الاثنين، 15 أغسطس 2022

ختم القلب الكبير

 

ختم القلب الكبير

في عتمة الليل وسكونه المريح,تشرق في قلبه شمس الطموح,في الغد سيقوم بعمله العظيم المرتجي,ومع بياض النهار وجلبته تنطفئ كلسان شمعة أخرسته الظلمات,حتي نبت في ذهنه خاطر وقال لنفسه"لن أكون قائداً يصول في الميدان بمهابة,ولا عالماً يتواصل مع أسرار الكون,ويقول للاحتباس الحراري تمهل قليلاً,وليس بيني وبين المال عمار فأغدو من أباطرة المال وأوزع الوظائف علي المتعطلين,ما أنا إلا إنسان عادي وأقل من العادي وسأحوم في تلك الحدود,حينها تراءي له ما كان محجوباً.

لاحظ أن ابنة حارس العقار ترتدي حذاء مهترئاً,لايقيها برد الشتاء وأوحاله,فاشتري لقدميها الصغيرتين حذاء جديداً,فضحكت بسرور وصفقت بيدها بسعادة طفلة في السابعة,وركضت بثقة وأمل نحو الطريق.

جاره الذي يلقي عليه كل يوم سلاماً مقتضباً,اقترب منه وشد علي يديه مبسماً,فمضي الرجل فخوراً-وكان يحترمه-وبدلاً من أن يضيع وقته عند حلول المساء في كلام الإنترنت الفارغ,اتصل بأخيه الذي لم يحادثه منذ فترة,فشعرا سوياً أن الزمن لم يمر,وفي البارحة كانا يلعبان بالكرة أمام مدخل الدار.

هبط من المنزل حاملاً بعض مدخراته ليضعها في صندوق معدني مخصص لمرضي السرطان عليه صورة طفل يحارب المرض والعلاج الكيمائي معاً,وخيل له أن الطفل يبادله العطف والامتنان.

وعندما حل الليل من جديد كان قلبه مغسولاً,وقالت له نفسه التي تخففت من أوزارها فلم تأمره هذه المرة بالسوء"ما يهمك في الطموح والعظمة اللذين يداعبان غرورك المقموع,ألا يكفيك تبديد سواد قلبك لتري ذاتك في مرآة الإنسانية"

منذ ذلك الوقت يفيض به الشجن والحنان,فيطبع كل ليلة دمعة علي المخدة...ختم القلب الكبير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق