الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

#هنلبس_فساتين



#هنلبس_فساتين

تحولت العادة لحقيقة في بلد راكد,يصنع الجهل في المدارس والجامعات,وينتج العفن كما يتنفس,ويدخل إلي الحمام,وفي قضية لبس الفساتين,الدليل علي أننا ابتعدنا كثيراً,كثيراً جداً عن هويتنا وأصولنا الحقيقية التي ننتمي إليها,الأصول الفرعونية العظيمة التي استبدلنا بها ثقافة الصحراء,وأهملناها لحساب شيوخ النفط,المهووسون بالجسد حد الجنون,نحن أول من بدعنا الفساتين علي الكوكب,وصور الجدران الفرعونية تشهد لنا,حين كانت البشرية عموماً تؤمن أن الأنثي هي الأصل,وحين كانت للمرأة مكانتها الإلهية المقدسة,وبمناسبة ذلك هل فكر أحدكم في أن آدم قد خُلق من حواء؟طبعاً لن أتحدث حديث الضلع التوراتي الأسطوري الساذج,لو كنت تريد أن ترجع للقرآن ستجد ذلك بقليل من التفكير أو استمع مباشرة للذكي الشجاع عدنان إبراهيم,لو أردت العلم والفسيولوجي ستجد الدليل علي ذلك,لو أردت العاطفة فارجع للأم وتأمل الولادة,لن أطيل في الموضوع.
هل تحب أفلام الأبيض والأسود وتعتبر أن ذلك هو زمن الفن الجميل,تعجبك الشوارع والنظافة,والأخلاق التي تراها علي شاشة التليفزيون؟...ماذا كان يرتدي النساء حينها؟..فساتين.
الحجاب الذين يدافعون عنه باستماتة كأن هدمه هدماً للدين وتعدياً علي الذات الإلهية,فرضه الخليفة أول ما فُرض علي جواريه وحريمه؛كيلا يتجرأ أحد العامة السفلة لمجرد النظر لمحظية  من محظيات الخليفة,قد كانوا بالآلاف,لو فرضنا علي المرأة زياً معيناً,فنحن بذلك نسلبها بشريتها كما خلقها الله,ونحولها إلي نمط ونموذج وكليشيه,تلك كهذه,سيتحدثون كثيراً عن الحلوي المغطاة والحلوي العارية,عادي جداً كما قلنا لا يعتبرون الأنثي سوي قطعة للتحلية يجب تغطيتها من العيون والذباب/البشر.
حين يريد بنات مصر لبس الفساتين....يا إلهي هل أصبح حلماً أن ترتدي الأنثي ما يُشعرها بذاتها,ويمنحها إحساسها الطبيعي كإنسانة لها الحق في اختيار ملابسها!!!حين يريدون ذلك هم يرجعون لحقيقتهم,هاربين من الإسدال والنقاب والطرحة,وكل تلك الأشياء المثيرة للعجب التي أصبحت واجباً دينياً ووطنياً وأخلاقياً فجأة,كأننا جئنا مصر وعرفنا السلام منذ ثلاثين أو أربعين عاماً مثلاً؛لتصبح كل من لم تغطي شعرها مسيحية في الغالب متبرجة دوماً,ولو لم تكن مصرياً ذاق مرارة العيش في الوطن,فعليك أن تعلم أن كونك مسيحي/ة تهمة وعلامة تميزك عن باقي الخلق,ولو كنت شيعياً كذلك,ولو كنت نوبياً كذلك,ولو كنت فقيراً كذلك.

لو لم تتحرر المرأة المصرية,الحرية الكاملة,في مواجهة العنصرية,وتصم آذانها عن المقولات المقولبة,والكلمات المسيئة لطبيعتها-التي أراها تفوق الرجل-,فسنعيش أبداً في هذا المستنقع الخرائي,ولن نخرج منه حتي يغرق آخر واحد وهو يأمل في مجئ جيل آخر,جيل يعيش الحياة التي حلمنا بها وثرنا لأجلها,ومات منا من مات وتركونا نحن ندور في الدائرة الجهنمية!!

سيرتعبن من التحرش وهن محقات,فالرجال أيضاً لهم نصيب من التحرش والاغتصاب في هذا الوطن,ومهددون بهتك أعراضهم من السلطة وفي سلخاناتها,فالبنات في عالم يسيل لعابه علي الجسد والجنس,ويحتقرهما كأنهما دنس ونجاسة,ولو علموا ما الجنس لكان خيراً لهم ولنا,ولأراحونا من كل الهراء,عليهن العيش لهدف واحد ووحيد حتي الزاواج"الحفاظ علي غشاء البكارة"فالشرف والعفة والأمانة والإخلاص والحب......فقط في غشاء البكارة,لذلك فقد غشاء البكارة نتيجة أي سبب مهما كان يعني ضياع الإنسانة التي لم تعد بكراً...مرحباً بكم في بلد كانت عظيمة ومتحضرة,أصبحت تعيش لغشاء البكارة.

التحرش أيتها الجميلة لابسة الفستان الملون,تغطية وتعمية علي عجز قاهر,في أي قدرة من قدرات المتحرش,كلٌ حسب ظروفه وموقعه في الحياة,فعليكِ أن تشفقي عليه قبل أن تكرهينه,حوار سمعته بين صديقين عن التحرش,تعصب أحدهما وصاح:"أيوة ترجعله وترد عليه",أنا أتفهم أن تنكسر واحدة وتشعر بالإهانة,لو حدثت لرجل ربما شعر بشعور أسوأ,وأعرف أن واحدة ستجري هاربة لتنجو مما هو أقذر,لكني أؤكد أن وسط محيط العفن والقذارة المحاصرين به,كلنا يتم التحرش بنا بطرق مختلفة؛لذلك يا آنستي ويا سيدتي واجهن التحرش الجسدي,بكل عنف,وردوا عنكن كل أذي,فقد يتعلم منكن الرجال يوماً,وحينها ستتغير مصر للأبد.

هناك تعليقان (2):

  1. في بلد لو فقط نظرت الفتاة للمتحرش بها نظرة غاضبة قالوا عنها فتاة سيئة
    بماذا تنتظر
    انا عن نفسي اقاتل عن حقي مهما كان وان حدث معي م يغضبني او يثير في نفسي الاشمئزار ارد بكل عقلي ان لا اقف عندك ...ولا يهمني ان قال الناس انني فتاة غير مهذبة لانني ادافع عن حقي
    يكفيني ان عندما كنت صغيرةو لم اعرف كيف ادافع عن حقي

    ردحذف
    الردود
    1. أحييك من صميم قلبي,ففي عالم الباطل يصبح الحصول علي الحق مسعي يسلكه الأبطال.

      حذف