الثلاثاء، 3 أكتوبر 2023

جودي آبوت... من جدران الملجأ للعالم الفسيح

 

جودي آبوت... من جدران الملجأ للعالم الفسيح

 

صدرت رواية صاحب الظل الطويل عام ١٩١٢، للكاتبة جين ويبستر وتعتبر حتي يومنا الحالي إحدي علامات الأدب الأمريكي، يسرد عملنا الأدبي في سلاسة وبساطة آسرة تستحوذ علي القلوب، تفاصيل حياة فتاة تدعي جودي آبوت، لقيطة لا تعرف أبويها تعيش بين جدران ميتم جون غرير، وليس لديها أحداً يعتني بها في هذا العالم-آه ما أقسي أن يكون الطفل وحيداً وسط وحوش تلمع أسنانها أمام عينيه تستعد لنهشه- مثلها مثل بقية أطفال الملجأ يعيشون علي إحسان الغير، وذات يوم يتكفل أحد المحسنين بدراستها وتعليمها، فينقذها من حياة الملجأ ويرسلها لكلية البنات علي أمل ان تغدو كاتبة ، بشرط أن تستمر في إرسال خطابات له تخبره فيها عن حياتها الجديدة، ويبقي هذا المحسن مجهولاً حتي الصفحات الأخيرة.

من خلال تلك الرسائل نشهد تحول الصبية اليتيمة الساذجة علي مدي أربع سنوات، لفتاة  متعلمة نضجت نفسياً وفكرياً وتتوج محاولاتها الأدبية برواية تدور حول ما تعرفه جيداً... أجل حياة اليتم تحت سقف جون غرير ومديرته المتزمتة، بعدما صقل شخصيتها الزمن والعلم فتغيرت نظرتها له ولماضيها.

في تلك الرسائل نعيش بوجداننا تفاصيل الحياة اليومية لجودي، نبتسم لدعاباتها الكثيرة، ونتعاطف مع فشلها وآلامها، ونشاركها لياليها التي تدون فيها رسائلها، ونكاد نراها في حجرة الدرس، وفي غرفة الطعام، وفي المزرعة، وفي كل مكان ذهبت إليه، إن خلود تلك الشخصي  يكمن في أنها عادية مثلها مثل ملايين الفتيات في العالم في كل زمان ومكان، فتاة تكافح لتصير أفضل حالاً، حتي تكتشف وقد تحسنت ظروفها فعلاً، إن صاحب الظل الطويل كما كانت تسميه، لأنها لم تر منه سوي ظله في الملجأ، رجلاً تعرفه جيداً، بل ونشأت بينهما علاقة عاطفية، فالرجل الذي تسبب في إثارة خيالنا وتغيير حياة جودي هو جيرفي بندلتون عم صديقتها جوليا المنحدرة من عائلة ثرية وعريقة.

جيرفي هو المحسن الذي يذكرنا بمساعدة المحتاجين في هذا العالم، وجودي  تعطينا دروساً حول والعمل والإقبال علي الحياة والكفاح بابتسامة في وجه تقلبات القدر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق