الأربعاء، 25 أبريل 2018

رواية كشهقة الموت هي


يستقي سعيد نوح روايته"كلما رأيت بنتاً حلوة أقول يا سعاد"من شهقة الموت الأخيرة التي قد تخرج الروح بعدها بسنوات,فالتجربة التي عايشها صاغها في عمل روائي ينضح بحفيف أجنجة عزرائيل تُسمع بين طيات الرواية أسفاً علي وجود الإنسان في الحياة قبل أن تأسف علي موته,كم  هو رخيص الإنسان وسهل اقتناصه بمدفع الموت الحاصد لما لا عدد له من الأرواح البشرية,بعضها يقترب من الملائكة كسعاد والكثير منها لم يخرجوا من همجيتهم الشيطانية.
هذه الرواية جرح نازف لا تطبيب له سوي الكتابة ففي التذكار ما يسلي الروح عن حرمانها,فيستعيد الرواي الحكاية من أولها,ويكتب سيرة الفقد والفقيدة,بشخصية رئيسية تموت فتظهر شهادات من عايشوها؛لأن ما يتركه الإنسان العادي في هذه الحياة ليس إلا ذكري,فأنا وأنت لن نظهر في كتب التاريخ ولا النشرات الإخبارية,غير الأسرة والمعارف لن يذكرنا أحد,وكل من عرف سعاد كلهم يحبونها بدءً من أبيها وأمها لزملائها في العمل,حتي هويدا مشاعرها رمادية,رغم غيرتها لا تقدر علي كراهيتها بل وتحولها بعد وفاتها إلي شخصية صوفية تطلب منها المدد.
"كلما رأيت بنتاً حلوة أقول يا سعاد"مرثية طويلة لمآل الإنسان في الحياة,نص منسوج بمرارة المعايشة المباشرة مع الموت الذي يظل علي الدوام"لا يوجع الموتي,الموت يوجع الأحياء".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق