السبت، 14 مارس 2015

آلام الحسين...

آلام الحسين

"يا حسين...!!!"
هكذا أهتف من أعماق قلبي المكلوم,ووجهي محتقن بالدم والدموع تسيل علي وجنتي,ومرار حلقي يصل إلي طرف لساني مع ألم نفسي رهيب يستعدي نحو الجسد,وأشعر بظمأ شديد للماء وبحد السيف علي رقبتي يستعد لذبحي...تقمص وجداني كامل يأتيني كلما قرأت أحداث استشهاد الإمام المرتجي ابن بنت النبي فاطمة الزهراء وابن ابن عمه علي الإمام المرتضي علي كل آل بيت النبي السلام.
بدعوي الحد من المد الشيعي يُعتم علي الحسين وسيرة الحسين وثورة الحسين من خطب الخطباء ووعظ الواعظين,ولو أحيا الناس ذكري استشهاده المؤلم يتم حبسهم؛لأنهم بذلك ينشرون المد الشيعي كما تذكر الأخبار,يمنعون نص مسرحي شعري عظيم"ثأر الله(الحسين ثائراً وشهيداً)" من العرض, أجمل ما كتب عبد الرحمن الشرقاوي صاحب رواية الأرض التي حولها سيناريو حسن فؤاد وكاميرا يوسف شاهين لعلامة سينمائية خالدة وأداء الفنانين الصادق ,خاصة في مشهد النهاية الشهير المرمز برسائل لا محل لها في هذا الموضع,لا وجود له في الرواية لكن محمد أبو سويلم كان حسينياً فيه لما تلبس الممثل العظيم محمود المليجي بدفاعه عن أرضه وحقه وحياته وأهله ضد القوة الغاشمة لدولة مستبدة,الحقيقة أن نموذج الحسين منذ يزيد الفاجر إلي اليوم,نموذج يخيف كل طاغية وكل مستبد,يستبعدونه ما استطاعوا إلي ذلك سبيلاً,لماذا؟نزار قباني يعرف أحد الأسباب... حين مات عبد الناصر استعاد ذكري الحسين وهو يرثيه"فتاريخنا كله محنة وأيامنا كلها كربلاء"تاريخنا كل علي خط الخلفاء الأمويين في الفساد السياسي والمالي,لكن ليس لنا سوي حسين واحد فقط,في التاريخ الإسلامي,تلك الروح التي اقتبس منها الثائر العظيم تشي جيفارا فكان هو الآخر حسينياً آمن بما آمن به الحسين وسار علي دربه في مواجهة الطغيان,كان شجاعاً نقياً مثله,يحمل قلب طفل مثله وأحلام لا حد لها فاقتدي به مثالاً ورمزاً للثورة علي الظلم فقال " على جميع ثوار العالم الاقتداء بتلك الثورة العارمة التي قادها الزعيم الصلب، الحسين العظيم، والسير على نهجها لدحر زعماء الشر والاطاحة برؤوسهم العفنة".وهذا سبب آخر من أسباب التعتيم الممنهج في الدول العربية علي شخصية الحسين,فما أكثر رءوس الشر العفنة فيها,التي تدرك جيداً أن نهايتها في أمثال الحسين فتحاشوا سيرته الطاهرة ووجدوا في قول ابن فلان وأبو علان ما يثبت عروشهم وطغيانهم فجعلوهم هم الإسلام وما دروا   لجهلههم أو دروا لفجرهم أن الإسلام لم يفقد معناه وشوّه مبناه وسقط تاجه إلا بأقوال فقهاء السلاطين ووعاظ الرؤساء,وأصبح أداة رخيصة من أدوات السياسة النجسة...وإنا لله وإنا إليه راجعون!
كأن آل البيت الكرام حكراً علي الشيعة دون السنة!كأن تكريم أبناء الزهراء والاقتداء بهما ضد نهج النبي!كأن مدح الحسين وإحياء ذكره تهمة,والحديث رواه مسلم بنصه:" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله و عترتى اهل بيتي"عن زيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري,وصححه الألباني أيضاً!!!ألا بعداً لمن يريد تفريق الأمة في أهم ما يقربها حب النبي وآل بيت النبي,الذين قاسوا من بعده ما تشيب منه الرءوس,قتل الرضيع وذبح الرجال وسبي النساء وتعطيش الحلوق وتخويف القلوب وخيانة العهود....أاأ
يا الله من أين أجئ بقلب يسع كل هذا المرار للكلام عن قتل الحسين...يا الله كيف أصدق ما حدث...كيف أستعيد ذكري موت حفيد حبيبك محمد لأجل أن يتأمر الفاجر,وبيد ملاعين ليوم الدين...يا الله من أين آتي بقوة تعينني علي استعادة سبي السيدات: زينب وسكينة وفاطمة, وذلهن علي يد بن زياد...آه لو كنت ممن يستمرأون ترديد اللعنات؛لكنت أرحت قلبي,مع ذلك لا محيص من قولها مرة واحدة...لعائن الله علي قتلة الحسين والذين مثلوا بجسده والذين أذلوا نساء بيته آل بيت النبي هم ومن والاهم ومن دافع عنهم ومن مهد لهم لعناً لا تمحيه الأيام بل تزيده رسوخاً,لأن أحفاد هؤلاء لا زالوا من يوم كربلاء لليوم هم السادة,بينما الحسين وشيعته الصادقة المحبة -لا شيعته التي تلعن أصحاب النبي وتطعن فيهن وفي زوجاته وفي القرآن نفسه,بل في الألوهية نفسها وتنسبها لغير الله!-لا مكان لهم في دنيا الله التي أفسدها أشباه يزيد وحاشية يزيد...وآسف يا مولاي أني لا أملك إلا الدموع واللعنات... والله إني أحبك وأحب من يحبك,راجياً أن يصيبني بعضاً من قول الرسول:" حسين مني وأنا من حسين,أحب الله من أحب حسيناً".حتي لو لم يكن قال النبي هذا القول,ما نقص من حبي لك يا ابن الزهراء ذرة.

مدد يا حسين لاستعادة ذكراك العظيمة واستشهادك المثال...!
مدد يا حسين ولو كره ولاة يزيد والسائرين علي دربه في كل جيل  أخذ المدد منك أيها الشجاع الكريم,مدد يا حسين علي كل ظالم متجبر,وغني مبذر سرق مال المسلمين,وشرطي جلف يعبد سيده الغتصب الظلوم...مدد يا حسين بعدد رمال صحراء كربلاء التي شهدت قتلك بيد اللعين شمر لدنيا يكسبها تحت قيادة عمر بن سعد...سعد من؟سعد بن أبي وقاص!!!ليصير علي الري والياً برأسك الشريف...ألا بئس المسعي,ويا تعس المآل!!!
مدد مدد...مدد يا مدد!
خيوط الفتنة تمتد من ناحية التعصب القبلي المعروف عند العرب إلي صراع هاشم وأمية ابنا عبد مناف علي السيادة في مكة, سيفز بها هاشم ثم يخرج أمية إلي الشام مغاضباً...ستمضي السنون وتتوالد الأجيال وسيصير قاعدة الأمويين الشام يواجهون الهاشميين في قاعدتهم الحجازية في الفتنة وما بعدها....عبد المطلب أثناء الصراع علي السيادة المكية أعاد دين الحنيفية للصدارة ليكون ظهيراً له في الصراع,في إرهاص بالنزوع الديني في بني هاشم و بأهمية الدين في حكم العرب,وتأكيداً علي قول ابن خلدون "  إن العرب لا يحصل لهم الملك إلاَّ بصبغة دينية من نبوَةٍ أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة، والسبب في ذلك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض، للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة، فقلما تجتمع أهواؤهم، فإذا كان الدين بالنبوة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم فسهل انقيادهم واجتماعهم وذلك بما يشملهم من الدين المذهب للغلظة والأنفة، الوازع عن التحاسد والتنافس فإذا كان فيهم النبي أو الولي الذي يبعثهم على القيام بأمر الله يذهب منهم مذمومات الأخلاق ويأخذهم بمحمودها ويؤلف كلمتهم لإِظهار الحق تم إجتماعهم وحصل لهم الملك والتغلب        "ومع ظهور الإسلام وإطاحته بكل الرءوس وتمكين الله للنبي تُكبح جماح القبائلية لحد كبير,لكنها تنفجر يوم وفاته في حادث السقيفة وأزمة سعد بن عبادة وتخفت في خلافة الصديق والفاروق؛لتعود مرة أخري في الفترة الأخيرة من حكم عثمان,وتصل لذروتها في قتل حفيد أبي سفيان بن أمية لحفيد محمد بن هاشم الصراع,طبعاً الأزمة أعمق من ذلك وأرفع من صراع قبلي,لكن التلميح له يضئ خلفية من خلفيات استشهاد الحسين عليه السلام...
يلخص المقريزي هذا الصراع في نقله لبيتين من الشعر:
عبد شمس قد أضرمت لبني هاشم حربا يشيب منها الوليد    فابن حربٍ للمصطفى وابن هند لعلــــيٍ وللحســـــين يزيــــــد
فكانت عاشوراء...وكانت كربلاء...
في طريق الإمام علي لصفين يقف أمام رقعة من الأرض ويسأل عنها فيقال إنها كربلاء,يبكي وهو يقول:"هنا محط رحالهم ومهراق دمائهم"...رأي ببصيرته ما ستؤول له الأمور التي جاهد لتغيير خط مسارها,بيد أنه شعر أن أمر الله نافذ من فوق سمائه,وأن موتهم واستشهادهم هو وآل وأهله في سبيل الحق قدرهم لا مفر...
بعد عشرين عاماً وفي العاشر من محرم ينزل الحسين بكربلاء...يا لكرب وبلاء آل بيت النبي...يا لجريمة فظيعة في حق أبناء النبي...يا لطمع وجشع في الدنيا والملك حصد رقاب خير رجال الخير علي يد أقذر رجال الباطل...يا لبطون وفروج وشهوات تسلطت علي القلوب حتي أعمتها وجعلتها تقتل ابن بنت نبيها وهي تهتف"الله أكبر"...يا لعجز الكلمات أمام صرخات ابن الحسين الرضيع وهو يبكي طالباً الماء,فيرفعه لأعدائه لعلهم يرحموا الطفل فيأتيه سهم فيموت بين يديه....هذا زمان ومكان قتل الحسين بن الزهراء بنت النبي...,لابد أنه حين نزله في غرة محرم تحت ضغط الحر بن يزيد بأمر من ابن الدعي بن زياد استرجع قول أبيه وهو معه يومئذ يسمعه"هنا محط رحالهم,ومهراق دمائهم"والله لأكون في شيعته أنصره وأموت دونه خير لي من الدنيا كلها...يالها من لحظة استشعروها من كانوا معه..لحظة "الحق"وما أضيع الحق في كل زمان,ويالخيبة من عرفه وتغافل عنه ويالمصيبة من عداه...
أطبق الأوغاد علي الأسد مصيدتهم...ما خرج لطلب الدنيا,ولا جاهد من أجل سلطة,وإنما ورث عن أبيه هم الأمة,وجدها في قبضة "يزيد القرود"التافه الغر ,الذي كاد جده لجد الحسين ولم يسلم هو ولا ابنه معاوية إلا عند فتح مكة فكانا من المؤلفة قلوبهم,وتشتهر الأخبار الكاذبة أن معاوية أحد كتبة الوحي!!!يزيد الذي سيستبيح الحرم ويقصف الكعبة ويقول:" لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل"
آه...هاشم بعد مرور العقود تلو العقود ما زال يؤرق أحفاد أمية...العصبية مازالت تحكم النفوس....
وجدها بين يدي طغمة من الطامعين الذين ملأت الدنيا قلوبهم وطردوا دين الله من قلوب الناس بالرشوة والفساد والتخويف والقتل,فنهض مع أهله وأصحابه مولياً وجهه لله وللحقيقة,تخلي عنه الناس وخذله الكوفيون كما خذلوا أبيه من قبل,كان يمضي لموته وهو عارف أنه سيموت,أجل...كان يسعي لموت يحيي في النفوس معني الحياة وقيمة الإنسان,قيمته في إثبات ذاته في وجه السيف والمال,لو بايع أو هادن أو صمت,لكان عاش سنوات معدودة,وسيذوق كأس سيشرب منها كل ذي فم ولسان,ويصبح اسماً لا في طيات الأسماء,لكنه قام قومة تليق بابن علي وحفيد النبي,قام كإنسان أولاً,إنسان رأي الظلم يتسيد والظلام يعم والدين ينهار,والناس يستصرخون من الظلم ومكان النبي وأصحابه يدنسه شخص كيزيد مهد له أبوه الإمارة بالغدر والظلم وبنقض العهود وبأعذار هي عليه قبل أن تكون له,فانتفض كثائر عظيم,لم يثنه خيانة من وعدوه ولا هرب من ناصروه ولا قتل مبعوثيه,بل سعي نحو الموت ليرفع عن الأمة الغمة,عرف أن موته هو حياة للإنسان,موت ستظل الشعوب والثقافات والأديان من بعده تتخذه رمزاً ومثالاً للتأمل في عظمة الإنسان حين يصبح كالملائكة,يحتقر الدنيا ويسير نحو الموت علي رأس اثنين وسبعين شخصاً هم كل ما تبقي أمام أربعة آلاف محارب,من علي رأسهم أصبحوا مثالاً لسقوط الإنسان في الدرك الأسفل من جحيم المنافع المادية الذي يظنه جنة أرضية لغبائه وجهله,أين معاوية وابنه؟انقطعت ذريتهما وذكرهما ولم يخلف أحد من أبناء معاوية يزيد حتي انتهاء الدولة الأموية؟أين رءوس قتلة الحسين؟قيض الله لها المختار الثقفي ليصطادهم في سلسلة اغتيالات انتقاماً لدم الحسين المراق في كربلاء رافعاً شعار"يا لثارات الحسين"...وأين الحسين؟في قلوب محبي الحق وعارفي قدر الرجال ليوم الدين.

في لقاء تليفزيوني جميل يثير الأسي علي حال الثقافة المصرية اليوم,ويسبب كراهية شديدة ولعنات متوالية علي من أفسدوها بجهلهم وهرائهم واجترائهم علي الكتابة,حتي أعلن أحد المتمحكين في الأدب نفسه إلهاً للسرد,ولا حول ولا قوة إلا بالله,ميز العظيم طه حسين محمود أمين العالم من بين جلساؤه من الشباب بأنه قارئ جيد علي عكس الآخرين غير المتعمقين في القراءة!!!! فبدا علي أمين العالم سعادة وسرور من فاز بوسام أو منح جائزة غالية,الحق أنه منح ما هو أكبر من ذلك,شهادة بالجدية والثقافة من رجل الثقافة والجدية,قبل سنوات وتحديداً عام 1944 أعطي طه حسين شاباً آخر وقتها بدا في اللقاء المشار إليه كهلاً شهادة بأنه "أول فيلسوف مصري",عن رسالته حول الموت والزمان الوجودي أيام ما كانت الجامعة المصرية بها رسائل يسبقها تعليم ممتاز أخرج لنا عباقرة وقبل أن تصبح"حمار خانة"مملوءة بالحمير السوائم والأميين الجهلة,هذا الفيلسوف هو عبد الرحمن بدوي مترجم كتاب"أحزاب المعارضة السياسية في صدر الإسلام"ليوليوس فلهوزن الذي يقدمه بدوي بأنه"سيد مؤرخي الإسلام بين المستشرقين".
يدين التراث العربي والإسلامي للمستشرقين بأكثر مما كان ينبغي أن يدين به,وبأكثر مما تظهره النظرة السطحية, من المنطقي أن نقول في التكنولوجيا والتقنية التي لا علاقة لنا إلا مستهلكين جهلة بطرق ابتكارها وحتي تشغيلها!!"الخواجة لم يترك لنا شيئاً نفعله"لكن من العار أن نترك تاريخاً ننتمي إليه وثقافة نعرفها في يد غريب مع احترامنا لعلمه وقدرته لكن في الأول والآخر نحن أولي,ذلك طبعاً ينطبق علي أصولنا الحضارية القديمة التي أصبحت غريبة عنا!!!
 الاستشراق جهاز معرفي عظيم يستخدم أحدث الأدوات البحثية والمناهج العلمية لاستخلاص حضارة العرب في كل المجالات,منهم من استشرق بهدف حب الشرق وشغف بحضارته وروحه,ومنهم من استشرق بدافع الاستعمار الذكي الذي درس الدول التي سيحتلها وبالفعل ترك فيها أثراً ثقافياً بارزاً,بعد رحيله,وكالعادة أخذت مجموعة تعمل بهدف التحقيق والتوثيق والفهم والشرح,ومجموعة لم تهتم كثيراً غير بالطعن والازدراء والتطاول علي الدين والنبي,عبد الرحمن بدوي وقف مدافعاً عظيماً ومحامياً شجاعاً أمام طعنات المستشرقين علي النبي وعلي القرآن في موقف صادق من علامة فيلسوف.
في هذا الكتاب فقرة عن الحسين يوردها فلهوزن تستدعي وقفة أمام طعن في شخصية الحسين,أو بالأحري فهمه للرواية التي تحكي عن واقعة قتل الحسين-وويل ثم ويل للمؤرخين من الروايات-يقول:
1-".....ما كان مثله إلا كمثل آنية من الفخار اصطدمت بحديد هو عبيد الله" قد يكون هذا الوصف يصلح لأعرابي قابل أعرابي آخر في الصحراء يوم كربلاء وسأله عن نبأ الحسين فيقول مثل هذا المعني,أما مستشرق كلفهوزن يقول ذلك بداية القرن العشرين,فهو سقوط لمعني دروس التاريخ وانهيار لفلسفته,الحسين رجل المبادئ الأخلاق لم ينضم إليه إلا من كان مثله,مكن القدر مسلم بن عقيل رسوله إلي الكوفة مرتين من بن زياد ولم يفتك به في منزل بن هانئ غيلة ولا هاجمه لما حاصر قصره,في الأولي لأنه ترفع عن أن يهجم عليه من خلف ستار والثانية لأنه لم يجئ مقاتلاً وإنما رسولاً,ثم تكون نهايته ونهاية بن عروة علي يد بن الدعي,تلك هي أخلاق أصحاب الحسين لم يفتنوا الناس بالمال أو بالخوف أو بالمطامع وإنما جمعوا قلوبهم بحب الحسين وآل بيت النبي,من الناحية السياسية الحسين كان فاشلاً بمقاييس فلهوزن ومقاييس السياسة الميكافيللية الناجحة بصورة مفزعة مهما اختلفت الأزمان والرجال,لم يكن ميكافيللياً ولا نفعياً؛في مجتمع بحث فيه عن  غايته بكل وسيلة...رجل المبادئ ضرب أمثلة تسحق بن زياد ومليون مثله,مازال ذكره وأتباعه ومحبوه يملأون الأرض بالملايين وممجدوه في كل الثقافات كثر أمثال غاندي وديكينز وغيرهما من  العقول العظيمة,اسأل أحد اليوم عن بن زياد,إما لا يعرفه أو يعرفه ويلعنه وقل لأي ذي عقل"الحسين"وانظر كيف ستكون ردة فعله,بن زياد الذي قال عن الحسين يوماً"الكذاب ابن الكذاب"قُبر في باطن الأرض تشيعه اللعنات,بينما الحسين ممجد ذكره في الأرض تتنازع الدول والأقطار في إثبات وجود رأسه التي قطعها الشقي الوغد شمر تقرباً ليزيد!
آنية الفخار الحقيقية هي كلامه الذي يتمكن أي طفل قرأ سيرة الحسين من الرد عليه!
2"لقد المضي الحسين كما مضي المسيح في طريق مرسوم,ليضع ملكوت الدنيا تحت الأقدام"جسد الحسين مع المسيح أوزير,كان كالمسيح في ازدراؤه للدنيا واحتقاره لرخصها,أدرك هو ومن معه ببصيرتهم قول القرآن"فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"ضحي بحياته لينفع الناس ويحييهم,لكل واحد في الدنيا صليبه الخاص بالمعني المعنوي,يتألم عليه,صليب الحسين وآلامه لم يكونا لذنب اقترفه ولا لجريرة جناها,صليب الحسين كصليب المسيح في العقيدة المسيحية لخلاص الغير بالتضحية بالنفس,وكان كأوزير في تحالف قوي الشر عليه وتقطيع جسده,ست خالد بخلود اوزير وحور لم يمت من يوم الصراع الكبير معهما,مازالوا يعودون في كل جيل بوجوه مختلفة يحمل فريق راية ست وفريق راية أوزير...الطريق المرسوم هو السعي للفداء ووضع الدنيا حيث تنتمي...تحت الأقدام.
3"ومد يده كالطفل ليأخذ القمر,ادعي اعرض الدعاوي لكنه لم يبذل شيئاً في تحقيق أدناها,بل ترك الآخرين أن يعملوا من أجله كل شئ,وفي الواقع لم يكن أحد يوليه الثقة,إنما قدم القوم رءوسهم يائسين,لم يكن يصطدم بأول مقاومة حتي انهار,فأراد الانسحاب لكن ذلك كان متأخراً فاكتفي بأن راح ينظر لأنصاره وهم يقتلون من أجله,وأبقي علي نفسه حتي اللحظة الأخيرة........"مد يده كالطفل ليأخذ القمر في سياق تشير للبراءة والابتعاد عن تدنيس النفس بالحيل,لكن هنا يشير للسذاجة وعدم فهم الدنيا وآليات الاستحواذ عليها,والفقرة أصلاً لا تستحق الرد عليها وربما كان عند أبي مخنف الراوي الذي يعتمد عليه فلهوزن وغيره الدلائل المباشرة التي تغنينا عن الخوض في تفكير لا منطقي يقلب الحقائق ويجعل من الموجب سالب!!قد يوصف بأنه حاقد علي الحسين أو كاره له ويريد تحطيم المعاني الحسينية,وهذا مفهوم,لكن لا نستبعد أن تكون الفكرة الغربية التي أسسها نيتشه وهو ألماني كفلهوزن عن تمجيد القوة وازدراء الضعف والحط من شأن المسيح لأنه ضعيف مصلوب لا حول له,وهذا ضرر علي الحضارة الغربية وعلي الإنسان عموماً في رأي ذهنية جبارة كنيتشه,ربما قد تأثر بها فلهوزن في رأيه عن المسيح بل وربما يكون هذا هو سبب مقارنته بالمسيح مع اتهامه له بالضعف أيضاً.
لو أراد الإنسان الجمال سيجده لدي المرأة,أجمل ما خلق الله في دنياه,ولو أراد الصدق ليتجه نحو الفن,الفن هو القادر علي إجلاء ما في النفوس من مكبوت ومختف كما فعل هاملت المعذب الخالد مع عمه...وتلك تنويعة من تنويعات حور وأوزير!
ربما قراءة نقدية سريعة علي أمل أن يتح لنا الزمان قراءة متأنية لمسرحية ثأر الله تكشف لنا عن شخصية الحسين كما صاغها الشرقاوي,أفضل من أي بحث تاريخي كأبحاث فلهوزن!
منعت المسرحية من العرض ومازلت لليوم تسبب مشكلات مع (الكهنوت!) الأزهري,الذي لم يكتف بتدمير عقول المنتسبين له بمناهج تثير الغثيان,بل تعدي عقول وأرواح من هم بخارجه وتسبب في عرقلة المسرحية بدعوي أن فيها تهجم علي معاوية ويزيد!!!! حرم المشاهدين من رؤية الفنان عبد الله غيث وهو يتألق في دور الحسين حيث أشاد به كل من شاهده في البروفات وراهبة الفن أمينة رزق في دور السيدة زينب,وما أجمل أدائها الحواري بالفصحي علي المسرح وكم سيكون أجمل مع أبيات الشرقاوي,طبعاً الحسين ليس في معادلة شيوخ السلطان وهو السبب الرئيسي في ظني للوقوف في وجه المسرحية,وربما قال المعممون-ليس الذين لا يعرفون عن وظائف الدماغ إلا أنها أداة للبس العمامة بل القسم الآخر ممن اتخذوا العمامة وسيلة لغاية دنيوية!-"هل نعرض لهم مسرحية من لحم ودم في تفاعل بين الممثل والجمهور مؤثر,فيخرج الناس من قاعة العرض يطالبون بسقوط الحاكم كما شاهدوا الحسين يفعل,فلنعطهم درساً عن عذاب القبر أو عن الحور العين أو زواج الجن من الإنس!أو أي أمور أسطورية ونقول لهم أن ذلك هو الدين ومن ينكر المعلوم منه كافر!ولنمنع عنهم سيرة الحسين"هذا لسان حالهم الذي أوردنا المهالك وجعلنا عبرة للأمم!علي الأقل لابد أن يتم تسجيلها إذاعياً لتضاف لتراث عظيم من المسرح في إذاعة البرنامج الثقافي,ومع الأسف لن نجد ممثلاً يتقمص دور الحسين ولا ممثلة تقنعنا بزينب,مؤخراً أرادوا لليلي علوي تجسيد دور السيدة زينب ولمحمد رياض تجسيد الحسين,انتهي عصر الممثلين العظام وضاعت الفرصة!!إلا لو ظهر فناناً عظيماً لتجسيد الحسين وفنانة عظيمة لتجسيد زينب,ليلي علوي ممثلة مُقنعة,لكن لها أدوارها الفنية الخاصة التي تجيد أدائها وارتبطت بها في أذهان الجمهور,ليس في صالحها الخروج منها وإلا لن تلاقي النجاح وستصطدم بالفشل الفني.
يبدأ المنظر الأول في أحد طرقات المدينة تتقاطع عنده عدة طرق وتشرف عليه الدور الزمان ليلاً,يقطع السكون دخول رجال بالمشاعل,يهتفون"زال الطاغية المتكبر","سقط الدجال الأكبر"هلك الفرعون المتجبر
مات معاوية يا قوم
فالحرية منذ اليوم أبشر يا بشر إذن أبشر
نعرف أن الرجلين اللذين يتحدثان هما بشر وسعيد أحد أصحاب الحسين,السكينة الكاذبة قطعها موت معاوية وإعلان الفرحة بموته,هذا مما اعترض عليه شيوخ معاوية ومحبي معاوية,ولمن لا يعرف من هو معاوية فليرجع للتاريخ,وينجو من لعنة تقديس ما ليس بمقدس ويهرب من مسميات تخيف كـ"صحابي"ألم يصحب عبد الله بن السرح النبي بل وكلفه بكتابة وحيه فكذب علي الله وعلي نبيه وكتب من عنده ما كتب حتي كشفه النبي وطلب أن يكون ممن لا يعصمهم منه عاصم يوم فتح مكة,ألم نعرف أن عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية,وكان قاتله هو معاوية وفئته الباغية,معاوية شارب الخمر ومغير قسمة الله في الغنائم والمتهم بقتل الحسن ولاعن علي وقاتل حجر بن عدي يستكبرون وصفه بالطاغية المتكبر-طبعاً الاعتراض علي وصفه بالفرعون محفوظ,فذلك مدح لمن يفهم أخلاقيات وحضارة مصر القديمة-يرفضون وصفه بالدجال وهو من لعب الألاعيب ودجل علي الناس لتولية يزيد وهو أدري الناس بيزيد,معاوية الذي طلب إبعاد أبي ذر لأنه سأله من أين لك هذا فلو كان قصره من ماله فهو إسراف ولو كان من مال المسلمين فهو جريمة,يحبون هم معاوية علي حساب علي الذي كان وهو خليفة يركب حماراً ليشارك رعيته آلامهم,الزاهد العادل لأن ملوكهم ورؤسائهم يتبعون نهج معاوية,ستار من الدين وخلفه فليتاجرون في الآثار كما كان يتاجر معاوية بتماثيل بوذا,والاستيلاء علي المال العام بلا رادع كما فعل,لا هذا الكلام عن طغيانه وتكبره في لمز لسادتهم فلنمنعهم ولنكسب عندهم واحدة!الحسين نفسه وصفه لابن الزبير حين استداعهما الوالي فجأة بالطاغية لما حدس أن سبب استدعائهم هلاك معاوية.
يدور الحوار الشعري مع "أسد"ممثل حزب البراجماتية المتخفية تحت غطاء من أخلاقي عن وجوب طاعة الولي وحقن دماء المسلمين؛لأن مكاسبه تتهدد بسقوط سيده,ثم يظهر وحشي قاتل كأنه يمهد لحدوث جريمة أخري لحبيب آخر من آل محمد,وهو ينعي نفسه وقدره الذي وضعه في العبودية ولم يكن لها خلاص سوي قتل حمزة,من الناحية الإنسانية يثير الشفقة وخاصة بعد تطهيره من جريمته بعذاب وآلام ولعنات وكراهية أحاطت به ثم يترك المسرح وهو يتساءل في لوم وأسي"لماذا لا يعذب مثلما عذبت من والي ابن هند؟"وينتهي المشهد والأصوات تهتف "لا بيعة إلا للحسين"
مشهد افتتاحي يضعنا في ذروة الحدث,ويعطينا فكرة عن الاتجاهات السياسية بين مؤيد للحسين ومعارض له,بين من اتبع الشهوات بمنطقهم المريض وجبنهم المخجل وهرائهم الحقير,ومن والي الحق بلا رغبة إلا الحق,لأن قلبه لم يمت ومازال به أمل للمثال والعمل الجاد لصناعة حكم رشيد كحكم أبيه,الحسين يهددهم لو أصبح هو الخليفة,سيعطي لكل ذي حق حقه,ومن الناس من لا يستحقون إلا الشفقة والله ليس لفقرهم المالي,وإنما لفقرهم الأخلاقي,تسيدوا علي الناس,ولو تركوا الحسين وما يريد سيضيف لفقرهم الأخلاقي فقرهم المالي,ويطيح بغناهم الذي اكتسبوه من غير وجه وحق,ويعطيه للأمة التي سرق مالها واقتيد رجالها كعبيد في ضيعة كبيرة ختمت بختم ملك بني أمية,عدا طبعاً بلا شك الخليفة الخامس العادل حفيد الفاروق عمر بن عبد العزيز.
المنظر الثاني في قصر الوليد بن عتبة والي المدينة ومعه مروان بن الحكم وأصوات بيعة الحسين مازالت تتردد في الخلفية,وفيه الأبيات الشهيرة المزلزلة عن الكلمة وقبل إلقاء الحسين لأبياته نري ترحيب وحب عامة الشعب للحسين بن الزهراء وكراهية مروان بن الحكم له ودعوته الوليد لقتل الحسين وطبعاً يرفض الوليد ونجيه الله من ذنب عظيم,يريد بن الحكم من الحسين كلمة واحدة يبايع بها يزيد,يا لعقول متخلفة تريد أن يبايع الحسين يزيد,وما أدراكم من يزيد!!!!!!!!الملقب في أحد ألقابه التي يطلقها عليه عارفي سيرته السوداء فضلاً عن قتله حفيد النبي وسبي حريمه بأداة حقيرة شقية جعلها واليه ويده في الأمر بـ"الفاجر"!يريد بن الحكم من ابن النبي أن يقول"بايعت","آه... ما أيسرها إن هي إلا كلمة",ينتفض عليه السلام وهو يقول بعظمة الفاهم وتقي العالم وثقافة المسلم التي اكتسبها من علي "مدينة العلم": كبرت كلمة
وهل البيعة إلا كلمة
وما دين المرء سوى كلمة
وما شرف الله سوى كلمة"
أمثال هؤلاء لا يفقهون من الحكمة شيئاً,لم يفهم مروان معاني الحسين فهو رجل يقال لأمثال اليوم"عملي"في لهجة مدح,يقول للحسين في غلظة"فقل الكلمة واذهب عنا"أجل كلامك يا مولانا يؤذيه ويضيع وقته الثمين في حبك المؤامرات وتمهيد الأمور ليزيد وقروده لتتملك بغير حق.يحاول الحسين إفهامه وإفهام الناس معه بقوله"أتعرف ما معنى الكلمة
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو كلمه
الكلمة لو تعرف حرمه زاد مذخور
الكلمة نور ..
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبي وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة .
عيسى ما كان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم ..
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسؤولية
إن الرجل هو كلمة
 شرف الله هو الكلمة"
ليس عجباً إذان اعتبار مؤسس المسرح المصري توفيق الحكيم أنها أعظم ما كتب للمسرح المصري,هذه المعاني لا تخرج إلا من مصري حفيد لإيمحوتب أول شخصية موسوعية و حكيم  يظهر في العالم,هذا كلام ابن حورجدف الحكيم ولقمان الحكيم المصري المذكور في القرآن هذا كلام سلالة أمينموبي الحكيم الفرعوني الذي اقتبس عنه اليهود التوراة وصاغوا علي هديه أمثالهم وحكمهم...هذا من يقدر علي التعبير الفني عن الحسين,ومصر كانت حاضنة أهل البيت وحب أهل مصر لهم لليوم وللأبد لا يعبرون عنه بالدموع والدعوات والتبرك بهم وبهديهم ,ويعبر عن لسان حالهم الشيخ صالح الجعفري الأزهري المصري ومن سلالة النبي عبر الحسين عن طريق زين العابدين علي بن الحسين بعد نجاته من مذبحة كربلاء وهو صبي مريض بفضل عمته السيدة زينب واستعدادها للتضحية بحياتها في قصر اللعين بن الدعي عبيد الله؛ليكون هو الابن الوحيد الباقي لأبيه الحسين!  بقوله في مطلع قصيدة "رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحب فيكم يرضي نبينا"
في المنظر الثالث يأخذنا الشرقاوي لآخر أيام حسين في المدينة يختمها بعادته في مؤونة الفقير والبر بأهل الحاجات ويدور حوار ويختتم بقرار خروجه إلي مكة في حمي الكعبة...كان ما زال يري فيهم خيراً,ويعتقد بتعظيمهم حرمات الله!!!!!!
في الرابع أمام قبر الرسول تظهر السيدة زينب لأول مرة,وتبدو في حبها له كأم تصغره وليس فقط أخت,ويخبرها برؤية رآها تشير لاستشهاده,أجل كان يعلم ويعلم من حوله أنه ذاهب لحتفه ولطالما حذره بن عباس وتمني يوم كربلاء لو فعل بنصيحته وترك نساؤه لكيلا يتألموا معه ويشهدوا مصرعه,وجري خلفه في الطريق عبد الله بن عمر وقال"استودعك الله من شهيد",وحذره أصحاب النبي من الخروج لأهل العراق!وينتهي كما انتهي الفصل الثاني بقول الحسين"الله يفعل ما يريد"

وصل في المنظر الخامس الحسين لمكة ونحن الآن في بيته مع جاريته ريحانة,وفيها نري رفق الحسين بجاريته واعتبارها كابنته"...فأنت لدينا كسكينة" وتكاد الجارية التي فضلت العبودية علي الحرية مادامت بجوار الحسين تطير من الفرحة لما تري غيرة سكينة,يخبره ابن جعفر عن اجراءات يزيد ووعوده بجائزة مالية طائلة لمن يأتي بالحسين ويحاول أن يقنعه بالمهادنة حتي تمر العاصفة وليفعل بعدها مايشاء,يصف الحسين نفسه بالطفل!لكن ليس كطفل فلهوزن يعتبره الشرقاوي ولكن طفل الحقيقة"آه ما أهون دنياكم علي طفل الحقيقة" وهي عبارة يصعب تقبلها من أدعياء الميكافيللية والقوة الغاشمة القاسية,خاصة أن فلهوزن يعتبر الحسين وأصحابه  من الأحزاب السياسية كما جاء في تسمية كتابه,وبالتالي ومن تلك الناحية كانوا فعلاً أطفالاً أنقياء ضحوا بأنفسهم من أجل الحصول علي قمر الحقيقة وليس ليتهشموا بضعفهم الطفولي علي حديد بن زياد... وحتي هنا نقف في المسرحية عند مقارنة طفل فلهوزن بطفل الحسين.
تدور بعدها الأحداث المتوالية من خيانات وتضحيات وأبطال وجبناء وطماعين وشرفاء حتي يبتدئ انتصار الشر واضحاً,ويقضي الله أمراً مفعولاً,وتبدأ سيرة الأحداث التي ترتبط مع مسرحية أخري بعد تقسيم الشرقاوي لها جزأين"الحسين ثائراً"...ربما نكملها ونربطها بجزئها الثاني في فسحة يفسحها لنا الزمان قريباً ونستعيد مرة أخري آلام الحسين وذكري استشهاده لعلها توقظ فينا ما أراد احياؤه بموته....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق