الخميس، 10 أكتوبر 2013

رسائل في الـinbox



رسائل في الـinbox

شيرين
2:15
نفسي راحت للبس الفساتين,بعد إلحاح علي أبي ليسمح لي بارتداء واحد,ذهبت فرحة لأختار الفستان الأسود الذي فتح نفسي علي الفساتين,لم أكن أعرف يا عمر أنه سيجر علي كل تلك المتاعب,يبدو أنك الوحيد في تلك البلد من يؤيد ارتداء الفساتين,أعرف رأيك في البلد وأنها لا تسمح لأي أحد بأي شئ,المهم أن يكون الكل في زريبة واحدة تحت عصا راع واحد,وكما شجعتني علي ارتداء الفستان,حذرتني مما قد أتعرض له,لكن حماسي لارتداء واحد بخر كل تحذير,وبدد أي مخاوف,سأعيش يوماً كسعاد حسني ومريم فخر الدين,نفس الشكل والزي.
لم أكن أعلم أن الأبيض والأسود أفضل من الألوان,وأنه كلما تقدمت الأعوام علي تلك البلد,كلما زاد تخلفاً وجهلاً وعداء لنفسه,بمجرد أن نزلت من المنزل وتمشيت في سيدي جابر نصف شارع,حتي انهالت علي مسامعي ما تعرفه جيداً من بذاءات القول,السعار الجنسي يجتاح الكبير والصغير في مصر,حتي النساء رأيت بعضهن ينظرن إلي بنفور ممزوج بشهوة خافتة,إذا وجدت مجتمعاً يخفي شيئاً عن عينيّ أبناؤه فاعلم أن هذا الشئ أكثر ما يحتاج إليه هذا المجتمع,والحجاب هو القول الأول والأخير في مسألة النساء,أكثر من مرة سمعتك تنتقد الأسكندرية الحالية وتصفها بـ"اللوحة الممسوحة",عرفت أن اللوحة حين تمسح تختفي منها كل الألوان والاختلافات,وهذا حال مصر,كلهم واحد يا عمر,ولأنني المختلفة,فقد تعرضت لانتهاك جسدي ونفسي...
نظرات الكل كانت تنهش ركبتي وأكتافي,تشاغلت في قراءة رواية أرض النفاق,رغم أنها لم تعجبني,أنا عموماً لا أحب أدب السباعي,أشعر أنه أدب مكتوب للتسلية,ومع ذلك أنا أعتبر تلك الرواية خالدة لأنها تفضح البشر علي حقيقتهم,وتخبرهم عن ماهيتهم بلا تذويق ولا انتحال أعذار,طول وقت المترو كنت بصحبة الرجل الذي أراد أن يكون العالم أخلاقياً,الرجل الطيب الغبي,لم يعرف المسكين مدي وساخة البشر وحقارتهم المطبوعين عليها,حين وصلت للكلية وأردت الدخول منعني الحرس ومعه بعض الطلبة الملتحين,من الدخول رغم محاولات عدة قبل أن استسلم,كلهم كانوا يثبتون النظر علي ساقي وصدري,لماذا لا يفعل الغرب ذلك بتلك الدرجة رغم أنهم يقال عليهم هنا أهل الفسق والفجور,لماذا يحترمون النساء,ويقدرون أجسادهم ويتغزلون فيها ويكتبون فيه الملاحم,بينما هنا جسد المرأة ليس أكثر من مدينة ملاهي من يدخلها يلعب بأعضاؤه ويأتي بشهوته ثم يصفنا بالدنس والعيب,ونحن الأصل,نحن الدنيا,نحن من نأتي لهذا العالم بالعالم!
طفل حدف طوبة,جاءت في فخذي,رأيت اثنين غارقين في الضحك,عرفت أنهم سلطانه لفعل هذا,لو لم تأخذ من المرأة متعتك,فأخرج فيها حقارتك وغضبك علي من يضربونك علي قفاك,وانتقم فيها من    الحياة,حارمتك الهناء,لم ألتفت لهم ولا ظهر الغضب علي وجهي,ومضيت في طريقي,فإذابواحد منهم,يُدخل إصبعه الأوسط بين إليتي,وهو يضحك مسروراً بذلك.
لم أفق إلا الآن,دارت بي الدنيا وحملوني إلي هنا من شاهدوا الموقف,حين تصلك رسالتي,لا تعلق علي ما حدث لي.أردت فقط إخبارك بما حدث,فأنت حبيبي,رغم ابتذال تلك الكلمة علي كل الألسنة,أنت حبيبي وليس لي غيرك أخبره,وأحكي له,لا أزال أشعر بإصبعه الخشن,لا أعلم ماذا حدث له,لكن إصبعه التصق بي,وأخاف أن يلتصق بي طوال عمري,تعرضت للتحرش اللفظي منذ صغري,تلك أول مرة يمسني فيها إنسان-عداك-,لم أعرف مدي حنانك ورقتك وعذوبة معاملتك وجمال الإحساس بك إلا اليوم,حين دخل فيّ الإصبع,لا أخجل منك كما تعلم,وفي كلامنا ورسائلنا طالما حدثتك عن كل شئ مررت به ولم أخجل,وكعادتك كنت دوماً متفهماً.أنت تمتلك قدرة علي التسامح تجعلني أعبدك كإله يرحمني ويعطف علي,بينما الكل يسن سكاكينه,ويدهن سياطه في الزيت الساخن,حبيبي عمر اردتك أن تعرف ما حدث لي حتي أستطيع أن أنام,طالما عمر حبيبي في الحياة فأنا علي استعداد لمسامحتها كما يسامحني ويفهمني هو...تصبح علي خير.

عمر
7:40
طوال الليل وأنا أريد أن أتوصل لما حدث حتي تنتهي بنا الحال لما حدث,منذ يوم خلع مبارك حتي يوم عزل مرسي,ولم أصل لشئ,فقط عرفت أننا نستحق كل ماحدث,لكن شيري لا تستحق ما حدث لها,فأنتِ لازلت ببراءتك فتاة جميلة في العشرين,يحسدني عليها كل من رآها,كخطيبة حلوة في زمن بشع,لن أعلق يا عسل علي ما حدث؛لأنه لا يستحق التعليق,نحن في بلد نُغتصب فيها صباحاً ومساء,رجال ونساء,أتفهم جيداً ما حدث وأعرف أنكِ كاذبة ولن تنامي,وستظلي تبكي طوال الليل,وأن اللهب في صدرك وإحساسك بالعار والمهانة يأكلان روحك ويجلدان نفسيتك,كُتبت علينا الوساخة والعهر في هذا البلد,البلد الغير طيب أهله ولا ناسه,والدليل حالتهم التي يعيشون فيها.
شيرين,فستان ليوم واحد,ورغبة أنثوية عادية فعلا فيك كل ذلك!!إذن لابد أن يحدث لنا ما حدث بعد الثورة والإطاحة بحمارين -مع كامل احترامي وتكريمي للحمار,نحن نعتبره ضمن الشتائم-نحن من نؤذي أنفسنا بأنفسنا,لا يوجد من يؤذينا سوانا.....حبيبتي شيري الجميلة,سأشتري لك فستاناً آخر ترتديه يوم أن نجد لنا وطناً يحتملنا ويحترمنا,بعد أن أنام قليلاً.
انسي يا حلوة,"عدي الألم فوتي,فوتي الزمن بيمر"كما كنت أغنيلك مع منير.
كلنا نتعرض للتحرش بصور مختلفة ودرجات متفاوتة,أعلم أنكِ ستنهارين من البكاء حال رؤيتي,حضني يسعك.
صباح الخير,حتي نلتقي.

هناك تعليق واحد:

  1. برغم كمية الالم التي انتابتني وكمية التقزز والقرف التي تنتابني دوما لقراءة شيء كهذا لانني لا أملك كغيري من الفتيات أن نغير واقع مجتمع بأكمله مازال اذا وجد فتاة ترتدي شيء جميل كان هذا مدعاه للتحرض بها وانتهاكها
    للأسف ليس كل المحبين " عمر " وليس كل خطيب من الممكن أن يقول ذلك الكلام
    تحياتي

    ردحذف