الخميس، 25 يوليو 2013

ساحر الصحراء وعلامات باولو كويلو

بعد أن قرأتها بأيام قليلة,أعطاني يوسف زيدان علامة أثبتت لي أن كويلو كان علي حق,"هذه البذرة ستكون يوماً شجرة وارفة",والعلامات البارزة في حياتنا نكون بعدها أشخاص جديدة,نكتشف في دواخلنا نفسية مختلفة,مع كل علامة تمنحنا إياها الدنيا,نسير في طريق مختلف,والعلامات ليست دوماً شئ جيد,فالطرق صعبة والمسافات طويلة,ونحن لا نحتمل كل ما يقابلنا في الحياة؛ربما بسبب ذلك كانت الثورة الذاتية التي تمور فينا بدون شعور,وباولو في تلك الرواية يحاول"تثوير"تفاصيل الحياة,وجعلها أعمق وأظهر مما كانت عليه,وذلك هو الأدب العظيم الذي يؤثر في الإنسان,ويغيره ويجعله يتعلق به ويحبه,الأدب الكاشف عن الخفي من دواخلنا وما فقدناه في زحمة الحياة,وصخب المجتمع,وصراعنا مع البشر,ومشاعرنا المتقلبة بفعل عوامل لا حصر أهمها رؤيتنا للحياة واعتقادنا عن نفسنا.

قامت إذاعة البرنامج الثقافي بإنتاج تلك الرواية بصور مشرفة صراحة,بطولة خالد النبوي,في دور سانتياجو,وخالد الذهبي,وغيرهم من الفنانين تحت عنوان"رحلة السندباد,أعادت أمجاد تلك الإذاعة المتفردة المظلومة المُهملة في ظلامات الحياة المصرية,المحطة التي ربت وثقفت أجيال,وسنستمر ننهل منها متحصنين بها من محيط التفاهة والتسطيح والجهل المدفونين في قاعه.

تستحق تلك الرواية تلك الشهرة الطاغية وكل ذلك الصخب المصاحب لها.فتلك الرواية تدفعنا في طريق الحياة,والحياة بطبعها طاردة لا تسمح للكل بإكمال الطريق,وما أحوجنا لدفعة ولو صغيرة أمام كل تلك العوائق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق