الجمعة، 30 سبتمبر 2022

رؤية

 

                         رؤية

Logline:يلتقي الزوجان السابقان حسام ورحمة, لأول مرة عقب الطلاق,أثناء اليوم الأول المحدد لرؤية الصغير,فهل ستنجح الطفلة أمل في لم شمل الأسرة من جديد؟

 

 

 

 

 

 

 

 

م/1          منزل رحمة(حجرة النوم)          ن/د

 

-الحجرة خافتة الإضاءة,رحمة(30عاماً) مستلقية بجوار ابنتها أمل ذات العشر سنوات,لقد استيقظت منذ فنرة لكنها لم تقم من السرير بعد,تتأمل وجه أمل في حسرة.

-تدخل أم رحمة إلي الحجرة,فتغلق رحمة عينيها متصنعة النوم,تنظر في رثاء لابنتها وحفيدتها النائمتين,تفتح باب الشرفة فيدخل الضوء وصوت أحد الابتهالات تنبعث من أحد الأماكن القريبة...إنه يوم الجمعة بخصوصيته.

الأم:رحمة...اصحي يلا عشان تلبسي البنت.

تفتح رحمة عينيهافيؤلمها الضوء,تلكز أمل برفق

رحمة:اصحي يا أمل

-الطفلة تتململ تريد النوم

رحمة:اصحي...انتي مش كنتي عايزة تشوفي بابا؟!

-بمجرد أن تسمع أمل كلمة(بابا)تستيقظ بسرعة متلهفة.

أمل(باشتياق وسعادة):بابا.

-تتأثر الأم ورحمة برد فعل الطفلة.

الأم:يا عيني عليكي يابنتي...صغيرة علي الهم ده كله,منهم لله...عشان أمه وأخته ينبسطوا!1

رحمة(بألم):خلاص ياماماأبوس إيدك...أنا تعبت من الكلام ده.

-تخرج من الحجرة محبطة,أمل تنظر في توجس

الأم(لأمل):يلا انتي كمان يا أختي خشي الحمام وتعالي عشان أسرحلك شعرك.

قطع

 

 

 

 

 

 

م/2           أحد المساجد(خطبة الجمعة)          ن/د

-حسام يجلس وسط المصلين مستنداً علي أحد الأعمدة.

الخطيب:أسر تفككت وبيوت خُربت بسبب داء ينهش هذا المجتمع وظاهرة ارتبطت بهذا العصر اسمها الطلاق,لقد أصبح أبغض الحلال عند الله هو الأقرب للساننا والطاغي علي واقعنا,الكثير من البيوت مسها هذا الجرح,فتمتلئ المحاكم بالمتخاصمين,من كانوا بالأمس السند لبعضهم والأمان لبعضهم...ويضيع الأبناء بسقوط أهم مؤسسة مجتمعية ألا وهي الأسرة وبسقوطها يتزعزع أركان المجتمع,وتبدأ الكوارث في الظهور...فاتقوا الله في بيوتكم واتقوا الله في فلذات أكبادكم,فإن لم يكن العيش مستحيلاً مع زوجتك,وأصررت علي الطلاق فستسأل عن نعمة كانت بين يديك وأمانة تعلقت في عنقك...ووقانا الله شر خيانة الأمانة وجحود النعمة.

-يطرق حسام إلي الأرض مفكراً مهموماً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م/3          منزل حسام(الصالون)          ن/د

-حسام يستعد للخروج,يرتدي حذاؤه,أمه واقفة خلفه الانطباع الأول عنها أنها متسلطة ومسيطرة علي ابنها.

الأم:لما تشوفها ولا تعبرها...تاخد بنتك ومالكش دعوة بيها.خلي بنت مديحة تعرف إنها ولا حاجة.

حسام(غاضباً):كلمة كمان وهاتنازل عن الرؤية كلها عشان ترتاحي.

-يفتح الباب وينزل علي السلم وسط دهشة الأم.

الأم(تضرب علي صدرها):داهية لتكون البت عملت له عمل وقلبته علياَ!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م/4          بوابة النادي          ن/خ

-تدخل رحمة في صحبة ابنتها.

حارس الأمن:الكارنيه يا أفندم؟

رحمة:رؤية.

-يشير لها الحارس بالدخول.

رحمة:أمضي فين؟

حارس الأمن:شايفه حضرتك السور ده(يشير بيده)المكتب آخره عاليمين.

-تومئ له رحمة,تتقدم وهي تنظر حولها,إنها أول مرة تدخل فيها ذلك النادي,أمل سعيدة بالفسحة ورؤية والدها.

أمل:هو احنا هانيجي هنا كل يوم؟

رحمة:لأ يوم الجمعة بس عشان تشوفي بابا زي مافهمتك.

قطع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م/5          المكتب              ن/خ

-المكتب أمام حجرة مغلقة,نري عليه عدة دفاتر خلفه اثنان من الموظفين وفرد أمن,الزحام شديد,نماذج متعددة من حالات الطلاق,رحمة تقف وسط الزحام وتشاهد:

-طفل قعيد شديد الضعف يرتدي نظارة طبية,يجلس علي كرسي متحرك خلف أمه,الشمس مسلطة عليه يرفع يده بضعف ليتقيها.

-صبي في الخامسة عشر يرفض الذهاب لوالده.

الأب:ياابني ده أنا أبوك مش عدوك!!

-شاب وقح يندس في الزحام,ينظر إلي رحمة باشتهاء.

الشاب(لرحمة بصفاقة ولزاجة):ده مين المغفل اللي يطلق العسل ده...ده انتي لو قاتلة لي قتيل عمري ما أسيبك يا عمري!

قطع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م/6               داخل سيارة جورج        ن/د

-حسام جالس في سيارة جورج يوجد صليب معلق علي المرآة,يقتربان من النادي.

جورج:يا حسام راجعوا نفسكم ياابني البيوت بيحصل فيها ياما,واللي اتكسر يتصلح ده أبوك اللي يرحمه كان علي طول يقول"مفيش خيانة مفيش طلاق",وعايز أقولك حاجة بقي وأعلي علي أبوك حتي لو كان فيه خيانة فوجود أطفال يخلي الواحد يفكر مليون مرة.

حسام:الكلام حلو يا جورج بس الفعل حاجة تانية.

-ينظر له جورج بيأس.

جورج:لو هاتطلع مني تقيلة فأنا زي أخوك...سيبك من أمك اللي مسخناك,بنتك هي مستقبلك وحياتك...وانت حر يا ابني.

-حسام ساهماً,السيارة تركن بجوار سور النادي.

قطع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م/7          بوابة النادي          ن/خ

-يدخل حسام حاملاً علبة هدايا,يستوقفه حارس الأمن.

حارس الأمن:الكارنيه ياباشا.

حسام:رؤية.

-يشير له حارس الأمن بالدخول.

حسام:أمضي فين؟

قطع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م/8            كشك حارس الأمن         ن/د

يدخل حارس الأمن علي زميله.

حارس الأمن:لما كل دول متطلقين أومال مين اللي متجوز في البلد؟

زميله:ربنا يسترها,ده الراجل لو يعرف الكلمة دي بتوصل لإيه عمره ما كان نطقها,ده الطلاق ده بداية المشاكل مش نهايتها

قطع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م/9          المكتب          ن/خ

-الزحام مايزال شديداً وإن تغير الواقفون.

-رجل يتعارك مع شقيق طليقته,الرجل ينزف من أنفه وولد وبنت توأم يبكيان بين أبيهما وخالهما,الواقفون وفرد الأمن يحولان بينهما.

الرجل:عيلة قذرة!أنا هاوديك في داهية.

الشقيق:قذرة عشان ادت بنتها لواحد زيك!

-يشتبكان من جديد,يحاول الناس التخليص بينهما.

-رجل أمام حسام في الطابور يستدير له.

الرجل:فين اللي هايموتوا عالجواز ييجوا يشوفوا المستقبل.

حسام:نصيب...كله نصيب.

قطع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م/10           التراس          ن/خ

-حسام يبحث بعينيه عن أمل-وربما عن رحمة!-يراهما جالستان,يقترب منهما,تراه أمل فتجري اتجاهه.

أمل(علي لحن الأغنية):بابا يابابا يابابا!

-يضحك حسام ويحتضنها بشدة.

-تراقب رحمة الموقف خفية,وعندما تتلاقي عينها بعين حسام تشيح بوجهها في تأثر.

-حسام يفتح علبة الهدية ويخرج منها فانوس رمضان.

حسام(يقبل أمل):كل سنة وانتي طيبة؟

أمل:هو رمضان جه؟

حسام:زمانه جاي...رمضان بعد أسبوع

-تجري أمل لأمها بالفانوس وحسام مايزال واقفاً مكانه.

أمل:بابا جاب لي فانوس.

رحمة:الله جميل...خليه هنا بقي أحسن ينكسر.

-تسرح رحمة.

فلاش باك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م/11           شقة حسام(الشرفة)        ل/خ

-حسام واقف علي أحد الكراسي,يعلق فانوس رمضان المذهب ذو الزجاج الملون البراق وتسنده رحمة وأمل تنظر في فرح,البهجة تشع من الأسرة.

رحمة:حاسب توقع الفانوس

حسام(مداعباً):شايفة يا أمل أمك خايفة عالفانوس ومش خايفة علي أبوكي.

أمل:أصلك بقالك ساعة مش عارف تعلق الفانوس.

-ينفجر الثلاثة في الضحك

عودة إلي النادي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م/12         النادي(مكان الألعاب)          ن/خ

فوتومونتاج:أمل في غاية السعادة تركب العديد من الألعاب المختلفة مع والدها,ويلتقط لها صوراً بمفردها ويلتقط معها صور السيلفي,تنظر أمل إلي أكثر من فتاة في صحبة والديها فتشعر بالحزن والحرمان.

قطع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م/13             التراس           ن/خ

-الوقت عصراً ميعاد الانصراف,حسام وأمل يقفان علي مبعدة من رحمة التي مازالت سارحة في ذكرياتها وتعلو وجهها شبح ابتسامة مقتولة,تترك أمل يد والدها وتعود إلي أمها تجر ساقيها,فتتنبه الأم

-يستدير حسام ليرحل,الثلاثة في ألم بالغ.

-تجذب أمل يد أمها فتنحني عليها,تهمس لها بكلمات لا تسمعها,تعلو قسمات رحمة الإشفاق,تفكر للحظة ثم تومئ بالموافقة.

رحمة:بس لحد البوابة

أمل(تنادي بصوت عال):بابا.

-يلتفت لها حسام تركض نحوه.

أمل:بابا عايزاك تمشي معايا أنا وماما وأنا بينكم زي زمان,لحد البوابة.

-ينظر حسام إلي رحمة بنظرة متسائلة,تتقدم رحمة وتمسك يد أمل وتقف منتظرة دون كلمة,يمسك حسام باليد الأخري ويمشي الثلاثة وأمل علي وجهها ابتسامة.

قطع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

م14          بوابة النادي         ن/خ

-يقترب الثلاثة من البوابة,فتتلاشي الابتسامة مع وجه أمل,إنها علامة الفراق,يقف حسام ورحمة جامدين علي وجوههم حيرة وتساؤل وارتباك,وسطهما أمل ممدودة الذراعين كالمصلوبة أول الممزقة,تواجه الكاميرا بوجهه الحائر المحبط,وعينيها الحزينتين الخائفتين.

النهاية

شاشة سوداء يكتب عليها:تحدث في مصر حالة طلاق واحدة كل دقيقتين وعشرين ثانية,27حالة في الساعة,651حالة في اليوم,7000حالة في الشهر...في الفترة التي يستغرقها ذلك الفيلم تكون عدة أسر انهارت فعلياً...الطلاق مشكلة خطيرة ناتجة عن مشاكل متعددة نعاني منها...إننا في حاجة لكافة عقلاء وحكماء هذا البلد كي يعالجوا تلك الأزمة الخطيرة...كي ننقد أمل وآلاف الأطفال مثلها...فهل من مجيب؟!

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق