الأحد، 8 ديسمبر 2013

فين الحقيقة يا خال؟!



فين الحقيقة يا خال؟!

محمد منير بالنسبة لي صديق قديم,بدأت علاقتنا من خلال صفحات الدستور وضربة شمس,الضربة التي يُعلن أنها ستعود مجدداً علي صفحات التحرير...واحد من الأخبار السعيدة,لن يشعر بها سوي من كان يعرف الدستور الأسبوعي والضربشمساوية تحت قيادة المُحلق الأعلي خالد كسابمحمد منير...رفيق دايرة الرحلة,ثم تعقمت علاقتي  به فهماً وتأملاً عن طريق بوستات مؤمن المحمدي علي الفيسبوك,التي كان يكتبها بعنوان"مشوار منير غنوة غنوة"....وكما قال مؤمن المحمدي"لقيتها تافهة",منير ليس مجرد مطرب,هو لسان فلسفة إنسان هذا الوطن الغلبان,فقلبه مساكن شعبية,تجد فيها كل الأحلام والآلام والهموم,في صوته المشروخ,حتي وهو يغني للفرحة,وفي ألبوم الفرحة,يتساءل عن الحقيقة,يغني ما كتبه عبد الرحيم منصور,الشاعر صاحب الأبداعات الغنية المركزة من همّ إنساني عام"حزن البشر ده حزننا",وتلك العبارة لما غناها منير في أغنية قول للغريب,حوّلت الكثير من أحزاني الشخصية وأغرقتها لفترات طويلة في الهم الإنساني العام,ومن يومها بدأ عندي ما يعرف بالتقمص الانفعالي الدائم,أضع ذاتي مكان أي شخص يستثير عاطفتي وأتألم لألمه,حتي تنسيني إياه مشاغل الحياة وحقارات البشر,ويغطي ألمي الشخصي علي تقمصي الانفعالي.
منير ومنصور يتساءلان عن الحقيقة,وكصديق قديم وفي مناسبة حولية جديدة,سأحاول مناقشة ما يقولانه.
حاولت أن أبحث عن تلك الأغنية وسط خطوات المحمدي في مشوار منير,ولأسباب اضطرابية لم أجدها وسط كل ما قاله,بعد نظرة سريعة,ولا أذكر إذا كان تحدث عنها حين قرأت ما كتبه في العام الفائت,أحببت أن أستعيد كل المشوار لكن دماغي كعادتي ليست فيّ!!
فين الحقيقة يا خال؟ تعبت عشانها القلوب!
وأي تعب يا عم عبد الرحيم!!القلوب والعقول والأجساد وليال من الفكر والتسهيد,قضاها الواحد السطحي منا في غور ذلك المعني العجيب المسمي حقيقة,واكتشفت أنه ليس هناك حقيقة في هذا العالم البتة,فقط ما يشعر به الإنسان  وينفعل له ويصدقه العقل البشري,بالمنطق المحدود له,من الممكن اعتباره حقيقة,أما"الحقيقة"بالتعريف اللغوي والمفهوم المطلق,فليست من مملكة هذا العالم,ليست في تلك الدنيا المخادعة,التي ظهر فيها الإنسان مؤخراً بعد رحلة طويلة,هو آخر الضيوف عليها,ولا يزال مستقبله يحوطه الكثير من الشك والترقب,وربما الفناء والاستبدال كماحدث من قبل,ربما يعرف عبمقصود وزير الإخوانجي أين الحقيقة,لكني لن أذهب معه ليريني إياها.
في كل لحظة بحال زي الشروق والغروب
في أغنية سؤال,"إيه آخرة الترحال وسهر الليالي وكل يوم بحال"وتلك أسئلة أزلية مصاغة في أغنيات لا يغنيها إلا الملك فقط,لكنها في تلك الأغنية كل لحظة,هو أمر ليس مبالغ فيه لو كنتم تتفكرون.
وإيه في القلوب يا خال؟قلوب ماليها السؤال
مادام الكورس يعرف ما في القلوب فلماذا يسأل؟أو ربما السؤال ليس ما يريد الناس معرفته,هم يبحثون فقط عن الإجابات المريحة,وبما أنه ليس عند العقلاء إجابات مريحة,فسيظلون دوماً ممتلئي القلوب بأسئلتهم,ستدفعهم للتأمل والتفكير,وستحثهم علي الإسراع في الخطي..ليجدوا أنفسهم في الدائرة مرة أخري:"وإيه في القلوب يا خال.
من هو الخال,في الأغنية يبدو أنها حوارية بين عدد من المريدين ورجل حكيم يجيب علي تساؤلاتهم,الخال هنا ليس الأبنودي الجميل,المحفوظ له لقبه المناسب,الخال ليس سوي عبد الرحيم منصور ذاته.
قلوب قلوب خاوية لا فيها خير ولا شر
يجيب الخال عن تلك النوعية الغير موجودة من البشر,ولو وجدت ستجدها دوماً علي هامش الحياة لا يتأثر ولا ينفعل,وهؤلاء لست منهم,ولا أنت بالطبع.
وقلوب قلوب غاوية تجرح كتير وتضر
هذا أنا وأنتم للأسف للشديد,طبعنا الشري ينقح علينا وسط مجتمع خرائي لا يسلب من الآدمية والتراحم,فنصبح بدون وعي نجرح ونضر,وأقسي من ذلك أن تتحالف الذكريات مع الضمير,لنقضي ليلة سوداء نجلد فينا ذواتنا,في انتظاردورنا كمجروحين في الحياة,بعد أن أخذنا دورنا كجارحين.
وأبو القليب صافي دافي ولسانه مر
جربتها تلك كثيراً,المشاعر الصافية النقية حين يسجنها اللسان ولا ينطق بها,خوفاً أو ازدراء,أو....أو....عدد ما شئت,في النهاية القلب حين يصفو لا يعجبه اللسان الحال,ويتحول إلي علقم,في الصمت والكلام.
مر السؤال يا خال للي تاعبه في الدروب
السؤال وكثرة التفكير علي عكس الاعتقاد الشائع,هي معرقلة وتتعب المتسائل,ولو كان لحوحاً وشكاكاً فلن يصل إلي شئ وسيظل يتعثر في  دروبه حتي يقع في حفرته المظلمة الأخيرة ليستقر بعد تعب وكبد طويلان في حياته المليئة بالتعب في الدروب
الأمر معقد والناس سئموا من كل ذلك,والخال الحكيم يقدم عرضاً,
-راح نعمل إيه أمال؟
-نفتح بيبان الدروب
-أمرك غريب يا خال!!نفتح بيبان الخيال
الحوار يأخذ منحي المجادلة,ما الخال يقترح أن نعيش بالخيال,والخال صادق,الخيال هو الحل وسط هذا الواقع العفن,ومن يعلم ربما كل ما نسميه حقيقة هو محض خيال ليس إلا,مجرد تهيؤات بشرية قديمة الأزل مشي البشر عليها حتي اليوم,وأريد أن أستسمح محيط جهلي الواسع وآخذ منه نقطة صغيرة وأتساءل,لم أعد أخشي السخرية ولا الهجوم البليد من البلداء:من وضع البديهيات كـ1+1=2؟,ولماذا تلك حقيقة رياضية مسلم بها,وهل من الممكن بعد عصور طويلة-لو ظل البشر بشراً-أن يثبتوا خطأ تلك الفرضية,ويضحكوا علي البلهاء أصحاب الحضارات القديمة التي أثبت علمهم أنها محض هراء كما أثبتنا خطأ بديهيات بسيطة قال بها الناس منذ آلاف السنين؟
الخيال هو الحل
قلوب قلوب شاردة تعرفش إيه السر!
فاردة الجناح فاردة تبحث لها علي بر
آه...كم أتمني الانضمام إلي هذا القطيع,إلي الطيران والتحليق خذوني معكم,وانزلوا علي البر لو وجدتموه-لن تجدوه أبداً!- من دوني...دعوني شارد فارد.
وأبو الجليب صافي دافي ولسانه مر
للأسف!ّ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق