مصر تتكفل بنفسها
خلت المدينة من ضباط الشرطة,اغلقت الأقسام علي المحبوسين بداخلها,ووقف
الضباط بجوار الأهالي القادمين للاطمئنان علي ذويهم المحبوسين.كان المشهد غريباً
بحق,في ظروف أخري كانت تلك العجوز المتهالكة علي الرصيف,تنظر في حيرة وخوف لكل تلك
الأقدام التي تكاد تدهسها,كانت فتحت شلال عينها وهي تستجدي"البيه"الاطمئنان
علي ابنها,والبيه طبعاً بغلظة خارجة من تربية نجسة,سترتطم كفه بخدها,لاعناً اليوم
النحس الذي أنجبت تلك الوسخة ابن الوسخة المرمي في داهية,لكنها ظروف أخري...أيام
ستتمخض عنها دهور.
الشرطة المصرية للأسف تاريخها علي الأقل منذ الملكية إلي الآن حافل بكافة
أنواع الجرائم,وستجد كل ما تتخيله من أساليب للتعذيب بكافة أنواعه,مع الاحتفاظ
ب"التاتش"المصري الأصيل,من حركات وألفاظ,وكافة شئ تحبه حضرتك.اسمعني
نغمة "بس فيهم ناس محترمة","لا مش كلهم برضه
والله","حاسب يا عم فيهم ناس متربية",وكل تلك العبارات التي تنم عن
عشق قطاع من هذا الشعب لكل من يحتقره ويهينه,سأكون منصفاً,واحد من كل ألف شرطي
مصري محترم,احسبهم وصفي نصفهم فيصبح تسعون في المائمة من هؤلاء المحترمين,محترمين
كده وكده.
راجع حوادث قبل الثورة,بعام أو اثنين,ستجد مهازل,اقرأكتاب بسمة عبد العزيز"اغراء
السلطة المطلقة",طالع أي تحقيق صحفي أو تقرير حقوقي,بلاش كل ده,اذهب لاقرب
قسم شرطة,وجرب,حينها سيتغير رأيك بكل تأكيد,إما للسيئ أو للأسوأ.
هل سنعيش في عصر تكون فيه مصر بلا باشا,هل سنري يوماً
مصر(الدولة),والقاهرة(المدينة),أم أن الترييف طغي,ولم يعد هناك أمل.
نحن مجتمع في غاية السوء,فلنعترف بذلك,ولنحلم بالتغيير؛لنعمل له.عيوب
الشخصية المصرية خطيرة وتتزايد باستمرار,والعقل المصري منهار بالفعل,فهل سيظهر جيل
يُظهر سفه وغباء هذا الرأي,أم جيل يؤكده,ونموت من الحسرة؟!والحسرة علي أنفسنا,مصر
الإبداع والفكر,نعرف أنها ستتكفل بنفسها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق