانبها,يتبادلان الحديث والكاميرا تبتعد عنهما.

قطع

م/41-شجرة التنوب بجوار القصر الملكي-ن/خ

-القطع علي عصفورين يتعانقان فوق الشجرة.

-في الأسفل المكان يعج بأهل بيبلوس الذين جاءو لحماية الشجرة المباركة.

-تدخل إلي الكادر إيزيس ونفتيس وعشتار,تندفع نفتيس متحمسة للقتال لكن إيزيس تكبحها.

إيزيس:أهل بيبلوس الكرام,لقد عشت وسطكم عاماً كاملاً,عالجت أصغر أبناؤكم واهتممت به,بنفس المقدار الذي رعيت به أميركم,وسهرت بجوار عجائزكم ليال طويلة في البرد والحر...أفلا استمعتم لي...لا أقول ذلك كي أذكركم بفضلي عليكم,فما أنا إلا سبب يسببه الإله وأداة في يده,بل أقول ذلك لأعلن لكم محبتي الغامرة لكم,التي حفزتني لأقم بذلك وأنا سعيدة لخدمتكم...تابوت زوجي المغدور الذي لم أتمتع بزواجي منه إلا لسنوات قليلة قبل أن يقتلوه,في تلك الشجرة لتعطوه لي,لا أريد منكم سوي زوجي الذي بحثت عنه علي قدمي هاتين حتي كادتا تقعا من فرط الإجهاد,وإذا بكم تعتصمون شهراً كاملاً لحرماني من دفن زوجي بعدما وجدته أخيراً...أوزوريس يسكن في شجرتكم,ألا تعطوا لأرملة وحيدة لا تبغي من الدنيا سوي جثة زوجها مبتغاها.

-أثناء تلك الخطبة نري النساء تأثرن بكلام إيزيس وبعضهن انساب من عيونهن الدمع.

-تنبري امرأة وتتقدم خطوة للأمام.

المرأة:فلتعطوا للسيدة الطيبة زوجها,إنما سر المعجزة الكامن في الشجرة,هو انعكاس الخير في قلوبنا,فإذا انجررنا وراء الشر ستصبح البركة لعنة تؤذينا.

-تنضم لها النساء فيضطر الرجال للصمت والرضوخ.

قطع

م/42-شوارع بيبلوس-ن/خ

-النساء يركضن حاملات فئوس والمناشير,وأدوات لقطع الشجرة العملاقة.

قطع

م/42-شجرة التنوب-ن/خ

-يتعاون النساء مع إيزيس ونفتيس في قطع الشجرة,تعاونهن عشتار متخلية عن وضعها الملكي, يبدون كلهن امرأة واحدة تتحرك لهدف واحد.

قطع

م/43-شاطئ بيبلوس-ن/خ

-سفينة إيزيس تستعد للرحيل,نفتيس مازالت علي الشاطئ,تبحث بعينيها عن شخص بعينه وسط الذين احتشدوا لتوديعهما.

-يهرول  كاتو ناحيتها باشتياق يحتضن نفتيس,وتتشابك أيديهما.

كاتو:لا يزال أمامنا فرصة أخيرة...أرجوك ابقي هنا ولنبنِ سوياً حياة جديدة.

نفتيس:لا يمكن بناء مستقبل وأنقاض الماضي الخبيثة لم تجتث بعد.

كاتو:نفتيس لا تضيعي فرصتنا الوحيدة في السعادة,إن ماتسعي له أختك مستحيل,لقد مات أوزوريس وانتهي الأمر.

نفتيس:لا يمكنني التخلي عن أختي...هذا هو المستحيل الوحيد الذي أعرفه.

-تنزع يدها من يده,يقاوم كاتو لوهلة لكنه يستسلم,في هذه الجولة هي من هزمته,تنسحب نفتيس دامعة نحو السفينة,بينما كاتو يقف في عجز.

قطع

م/44-سفينة إيزيس-ن/خ

-إيزيس ونفتيس فوق السفينة وخلفهما التابوت.

-من الشاطئ يلوح لهما سكان المدينة,من بينهم عشتار وولدها قدموس وكاتو مصارع الأسود.

-وجهة نظر نفتيس:الشاطئ فارغ,لا يوجد سوي كاتو,لا تري سواه,وتلوح مودعة لها وحده,وتهرع إلي الخلف باكية.

قطع

م/45-أحراش النيل-ل/خ

-إيزيس ونفتيس يجاهدان في حمل التابوت وبصعوبة بالغة يضعانه علي الأرض فوق العشب,وسط الصمت والظلام.

-البدر ينير السماء,والمياه العذبة تتلألأ تحت الضوء الفضي.

-ترفع إيزيس الغطاء بمساعدة أختها,وتغمض عينيها تتمتم بصلوات خافتة.

-تدخل رأسها في التابوت فيختفي فيه.

-من الداخل نراها تقبل أوزوريس قبلة طويلة كأنها تنفخ روحها في روحه,تمنحه نفسها وأنفاسها,والدموع تنسكب علي وجنتيها.

-نسمع شهقة عميقة صادرة من التابوت,أوزوريس يرفع رأسه في دهشة.

أوزوريس(كأنه قام من حلم طويل):إيزيس.

إيزيس:أوزوريس.

-يتعانقان في اشتياق غامر,وتنسحب نفتيس ببطء لتتركهما وحدهما.

-من بعيد نري بومة ترقب المشهد.

قطع

م/46-قصر ست-ل/د

-البومة تدخل من شباك القصر,وتحط علي ذراع ست,يحدق ست في عينها,وتحدق فيه.

-يري في عينيها قيامة أوزوريس,يصرخ بغضب عارم,وينفض البومة عن ذراعه في حنق,تطيش البومة في الهواء,وتهرب مبتعدة في فزع

قطع

م/47-كوخ في الأحراش-ن/د

إيزيس راقدة علي السرير في آخر أيام حملها,وبجوارها أختها.

-أوزوريس علي الباب يحمل عدة صيد السمك ويستعد للذهاب...أوزوريس شئ ما فيه تغير شئ غامض.

أوزوريس:أمازلتما تصران علي السمك...ما رأيكما في غزالة؟

نفتيس:إنها تشتهي السمك منذ أيام.

أوزوريس يبدو أن الولد سيصبح صياداً.

إيزيس(بوجوم):إن ابني ملكاً,إنه يستحق عرش مصر...كما تستحقه أنت.

أوزوريس(مبتسماً):هوني عليك...لا شئ يستحق ذلك الوجوم...وداعاً يا أجمل زوجة(لنفتيس)ويا أخت أجمل زوجة.

-إيزيس تودعه بابتسامة.

-يخرج أوزوريس ويغلق الباب خلفه.

نفتيس:أوزوريس زهد في الملك.

إيزيس:عندما يعود الإنسان من الموت يزهد في كل شئ.

قطع

م/48-شاطئ النيل-ن/خ

-وقت العصر, الصيادين في المراكب يغنون أغاني الصبر,أوزوريس علي أحد الزوارق يغني معهم,إنه رائق البال تماماً,لم يعد يشغله في الدنيا شيئاً.

-يرسي مركبه علي الضفة,,ينزل من المركب وحده,حاملاً قفة بها عدد من السمك.

أوزوريس:وداعاً أيها الرفاق...كما أخبرتكم قابلوني هنا في الغد,عندي لكم فكرة رائعة ستسهل الصيد,وستعودون كلكم مجبورين إلي عائلاتكم.

صياد:مع السلامة أيها الرجل الطيب...موعدنا الغد.

م/49-درب خال –ن/خ

-يسير أوزوريس وحيداً يدندن الأغنية التي كان يرددها وسط الصيادين.

-ست يظهر خلف أخيه ويعاجله بضربة قاتلة تطيح برأسه.

-يتهاوي جسد أوزوريس علي الأرض دون رأس.

-ينحني عليه ست ويضربه بسيفه ضربات عنيفة,ممزقاً أشلاؤه والدماء تكسو وجهه وفي عينيه حقد مخيف.

-الأسماك متناثرة علي الأرض غارقة بالدم.

م/50-الكوخ-ل/د

-إيزيس تتطلع من نافذة صغيرة إلي الخارج في قلق,تتحرك بصعوبة نحو الباب في الجهة المقابلة,تفتح الباب وتنظر إلي الاتجاهات كلها,ثم تعود من جديد إلي النافذة.

-تدخل نفتيس من الباب.

إيزيس:هل وجدتيه؟

نفتيس:أبداً...لكننا سنجده لا تقلقي,ربما دخل علينا الآن.

إيزيس:قلبي يحدثي بأني لن أعيده هذه المرة.

نفتيس:لا تقولي ذلك!إنه يحيا باسم مستعار لن يتعرف عليه أحد.

إيزيس:ست ليس أي أحد,إن له قوة جبارة وحيل واسعة,يمكنه عمل ما يظنه غيره مستحيلاً,لقد أعماه الشر حتي عن صلة الدم!

نفتيس:كيف لأخين أن يكونا متنافرين في الطباع علي تلك الصورة؟!

إيزيس:البطن النساء قلابة,قد تهدي للعالم رجل يصلحه,ويمكنها إخراج رجل آخر يسعي لخرابه(تلوح بيدها كأنها تبعد عنها خاطر سئ)لا بد لي أن أراه.

-تجري نحو الباب لكن المخاض يأتيها,تتألم من الوجع,تتمدد علي الأرض,تذهب إليها أختها ومن الباب المفتوح يدخل صقر صغير حاد النظرات صلب الهيئة,تبتهج إيزيس لرؤيته,وتفتح ساقيها مستسلمة لرغبة وليدها في الخروج...نسمع صوت صرخات طفل.

إيزيس(لاهثة,مازالت تنظر نحو الصقر):هاقد جاء...حورس.

-تضع نفتيس الطفل بين يدي أختها,يقترب الصقر ويقف بجوار الرضيع الصارخ كأنه حارسه الشخصي.

قطع

م/51-الدرب الخالي(مكان الجريمة)ن/خ

-الصباح المبكر,الشمس لم تخرج بعد إلي السماء في رحلتها اليومية,إيزيس تمشي بصعوبة بالغة باحثة عن زوجها,من خلفها نفتيس تحمل الرضيع ويتبعهم الصقر.

(ملحوظة:سيظل الصقر علي الدوام ملازماً لحورس كظله,إما يقف بجانبه علي الأرض أو يحلق فوق رأسه.)

-تتعثر إيزيس بذراع مقطوعة,تعرف فيه ذراع زوجها,تصرخ بألم عميق كأنها ضربت بألف سهم,تركض كالمجنونة تجمع أشلاء زوجها,تتبعها أختها نفتيس,الطفل يجاوب صرخات أمه بصرخات مماثلة,والصقر كأنه مدرك لما حدث ينقر الأرض في غضب.

نفتيس(بتأثر):صدق قلبك يا أختي...لن تتمكني من إعادته هذه المرة.

-مر بعض الوقت وارتفعت الشمس في السماء,إيزيس ونفتيس يحنطان أوزوريس,علي مقربة منهما الطفل حورس,والصقر يحوم بجواره.

-تقترب أفعي سامة قاصدة حورس.

-نري لقطة لوجه ست,إنه من يحرك الأفعي.

-تهم الأفعي بعض حورس,لكن الصقر يهاجمهما,يحملها بفمه ويطير بها بعيداً,بينما إيزيس وأختها لا يلاحظان شيئاً,لقد جري الموقف في صمت وهما يحنطان جسد أوزوريس.

-وجه ست غاضب.

قطع

م/52-طريق منعزل-ن/خ

-إيزيس متعبة من الولادة والحزن,الموت الثاني لزوجها جعلها مهزولة وذاهلة,تمتطي حماراً وعلي يديها طفلها يصرخ من الجوع,نفتيس تقود الحمار ومن فوقهم الصقر يحلق.

-علي بعد نري منزلاً متواضعاً,علي عتبته حتحور امرأة لها وجه أمومي يفيض بالعطف,تطعم بقرتها والركب العائلي يقترب منها,يلفت انتباهها صوت الرضيع الصارخ من الجوع,تنظر إلي الركب للحظة ثم تنصرف إلي عملها,لكن بكاء الصغير الذي لا ينقطع جعلتها تتأمل في الركب,تتوقف أمام منزلها أثناء مرورهم.

-لما يواجهها الموكب,وتري إيزيس,تركع علي الفور.

حتحور:مولاتي المعظمة.

-يبدو الدهشة علي وجه إيزيس ونفتيس.

حتحور(تفسر لهما):لقد كانت أمي خادمة في القصر الملكي وأعرفكما جيداً,لطالما تمتعنا بعطف السيد أوزوريس,ولما ماتت أمي جئت إلي هنا مع ولدي بخيت.

-صراخ حورس يزداد.

حتحور:مولاتي...لتشرفيني في بيتي المتواضع إن الطفل في حاجة للرضاعة وأنت في حاجة للراحة.

-تتبادل الأختان نظرة:لا يوجد مكان آخر.

-تأخذ حتحور حورس من يد أمه,وتجلس علي عتبة دارها,تخرج له ثديها فيلتقمه الرضيع ويسكن تماماً.

قطع

م/53-شوراع طيبة ومدن أخري-ن/خ-ن/د

-أبريس يتجول بين البيوت يجند الرجال المتمردين علي حكم ست الظالم.

قطع

م/54-أحد المنازل-ل/د

-نري الرجل الذي اضطر لأخذ قطعة الخبز من فم ابنته يقف علي عتبة منزله, في الداخل زوجته وابنته,الزوجة حائرة بين الشجاعة والذعر,والابنة تتكوم في حضن أمها خوفاً.

-من وجهة نظر الزوجة نري أبريس واقفاً ينتظر.

الرجل(يشير لطفلته ويوجه الكلام لزوجته):من أجل غد أفضل.

-تومئ المرأة موافقة وعينها غارقة في الدمع.

-من وجهة نظر الزوجة نري الرجل يرحل مع أبريس في حذر.

قطع

م/55-منزل حتحور-ن/خ

-رجل ملثم يتوقف أمام المنزل,نسمع صوت قادم من خلفه.

ص.رجل:هل أنت واثق أنها هنا؟

أبريس:كل الأدلة التي جمعناها تؤكد وجودها هنا مع الصبي.

-يدق إبريس الباب,تفتح إيزيس,تضطرب لرؤية رجل ملثم تتراجع خطوة.

-يزيح إبريس لثامه ويتقدم نحوها,فتدهش لرؤيته إيزيس وتبتسم في سعادة,تحتضنه كأنها تحضن زمنها السعيد.

إيزيس:أبريس...كيف عرفت مكاني؟

-هنا تنتبه إيزيس للرجال الواقفين خلفه,تتقدم في سيرها إلي خارج المنزل,فتري مئات الرجال المصريين,تتفهم إيزيس علي الفور.

إيزيس:لم يمهل الموت أوزوريس من رؤية الجيش الذي سعي لتكوينه.

أبريس:لكن أوزوريس لم يمت...أين الطفل؟

-تدخل إيزيس المنزل للحظة,وتخرج حاملة الطفل وقد كبر قليلاً,تتقدم أمام نواة الجيش الصغير وترفعه عالياً.

أبريس:ست يملك الجنوب,لكن من تلك اللحظة الشمال لنا(هاتفاً في مواجهة الأم وابنها)ملك الشمال.

الرجال:ملك الشمال.

قطع

م/56قلعة في الصحراء-ن/خ

-جنود مختلفي الهيئة يحيطون بالقلعة,خليط من أجناس مختلفة,لقد مرت عشرين عاماً,من نافذة القلعة نلمح ست واقف ينظر إلي الحركة في الأسفل(كل الشخصيات التي عرفناها ستصبح سيزيد عمرها عشرون عاماً)

-في الأسفل نري أعداد من المحاربين تدخل إلي القلعة هم أيضاً مختلطو الجنسيات والألوان.

م/57-بهو القلعة-ن/د

-ست يمسك بخناق وزيره أسوسي.

ست:أسوسي أيها اللعين,أهذا كل ما استطعت جمعه من محاربين؟!أريد عدداً أكبر,إيزيس وابنها في استوليا علي الشمال و ينشئان جيشاً بمعاونة أبريس...لقد أسسوا مدينة جديدة سموها دمن هور وأصبحت مركز حكمهم(ساخراً)دمن هور...مدينة حورس!

أسوسي(مرتعداً):مولاي ما هم إلا شرذمة من الفلاحين,لايعرفون سوي الفأس,أو صناع لم يتدربوا سوي علي المطارق والمناشير.

ست(كأنه لم يسمعه):من يريد المال لينضم لي أخرج له من خزائني الذهب,ومن يطمع في النساء امنحه أجملهن,ومن يرد السلطة بلغه أن أراضي الشمال الغنية ستكون لنا بعد النصر وسأمنحه ما يريد,سنبني قصوراً علي البحر قل لهم...(يفكر للحظة)...قل لهم أني أضمن لهم الحياة الأخري سيتنعمون لأنهم أطاعوني...أي شئ المهم أن يجمع قوات أكثر.

أسوسي:سيدي بحق السماء لتهدأ(بلهجة ذات مغزي تشي بأنه في الأصل قواد)لقد أتيت لك بهدية ستريح أعصابك المتوترة إلي أقصي حد(يصفق بيديه).

-تدخل إلي البهو فتاة فاتنة يعلوها الخوف تتخبط في قيودها.

أسوسي:نونيا... أسرتها باعتها مقابل المال.

-يضرب أسوسي دون أن يدري علي وتر حساس لست ,فقد نبذ هو الآخر من القصر,يلتفت إلي الفتاة يحل عنق أسوسي ويشير له بالانصراف.

-ينصرف أسوسي وعندما يواجه الكاميرا يتنفس الصعداء.

ست(لأسوسي قبل أن يختفي):اعطني مفاتيح قيودها.

-أسوسي يسرع إلي ست يسلمه المفتاح ويخرج هرباً.

-يتجه ست إلي نونيا المنكمشة كعصفور مرتعب,يفك قيودها,ترتطم القيود بالبلاط فتتحسس معصميها في ألم,تقف خائفة من ست متوقعة أن يعتدي عليها في أي لحظة.

-تدهش عندما تري ست ينظر لها في عطف.

ست:لقد جربت شعور النبذ...ما أفظع ألا تحتملك عائلتك...ستقولين لي الفقر هو السبب!ألا يوجد فقراء آخرون يحتفظون بأولادهم؟

-تنكس نونيا رأسها.

ست:سترحلين معي في الغد إلي طيبة.

-تنظر له مرتعبة.

قطع

م/58-معسكر التدريب في دمنهور-ن/خ

-شاب قوي يولينا ظهره يرتدي الزي السكري,يركض بسرعة ويجتاز الحواجر وحلقات النار,من خلفه عشرات الشباب المصريين.

-عند القفزة الأخيرة من فوق جدار مرتفع,ترتطم قدما الشاب بقوة علي الأرض,وتكشف الكاميرا في تلك اللحظة عن وجهه,فنري نسخة من أوزوريس كأنما بعث للمرة الثانية وفوق رأسه يحلق الصقر وقد كبر هو الآخر في مهابة(يقوم بالدورين ممثل واحد),خلفه مباشرة يقفز بخيت ابن حتحور.

بخيت:كالعادة رقم 1حورس.

حورس:لأني اطمئن أن بخيت أخي في ظهري.

-يسلمان علي بعضهما في مودة وصداقة.

في الجهة الأخري من المعسكر إيزيس ونفتيس تشعان طاقة كشبابهما الأول,نفتيس في لباسها الحربي القديم كما رأيناه في أول مشهد لها,تدور علي رماة السهام تضبط لهم حركتهم واتجاهاتهم,وإيزيس تراقبها في إعجاب,وامتنان.

-تقف نفتيس بجوار أختها إيزيس,وتعطي أمرها بإطلاق السهام.

-مئات الأسهم تنطلق,بعضها يصيب والآخر يخيب.

-أبريس في جهة أخري يدرب الجنود علي السيف.

-حتحور تدور بالطعام والشراب علي الجنود,بحس أمومي عارم يحتوي كل الشباب.

قطع

م/59-خيمة القيادة-ن/د

-إيزيس علي رأس طاولة يجلس عليها حورس وأبريس ونفتيس وبخيت.

أبريس(مصعوقاً):التاج أيتها الملكة الأم...التاج من فوق رأس ست؟!

إيزيس أجل يا أبريس التاج,لن يحارب ولدي في معاركه القادمة دون تاج أبيه(بتأثر)لم أتمكن من استعادته في المرة الأخيرة(لحورس)فلتعدني أن تعد لي بتاج أبيك الذي يدنسه أخيه.

حورس(يقف):أعدك يا أمي.

-تخرج إيزيس وخلفها أبريس وبخيت إلي خارج الخيمة.

-يتبعهم حورس,توقفه خالته نفتيس ممسكة بذراعه.

نفتيس:لتخف وجهك إذا ما دخلت الجنوب.

قطع

م/60-طريق-ل/خ

-لقطة عامة لسبعة رجال يمشون في حذر نتعرف من بينهم علي أبريس وبخيت وفي مقدمتهم حورس.

م/61-قرية-ن/خ

-من وجهة نظر حورس مع موسيقي تصويرية:أعوان ست يطالبون بالضرائب في غلظة,إشارات بالأيدي من أحد المواطنين نفهم منها أنه لم يعد يمتلك شيئاً,يصفعه أعوان ست وينهالون عليه بالضرب أمام زوجته.

-في مكان آخر,يقف أحد أعوان ست وسط الأهالي وبجواره شخص عليه آثار التعذيب.

جندي ست:لأن هذا الرجل ما يزال يغني رغم أوامر سيدنا ست بتحريم الغناء فقد حق عليه العذاب.

-يمسكون بالرجل ويقطعون لسانه.

-يحاول حورس التدخل لكن أبريس يوقفه بيد من حديد.

م/62/قرية باهية-ل/خ

-أعوان حورس منتشرين في أرجاءالقرية يحرقونها,يضربون أهلها ويعتدون علي نسائها,الصراخ وصيحات الألم تملأ الأسماع,القائد إيكور قائد ست يدور بسيفه متغطرساً.

إيكور:هذا جزاء من لا يهدي المال للملك ست احتفالاً بعيد تنصيبه,لتكن هذه القرية مثلاً لكل معترض.

-يركع أمامه رجل عجوز.

العجوز:بحق السماوات السبع ليس عندنا ما يسد رمق أولادنا...فكف يدك عنا لا نملك شيئاً.

-يركل إيكور العجوز فيقع علي الأرض.

-باهية تركض ناحية حورس في فزع وخوف,بنت جميلة يتطاير شعرها الحريري خلفها,تتلاقي عينها المستنجدة بعينه الثائرة,من خلفها يظهر ثلاثة من جنود ست يضحكون في خبث,يلاحقونها للتعدي عليها.

-حورس ينفلت هذه المرة من قبضة أبريس القوية,يخرج سيفه من غمده وينقض علي الأول فيطعنه,عندها يتنبه الآخران فيتبارزان مع حورس في نفس الوقت,وبمهاراته القتالية يهزمهما.

-أثناء القتال ينحل لثام وجهه,يراه العجوز الذي ركله إيكور.

العجوز(صارخاً بدهشة ممزوجة بالفرح):أوزوريس.

-يتجمد كل شئ للحظة إلا ألسنة النيران المشتعلة,الكل توقف عما يفعل ناظراً ناحية العجوز وهو يشير إلي حورس,ينظرون إلي حورس.

أهل القرية:أوزوريس.

-يتقدمون ناحية الجنود بشجاعة مستمدة من رؤية أوزوريس عائداً ليجندل جنود ست.

-تعلو الدهشة وجه إيكور والجنود,عندما يرون الفرائس أصبحت مفترسات تحيط به,يفرون.

-ينظر أبريس لحورس نظرة:لقد انكشفنا.

قطع

م63/قصر ست-حجرة النوم-ل/د

-نونيا في حضن ست مستلقية في وداعة,زايلها القلق والهم القديم,ست يحيطها بذراعه,لقد مارسا الجنس للتو,ست رائق المزاج للغاية,نونيا تنظر له بإمعان,وهو مغمض العينين في استمتاع.

ست:تكلمي بما في قلبك.

نونيا:ماهي إلا فكرة غبية سيسخر منها سيدي.

ست:قولي.

نونيا:لقد أعدت لي كرامتي,وعالجت جراح كبريائي بعدما نبذني أبواي...ولم أعد أعرف كيف أعيش بدونك,فهل سيحل يوم ما تتركني فيه.

ست(مبتسماً):لا يمكنني ذلك,لقد وجدت فيك المرأة التي عشت طوال عمري أبحث عنها إن حرارة حبك تدفئ قلبي الذي يرتعد من الجليد في صدري.

-يقاطعة طرق عنيف علي الباب,يقفز ست من السرير ويلبث رداؤه بسرعة ويسرع ليفتح الباب,فيطالعه وجه قائده المذعور.

قطع

م64-قصر ست-ممر بين الغرف-ل/د

-ست يسرع في السير مرتدياً عباءته الملكية,خلفه قائده

قطع

م/65قصر ست-غرفة الكهانة-ل/د

-كاهن يجلس علي الأرض,يرسم علي الرمل صور وأشخاص بمهارة بدقة فائقة,ينصت إلي شئ ما خفي,يرفع رأسه في ذعر فنجده أعمي.

العراف:احذر صاحب العين الفقودة؟

ست(غير فاهم):صاحب العين المفقودة؟!...من هو صاحب العين المفقودة؟!

قطع

م/66-قرية باهية-ن/خ

-النيران كادت تنطفئ,القرية خراباً,نستمع إلي نداءات وتأوهات خافتة,الكل وجوههم مسودة من النار والدخان.

-حورس يقف وحيداً أمام الخراب متحسراً ومتألماً,بجواره أبريس وبخيت,أبريس يتطلع إلي الدمار والدماء من حوله.

أبريس:كان أباك رجلاً عظيماً,عالماً وشاعراً وملكاً عادلاً...لكن قلبه لم يستوعب الشر الموجود في العالم,لطالما ألححت عليه في إنشاء جيش يحمي البلاد,لكنه كان منهمكاً في إصلاحاته غير واع بالخطر,ولما قرر إنشاء جيش كان الأوان ولي.

بخيت:وهل كان يشبهه إلي الدرجة التي يظن العجائز أنه أوزوريس؟

أبريس:لقد ربيت حورس بيدي...لكن حتي الآن أراه أمامي أحياناً علي غير توقع فأجفل,إذ يخيل لي أنه أوزوريس عاد,أو إنني أنا من عدت بالزمن.

-حورس صامت في حالة حداد.

قطع

م/67-قرية باهيا-بجوار النيل-ن/خ

-باهية تغسل وجهها وشعرها في الماء,تستدير فتجد خلفها حورس يتأملها في إعجاب شديد.

حورس:هل تأذيت؟!

باهية(مبتسمة):سالمة بفضلك(تنحني)يا سيدنا وابن سيدنا.

-يتبادلان الابتسام.

قطع

م/68-قرية باهية-ل/د

-أساسات البيوت الجديدة بدأت تعلو,آثار الدمار اختفت.

-باهية وحورس يظهران متشابكي الأيدي,يقتربان من رفاق حورس المتأهبين للرحيل,تتمسك به باهيا لا تريده أن يرحل.

باهية(بسذاجة):فلتبق هنا وتصبح ملكاً علي قريتنا,إننا هنا نحبك فلماذا تذهب تسعي لمن يبغضونك.

-يبتسم الرجال من سذاجتها,لكن حورس ينظر لها باحترام وتوقير.

حورس:باهية إن منطقك قوي حقاً حتي ولو بدا ساذجاً...لكن ألف قرية تحتاجني ومكاني الحقيقي في قصر أبي,ولو دخلته ملكاً علي البلاد ستصبحين أنت ملكة علي قلبي.

-يقبلها حورس علي جبينها في عطف وينصرف مع رفاقه.

-تقف باهية وحيدة دامعة تلوح له وهو يبتعد.

باهية:سأنتظرك عودتك بالتاج.

قطع

م/69-طيبة-الشارع المؤدي إلي القصر-ن/خ

-حورس يمشي مع رفاقه علي وجهه اللثام لكن عينه تشي بانبهاره بالمباني العملاقة من حوله.

أبريس(هامساً):إنه ملك أبيك...ويجب أن يكون لك ولولدك من بعدك.

قطع

م/70-القصر الملكي-الساحة-ن/خ

-طوائف الشعب الموجودة في الاحتفال الكئيب بتنصيب ست,مختلفة عما رأيناه عليهم من ثراء وتنعم أيام جب وأوزوريس,إنهم مقهورون مهزولون,ملابسهم  خشنة وعيونهم تفيض من البؤس.

-ست يجلس في صدارة الاحتفال بجواره الوزير أبسوسي والقائد إيكور,خلفه كهنة من مختلفي الأجناس ذوي اللحي الطويلة.

-يدخل حورس ورفاقه من البوابة الضخمة.

-دون أن يشعر أحد يتفرقون ويعتلون الأشجار.

-ست يتقدم إلي الباحة مبتسماً متهئباً للحديث مع الشعب يحيط به حرسه.

-فجأة تنطلق عدة سهام تصيب الحرس,وفي نفس اللحظة ينطلق وسطهم حورس في نفس سرعة الأسهم,يخطف التاج من فوق رأس ست ويحاول إصابته لكن ست ببراعة يتجنب ضربته المصوبة علي عنقه.

-يقف حورس علي الأرض بثبات وسط دهشة الكل,يرفع لثامه,ويلبس التاج علي رأسه...أوزوريس يقف أمام ست متحدياً من جديد.

-يتراجع ست في رعب,يتعثر بإحدي جثث حرسه,وسط صيحات الشعب.

هتاف:أوزوريس.

-يسد ست أذنه في حنق وخوف,يندفع الجنود خلف حورس بقيادة إيكور خلفه,يتسلق حورس أحد تماثيل ست الضخمة بجوار السور ويخرج من القصر.

-نونيا تنظر إلي ست في فزع.

م/70حقل-ن/خ

-يسير حورس ورفاقه في طريقهم,نسمع صوت ضحكاتهم وهمهماتهم تتردد.

-تظر من بعيد سبع أفاعي بالغة الضخامة تزحف ببطء في اتجاههم,يتهيأ الرفاق للدفاع عن أنفسهم,بينما أبريس يتجمد من المفاجأة.

أبريس:تلك الأفاعي لا غالب لها.

-يبدو القلق علي وجه الرفاق.

بخيت:كيف؟

أبريس:لا يهزمها إلا من هزم في نفسه الخطايا السبع.

-حورس يبتسم متذكراً شيئاً ما.

فلاش باك

م/71منزل حتحور-ن/د

-حورس طفلاً يجلس أمام أمه إيزيس الواقفة أمامه تتلو عليه أساسيات تربيتها بصرامة.

ص.أبريس:الغرور

إيزيس:لست أفضل من أحد حتي ولو كان الظاهر عكس ذلك,فما في القلب لا يطلع عليه سوي الخالق.

ص.أبريس:الجشع.

إيزيس:لا تستولي علي ما عند غيرك بدون وجه حق,كي لا يرتد عليك ظلم ويحطمك.

ص.أبريس:الشهوة.

إيزيس:الجسد إن لم تتحكم فيه تحكم هو فيك وصرت عبداً لرغباته وفقدت إرادتك الحرة.

ص.أبريس:الحسد.

إيزيس:لا تحقد علي غيرك وتمني الخير للجميع يزداد لك الرزق والبركة.

ص.إبريس:الشراهة.

إيزيس:الشره كمن يشرب من البحر المالح لا يرتوي أبداً وعاجلاُ سيصيبه جنون الظمأ.

ص.أبريس:الغضب.

إيزيس:الغضب نار تأكل صاحبها فارحم نفسك منها,تنجو روحك ويستنير قلبك.

ص.أبريس:الكسل.

إيزيس:الكسول كالميت كلاهما خامد لا نفع فيه,فاخدم نفسك ومن حولك بكل قواك.

عودة إلي

م/72-الحقل-ن/خ

-الأفاعي تقترب أكثر في مواجهة الرفاق كلهم يتراجعون عدا حورس,ليس فيهم سواه من هزم نفسه,يثب بكل قوته,ويقطع رأس أول أفعي تتقدم منه البقية واحدة تلو الأخري,يقطع رؤوسهم جميعاً.

-يتقدم منه أبريس وهو محاط بالأفاعي الضخمة الميتة.

أبريس(فخوراً):ابن إيزيس حقاً.

م/73-قرية باهية-ن/خ

-حورس يجري في القرية مسروراً,يحمل التاج,يبحث عن باهيا.

-القرية تنظر له في جمود

العجوز(مازال مصراً علي أنه أوزوريس):سيدي أوزوريس لقد خطف أعوان ست باهية.

حورس(صارخاً في لوعة):اسمي حورس.

-ينطلق عائداً يحيط به الرفاق محاولين منعه بالقوة,لا يقدرون عليه ويسقطهم كلهم علي الأرض,ينفلت منهم بقوته الهائلة.

أبريس:اذهب وحدك فهذا ما يريده ست, وستخسر كل شئ,اصبر وستحظي بكل شئ.

-يقف حورس ويلتفت حوله فيجد العيون كلها مصوبة نحوه في رجاء.

-طلفة بريئة تلوح له في سعادة,تلويحة تشبه تلويحة باهية آخر مرة رآها فيها

قطع

م/74-دمنهور-ل/د

-حورس يقف وحيداً في الخلاء.

-إيزيس وأبريس يرقبانه من بعيد في حزن.

إيزيس:هل كانت تلك الفتاة جميلة؟

أبريس:جميلة جداً.

إيزيس:وما اسمها؟

أبريس:اسمها كصفتها...باهية

-إيزيس تنظر لابنها في قلق.

-الصقر يحوم فوق رأسه في توتر.

قطع

م/75-قصر ست-الساحةن/خ

-باهية في ساحة قصر ست تحت الشمس الحارقة مصفدة بالأغلال,شبه غائبة عن الوعي من التعب,الساحة مملتئة بالحرس المدججين بالسلاح

-نونيا تنظر إليها ن نافذة القصر بإشفاق.

-الوزير أسوسي يتقرب منها بعيون متحرشة.

الوزير:الشمس محرقة في ذلك الوقت من العام(يضع يده علي خصرها)يمكنني إعفائك من الوقوف تحتها...(يتقرب منها ويحتضنها باهية تحاول إبعاده عنها فلا تقوي من التعب)تعالي...

-يفاجأ بظهور نونيا.

نونيا:أيها الوزير أبسوسي,ابتعد عن الأسيرة.

أبسوسي(مدركاً أنها أصبحت تفوقه في السلطة):أمرك مطاع أيتها...أيتها الغالية(يقولها في مكر مشيراً لبيعها).

-يرحل أبسوسي,تقدم لها نونيا إبريق ماء تخطفه باهية منها وتتجرعه في لهفة.

-ينطلق سهم فيصيب الإبريق ويراق الماء علي الأرض.

-ست يحمل القوس في غضب,يرميه, بجانبه أبسوسي ينظر لنونيا بتشف وحقد,لقد ست أصبح مجنوناً من الخوف,وأبسوسي يستغل ذلك.

ست:أيتها العاهرة!أتعصين أمري(يلطمها من جديد)فيم عصيتي أيضاً؟(يلطمها)هل تتجسسين لحسابهم؟(يلطمها)أيها الكلاب سأقتلكم جميعاً(للحرس)قيدوها معها.

نونيا:لم أفعل ما يسوءك يا سيدي(يقيدها الحراس)كلا...سيدي ست,إنني نونيا لا يمكنك فعل ذلك بي.

-يسير ست مسرعاً غير عابئ بتوسلاتها.

-باهية تحتضن نونيا

قطع

م/76-نهر النيل-ن/خ

-طفل صغير يسير بجوار النهر خلف أمه,الطفل يقذف كرة في الهواء عالياً عدة مرات,الكرة تسقط في الماء,يجري الطفل خلفها بعفوية.

-يقترب من النيل فيري عشرات المراكب محملة بمئات من الأسر الجنوبية قادمة من بعيد.

الطفل(منادياً):أمي.

-تقترب الأم من الطفل,تفاجأ بالسفن,تحمل ابنها وتهرع إلي خارج الكادر.

قطع

م/77دمنهور أمام بيت حتحور-ن/خ

-حورس وإيزيس وحتحور وبخيت وأبريس ونفتيس يواجهون أعداد غفيرة من سكان الجنوب,الكاميرا تلتقط حتب وهو يثبت عينه علي حورس.

حورس:يا سكان الجنوب...يا من فررتم من بطش ست وجنونه,بيوتنا بيوتكم وخبزنا سنقتسمه سوياً مناصفة حتي ينزاح ست الجاثم فوق صدر البلاد...هذا بيتي...بيت أمي حتحور,شاركتني فيه أنا والملكة الأم وخالتي نفتيس ونحن لا نجد ما يظلنا من هجير الشمس,سيكون واحداً منكم ضيفي(مستدركاً مشيراً إلي حتحور)بعد إذن سيدة الدار الأولي(تومئ حتحور موافقة بابتسام)وكل بيت في دمنهور وفي الشمال كله يرحب بكم ضيوفاً حتي تعودوا لمنازلكم وقد ملكتم مصيركم.

-يبتسم حتب في خبث.

م78-المعسكر-ن/خ

-الشباب الجدد يتدربن والفتيات جالسات بجوار الجرار الممتلئة بالماء يثرثرن,إلا واحدة تجلس منعزلة سارحة.

-إيزيس تمر بينهن مبتسمة تلمح الفتاة الوحيدة فتقترب منها.

إيزيس:ما سبب جلوسك مهمومة هكذا يا ابنتي.

-تقف الفتاة وتنحني في توقير.

الفتاة:لقد فرغت للتو من ملء جرتي أيتها الملكة الأم.

إيزيس:لا أسألك عن عملك إنما عن سبب حزنك ووحدتك.

-تتردد الفتاة,إيزيس تنتظر إجابة سؤالها.

الفتاة:فتاتين يا سيدتي يحبسهما ست في القصر ويعذبهما بشدة,لا يبرحان مخيلتي,ويسببان لي الكدر كلما تذكرتهما,كنت أراهما كلما مررت علي القصر...هذا الرجل لا قلب له.

-إيزيس تتذكر باهية.

إيزيس:وما اسم الفتاتين؟

الفتاة:أحدهما اسمها نونيا وكانت عشيقة ست,أما الثانية ففتاة قروية اسمها باهية.

-علامات القلق تغزو وجه إيزيس.

إيزيس:اسمعي أيتها الفتاة...إياك...إياك...أن تتحدثي في هذا الموضوع مع أحد مرة أخري...اتفقنا؟

الفتاة(غير فاهمة لتغير إيزيس):أمرك يا سيدتي.

-ترحل عنها إيزيس.

قطع

م/79-منزل حتحور-ل/د

-علي المائدة الخشبية يجلس حورس وإيزيس وحتحور وبخيت,والساكن الجديد معهم حوتب,يأكلون الخبز والجبن,الكل يضحك عدا حورس وإيزيس,لقد تغير حورس منذ خطف باهية فأصبح يعلو وجه ملامح الإحباط والحزن.

حتب:هناك أيضاً نكتة أخري تروي في الجنوب,يقال أن أحد أعوان ست رأي رجلاً يسرق أحد المنازل فطارد الرجل وقبض عليه وهو يحمل المسروقات,فلما تبين له أنه أجنبي قال له لا تؤاخذني أيها المحترم,ظننت أنك أحد أولاد البلد.

-تبتسم حتحور أما بخيت فيضحك بشدة.

بخيت:كفي يا حوتب,ستقتلني ضحكاً بنكاتك يا رجل.

-ينهض حورس ويخرج من الباب تلاحقه نظرات حتب.

-يتوقف بخيت عن الضحك

قطع

م/80-منزل حتحور-ن/د,ن/خ

-لقطة عامة للمنزل من الخارج,الليل توغل,الهدوء يعم كل ماحوله.

-في الداخل حتحور تزيل بواقي الطعام ن علي المائدة,تلحظ خوذة حورس في أحد الأركان,حوتب غير موجود.

حتحور:بخيت,لقد نسي حورس خوذته,خذها والحق به.

بخيت(متكاسلاً):وفيم سيحتاجها الآن...علي حد علمي جيش ست لا يقف علي الباب.

حتحور:خذها وكفي ثرثرة,ليس من عادته أن يتركها هنا,يبدو أن شروده أصبح أكثر من اللازم.

بخيت(ممسكاً بالخوذة):لابد أنه عند الساقية.

-يخرج بخيت من المنزل,ويترك حتحور وحيدة,ويبدو علي وجهها انقباضة قلق,تهرع إلي الباب لكنها تتوقف أمامه عاجزة عن تفسير ما يعتريها من ألم.

قطع

م/81-الساقية-ل/د

-حورس يجلس وحيداً عند الساقية,يخايله طيف باهية أمامه,باهية تملك كل تفكيره وإحساسه لا يعي ما حوله.

-من بعيد نري حوتب كامناً وسط عيدان الذرة,يستعد لإطلاق سهم علي حورس.

حوتب(همساً):هدية من ست.

-يراه بخيت الذي دخل إلي الكادر باحثاً عن حورس,ينظر إلي اتجاه السهم فيجده موجهاً لحورس يهرع نحوه,ويقف أمامه ليفتديه,ينغرز سهم حوتب في قلبه,يقع في الأرض.

-يتقدم حوتب في غضب ويطلق عدة سهام في توتر,يتفادها حورس وتخيب في إصابته,يفر حوتب.

بخيت(في آخر أنفاسه):لقد قتلني حقا ابن الأفاعي لكن ليس بنكاته بل بسهامه...أوصيك بأمي حتحور.

-يموت بخيت,يأخذ حورس خوذته الملطخة بالدم من يده,يرتديها ويركض في الظلب خلف حوتب.

قطع

م/82-مكان بعيد في الحقل-ل/د

-حوتب يفر في فزع.

-حورس راقد محمر العينين من الغضب بين عيدان القصب.

-يمر حوتب بجوار حورس غير منتبه لمكانه,يطعنه حورس بالسيف في صدره فيموت علي الفور.

قطع

م/83-حجرة التحنيط-ن/خ

-حورس وأبريس يلفان الشاش الأبيض علي جسد حوتب,عندما يقترب حورس من وجهه تعلوه علامات الألم وهو مستمر في لف الوجه والرأس.

قطع

م/84-خارج حجرة التحنيط-ن/خ

-حتحور تجلس بالسواد علي الأرض بجوار إيزيس ونفتيس,تضرب يدها علي رأسها في طقوس العديد والحزن علي الميت.

-يخرج حورس وأبريس يحملان التابوت.

حتحور(في نغمة عديد):نصيبي من الدنيا انقضي

ولدي في التراب اختفي.

ولدي بيدي كنت أطعمك.

ولم يخطر لي أني إلي القبر يوماً سأحملك

-يبتعد التابوت بالتدريج حتي يختفي عند أول منعطف.

قطع

م/85-الساقية-ل/خ

-حورس يجلس في حزن واحباط,عينه مسهدة,وقد انتقلت عدواه إلي الصقر فهو أيضاً يقبع في خمود.

قطع

م/86-بيت حتحور-ن/د

-حتحور جالسة علي المائدة تبكي في صمت.

قطع

م/87-المعسكر-ن/خ

-الكل واجماً,التدريبات متوقفة,إيزيس في غاية الحزن والانزعاج.

جندي1:إن حورس لم يبرح الساقية منذ مقتل حوتب...إلي متي يدوم هذا الحال.

جندي2:يبدو أنه سيستمر للأبد,العديد ن الرجال قرروا الرحيل لم يعودوا يحتملون حياة الفراغ...لا فرصة لنا دون حورس.

قطع

م/88-قصر ست-ن/خ

-الحراس ذوي الملامح الأجنبية يقفون علي الأبراج والبوابة بكامل سلاحهم.

-تمر امرأة عجوز تحمل قفة بجوار السور تسير بتهالك.

العجوز(منادية بصوت واهن):معي ما يجعل الصبايا كالبدر في السماء,معي مساحيق ودهانات تجعل الخطاب يقفون طوابير حتي أرض سومر.

-من نافذة القصر نري خادمات ست يتجمعن في فضول,تتصدرهن سيا.

سيا:تعالي أيتها المرأة ادخلي.

حارس البوابة:هل جننتي يا سيا لقد منع الملك حورس أي شخص من الدخول إلي القصر!

سيا:ما هي إلا امرأة عجوز,كيف ستسبب اي ضرر(مازالت ملامح الحارس جامدة في تصميم,تضحك له سيا في غنج)عندما أجرب مساحيقها وعطورها انتظرني خلف شجرة الجميز عندما يحل الظلام,سأجيئك لتخبرني ما رأيك في بضاعتها.

-يبتسم الحارس في سرور ويفسح الطريق للعجوز وعينه معلقة علي سيا في رجاء.

قطع

م/89-قصر ست-الفناء-ن/خ

-تدخل العجوز إلي الفناء وتمر علي باهية ونونيا المسلسلتين في الساحة ممزقي الملابس في حالة مزرية,تنظر لهما في تمعن.

قطع

م/90-قصر ست-جناح الخادمات-ن/د

-البنات يتجمعن حول العجوز,يجربن عطورها ومساحيقها في سعادة,العجوز تنظر بتركيز إلي الفناء,ومن وجهة نظرها نري بوضوح نونيا وباهية المسلسلتين في الفناء.

قطع

م91-قصر ست-الفناء-ل/خ

-العجوز تخرج من سرداب سري في السور,تتحرك برشاقة وسرعة,تتسلل نحو الحارس بحذر,تضربه علي رأسه بحذع شجرة,يسقط علي الأرض.

-تستيقظ الفتاتان علي صوت الضربة والسقطة.

-من جيبه تخرج العجوز مفتاح قفل السلسلة,تفك قيود الفتاتين.

باهية:من أنتِ أيتها المرأة وكيف دخلت إلي هنا.

-العجوز تزيل ملامحها المزيفة وشعرها المستعار فنكتشف أنها إيزيس.

إيزيس:لا أحد يعرف مداخل قصري خيراً مني,هلما بسرعة قبل أن يفطن لوجودي الحرس.

-يعودون إلي السرداب السري الذي خرجت منه إيزيس.

قطع

م/92-الساقية-ن/خ

-حورس مهدم أكثر من السابق,يظهر له شبح أبيه أوزوريس,ينظر إليه حورس مشدوهاً.

حورس:أبي.

أوزوريس:ليس تماماً.

حورس:لا أفهم

أوزوريس:إذن تعترف أن هناك أشياء في هذا العالم تفهمها وأشياء لا تفهمها.

حورس:معلوم.

أوزوريس:فلماذا لا تتقبل الخسائر والفقد,كما تتقبل النجاح والإنحازات؟(حورس لا يجيب)سأخبرك لماذا,لأنك تري الحياة دون منعطفات,عبارة عن درب سالك لحلمك عليك أن تسير فيه لتحقق مبتغاك دون استعداد لتلقي الصدمات,فقدان الحبيبة والصديق أمر بشع لا ريب,لكن فقدانك لنفسك لهو أبشع الأشياء لي الإطلاق,المنعطفات تدير الرؤوس وتجعل الرؤية مضطربة لكنها ضرورية...من قال أن الطريق السالك هو الطريق المريح,الرجل لا تقاس صلابته إلا بقدرته علي اجتياز العوائق وتخطي الصدمات,إن الطرق السالكة للحمقي والكسالي وصدقني في النهاية لا تؤدي بهم إلي أي مكان.

حورس:لكن السماء تظلم والنهار يرحل والضوء ينكفئ إذا غاب عنا من نحب.

أوزوريس:إن طبيعة الأشياء أن تتغير كلها,شئ واحد فقط يمكنه أن يمنحنا البصيرة لنستعيدها من جديد(ينظر له حورس مستفهما)...الأمل(يمد ذراعه اليمني بجانبه مشيراً إلي شئ ما)

-ينظر حورس ناحية اليمين فيجد باهية تركض نحوه,خلفها أمه إيزيس ثم نونيا.

-تقفز باهية علي حورس يتلقاها بين ذراعيه غير مصدق,ينظر إلي الشبح فيجده اختفي.

قطع

م/93-قصر ست-ن/د

-في كافة أرجاء القصر يطارد حرس ست الخدم والخادمات جميعاً ويقتلونهم بالسيوف,من بينهم نري سيا تتلقي طعنة في بطنها فتتهاوي علي الأرض.

ست:اقتلوا الجميع,اقتلوا الخونة,اقتلوا من سمحوا باختراق قصري

قطع

م/94-نهر النيل-ن/خ

-مئات المراكب تسير علي وجه الماء حاملة جيش حورس كامل التسليح.

قطع

م/95-إحدي السفن-ن/خ

-بومة ست تقف أعلي الصاري.

قطع

م/96-أمام قصر ست-ن/خ

-ست وجنوده في تشكيل حربي,يتقدمون في مشية عسكرية.

قطع

م/97-ساحة المعركة-ن/خ

-نور الصباح يملأ السماء بلون بهيج,علي الأرض الوضع مختلف,جيشان متقابلان يفصلهما أمتار معدودة,حورس وبجواره أبريس يتقدمان الجيش المصري,بينما ست علي عرش ذهبي يرتدي حلة فاخرة من الذهب,يبتسم في ثقة,علي غير توقع في تلك اللحظة,يخرج من بين صفوف ست عدة نساء فاتنات في مخلتف الأعمار,لهن أجساد مغوية ويرتدين ملابس شفافة يرقصن ويتمايلن أمام جيش حورس.

-إيزيس ونفتيس ينظران لبعضهما نظرة:هذا غير معقول.

-النساء جميلات حقاً عيون جنود حورس وست اتفقا علي النظر لهن مسحورين.

-يخرج بينهن عدد من الغلمان الشقر المخنثين يحملون صناديق ذهبية وينثرون منها الذهب والفضة علي الأرض.

يتقدم القائد إيكور.

إيكور:كل هذا وأكثر لمن يتبع ست,ملك الأرض وجسر السماء.

-يخرج بعض ضعاف النفوس.

-يضحك ست بسرور بالغ.

إيكور:لقد جمعكم حورس للموت والدماء,وست يعرض عليكم الحياة والنعيم,ذهب حتي تغرقوا في العز,نساء حتي تستمتعوا بملذات الحياة,غلمان أيضاً لمن يشتهي,عطايا لا حد لها من كل لون واتجاه لأتباع مولانا ست المخلصين.

-يخرج عدد آخر ن جيش حورس.

-حورس ينظر لهم في غضب.

-ست يقهقه.

-إيزيس ونفتيس يتميزان من الغيظ.

-يشير حورس لحامل بوق الحرب بالنفخ فيه.

-ينطلق حورس وفوقه الصقر كالأسد علي فريسته بشجاعة أمام جيش ست الضخم.

-حورس وإبريس يقاتلان بشجاعة بالغة لكن السيل لا ينقطع,التراب والدم يلطخان الجميع.

-تنضم نفتيس إلي المعركة.

-يتبارز حورس وإيكور,ينجح إيكو في فقأ عين حورس بخنجره.

-يصرخ حورس من الألم لكنه يتماسك ويذبح إيكور.

ملحوظة:خط سير هذه المعركة والمعركة المقبلة متروك للمخرج يقدمهما برؤيته بعد الاستعانة بخبراء القتال والمعارك...علي شرط أن تكون ملحمية مصيرية تبرز قوة الطرفين.

قطع

م/98-ساحة المعركة-ن/خ

-بقايا النهار ترحل,آلاف الجثث مترامية علي الأرض...وليمة للغربان.

قطع

م/99-معسكر حورس-ل/خ

 

-الجنود بين جريح ومنهك,نونيا تطيب جراح الجنود وتسير بينهم بالماء مع الفتيات.

قطع

م/100-خيمة حورس-ل/د

-حورس ممدد من الأعياء,بجواره باهية باكية تضع قطعة قماش علي عينه,بجوارهما أبريس علي الأرض الجروح تغطي جسده ووجهه.

-تدخل إيزيس إلي الخيمة,نراها بظهرها تسير بثبات بالحركة البطيئة.

-تضع عصابة للعين مرسوم عليها رمز الأوجات(عين حورس كما نراها في النقوش المصرية القديمة.

-لقطة لحورس وقد ارتدي العصابة.

قطع

م101/أرض المعركة-ن/خ

-الكل منهك وينزف سواء في جيش حورس أو ست.

-حورس يتقدم صفوفه بصلابة تقاوم الألم,إيزيس ونفتيس يرقبانه.

حورس:لقد وعدكم ست بالذهب والنساء والمتعة الأبدية,وقاومتهم اغراءاته واخترتم دعوتي لكم للموت والنزيف...ربما سنموت اليوم لكن ذكرنا سيخلد للأبد,ذكري الرجال الذين نبذو كل شئ لأجل رفعة بلادهم,وتخليصها من الشرور,بعد آلاف الأعوام سيتردد ذكركم أيها الرجال الشجعان,ومن ينجو منكم اليوم,ربما يحمي بنفسه لأولاده وأحفاده عن من نزفوا وتألموا وفقدوا أطرافهم وعيونهم ليدرءوا خطر لم تشهد له الأرض من قبل مثيل...اليوم سنموت كالرجال وسنسلم أرواحنا بطيب خاطر .

-علي الجانب الآخر ست لا يسمع شيئاً,ولا يري حورس.

ست(منادياً إيزيس):قولي لابنك الذي  يزعم أنه ابن أخي أوزوريس أن يقفز يتقدم لحتفه...ولا تقلقي سيتوفر لنا الوقت الملائم لأمنحك غيره...أم أن الزمن جعل رحمك جافاً.

-يضحك جنوده.

-يغلي الدم في عروق حورس لإهانة أمه بهذه الطريقة.

-أعلي التبة المجاورة تتقدم الملكة عشتار بجوارها ابنها قدموس وقد أصبح رجلاً قوياً كما تنبأت إيزيس,من خلفهما يظهر قوات إضافية.

-تغوص ابتسامة ست,يفتح عينه علي اتساعها.

نفتيس(لإيزيس):جاءوا في موعدهم.

-تبتسم إيزيس.

-تهبط عشتار مع قواتها إلي أرض المعركة,تنحاز إلي جانب حورس,تلحظ نفتيس من بين قواتها حبيبها القديم كاتو,يبتسم لها كاتو في مودة,تلوح له في ترحاب.

إيزيس(لعشتار قاصدة ولدها قدموس):لقد أصبح شاباً قوياً بحق.

عشتار:بفضلك أيتها الملكة.

إيزيس:الآن ألقب بالملكة الأم مثلك...لقد تقدمنا كثيراً في السن.

عشتار:لكن عهدنا القديم لا تؤثر فيه السنون,عندما وردتني رسالتك جمعت ما قدرت عليه من رجال وسلاح وأبحرت علي الفور,إن شر ست لن يتوقف عند مصر فحسب بل لو تمكن سيمتد إلي كافة أنحاء العالم الذي نعرفه وسيخرب كل جميل عشنا من أجله.

-قدموس ينضم للمقدمة مع حورس وأبريس,يحيه حورس بسيفه,يرد عليه قدموس التحية.

-يهجم الثلاثة وخلفهم الجيش.

-المعركة قاسية القتال بكل شئ باليد والأسنان والعصي والحجارة,وكل ما من شأنه أن يسبب القتل والجراح.

-ست يتراجع بقواته إلي الخلف.

قطع

م/102-أمام قصر ست-ن/خ

-جيش حورس أمام الأسوار.

إيزيس(تحفزه):إلي عرش أبيك!

-يهجم بالرجال علي القصر.

قطع

م/103-قصر ست-ن/د

-المعركة انتقلت إلي الداخل,يدخل حورس ليجد ست في البهو يقاتل بشجاعة مجموعة من الجنود المصريين ويقتلهم وحده.

-يري ست حورس أمامه والعصابة علي عينيه فيفزع.

ست:صاحب العين المفقودة!

-مبارزة بين حورس وست,يفوز فيها حورس.

ست(لافظاً آخر أنفاسه,ناظراً إلي بعد آخر خفي كأنه يري شخصاً ما):أوزوريس!

قطع

م/104-قصر ست-ن/خ

-يخرج حورس حاملاً ست بيديه يسير به حتي يصل إلي ضفة النيل المجاورة للقصر وبقوة هائلة يلقيه في الماء.

-يجرفه التيار بينما نونيا تنظر له في جمود.

-بينما حورس يعود للمعركة يري جثة أبريس ملقاة مضرجة بالدماء مثخنة بالجراح وفي صدره حربة غليظة.

-ينحني عليها حورس,ينظر حوله للجثث الأخري وقد توقف القتال بعد موت ست,يقف ويطلق لدموعه الغزيرة عنانها.

قطع

م/105-سجن-ن/د

-العتمة تغطي الزنزانة,ينفتح الباب فنري النور يغمرها,نكتشف وجود الوزير سانتي وقد نحل جسده وتجعد وجهه,يؤذيه النور المفاجئ,يقترب من الباب فيتبين إيزيس واقفه يغمرها النور من الخارج.

سانتي:كنت في انتظارك.

قطع

م/106-القصر الملكي(قصر حورس)ن/د

-القصر لم يعد قصر ست,استعاد بريقه الأوزريري.

-حتحور علي حجرها طفل صغير ابن حورس,يدخل عليها حورس مبتسما.

حورس:هل أتعبك بخيت الصغير يا أماه.

حتحور:شقي مثل أبيه.

-إيزيس تدخل في صحبة باهية.

-يجلس الكل إلي المائدة العامرة بخيرات الطعام.

قطع

م/107-شارع القصر-ن/خ

-إيزيس تسير بين الشعب الذي عادت له الحياة والبحبوحة,الكل يحييها بإنحناءة أو تلويحة,وهي تقدر الجميع وتستجيب لهم كباراً وصغاراً,تقابل كاتو ونفتيس اللذين يبتسما لها تربت علي كتفيهما في عطف.

-تسير وحيدة أمام قرص الشمس إلي أن تتحول إلي ظل.

-يلاحقها الصقر بسرعة البرق.

-النهاية-