حبّة هَوا في الحر!
بقلب طفل ساذج يكتشف الحياة لأول مرة,وعقل فيلسوف حكيم,يصبح وليد طاهر
برسومه وحروفه,حبة هوا في هجير الحياة اللافح,لن تقرؤه-هل يُقرأ أم يشاهد!- أبداً
مرة واحدة,لابد من أخري,لتري فنان يرسم حياتك ويُعلق عليها,تلك فرصة لا تتاح
للكثيرين,ذوي القلوب الصادقة هم من سيتفاعلون مع وليد طاهر,بسبب بساطته الشديدة,التي
لم تبتعد عن الأفتعال والتكلف قط!!لأانها لا تعرف أن تلك الأشياء السيئة وجدِت في
الحياة بعد!الكاريكاتير عند طاهر ليس مجرد رسمة,مقابل مبلغ,ولكنه الأمر الذي يجعله
ساحراً بطريقة ما.طريقة قد لا تتعدي الزمن الذي يعمل فيه,لكنها تمنحه الوهج الذي
سيبقي معه حتي الرسمة الثانية,حين يتوقف عن الرسم والكتابة,سيصبح عادياً جداً,يتألم
في صمت كالجميع,وحين يتأوه تصبح الآه مكتومة صامتة تُدفن في صدره,أما الرسم
والكتابة,هما ما يمنحناه التفرد...يمنحانه عالمه الخاص,الذي يخلقه بمزاجه,دون أن
يفرض عليه أحد شيئاً,في الوقع هو مخنوق,من كل ما يُفرض,لذا بطله الأثير يحمل دوماً
سيجارة,متهدلة علي شفتيه,بقي لها أنفاس معدودة,وتختنق تحت أي حذاء!!!
أذكر أن معظم رسوم الكتاب قد شاهدتها في صباي المبكر,بصفحة ضربة الشمس
للمأسوف عليها الدستور!!!تلك الصفحة العامرة بكل ما يحتاجه الشاب المتمرد علي حميع
الأسوار؛لذلك يخاطبه طاهر:قدام السور .. قدام اللى بانيه .. قدام اللى معليه .. و
كمان قدام اللى واقف يحميه .. وقف راجل غلبان و عمل بيبى
هكذا بكل بساطة يتعامل مع الاسوار المخيفة,ومع بانيّها وحاميها.أزعم أنه
اشترك مع كتيبة الدستور المأسوف عليها!!!!بإمتاع جيل كامل في عزّ الحر والوهج
الساخن الغير محتمل...بحبة هوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق