الاثنين، 8 أبريل 2019

أهو ده اللي صار...كلمة من القلب


أهو ده اللي صار...كلمة من القلب
أردت الكتابة بموضوعية نقدية عن هذا العمل,فلم أتمكن.قلبي يتململ يود الحديث,مشحون بكل المشاعرالجميلة التي تلقاها من هذا المسلسل,مبتهج كما تكون البهجة بالفن المصري ولمعانه الذي كاد يخبو وسط هذه التشوهات الزاعقة ليل نهار,فرحان بعبد الرحيم كمال وحاتم وطاقم الممثلين الذين أبكوني وأضحكوني وجسدوا أدواراً لن أنساها,واستعادوا روح مصر في مائة عام مضت كاشفة لنا عن مائة عام قادمة!
بين قصة حب يوسف ونادرة ويوسف وسلمي,أنساني هذا العمل ما ألاقيه في حياتي اليومية مما يلاقيه الناس من الكدر والإخفاق,العجز وسوء التقدير,وكل ما يعتريهم ويعتريني من مشكلات شخصية وعامة,ليلاً أخلو مع حالي خيراً كان أو شراً,وأتتبع بحب هذه القصة التي أحيت من جديد تاريخ الأسكندرية,ومع انتهاء الحلقة الأخيرة أصبح مسلسل  "أهو ده اللي صار"عندي كرباعية  لورانس داريل عن الأسكندرية ورواية ميرامار لنجيب محفوظ وقصائد كفافيس,وغيرها من الأعمال العظيمة التي استلهمت"مدينة الله العظمي"كما سميت الأسكندرية في زمنها المجيد.
هل أقول أنه واحد من أهم الأعمال الدرامية التي أنتجت في مصر؟
هل أقول أن مثل هذه الفكرة ألحت عليّ لحكي تاريخ مدينتي دمنهور المتجذرة في تاريخ الحضارة وفكر الإنسانية,لكني لن أصيغها مثل عبد الرحيم كمال ولو كنت حاولت مائة مرة؟
هل أقول أن روبي وسوسن بدر لو أن  لبلادنا مكانة اليوم في الفن العالمي ويهتم بنا الغرب كما نهتم نحن به,لكانتا وصلتا للأوسكار في يوم ما؟
هل أقول أن محمد فراج لم  أكن أتوقع منه كثيراً قبل أن يصبح "علي بحر",والآن صرت أضرب  كفاً بكف... وأين كان علي  بحر من زمن؟...
هل أقول أن  أحمد داوود و علي الطيب وأروي جودة وهشام إسماعيل وغيرهم من فناني هذا العمل,منحوا لي لحظات فنية صافية لم أعرفها سوي مع الأعمال الفنية الكبري في تاريخ السينما والتليفزيون؟
نعم أقول بلا حساب للتقييمات والكلام الكثير عن النص والإخراج والتعقيدات النقدية,التي سأنبذها منذ اليوم وأترك لقلبي دوماً حرية الحديث عما يعجبني بلا تحفظ...فالجمال في هذا الدنيا نادر...وأمثال هذه الأعمال المحملة بالهم المصري  والمزينة بحرفنة وعبقرية الفنان المصري...(نادرة الوجود)!
وفي النهاية...أتمني أن يصبح هذا العمل فاتحة خير علي الفن المصري,وأن يكسر صوم طويل مفروض علينا,حرمنا من متعة وحلاوة فنون أهل مصر الراقية...وأن يحكي لنا عبد الرحيم كمال حكايات أخري تسمو بنا لدنيا الشعور واللذة الروحية,وتغسل عنا نصب الأيام وانكسار الأحلام  فياضة بالحب"شجرة الخلد والملك الذي  لا يبلي".




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق