أنطونيو جالا يكتب
عن مليونية التأييد!!!
كألف ليلة وليلة كانت أيام المسلمين في الأندلس,لها نفس السحر وذات الإلهام,لذلك
لن يتوقف الأدباء عن استلهام تلك الفترة,بما فيها من روعة وروح إنسانية تشعر
بالجمال؛والأهم أنها تجيد التعامل معه.
استلهم الكاتب الأسباني(أنطونيو جالا) شخصية ابن رشد بكل ما فيها من دراما
ثرية تجذب أي كاتب,واختار من تلك الدراما لحظات محاكمته ومغادرته لقرطبة.لا أدري
إذا كان العيب عيب الترجمة أم عيب الكاتب ولكن الأقرب أن العيب فيّ:تلك المسرحية
دون المتوسط؛فشخصية كتلك تعاني مأساة فظيعة هكذا تحتاج لملحمة.
لكن قبل أن تنتهي لفت نظري سطور أخيرة تناسب الوضع المصري وقد فرغت منها
حالاً,في اليوم التالي لمليونية الشرعية والشريعة,وهي مليونية لتأييد مرسي الذي
يداعب عضوه حين يجالس النساء! يقول عنها
مرتادو الفيس بوك علي لسان جيفارا العظيم في لمحة ساخرة صادقة:"عليا
الطلاق ما فيه حاجة اسمها مليونية تأييد",نجد أن مظاهرات التأييد يحشدها
الطغاة فقط عبر تجميع خرفانهم في
الحظيرة-ولكل مستبد خرفانه-وليس لهذا الهراء نظير في المجتمعات الديمقراطية.قد
يطمئن الحاكم حين يري العديد يؤيدونه عن غفلة وسفه,ولكن حين يدركون مدي خطأهم وأن
الحاكم خدعهم إذا بهم يتحولون من معاونين أوفياء لأعداء متربصين.
يقول جالا علي لسان ابن رشد في نهاية المسرحية بعد أن حُكِم عليه:"لا
تخدعوا هذا الشعب الرائع,لا تهيجوه بالباطل,لا تخدعوه أبداً,إنكم تهززونه دائماً
بين موافقته مثل الطفل كيلا يزعجكم,أو بين معاقبته في فظاظة مثل الطفل دون أن
توضحوا له السبب,تنتقلون من الديماجوجية إلي الاستبداد,احترموا شعب قرطبة
هذا,واحذروه أنه مثل السكين إن لم تحسنوا استخدامه فإنه يقطع أيديكم"
بعد معاودة قراءة ذلك المقطع مرة أخري يكون....خلاص مات الكلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق