الخميس، 25 نوفمبر 2021

iread تكرم نفسها

 في الشهور الأخيرة وصلتني أكثر من دعوة للذهاب إلي القاهرة،بعد فوزي بمسابقات أدبية شاركت فيها،ولم يتملكني الحماس الكافي لترك دمنهور والسفر نحو العاصمة،رغم لوم المحيطين بي بدا لي أن حورس الساكن عندنا يتشبث بي ويمنعني من ركوب الطريق،حتي جاءتني دعوة من مبادرةiread-لاحظ توازي الاسم مع المستحدثات العصرية-،فاشتعل الحماس الخامد بداخلي فجأة،فأنا من اشد المعجبين بتلك المبادرة منذ ظهورها لأول مرة،فالأجيال الحالية للأسف لم يتم تكوينها علميا وثقافيا فأصبح الحال كما نلمسه اليوم،فلم تعرف أساتذة كأحمد لطفي السيد أو طه حسين أو سهير القلماوي أو حسين فوزي،وغيرهم من عشرات الأسماء اللامعة في عالم الثقافة في القرن العشرين أو مجلات أدبية كالرسالة أو المجلة الجديدة لصاحبها سلامة موسي أحد أساتذة نجيب محفوظ الذي استظلت iread باسمه هذا العام  ،فكان ظهور تلك المبادرة بمثابة واحة تمتد ظلالها علي عين ماء عذبة وسط هجير التصحر الثقافي.

ومع أني لأول مرة في حياتي أدخل إلي دار الأوبرا المصرية،لكن مع اول خطوة للداخل شعرت إني في بيتي،لا أعرف هل السبب في ذلك الإحساس معمار المبني المريح للقلب والروح،أم الحفاوة والابتسامات التي قابلتني منذ دخولي،أم الورد الذي منحته لي إحدي الموظفات الودودات بعدما سألتني لماذا لا أحمل وردة،فغابت وعادت باثنتين واحدة لي والأخري لمرافقي،ليتني اعرف اسمها فاوجه لها الشكر علي تلك اللمسة الجميلة.

شيرين راشد وأحمد مراد شريكا النجاح الذي لمسته بنفسي،يمتازان باللطف الشديد،رغم أن الكلمات التي تبادلتها معهما لم تتعد السلامات والتبريكات،شعرت بحضورهما الإيجابي من نظرة العين ونبرة الصوت،الأصدق من أي كلمات،وأعتقد أنهما الوحيدان القادران علي جمع تلك النخبة الثقافية والفنية في مكان واحد،إن حلم شيرين راشد بمجتمع يقرأ يتفتح كل يوم بفضل سعيها الدءوب وعملها المتواصل،أما أحمد مراد رأيته يدور قبل الحفل علي الجميع بنشاط بالغ وأدب جم،لقنني شخصيا درس هام كم أتمني الاستفادة منه،اختصاره أن الضغوط ليست مبررا لقلة الذوق والمشاغل لا تعني العنطزة وكسر الخواطر،راقبته دونا عن الموجودين،فأنا أحمل له إعجابا من أول صفحة في فيرتيجو روايته الأولي.

أحلم أن نري في الأعوام القادمة ذلك المشروع وقد تفرع منه عشرات الأنشطة علي مدار العام،أقول ذلك وكلي ثقة في القائمين عليه،لم يحك لي أحدهم بل شاهدت بعيني الانضباط والإدارة،وقد تمثلا في السريان الهادئ لذلك الوقت اللطيف الذي قضيته بين جدران دار الأوبرا المصرية،واجهتنا الثقافية المشرفة أمام العالم،وأن يستمر ذلك الثنائي الناجح في البحث عن الكنز الكامن في ثروتنا البشرية الساكنة في وادي النيل،فما يقدمانه عمل جليل سيقدره التاريخ يوم يلتفت لعصرنا المضطرب....فما شاهدته يوم ٢٣نوفمبر كان تكريما يخص iread نفسها بقدر ما كان تكريما لمبدعي مصر،الذين أتشرف بكوني أحد قرائهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق