الثلاثاء، 22 يونيو 2021

السقا مات...ولكن

 يعالج يوسف السباعي المخاوف الأولية في عقل الإنسان تجاه الموت بطريقة فلسفية فريدة، مصبوغة بالحلة الشعبية علي لسان شحاتة أفندي،أو شحاتة الهلفوت المفلس،أو شحاتة السائر نحو القبور نهارا والساعي نحو الملذات ليلا،عندما يروي للمعلم شوشة السقاء نظراته التأملية حول الموت والحياة،يتصادق الرجلان بعدما تعلق شحاتة بشوشة الذي وجد فيه الخير الذي تلاشي من الحياة عندما دفع عنه أجرة طعامه وانقذه من الحيزبونة زمزم،فيقيم عنده ويصبح الرابع مع شوشة وابنه سيد وحماته أم آمنة.

شخصيات مرسومة بفن وإخلاص جعلتهم أبطال واحدة من علامات الأدب العربي الحديث،تدور بهم عجلة الزمن بين الموت والميلاد،اللذين ذاقهما شوشة في وقت واحد عندما ماتت زوجته وولد ابنه في نفس الوقت،فيؤثر الفقدان في شخصيته فيغدو كئيبا إلي حد ما يعاني الدهشة الأبدية أمام تصاريف القدر،يؤثر كلام شحاتة في شوشة،ولما يموت شحاتة يرث شوشة بذلته وحرفته،ويطارد الموت الذي كان يتهيبه،يسير هو الآخر خلف الجنازات ومع الوقت يتصالح مع حقيقة الموت وتتصالح معه الحياة بتعيينه مشرف علي حنفية المياه،حينئذ يزوره القضاء المبرم بعد انهيار منزله عليه،وتظل البدلة حية بعد موت بطلي الرواية وتؤول إلي سيد الصغير الذي يسير بها في جنازة والده،وتمضي السنوات ويكبر سيد ويرث مهنة والده،وتنسي كل الأحداث كأنها لم تكن حتي يقرر يوسف السباعي روايتها من جديد تحت عنوان"السقا مات".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق