الأحد، 5 أغسطس 2012

شواكيش قاتلة!



 شواكيش قاتلة!
 


لك أن تهاجم علي سالم الرجل الذي زار إسرائيل كما يحلو لك,الداعي للتطبيع والسلام مع الكيان مغتصب,صاحب الآراء العجيبة في القضايا السياسية,والأحداث التي تمر بها مصر.
لك الحق في مهاجمة والهجوم علي سالم السياسي,لكن سالم الفنان,فلاتملك إلا الإعجاب به.
أري أن علي سالم هو أهم كاتب مسرحي مصري علي قيد الحياة,علي الرغم من التضييق الذي يعاني منه,من الدوائر الثقافية المصرية,بسبب علاقاته مع الإسرائيليين,التي بسببها تم فصله من اتحاد الكتاب ,أُسقِط هذا القرار بأمر قضائي,إلا أن علي سالم رفض العودة.
قد نختلف مع شخص أو توجه معين,لكن ذلك لا يعني التنكيل والقاء التهم بالخيانة والعمالة وما إلي ذلك,الرجل له موقف أعلنه ولم يتراجع عنه,عندي هو مخطئ,وعندالبعض له صفات أخري لا يمكن ذكرها,
أليس الخطأ حق لكل حي-هو يري نفسه علي صواب-لماذا إذن إسقاط هذا الحق عن سالم؟! ..الذي فقد أخاً له قتلته إسرائيل.

في شواكيشه الساخرة,يدق علي رؤوس العرب,لعلها تفيق مما هي فيه,من أشياء يعلمها الجميع,سالم لا يُخفي إعجابه الشديد وانبهاره بحضارة الغرب-معه كل الحق-وفي نفس الوقت لا ينسي أن أخلاق وقيم الغرب,تكاد تكون حكراً علي المواطن الغربي!
يطوف سالم في الأزمنة والأماكن,بمقالات معظمها أقرب لروح المسرح,ذلك الذي يعشقه علي سالم,ويدرك جيداً أنه خارج المسرح كالسمك خارج الماء؛لذلك يصحبه معه أيضاً في الصحافة.
أعمال علي سالم تلمح فيها هماً وطنياً واضحاً,فهو يحب بلده,ويتمني أن يجد فيها ما هو عند الغرب,يستمتع به المواطن الغربي,بينما يري العربي غارقاً في أوحال من كل نوع..بعضها من صنع الغرب نفسه.,ففي كل مقال تجده يمسك عيباً من العيوب,وتلك هي الكوميديا الجادة-الكوميديا البعض هو من صنع منها هزلاً,وشتان بين الكوميديا والهزل-التي تضحك تلفت الإنسان سواء قرئاً أو مشاهداً لعيوبه هو,تواجهه بها,ولا تضحكه علي آخرلتوحي له أنه في حالة جيداً,والأمور تجري بخير وسلام!
الشواكيش الساخرةالتي استخدمها سالم إذا لم يتم التخلص منها بعد أن أدّمت رؤوسنا...بمرور الوقت ستتحول لشواكيش قاتلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق