أحلام الأرق
ربما الأمور لا تحدث هكذا...ربما اخطأت حين قررت المُضي في تلك المغامرة
النفسية,ما معني تمزيق كلب حياً,كيف سيُمتعك نباحه النابع من ألم قطع أوصاله,علي
أنغام"ليلة عيد" لفيروز...."ليلة عيد" وتقطع شريحة من
لحمه."ليلة عيد"تثقب عينه بأظافرك الطويلة المغطاة بالدم."الليلة
ليلة عيد"تقطع ذيله بأسنانك وهو يعوي من الألم...الآن الكلب يحرر نفسه فجأة
من قيوده يهجم عليك,ينتزع ذكرك بأسنانه كما انتزعت ذيله,تقع علي رُكبَتيك والدم
يتقافز منك وحين ينقسم لمئات الكلاب المتحفزة لتنقض عليك تبدأ أنت......
"اصحي بقي ياله...إيه يا ابني انت فسيخة نايمة في برميل"
عاد زياد من حلمه علي صوت صديقه....
لو حكينا القصة بتلك الطريقة الكلاسيكية ستفقد معناها الغرائبي,الواقع
دوماً حافل بالصغائر والتفاهات التي تسترعي انتباهي الآن تحديداً,تلك الفترة
الفاصلة بين النوم واليقظة.ليلة أرق طويل لا يوّد أن يحتلّك تماماً,فتستسلم له,ولا
يريد أن يرحل عنك فتنام ,وتكف عن محاولة كتابة القصص...في "الأرق
المائع" يعرف الإنسان نفسه جيداً,طفل صغير يحتاج لمن يهدّهدّه ويجلس بجانبه حتي يغمض عينيه...لكن هل يعاني الطفل
الأرق,اصبحت رجلاً,فتعامل يا برنس البرانس مع أرقك المائع بما يليق ببرنس
حقيقي,يقرأ الكتب,ويدخن الشيشة ويكره دورة المياه العمومية المسماة (بالجامعة)...يع
حيث يتبرز فيها الجهلة علي العقول الصافية الخارجة تواً من عالم الأحلام لتصطدم
بعالم الواقع التافه الاقتنائي الذي يرفع شعار:قولي معاك إيه,أقولك تعمل
إيه...حسناً ربما ليس هذا شعاره لكنه شئ من وحي الأرق."الأرق المائع"أين
الأرق القديم حين كان المرء يسهر دون رغبة في النوم؛ليستمتع بهذا الليل الهادئ,كان
أرقاً نبيلاً,طالما فكرت تخيّلت وقرأت بين أحضانه,أرق العشرين مغايراً,تسأل فيه
سؤالاً واحداً:تري ماذا يخبئ الغد؟..فيجيب الكئيب الآخر بداخلك بسؤال آخر وهو يضحك
ويردد ما يقوله ابن عزيزة الهبلة"مش إنت بس اللي ذكي...أنا كمان
ذكي":ومن أدراك أنك ستعيش للغد؟
أين الأرق القديم حيث أحلام اليقظة السعيدة,متي استبدلت به هذا الأرق
اللعين المتقافز حولي صائحاً بفرحة شيطانية:اصبر عليا..ده أنا(......)" يبدو أنه أرق سافل!
ولكن إذا لم تمت...في النهاية ينسحب الأرق ويحل مكانه خدّر يتسحب ببطء
لجسدك ويمسّ روحك,حينها تدرك أنك لم تنتصر علي الأرق بل سلّمك ريثما يستريح لعدو
آخر يدعي النوم القلِقّ....تفاهم مع صديقك الجديد الذي سيصحبك في مغامرة نفسية
كمغامرة زياد,لكن احذر كي لا تجد الكلب هو من يقطع أوصالك وهو يغني"من قد إيه
كنا هنا"
حين تصل لهذا الحدّ قل لنفسك:ربما ظلمنا الأرق..كما يعذّبنا الأرق!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق