الجمعة، 17 مايو 2013

القول المحجوز في شرح قصيدة سيرة الأراجوز




القول المحجوز في شرح قصيدة سيرة الأراجوز
لا يحكي في التاريخ العربي سوي سير الأبطال والقادة ومشاهير التاريخ,نتابع بطولاتهم وحروبهم بعطش حارق لتلك النماذج,التي حفرت أسماءها بحروف خالدة في التاريخ-علي الأقل الرسمي والمتداول,نحب نحن بعد المديح في المكمل والصلاة علي النبي الزين,أن نعيش قصص الأبطال وفتوحات المقاتلين,لكن هل فكرت يوماً في الاستماع إلي سيرة الأراجوز؟

سيرة الأراجوز قصيدة تحولت إلي أغنية,القصيدة لخالد عبد القادر والأغنية لفرقة عمدان النور,وكعادة أي عمل فني حين يتحول من وسيلة إلي أخري,قام يحيي نديم وفرقته بعملية حذف وإبدال وتغيير في القصيدة,لكن عبقرية الأغنية أنها لم تشوه القصيدة بل حولتها لأنشودة وصفها البعض بأنها إدمان.

البحث عن وطن هو ما يجمع معظم أدباء هذا الجيل.نشر الديوان عام2007,زمن الإحباط المستمر للآن,رغم بارقة الثورة التي لمعت ولا يزال المحبطون رغم إحباطهم يحاولون المحافظة علي جذوتها,لو كتب كاتب كلام لا يفهمه القارئ بدعوي الحداثة والتفكيك,وما إلي ذلك من أستار يتداري ورائها,فاعلم أن الحالة الفكرية في زمنه حالة متردية إلي أقصي درجة ممكنة,وقد كان الأدب عموماً حتي فترة قريبة عبارة عن ألغاز لا يفهمها القارئ,فكان لابد من خوفه المغلف باحتقار واستهزاء أمام الثقافة ككل,قبل البعث الأخير علي يد روائيون كعلاء الأسواني ويوسف زيدان http://wwwmahmoudkadrycom.blogspot.com/2013/11/blog-post_20.html,وشعراء كمصطفي إبراهيم,وخالد عبد القادر... مهضوم الحق في الشهرة التي يستحقها.

في كواليس الحياة الأدبية توجد أسماء لم يقدر لها الشهرة والانتشار للآن,وخالد عبد القادر نموذجاً,ولو لم ينتشر عبر فريق عمدان النور التي روت سيرة أراجوزه,ربما ما سمع الكثيرون عنه.غيره الكثيرون...

يثور سؤال هام:لماذا تحظي الأغنية بإعجاب طاغ من الشباب؟
قد يجيب سؤال عن السؤال:وهل ليس فيهم من لم تعبر عنه كلمات مثل:
حبنى الشارع وحبيته
عض قلبى الليل وعضيته
خضنى الأنسان وخضيته
لما بان من وشه عفاريته
**
عدى فيا القمح سمرنى
عدى فيا الفجر صبرنى
عدى فيا الحزن غيرنى
عدى فيا العمر كبرنى
**
خدنى م اللفة لمريلتى
خدنى م التسنين لحصلتى
خدنى من مدرستى ع الجامعة
خدنى م الترعة على الاسفلت
أليس فيهم من لم يعاتب صديقه أو ربما ذاته قائلاً:
 
مر انا يا صاحبى لو دوقتنى
جيت اقول الآه ما صدقتنى
يطرح ايه الملح غير مالح
يطلع ايه م الجرح غير مجروح
 
خالد عبد القادر في الديوان طفل لم يكبر,أو رجل ندم علي كونه لم يعد طفلاً,يحاول أن يستعيد براءته وذكرياته لكن الحزن في لسانه دوماً:
حزن يا بقال ورا الجامع هات بنص ريال عسل فى الكوز
د
ه اللى كان عيل بقى شاعر واللى كان ضاحك بقى أراجوز
 
هل يجلدك الطفل بداخلك أم تحاول أنت قتل الطفل؟
وببساطة طفل أيضاً,يشرح ما يحبه في الوطن والناس دون زعيق أو "أفورة" كلاسيكية:
و احب الناس
و احب البيت على البيت يبات مسنود
و احب الشارع
رافع ..كفه للضلمة بضي عمود
و احب القهوة و المترو
و احب المشي عالكورنيش
و احب النيل و لو مرضيش
يشرّبني و قالي مفيش
و احب بنات شبابيكي
و اقول بالعامي و الفصحى
" باموت فيكي "
يا سهرانة كما قمرات بيتغنوا
و احب الشعر
و خصوصا صراخ دنقل
كلام درويش
و احب منير.. غناه
" قلب الوطن مجروح , و حدوتة
سيرة الأراجوز,ملحمة تستحق أن تروي,رغم الكثير من الكلام المحجوز من الشاعر والقارئ,فكما تعلم العالم مسرح,والإنسان دوره معروف!

هناك 5 تعليقات: